الفوضى في الصومال تدعو لازدهار القرصنة

 

شبكة النبأ: " لن يمكنهم التفريق بيننا وبين الصوماليين العاديين فنحن نرتدي نفس الملابس.. لن تتوقف القرصنة ما لم تكن لدينا حكومة". هذا مختصر الحال لما وصفهُ ياسين ديري، القرصان الصومالي، الذي يبلغ من العمر 39 عاما وانظمَّ لعالم القرصنة قبل خمس سنوات جانياً ثروة من هذا العمل الآخذ في النمو بسرعة.

وتحدث ياسين الى رويترز في جاروي عاصمة اقليم بلاد بنط الواقع بشمال الصومال بينما أحاط به حرسه الشخصي.

كان ياسين يرتدي جلبابا يبدو باهظ الثمن ويمضغ القات ويمسك ببندقية كلاشنيكوف بينما كان يروي قصته التي بدأت بمولده في معقل للقراصنة على الساحل الصومالي.

وقال "ولدت في بلدة ايل وكنت أعمل صيادا. اضطررت الى خطف سفن أجنبية بعد انهيار الحكومة المركزية. لم يعد هناك أحد يراقب البحر وتعذر علينا الصيد لأن السفن التي تذرع السواحل الصومالية بشكل غير مشروع كانت ستدمر قواربنا الصغيرة ومعداتنا. ولهذا اضطررنا للقرصنة."

وأضاف "المرة الاولى التي اشتركت فيها في خطف سفينة كانت عام 2003. لابد وأنها كانت سفينة عربية. كان طاقمها يضم 18 يمنيا وكانت سفينة صيد كبيرة سبق وأن دمرت قواربنا عدة مرات."

وتابع "أحطنا بها بقواربنا واحتجزناها ليلا تحت تهديد السلاح. لم نكن نعرف هذه الاساليب الحديثة مثل استخدام الخطاطيف والسلالم لذا اقتربت قواربنا وتسلقنا اليها."

وقال "احتجزناها لمدة أسبوعين ثم تدخل بعض الوسطاء الصوماليين والعرب للتفاوض. أقنعونا بأخد تعويض قدره 50 ألف دولار. يا إلهي.. كان هذا مبلغا ضخما بالنسبة لنا مما فتح شهيتنا على اصطياد السفن."

ومضى قائلا "لم تكن لدينا فكرة في ذلك الوقت عما كنا نفعله. كنا قلقين جدا لما سيحدث. تراجع اثنان من أصدقائي لانهما كانا خائفين."

وقال "تغيرت حياتي كثيرا في الحقيقة لانني حصلت على أموال أكثر مما حلمت به. ففي عملية واحدة حصلت على 250 ألف دولار لذا تغيرت حياتي تماما."

وأضاف "لا يمكن عد الاموال التي جنيتها. أعني أنني لن أقول لكم قدر الاموال التي جمعتها. أحب أيضا أن أستمتع بوقتي وأسترخي."

واستطرد قائلا "عانيت العديد من الصعوبات في عملي أيضا. تعرضت حياتي للخطر وقتل بعض زملائي بينهم أشخاص غرقوا في البحر عندما انقلبت قواربهم."

وقال "أسوأ تجربة مرت بي عندما هاجمتنا سفينة حربية أمريكية بينما كنا نتصيد سفينة. أطلقت النار علينا وأمسكت ببعضنا بشكل مباغت. هربنا في زوارقنا السريعة بينما كان الرصاص ينهمر من حولنا."

وأضاف "في عام 2006 كنا نلاحق سفينة لخطفها فاقتربنا منها وقفز أحد أصدقائنا عليها. تمكنت السفينة من الهرب ولم نسمع شيئا عن صديقنا منذ ذلك الحين. لا نعلم ان كان حيا أو ميتا."

وقال "سجنت أيضا ذات مرة في جاروي لكن عائلتي هاجمت السجن وقتلت اثنين من الشرطة وهربت مع سجناء اخرين خلال تبادل لاطلاق النار أعقب ذلك."

وأضاف "لدي الان من يقومون بالعمل بدلا مني وأقوم أنا بالتمويل. أحصل على أموالي ولا اضطر الى مغادرة ايل. لم أخرج الى البحر لخطف سفن في الشهور الاخيرة."

وقال "تذهب مجموعتي الى البحر وأدير أنا أمورها المالية. أشتري قوارب سريعة وأسلحة وكل ما تحتاجه."

وأضاف "لا تنشب خلافات بيننا في العادة لكننا اختلفنا ذات مرة عندما كنا نحتجز فرنسيين في هابو وطالب البعض بنقلهما الى ايل بينما رفض آخرون هذا."

وتابع "عندما نخرج الى البحر نتوقع المكسب والخسارة على الرغم من أننا نتوخى الحذر دائما من السفن الحربية التي يمكن أن تهاجمنا."

واستطرد "من الصعب أن تبقى قرصانا لكننا غيرنا استراتيجياتنا السابقة. غيرنا عملياتنا في المحيط الهندي بأنواع جديدة من الهجمات نستخدم فيها اليات حديثة منها نظام تحديد المواقع لنعرف المكان الذي تمر فيه السفن الحربية."

وقال "يوجد الان جيل شاب جديد ونشط يريد المشاركة في عمليات القرصنة ويحب المال بشكل عام."

وأضاف "اذا وافقت الامم المتحدة على محاربة القراصنة على البر فلن يؤدي هذا إلا الى مقتل صوماليين أبرياء. لن يمكنهم التفريق بيننا وبين الصوماليين العاديين فنحن نرتدي نفس الملابس.. لن تتوقف القرصنة ما لم تكن لدينا حكومة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/كانون الثاني/2009 - 29/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م