آراء وتوجيهات المرجع الشيرازي بخصوص الانتخابات

المشاركة في الانتخابات ضمان لحقوق الأكثرية وتعبير عن الاهتمام بأمور البلاد

 

- نأمل ببناء عراق مستقل وموحد وعلى أسس التعددية والمشورة والعدل والحرية المشروعة ويلزم تعبئة كافة الشرائح لأجل ذلك

- يجب ان يسعى الجميع لحفظ أمن الانتخابات وكشف المحاولات الرامية للتزوير والتحريف والتاثير

- لا يجوز بيع الاصوات في الانتخابات لصالح أية جهة مقابل المال سواء كانت جهة معادية للخط الاسلامي أوجهة علمانية أو جهة مجهولة

- من المردودات الايجابية للانتخابات, وصول الشعب العراقي إلى حقوقه المشروعة، ومنع قيام أنظمة دكتاتورية

 

شبكة النبأ: كلنا نتفق على ان العراق يمر في مرحلة تأسيس وبناء في جميع مجالات الحياة، ومن بينها بل وأهمها بناء العملية السياسية كونها المقوم الإداري الشامل والأهم للشعب العراقي.

وقد كرست المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي جهودها الفكرية والثقافية على نشر قيم حرية الإنسان وضمان أمنه ورفاهه, وتوطيد أسس العدالة بآفاقها الإنسانية والكونية, والعمل على إقامة دول السلام والأمان والازدهار في أجواء حرية الرأي والتعبير ورفض الاستبداد بكل أنواعه وأشكاله وأحجامه, واحترام تشريعات حقوق الإنسان ومبدأ السلم, والإلتزام بمبدأ اللاعنف كطريق لحل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والسياسية.

خصوصا في العراق, أرض أهل البيت والأنبياء (ع) حيث استقطب هذا البلد الكبير جهوداً كبيرة من أقطاب هذه المرجعية ومؤسساتها المنتشرة في أنحاء العالم, فرسمت آلية عمل لبناء العراق الجديد بعد تحريره من نظام المقبور صدام, فقد قال سماحة السيد المرجع في الأيام الأولى بعد تحرر العراق من العام 2003م:

ينبغي على بناة العراق الجديد تبني مبدأ اللاعنف، والمطالبة بالحقوق المشروعة عبر الطرق السلمية وتحكيم الحوار البنّاء، والتفاهم الصريح واللّين. وان من المردودات الايجابية للانتخابات, وصول الشعب العراقي إلى حقوقه المشروعة، ومنع قيام أنظمة دكتاتورية تضطهد الشعب، كما أنها الطريق إلى خروج القوات الأجنبية واستقلال وسيادة العراق, وتأكيداً على انتقال العراق إلى مرحلة إيجابية تأمل العراقيون أن يعيشوا فيها بحرية وأمان وسلام واستقرار ورفاه, وقال سماحته: "نأمل ببناء عراق مستقل وموحد وعلى أسس التعددية والمشورة والعدل والحرية المشروعة... ويلزم تعبئة كافة الشرائح كامل الطاقات لبناء عراق الغد كي ينعم الجميع بكامل الرفاه والخير والسعادة والعدل".

ولعل الانتخابات القادمة التي ستجري نهاية الشهر الجاري لاختيار اعضاء مجالس المحافظات، تُعدّ من الخطوات التأسيسية الهامة في البنية السياسية العراقية الراهنة، حيث خرج العراقيون من عقود القهر والدكتاتورية وحملوا الإرث الثقيل لتلك العقود وهم يجهدون أنفسهم بالتخلص منها ومن تبعات مرحلة الاحتلال وما رافقها من مآسٍ وأخطاء.

وتأتي خطوة الانتخابات القادمة لتضع القطار على السكة الصحيحة، وتضع اللبنات الأولى للبناء الجديد، من هنا تكتسب أهميتها القصوى كونها مرحلة تأسيس في بلد وشعب ذاق الأمرّين، ومن هنا ايضا تأتي مسؤولية التنوير والاشارة والتصحيح التي تقع على عاتق المصلحين من المراجع العظام والعلماء والمفكرين وغيرهم ممن ينتمي الى هذه الشريحة التي تتصدر دفّة التوجيه والبناء.

ولذلك ومن منطلق المسؤولية الدينية والانسانية كان لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله رأيه وتوجيهاته الواضحة بصدد الانتخابات وقد اقتبسنا هذه الآراء الواردة من البيانات والاسئلة والاستفتاءات التي وردت إلى مكتب سماحته في مدينة قم المقدسة، عن الانتخابات التي جرت وتجري في العراق ومايتعلق بها.

ونظراً لأهمية هذه الانتخابات فقد جاء في مجمل الايضاحات والأجوبة التي قُدمت من مكتب السيد المرجع الشيرازي دام ظله، مايلي اقتسبناها بتصرف من موقع مؤسسة الرسول الاكرم:

- المردود الايجابي للانتخابات. هو وصول الشعب العراقي إلى حقوقه المشروعة، ومنع قيام أنظمة دكتاتورية تضطهد الشعب، كما أنها الطريق إلى خروج القوات الأجنبية واستقلال وسيادة العراق _بإذن الله سبحانه_.

- إجراء إنتخابات حرّة ونزيهة هو في مصلحة الشعب العراقي الكريم، فعلى الجميع المشاركة الجادة والحثيثة فيها، وعليهم إختيار اللوائح الإسلامية والوطنية الحقيقية، وإيجاد الأجواء اللازمة لتتم عملية الإنتخابات بسلام.

- ان المشاركة في الانتخابات تعبير عن الاهتمام بأمور العراق الجريح.

- ضرورة ان يسعى الجميع لحفظ أمن الانتخابات وكشف المحاولات الرامية للتزوير والتحريف والتاثير.

- ضرورة ان ينتخب الناس، المرشحين الذين نالوا ثقة المؤمنين.

- يشترط في الحزب أو الفرد الذي يروم الناس انتخابهم، صحّة العقيدة والإيمان بالمعنى الخاص.

- لا يجوز بيع الاصوات في الانتخابات لصالح جهة معينة مقابل المال سواء كانت جهة معادية للخط الاسلامي أوجهة علمانية أو جهة مجهولة.

- لزوم المحافظة على نزاهتها وسلامتها، ودليل لزوم ذلك واضح لأن المشاركة في الظرف المعاصر هي من أفضل السبل الموجودة في الأنظمة السياسية للحصول على الاستقلال السياسي والاقتصادي، والخروج من سلطة الاحتلال والدكتاتوريات إن شاءالله تعالى.

- من مؤهّلات الترشيح: الإيمان، والعدالة، والوثاقة، وسعة الصدر، ومحبّة الآخرين وخدمتهم بإخلاص في سبيل الله تعالى، وينبغي للجميع الفحص عن قائمة تضمّ أفراداً يحملون هذه المؤهّلات، علماً بأنه ليس هناك قائمة خاصة منصوص عليها من قبل سماحة السيد دام ظله.

- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وهذا الكلام في قمة البلاغة ومنتهى الحكمة، إذ يجعل كل إنسان مسؤولاً عن كل ما يجري على بلده وشعبه ويكلّفه القيام بما يقدر عليه من اصلاح بلده وشعبه وتوفير السعادة عليهم،وهذا لا يكون إلا بمراعاة شروط المرشحين وانتخاب المؤمن والوفي الخدوم منهم.

- الانتخابات يجب أن تكون تحت إشراف ممثلين لكلّ قطاعات الشعب حتى لا يكون هناك أي نوع من التزوير وتكون حرّة بمعنى الكلمة، وتكون الفرصة متاحة لكلّ صاحب كفاءة من جميع شرائح الشعب في إمكان ترشيح نفسه ولا تعيقه عوائق مدبّرة خلف الأستار أو مفروضة من قوى خارجية.

- ينبغي للمؤمنين الالتزام بالقوانين والأعراف الأخلاقية، وأن يكونوا كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يداً واحدة على من سواهم، وأن ينتخبوا المؤمنين ويصوّتوا لصالحهم دون غيرهم، وإذا ارتقى أحد المؤمنين إلى المجلس فعليه أن يخدم المذهب الحقّ وأهله وأن يكون رحمة للجميع وفي نفع الجميع، ففي الحديث الشريف: «خير الناس من انتفع به الناس».

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/كانون الثاني/2009 - 28/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م