ايها العرب  اين احذيتكم في معركة غزة؟

محمد الوادي

صفقت وزمرت وهللت واحتفلت الاغلبية الساحقة من العرب لمراسل البغدادية " ابو القندرة". والغريب ان كتاب واعلاميين ومايطلق عليهم " مثقفين وفنانين " شاركوا بهذا التهليل حتى ظن المرء ان القدس قد تحررت وان هزيمة حزيران الشنيعة قد تحولت نصر لابديل عنه. بل ان قصائد عربية  سميت باسم القندرة لاتعد ولاتحصى كتبها شعراء واشباه الشعراء. ودخل على خط القندرة فنانين معروفين في عالمنا العربي الكالح وفي مقدمتهم عادل امام. ونقلت الانباء ان الكثير من النساء العربيات قد اطلقن  على المواليد الجديد اسم " ابو القندرة " وغير متاكد اذا كانت هناك امراة قد سميت مولودها باسم القندرة نفسها فكل شيء جائز في امة اصابها الجهل والتخلف والتخبط  والفشل حد النخاع !؟

رغم ان مثل هكذا تصرف المفروض انه لاينتمي الى المنظومة الاخلاقية العربية التي تنتمي الى تقاليد العشائر العربية الاصيلة ولاينتمي الى ايضا الى خلق وتربية القران الكريم الذي نزل بلغة العرب انفسهم ولا ينتمي حتى الى كل الاديان السماوية التي ولدت من رحم هذه الارض العربية التي كانت يوما خصبة بكل ماهو نبيل وشجاع وكريم.  

احداث غزة الدموية اعطتنا مجموعة صور وليس صورة واحدة فحسب عن وجوه بائسة لحكومات عربية مهزومة واخرى عميلة واخرى  متواطئة بشكل فاضح حتى بذبح الفلسطينيين من الاطفال والشيوخ والنساء الا استثناء نادر من هذه الحكومات  وما بما قدر الله. ولم تفيد كل قمم " الترقيع " لتغطية هذه الحقائق الكبرى في حاضرنا المعيب المشين هذا. وكانت نساء غزة تستصرخ ضمير هذه الحكومات من شاشات التلفاز وبشكل مباشر  وخاصة من قنوات كانت من اول المصفقين لتصرف القندرة المشين لكن دون أدنى جدوى او رد فعل رجولي او عروبي او حتى انساني.

وفي مؤتمر شرم الشيخ كان اكثر الحاضرين  ممن ساهم بذبح الفلسطينيين  و بعضهم كان مساهم بشكل كبير بالسكوت على هذه الجريمة. ومن مصر كانت " حبل " خنق غزة من خلال اقفال معبر رفح الذي اصبح اكثر من شهير في هذه المجزرة الشهيرة وتحول المعبر الى رمز سوف يستخدم كاشارة موت بالخنق حتى عقود قادمة.

وايضا في قمة الكويت حضرت بعض الوجوه كانت فاعلة بذبح الفلسطينيين. وكل هذه قمم الترقيع حضر المئات من الكتاب والصحفيين العرب واجزم اني شاهدت الكثير منهم كان ممن دافع حينها عن سلوك القندرة. 

ورغم اني لا احترم سلوك " القندرة " لمعرفتي الحقيقية لاي مدرسة ينتمي وباي ثمن ممكن توجيهه او شرائه. لكني كمراقب لداعمي هذا السلوك المشين تمنيت ان يفعلها ولو ظل " صحفي او كاتب او مراسل  عربي" ممن وقفوا وصفقوا لهذا السلوك المنحرف الذي حدث في بغداد وبحضور رئيس الحكومة العراقية المنتخب السيد المالكي.

ان احد اوجه جريمة غزة  التي يجب الانتباه اليها هو هذا النفاق العربي المفضوح والانفصام الكبير لدى غالبية هذه الامة. فهي تصفق لسلوك مشين مدفوع الثمن لانه في بغداد  وبحضور رئيس الحكومة المنتخب , لكنها تلزم صمت القبور حين يتعلق الامر ببلدانهم او (بالزعيم الاوحد او طويل العمر او القائد الضرورة). كما صفقت الاردن لبطولات الارهابي المقبور الزرقاوي ووصلت  شعبيته بالتصويت الى اكثر من 95 بالمائة لانه كان يذبح  شيعة اهل العراق الكرام. لكن شعبية هذا الارهابي تدنت الى فقط 15 بالمائة في الاردن بعد تفجيرات الفنادق في عمان!!

 ان القندرة واصحابها هم الاحرى بها وبكل الصفات التي تحملها وبئس له من سلوك ومن فكر ومن شعر خائب يمجد هكذا تصرف معيب.  

بالمناسبة  اثبتت الاحداث بعد فعلة القندرة ان هذا هو الطريق الاقصر للانتهازيين للحصول على مكاسب مادية وبيوت وعروض عمل في القنوات الخائبة وايضا طريق جيد للحصول على لجوء في مدينة جميلة مثل جنيف. هذا ماحصل عليه ويسعى اليه ابو القندرة  لحد الان. فتفضلوا الى جنيف ايها  الداعمون المنافقون فان جرائم غزة تصرخ بوجهكم.. اين  قنادركم ايها العرب.!!؟ او انها مجرد عنتريات تبيعوها على الناس عندما يكون الامر متعلق ببغداد العظيمة. اما غير ذلك فانتم مجرد نمور من ورق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/كانون الثاني/2009 - 28/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م