
شبكة النبأ: تحت إجراءات أمنية غير
مسبوقة يشارك فيها عشرات الآلاف من العملاء الفيدراليين وقوات الأمن في
البر والبحر والجو، يبدأ تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فصلاً جديداً
بتنصيب باراك أوباما، كأول رئيس أمريكي أسود.
وأثار تسلّم اوباما مهامه آمالاً كبيرة لدى عدد من قادة العالم
شابها في بعض الاحيان تشكيك في قدرته على التصدي للتحديات الهائلة التي
يواجهها.
وبعد سنوات من توتر العلاقات مع المسلمين عقب هجمات 11 من سبتمبر
ايلول قبل نحو سبع سنوات والتي دفعت بوش الى اعلان الحرب على الارهاب
وجه أوباما عبارات تصالحية تجاه المجتمع الاسلامي وقال انه سيسعى "لنهج
جديد للمضي قدما" يقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. لكنه
قال فيما يخص قضية الارهاب "لن نعتذر عن طريقتنا في الحياة.. ولن نتردد
في الدفاع عنها .. ولاولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم من خلال اثارة
الارهاب وقتل أبرياء.. نقول لكم الان ان عزيمتنا اقوى ولا يمكن كسرها
.. لا يمكنكم أن تفوقونا صمودا.. وسنهزمكم."
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت "لا اعتقد
انني شاهدت يوما يتطلع فيه المجتمع الدولي الى رئيس اميركي بهذا
الشكل".
وبعيد اداء اوباما القسم تحدث رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون
عن "فصل جديد في التاريخ الاميركي وفي تاريخ العالم".
من جهته اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "تصميمه على العمل (مع
اوباما) يدا بيد" بهدف "مواجهة التحديات الهائلة معا". بحسب رويترز.
كذلك دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني اوباما الى ان
"نواجه معا التحديات الراهنة من الازمة المالية الى الوضع في الشرق
الاوسط وافغانستان".
من جانبه قال الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ان الولايات
المتحدة ستسعى بوجود اوباما الى تحقيق "توافق معنوي" مؤكدا ان "قوة
اميركا تنبع بشكل اساسي من عمق قناعاتها وقيمها المثالية".
وعبر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بتعميق العلاقات
بين واشنطن والاتحاد الاوروبي. وقال "ادعو اوروبا والولايات المتحدة
الى تعميق العلاقات عبر الاطلسي وضم جهودهما (...) للتعامل مع التحديات
الكبرى في زمننا".
واكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو انه يضع "كثيرا من
الامل والثقة" في اوباما بينما قال ساركوزي "ننتظر بفارغ الصبر العمل
معه وتغيير العالم معه".
وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد "انها لحظة استثنائية ليس
للشعب الاميركي وحده بل لكل الذين يؤمنون بالديموقراطية والحرية
والتقدم في العالم".
الا ان قادة آخرين حذروا من المبالغة في الامل لان اوباما (47 عاما)
يرث بلادا تخوض حربين في العراق وافغانستان وتعاني من ازمة اقتصادية
كبيرة وستواجهه تحديات عدة من التصدي للاحتباس الحراري الى النزاع في
الشرق الاوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء قبل تنصيب الرئيس
الجديد ان اوباما يتمتع "باجماع عالمي" لكنه لا يملك "عصا سحرية"
لمعالجة "كل مشكلات اميركا وكذلك مشكلاتنا".
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان طهران تنتظر "الافعال
السياسية" للرئيس الجديد قبل ان تحكم على نياته حيال طهران.
من جانبه قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه "مقتنع بعمق
بان خيبات الامل الكبرى تولد من الامال الكبرى".
واكدت باريس ومثلها برلين ان اوروبا يجب ان تحافظ على موقعها على
الساحة الدبلوماسية. وقال كوشنير ان "فرنسا واوروبا ستواصلان اداء دور
وهذا ما قمنا به لتونا في غزة" في اشارة الى جهود الاوروبيين بهدف
ارساء وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس.
كذلك املت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بتعاون كبير "عبر
الاصغاء لبعضهما البعض" ورأت ان "بلدا واحدا لا يمكنه ان يعالج بمفرده
مشاكل العالم".
وشددت ميركل على ان الولايات المتحدة تشكل "مفتاحا" لتجاوز الازمة
الاقتصادية متمنية لباراك اوباما "حسن تدبير وحظا جيدا" لانهاض
الاقتصاد الاميركي.
أوباما يوقع مرسوماً يقضي بإغلاق معتقل
جوانتانامو
وفي اول خطوة عملية له كرئيس للولايات المتحدة، أعلن باراك اوباما
انه سيوقّع الخميس، مرسوماً يقضي بإغلاق سجن جوانتانامو ووقف كل
محاكمات جرائم الحرب الجارية حاليا. بحسب بيان مصدر من البيت الابيض.
نقلاً عن "محيط".
ونقلَ موقع قناة "العالم" الإخباري عن المصدر -الذي طلب عدم الكشف
عن هويته- أن الرئيس الجديد وعد خلال حملته الانتخابية باغلاق السجن
المقام في قاعدة جوانتانامو البحرية (كوبا) وسوف ينفذ ما وعد به بعد
يومين على تسلمه السلطة.
وجاء في مشروع المرسوم ان سجن جوانتانامو "سيقفل في أقرب وقت ممكن
وعلى أبعد حد خلال عام بعد نشر هذا المرسوم".
وكان الرئيس أوباما طلب بعد ساعات فقط من توليه منصبه رسميا تعليق
المحاكمات في معتقل غوانتانامو لمدة 120 يوما، أي حتى 20 مايو/أيار
المقبل، لإفساح المجال أمام الإدارة الجديدة لمراجعة الإجراءات
القانونية في السجن والقضايا التي تنظر داخله.
ويقضي الطلب بوقف إجراءات المحاكمات في 21 قضية منظورة من بينها
القضية المقامة على خمسة سجناء متهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر/أيلول
2001 قد تصل عقوبتهم حكم الإعدام.
ومازال 245 معتقلا من بين 800 يقبعون في غوانتانامو، بعد إلقاء
القبض عليهم في إطار ما يسمى "الحرب على الإرهاب".
ورحبت الأمم المتحدة بتعليق أوباما الإجراءات الاستثنائية في
غوانتانامو ووصف مانفرد نواك المقرر الخاص للامم المتحدة حول موضوع
التعذيب تعليق الرئيس الأميركي باراك أوباما الإجراءات الاستثنائية في
غوانتانامو بالإيجابي جداً مبدياً ثقته بإلغاء وشيك لهذا المعتقل.
كما رحب مفوض العدالة في الاتحاد الأوروبي جاك بارو الأربعاء بخطط
أوباما تجميد المحاكمات العسكرية في جوانتانامو، وقال في بيان "أنا
سعيد بأن واحدا من أول أعمال الرئيس أوباما هي طي صفحة هذا الملف
الحزين".
اوباما لشعبه: سنبدأ مجدداً اعادة صنع أمريكا
وأصبح باراك أوباما اول رئيس أسود للولايات المتحدة يوم الثلاثاء
الماضي وسارع إلى طي صفحة عهد حكومة الرئيس السابق جورج بوش وحث
الامريكيين على العمل معا لانهاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ
70 عاما واصلاح صورتها في الخارج.
وقال أوباما في كلمة أمام حشود اجتمعت لحضور حفل تنصيبه بعد أدائه
اليمين القانونية "من اليوم.. يجب أن نتوحد وننفض عن أنفسنا الغبار
ونبدأ مجددا مهمة اعادة صنع أمريكا."
وعلت صيحات التأييد من جانب مئات الالاف الذين تجمعوا في الساحة
الوطنية بينما كانوا يتابعون أوباما وهو يقف ويرفع احدى يديه ويضع
الاخرى على الكتاب المقدس الذي استخدمه الرئيس الامريكي الاسبق ابراهام
لينكولن يوم تنصيبه للمرة الاولى عام 1861 ويردد اليمين ليصبح الرئيس
الرابع والاربعين للولايات المتحدة خلفا لجورج بوش. بحسب رويترز.
وقبل الرئيس الجديد الذي بدا متألقا زوجته ميشيل وابنتيه التلميذتين
ماليا وساشا ثم التفت الى الحشود التي تجمعت في يوم شتوي بارد. وهتفت
الحشود "أوباما .. أوباما".
وتسلم أوباما الديمقراطي السلطة من الجمهوري بوش الذي تولى السلطة
لفترتين وهوت معدلات التأييد له الى مستويات قياسية.
وعكر صفو الاجواء المفعمة بالبهجة سقوط السناتور الديمقراطي ادوارد
كنيدي مغشيا عليه خلال مأدبة غداء بمناسبة التنصيب في مجلس الشيوخ
الامريكي. وخضع كنيدي (76 عاما) لجراحة في يونيو حزيران لازالة ورم في
المخ. وقال معاون في الكونجرس ان كنيدي كان يعاني من تشنجات على ما
يبدو. ونقل الى الخارج على محفة.
وقال اوباما على مأدبة الغداء "سأكذب عليكم اذا لم أقل أن جزءا مني
معه الان. وأعتقد ان هذا ينطبق علينا جميعا."
وادوارد كنيدي هو شقيق الرئيس الامريكي الراحل جون ف. كنيدي وهو
واحد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين الذين يحظون بالاحترام.
ومثل تنصيب أوباما (47 عاما) -وهو ابن لاب كيني أسود وأم بيضاء من
كنساس- معاني رمزية للامريكيين من اصل افريقي الذين عانوا على مدى عقود
من العبودية ثم التفرقة العنصرية التي جعلتهم مواطنين من الدرجة
الثانية.
وفي اشارة الى هذا التاريخ أثنى أوباما على الذين بنوا البلاد من
الاساس ومنهم أولئك الذين "تحملوا ضربات السوط وحرثوا الارض القاسية".
وتعهد بتحرك جريء وسريع بخصوص الاقتصادي الامريكي "شديد الضعف" وجعل
ذلك اولوية قصوى في حين يعمل مع الكونجرس الامريكي الذي يهيمن عليه
الديمقراطيون بشأن حزمة تحفيز اقتصادي تقدر بنحو 825 مليار دولار تهدف
لاعادة الحياة الى الاقتصاد.
وواصلت مؤشرات الاسهم الامريكية خسائرها وانخفضت الى أدنى مستوياتها
خلال الجلسة بعد كلمته التي لم يفصح خلالها عن تفاصيل تذكر بشأن كيفية
مواجهة الازمة.
وتعهد اوباما بأن تغادر الولايات المتحدة العراق "بشكل حكيم"
وبمساعدة أفغانستان على تحقيق السلام الصعب.
ولم يعلن جدولا زمنيا محددا لسحب القوات الامريكية من العراق لكن
يتعين بموجب اتفاق موقع بين الولايات المتحدة والعراق أن ترحل القوات
الامريكية بنهاية عام 2011. وتعهد بزيادة عدد القوات الامريكية في
افغانستان لصد حركة طالبان التي استعادت النشاط.
وفي اشارة واضحة الى عمليات الاستجواب الامريكية القاسية للمشتبه في
كونهم ارهابيين والتي واجهت ادانة واسعة في الخارج تعهد أوباما
بالتغيير قائلا انه يرفض "الاختيار بين سلامتنا ومبادئنا" بوصف ذلك
امرا خاطئا.
ولم تصدر حكومته على الفور أمرا باغلاق معتقل جوانتانامو الامريكي
في كوبا لكن مساعدين قالوا انه قد يفعل ذلك بحلول مطلع الاسبوع القادم.
ووجه أوباما حديثه لملايين المشاهدين في الخارج قائلا "اعلموا أن
أمريكا صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة وطفل ينشد مستقبلا يقوم على
السلام والكرامة .. وأننا مستعدون للقيادة مرة أخرى."
وبعد سنوات من توتر العلاقات مع المسلمين عقب هجمات 11 من سبتمبر
ايلول قبل نحو سبع سنوات والتي دفعت بوش الى اعلان الحرب على الارهاب
وجه أوباما عبارات تصالحية تجاه المجتمع الاسلامي وقال انه سيسعى "لنهج
جديد للمضي قدما" يقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
ولكنه قال فيما يخص قضية الارهاب "لن نعتذر عن طريقتنا في الحياة..
ولن نتردد في الدفاع عنها .. ولاولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم من
خلال اثارة الارهاب وقتل أبرياء.. نقول لكم الان ان عزيمتنا اقوى ولا
يمكن كسرها .. لا يمكنكم أن تفوقونا صمودا.. وسنهزمكم."
الصحف الامريكية ترحّب بأوباما
اما الصحف الاميركية فقد اجمعت على وصف تولّي اوباما الرئاسة بأنه
حدث تاريخي. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان "الرئيس اوباما يعد
بأميركا متجددة" مشيدة "بلحظة ترتدي طابعا تاريخيا".
وكانت الصحيفة على غرار وسائل الاعلام الاميركية الاخرى خصصت جزءا
لتنصيب الرئيس الاميركي على موقعها على الانترنت. وقد اختارت صورة
لاوباما وزوجته وهما يقطعان جادة بنسلفانيا سيرا على الاقدام.
اما صحيفة "شيكاغو تريبيون" التي تصدر في مدينة اوباما/ فقد عنونت "عصر
جديد من المسؤولية" وهي نقطة ركز عليها اوباما في خطابه الذي استمر
حوالى 18 دقيقة امام مقر الكونغرس الكابيتول.
ورأت ان الجزء الاكبر من خطاب اوباما شكل اتهاما لعهد بوش. وكتبت ان
الرئيس الجديد "وعد بعصر جديد من المسؤولية معتبرا ان ما مضى ينم عن لا
مسؤولية (...) لقد وضع محضر اتهام كامل للماضي".
أوباما للعالم الإسلامي: نسعى لنهج قائم على
المصلحة المشتركة
وإلى جانب الاهتمامات الأمريكية والعالمية الأخرى، بدءاً من الأزمة
الاقتصادية، محلياً وعالمياً، وانتهاء بالبيئة، تطرق الرئيس الأمريكي
الجديد إلى العلاقة الأمريكية مع العرب والمسلمين.
غير أنه لم يتطرق إلى مسألة الصراع في الشرق الأوسط، أو إلى النزاع
الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يعد مصدراً ومنبعاً لغيرها من الصراعات
الأخرى.
على أن أهم ما فيها فيما يخص العرب والمسلمين جاء في الشطر الثاني
من كلمته عندما قال "متذكرين الأجيال السابقة التي واجهت الفاشية
والشيوعية وانتصرت عليها ليس بالدبابات والصواريخ فحسب، بل بالتحالفات
القوية والعقائد الراسخة.. لقد أدركوا أن قوتنا وحدها لا تحمينا ولا
تخولنا الحق بما يحلو لنا، بل على العكس من ذلك، فقد عرفوا أن قوتنا
تنمو وتزداد عندما نستخدمها بحكمة؛ وينبع أمننا من عدالة قضيتنا وقوة
نموذجنا ورباطة جأشنا وتواضعنا ضبط أنفسنا."
وأضاف: "نحن حماة هذه الشرعية.. ويمكننا مواجهة تلك التهديدات
الجديدة التي تقتضي منا جهداً أكبر وتعاوناً وتفاهماً أكبر بين الدول
مستلهمين هذه المبادئ.. سنبدأ بمغادرة العراق ونتركه لشعبه على نحو
مسؤول، نتوصل إلى إرساء السلام أفغانستان." بحسب سي ان ان.
وتابع يقول: "... وسنعمل مع أصدقائنا القدامى وخصومنا السابقين دون
كلل لتقليل الخطر النووي وتقليل خطر زيادة حرارة الكون.. ولن نعتذر عن
أسلوبنا في الحياة ولن نتردد في الدفاع عنها، ولأولئك الذين يحاولون
تحقيق أهدافهم عبر الإرهاب وقتل الأبرياء، نقول لكم الآن إن معنوياتنا
أقوى مما تعتقدون ولا يمكن أن تُكسر ولن تتفوقوا علينا وسنهزمكم."
وقال أيضاً: "نحن نعلم أن تعدديتنا هي مكمن قوتنا وليس ضعفنا.. فنحن
أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير مؤمنين. وتشكلنا عبر انصهار
اللغات والثقافات التي استقيناها من كل أرجاء الأرض.. ولأننا ذقنا
مرارة الحرب الأهلية والفصل العنصري، وانبعثنا أكثر قوة ووحدة بعد فصل
من الظلام، فلا يمكننا إلا أن نؤمن بأن الكراهية القديمة ستزول يوماً
ما، وستزول الفروقات القبلية قريباً، ومع تحول العالم إلى قرية صغيرة،
فإن إنسانيتنا المشتركة ستفرض نفسها، وأن على الأمريكيين أن يقوموا
بدورهم في صوغ عهد جديد من السلام."
ثم وجه كلمة إلى العالم الإسلامي قائلاً: "نحن نسعى لنهج جديد قائم
على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.. ولأولئك الزعماء في مختلف
أنحاء العالم ممن يسعون إلى زرع بذور الصراع أو يلقون بمسؤولية الأمراض
التي تعاني منها مجتمعاتهم على الغرب، أقول: اعلموا أن شعوبكم ستحكم
عليكم بما تستطيعون بناءه وليس هدمه."
وتابع قائلاً: "ولأولئك الذين يتمسكون بالسلطة عبر الفساد والخداع
وإسكات المعارضين فاعلموا أنكم في الجهة الخاطئة من التاريخ، ولكننا
سنساعدكم إذا كنتم لمد أيديكم وبسط قبضتكم."
أوباما في أول ساعات حكمه: سنترك العراق
للعراقيين
وأعلن اوباما خلال الكلمة التي القاها في حفل تنصيبه رئيسا للولايات
المتحدة، بأنه عازم على “ترك العراق للعراقيين”، وبطريقة مسؤولة.
وقال اوباما، ان ادارته الجديدة “ستترك العراق للعراقيين، وبطريقة
مسؤولة”، موجها في الوقت نفسه “التحية، للامريكيين للذين يخدمون بلادهم
في مختلف المواقع خارجها”، مضيفا “اننا نفتخر بهم ليس فقط لانهم يحمون
حريتنا، بل لانهم يحملون روح التضحية، والرغبة في عمل شيء يتجاوز نفعه
المصالح الفردية”.
وتوقع خبراء وبرلمانيون ومراقبون عراقيون عشية تنصيب الرئيس
الامريكي الجديد باراك اوباما، ان تحافظ الولايات المتحدة في عهد
اوباما على سياستها تجاه العراق، معللين ذلك بان الولايات المتحدة هي
دولة مؤسسات يخضع فيها الرئيس لمقتضيات المصلحة الامريكية، والتي
ستتطلب ترسيخ الاستقرار في العراق قبل الشروع بأي خطة انسحاب، معبرين
عن اعتقادهم بأن الوعود التي اطلقها اوباما بالانسحاب لن تكون على حساب
ما حققته ادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش. بحسب اصوات
العراق.
وكان أوباما تعهد في أثناء حملته الانتخابية بسحب القوات الأمريكية
القتالية من العراق في غضون 16 شهرا بدءا من توليه مهامه، على أنه
سيستمع إلى آراء القادة الميدانيين في ذلك، إلا انه سيبقي على “قوة
مقيمة”.
احتفالات في العالم بمناسبة تنصيب اوباما
ونُظمت احتفالات في عدد من دول العالم بمناسبة تنصيب باراك اوباما
بدءاً بكوغيلو مسقط رأس والد الرئيس اوباما وانتهاء بقاعدة فينيكس
الاميركية في افغانستان مرورا ببرلين ومدريد واليابان.
ففي كوغيلو مسقط رأس والد باراك اوباما الراحل احتفل اكثر من ثلاثة
الاف شخص بالحدث بالغناء والرقص.
وتابع هؤلاء مراسم التنصيب على شاشتين عملاقتين رفعت عليهما لافتات
كتب عليها "تهانينا الى ابننا واملنا". وقالت جوزفين اور (30 عاما) ان
انتخاب اوباما على رأس اكبر قوة في العالم غير حياتها. وقد توافد كثير
من الكينيين من كل منطقة بحيرة فيكتوريا في غرب كينيا وهم يرتدون اجمل
الملابس.
وانضم الى الاحتفالات التي تجري منذ اربعة ايام في كوغيلو التي اطلق
عليها اسم "عاصمة العالم المحلية" سياح اجانب. وقال كلايد بارتن (64
عاما) وهو متقاعد من اوهايو "انه يوم مميز جدا بالنسبة الي". واضاف "انني
شاهد على التاريخ هنا في كوغيلو". بحسب فرانس برس.
وحفل التنصيب الذي نقلته محطات التلفزة الكينية مباشرة كان مناسبة
لعدة مبادرات ولا سيما في نيروبي حيث عرضت مسرحية غنائية حول حياة
اوباما.
واعرب نحو الفي شخص تجمعوا امام شاشة عملاقة في جامعة نيروبي عن
فرحتهم خلال اداء القسم. ولم تفوت المراقص الفرصة اذ نظم بعضها "ليلة
التنصيب".
وفي برلين حضر الاف الالمان والاميركيين حفلة نظمها "ديموقراطيون في
الخارج" وهي جمعية لناشطي الحزب الديموقراطي الاميركي في الخارج.
وقالت دوروتيا كيفيل وهي سكرتيرة المانية في السادسة والاربعين انها
تأمل ان يحيي اوباما القيم الاميركية التي تقدرها. واضافت "في عهد بوش
كل الثقة التي كنا نضعها في اميركا انتهكت لكن هذا المساء كلني امل
مجددا".
وفي مدريد تجمع نحو 650 شخصا في فندق كبير لمتابعة مراسم التنصيب في
حين استمع اخرون لم يتمكنوا من دخول القاعة الى الخطاب من المدخل.
وفي كل مرة كان يظهر باراك اوباما على الشاشة كان الحضور يصفق
مطولا. وعندما اصبح رسميا رئيسا للولايات المتحدة بدأ الحضور بالصراخ
والتصفيق والتلويح باعلام اميركية.
وقد تبادل الشباب منهم القبلات او رفعوا قبضاتهم في الهواء علامة
النصر.وقال سيبستيان انغرام وهو اميركي اسود من ولاية الاباما (44
عاما) يقيم في اسبانيا منذ سنتين لوكالة فرانس برس "جئت لاشهد حدثا
تاريخيا".
وفي فرنسا جرت تجمعات عدة في عدد من المدن. فقد تجمع نحو 200 شخص في
بلدية ارجانتوي في ضاحية باريس لحضور نقل مراسم التنصيب عبر شاشة كبيرة
وقد صفقوا مطولا وبعضهم بكوا.
ونظم "يوم مكرس لاوباما" مع نقاشات وتقديم الفشار وسندويشات الهوت
دوغ في شيلتيغايم في منطقة الالزاس حيث احتفل مئتا شخص بالمناسبة.
وفي اوباما (وسط غرب اليابان) قرعت اجراس المعابد احتفالا بتولي
الرئيس الجديد الاميركي الذي يحمل اسم المدينة الصغيرة مهامه.
وقدمت "فتيات من اوباما" عرضا راقصا على شرف الرجل المولود في هاواي
على الرغم من البرد الشديد في مرفأ الصيد الصغير الذي غطته الثلوج.
وقال سيجي فوجيهارا مدير مكتب السياحة في المدينة التاي يبلغ عدد
سكانها 32 الف نسمة "آمل ان يأتي الرئيس الى اليابان ويزور اوباما".
وفي كامب فينيكس القاعدة العكسرية الاميركية في ضواحي كابول صفق
الجنود الاميركيون لتنصيب الرئيس الجديد القائد الاعلى للقوات
الاميركية المسلحة.
وقال قائد القاعدة الجنرال ستيفن هابر لوكالة فرانس برس "انها لحظة
نفخر فيها جميعا".وقال السرجنت مايك بيرد وهو اسود ان "تولي رجل اسود
منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة امر كان البعض يظن انه لن يحصل
ابدا".
وفي العراق كذلك طغى التأثر على الجنود الاميركيين. ففي كامب ليبرتي
القاعدة العسكرية القريبة من بغداد تجمع مئات في قاعة الطعام لمتابعة
مراسم التنصيب.
وامسكت السرجنت كارلا بروس بيد زوجها بينما كانا يصغيان الى
الخطابات واغرورقت اعينهما بالدموع. وقال الزوجان الاميركيان اللذان
يتحدران من اصول افريقية انها لحظة تاريخية بالنسبة لهما.
وقال شون بروس "كرست حياتي كلها خدمة لبلد اعشقه وانا سعيد جدا الان
ان ارى اميركيا اسود يصبح رئيسا للولايات المتحدة".
وفي العراق ايضا اقام عشرات من احفاد "الزنج" في البصرة ثالث مدن
العراق احتفالا قبيل تنصيب باراك اوباما كاول رئيس اسود للولايات
المتحدة.
وقال جلال ذياب (43 عاما) امين سر "حركة العراقيين الحرة" لفرانس
برس ان "السود في العراق الذين تهللت اساريرهم فرحا واغرورقت اعينهم
بالدموع يشاهدون الانتصار العظيم المتمثل بفوز الرئيس اوباما للحرية
والديموقراطية".
والسود الذين سكنوا البصرة ومنطقتها خلال العقود الاولى للفتوحات
الاسلامية انتفضوا العام 869 ميلادي ضد اوضاعهم في ما عرف باسم "ثورة
الزنج" وسيطروا على البصرة طوال 15 عاما. |