مؤسسة النبأ تنعى العلامة حسين علي محفوظ

 

شبكة النبأ: توفي مساء الاثنين الماضي العلامة د.حسين علي محفوظ، على إثر أزمة قلبية بالعاصمة بغداد.

وكان العلامة محفوظ الملقب بـ شيخ بغداد، يعاني من أزمة صحية منذ نحو اسبوع، قبل أن يفارق الحياة في مستشفى ابن البيطار بالعاصمة العراقية.

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام وشبكة النبأ المعلوماتية، نعَت الشيخ المرحوم محفوظ، حيث قال الشيخ مرتضى معاش في رئيس المؤسسة: بمزيد من الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة العلامة الدكتور حسين علي محفوظ الذي يعد أحد أبرز أعمدة الثقافة العراقية وتراثها الغني والعريق، فقد ترك لنا الفقيد مؤلفات مهمة في كمها ونوعها توزعت على حقول الأدب والتأريخ والتراث والثقافة وغيرها.

واضاف الشيخ مرتضى معاش، يعد العلامة محفوظ رحمه الله من العلامات الشاخصة في ساحة الثقافة العراقية لما بذله من جهود كبيرة في هذا المجال حيث تنوعت وتعددت نشاطاته عبر التأليف وكتابة البحوث وإلقاء المحاضرات التراثية لا سيما عن مدينته بغداد وعن الكاظمية التي ولد فيها، وهو أمر يثير تساؤلات عديدة بين الاوساط الثقافية وغيرها عن أسباب الاهمال الذي تعرض له الراحل في حياته من لدن الجهات الرسمية والثقافية ذات العلاقة.

ولعل هذا الامر يدفع بنا الى البحث عن الاسباب الكامنة وراء ذلك الاهمال ، فما تركه العلامة محفوظ رحمه الله هو تراث وطني يجب الاهتمام به، فقد شكلت مؤلفاته إرثا ثقافيا عراقيا وإنسانيا يُشار له بالبنان من لدن الجميع، وهو أمر يتطلب من المعنيين ان يتنبّهوا لمن تبقى من علماء العراق ومثقفيه كي تمتد لهم يد الرعاية بما يناسب مكانتهم العلمية ودورهم الخلاّق في التوعية والتنوير.

وختم الشيخ مرتضى معاش كلامه بالقول: في الوقت الذي تنعى مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام فقيد الثقافة العراقية العلامة والباحث حسين علي محفوظ وتدعوا من الباري الرحيم أن يتغمده برحمته الواسعة، فإنها في ذات الوقت تدعوا المعنيين الى تقديم الرعاية الكاملة للرموز العلمية والثقافية المهمة في العراق من اجل تدعيم الثقافة وركائزها ومدها بعناصر الديمومة والتطور.

نبذة عن سيرة الدكتور محفوظ

الدكتور حسين علي محفوظ من مواليد عام 1926، وهو عالم متخصص باللغات الشرقية وله العديد من المؤلفات والإسهامات الفكرية والثقافية، حيث شغل كرسي الأستاذية في كلية الآداب جامعة بغداد، فضلا عن منحه العديد من الشهادات الفخرية من جامعات أجنبية. بحسب وكالة اصوات العراق

والفقيد من أسرة علمية عريقة في مدينة الكاظمية شمال غربي العاصمة بغداد، تعرف بال محفوظ  وتنتمي لقبيلة بني أسد العربية، وأكمل دراسته الأولية والجامعية ما بين الكاظمية وبغداد، في حين أكمل دراسته العليا في إيران وكذلك في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

وفضلا عن الدراسة الأكاديمية، فان العلامة محفوظ مجاز من الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، وبذلك يكون قد جمع بين التخصصين العلمي والديني وعلى أرفع مستوى.

والعلامة محفوظ عاشق لبغداد، وكتب الكثير جدا من المؤلفات والمقالات عنها وعن مدينته الكاظمية، وكان في أيامه الأخيرة يعتز كثيرا بلقب “شيخ بغداد”.

ويعد العلامة محفوظ من أعمدة المجالس الأدبية والثقافية البغدادية، ومنها الخاقاني، الشعر باف، السيد هبة الدين الشهرستاني، منتدى بغداد الثقافي، الربيعي، الصفار، على سبيل المثال لا الحصر.

وكانت للفقيد محفوظ الكثير جدا من الإسهامات الصحفية، ومنها مثلا، في جريدة الجمهورية، ومجلة المصور العربي، ومن آخر ما نشر له مقال عن بيت الحكمة أمس الأحد بملحق بغداديات بجريدة الدستور.

ويعد العلامة محفوظ حجة ومرجعا في علم الأنساب، وهو أيضا من عشاق التراث العربي والإسلامي ومن كبار المعنيين والمتخصصين بحفظ الوثائق والتعامل معها.

وقد ظل الفقيد في حالة نسيان وعزلة ومرض لسنوات عديدة من دون ان يجد الرعاية المطلوبة لا سيما بعد تقدمه في العمر ووفاة زوجته وبقائه وحيدا في بيته الكائن بمدينة الكاظمية. حيث قال في احدى كلماته وهو يقدم لها باقة ورد من الكلمات بمناسبة يوم بغداد عام 2006 (يؤسفني جداً ? وأنا قعيد البيت، جليس الدار، منذ سنين، أن يحول علوّ السن، والعجز والمرض، بيني وبين شرف الحضور. والمرجو أن تتقبّل بغداد هذه الباقة تحية وتهنئة).

ومثلما أحب الراحل مدينته بغداد أحب العراق حيث يقول فيه: (كلما ذُكر العراق أوحتْ إليَّ حروفه الأربعة مِن الأعماق والآفاق ما لا أحصيه. تشير العين إلى العِزة، والراء إلى الرِفعة، والألف إلى الأصالة، والقاف إلى القِدم).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/كانون الثاني/2009 - 24/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م