غزة بعد الحرب: إعادة الإعمار تعمّق الإنقسام وحماس تعلن النصر!!

قرابة 7 آلاف قتيل وجريح وملياري دولار مخلفات الهجوم الاسرائيلي

 

شبكة النبأ: غادر مزيد من القوات الاسرائيلية قطاع غزة بعد هجوم دام 22 يوما على القطاع والتزام اسرائيل وحماس بوقف اطلاق النار مما مكن الفلسطينيين المصدومين من معاينة الدمار والحداد على موتاهم.

فقد بلغت حصيلة الخسائر البشرية التي أوقعتها العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة، أكثر من 1300 قتيلاً و5400 جريحاً، أكثر من 400 منهم بحالة خطرة، وبلغ حجم الدمار الذي طال مباني والبنى التحتية للقطاع أكثر من 1.9 مليار دولار، وفق تقديرات مبدئية. وفي المقابل، فقد الجانب الإسرائيلي 13 قتيلاً، في العمليات العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش في غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال لؤي شبانة، رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن غزة في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، واقتصادية، واجتماعية وأنظمة صرف صحي نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وأوضح أن أكثر من 22 ألف مبنى قد تعرضت للدمار الكامل أو الجزئي، كما أدت الضربات الإسرائيلية لتدمير البنى التحتية لبرامج الرعاية الاجتماعية، التي طالت منشآت القطاعين العام والخاص والمنظمات، كما أثرت بشدة على عمليات برنامج الأمم المتحدة "الأونروا" ما أدى لوقف برامج المساعدات الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن حجم الخسائر المبدئية فاق 1.9 مليار دولار.

وقدر تقرير "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" انخفاض إجمالي الناتج المحلي لغزة بواقع 85 في المائة، خلال فترة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دامت لـ22 يوماً، دمرت خلالها قرابة 80 في المائة من الناتج الزراعي للقطاع.

ومن جانبه توقع جون جينغ، رئيس عمليات "الأونروا" في غزة، أن تبلغ فاتورة الخسائر التي أوقعها الجيش الإسرائيلي بغزة "مليارات الدولارات"، مضيفاً أن 159 طفلاً من بين الذين قتلوا خلال الحملة العسكرية، لقي اثنان منهما مصرعهما بقصف على مدرسة تابعة للمنظمة، على حد قوله.

وفي هذا السياق، وضعت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الفلسطينية عدد القتلى في  قطاع غزة، إلى 1315 قتيلاً وأكثر من 5450 جريحاً، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وتزايدت أعداد القتلى بعد العثور على 15 جثة تحت أنقاض المنازل التي قصفت في عدة مناطق بالقطاع، وفق التقرير.

وأفادت مصادر طبية بأنه تم العثور على 95 جثة قضوا في منطقتي العطاطرة وجبل الكاشف شمال وشرق غزة، وحي الزيتون شرق غزة بينهم أطفال ونساء.

وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة إن بعض هذه الجثث تعود لعائلات  بأكملها، تركت لعدة أيام تحت أنقاض منازلها، دون أن تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها بفعل شدة القصف الإسرائيلي، ومنع القوات الإسرائيلية لسيارات الإسعاف من الوصول إلى هذه المناطق طيلة الأيام الماضية.

هذا وقد أعلن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،  في القمة الاقتصادية التي تستضيفها بلاده، عن تبرع الكويت بـ34 مليون دولار لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما أعلن عن مساهمة بلاده بـ500 مليون دولار في إطار مبادرة كويتية تنموية برأس مال ملياري دولار لتوفير الموارد المالية اللازمة للمشاريع التنموية بإدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. أما العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فقد تبرع بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة.

هدنة هشّة

وما زالت الهدنة الهشة المعلنة في غزة قائمة بعد إعلان حركة حماس أنها ستوقف هجماتها لمدة أسبوع حتى تتيح المجال لإسرائيل لسحب قواتها من القطاع.

وقال أبو عبيدة أحد الناطقين باسم الحركة الفلسطينية إن مفارز إطلاق القذائف لم تمس بسوء وما زالت قادرة على تطوير قدراتها العسكرية.

وجدد أبو عبيدة مطالب الحركة بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية في غضون أسبوع، وإلا فإن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة حسبما قال. وقالت القوات الإسرائيلية في وقت سابق إن الهدنة لاتزال صامدة، وإن الليل مر بهدوء.

وامتنع المسؤولون الإسرائيليون عن الكشف عن عدد الجنود الذين انسحبوا أو عن المدة التي ستستغرقها عملية الانسحاب. وقال مسؤول إسرائيلي إن جنود الاحتياط الذين شاركوا في الحرب قد عادوا إلى مساكنهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إنه يريد انسحابا في أسرع وقت ممكن. وتخضع إسرائيل حاليا إلى ضغوط من أجل فتح كل المعابر لإيصال مواد الإغاثة إلى سكان غزة الذين يفتقرون إلى أبسط الضروريات بعد ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية.

وقد أعلنت إسرائيل وقفا لإطلاق النار قائلة إنها حققت أهدافها الحربية. وأعلنت حماس من جانبها هدنة مؤكدة أنها حققت "انتصارا كبيرا" على إسرائيل.

وبعد أربع وعشرين ساعة من الهدنة بدأ حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة من جراء القصف يتجلى للعيان.

وتقول مراسلة بي بي سي في القدس بيثني بل إن الكثير في غزة يعانون شح المواد الغذائية والدواء والوقود.

وتقول مراسلتنا إن أسئلة كبيرة تظل عالقة من قبيل عدد المعابر التي ستفتحها إسرائيل ومن سيشرف أمنيا على الحدود الجنوبية لغزة وهل لا تزال حماس محتفظة بنفوذها.

ويقول جون جينج مدير العمليات في وكالة غوث اللاجئين الفلسطنيين (أنروا) إن الأهم الآن هو إيجاد وسيلة لإيصال المساعدات إلى القطاع.

وقال للبي بي سي أمامنا عملية استعادة العافية وإعادة بناء ضخمة " ولا يمكن لأي منها أن ينطلق بدون فتح المعابر."

وقال إن أولوية الأولويات الآن هي التزود بالماء خاصة وأن حوالي 500 ألف محرومون من الماء منذ بداية الحرب. وأضاف قائلا إن أعدادا كبيرة تفتقر إلى الطاقة.

وقال جينيج كذلك إن أنروا تريد إعادة فتح مدارسها إلى حيث التجأ 50 ألف شخص. ويقدر عدد من أفقدهم القصف مساكنهم بعشرات الآلاف.

وتقدر المصادر الفلسطينية عدد القتلى بـ1300 فلسطيني على الأقل. وتقول إسرائيلي إن 13 إسرائيليا قد لقوا مصرعهم منذ بداية العمليات العسكرية في السابع والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتقول مصادر طبية فلسطينية إن 95 جثة قد انتشلت من الأنقاض بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وتقول المصادر المحلية إن الحرب تسببت في تدمير 4 آلاف بناية. ويقول المسؤولون البلديون بعد إحصاء أولي إن 20 ألف بناية أخرى قد تضررت بشكل كبير.

50 الف فلسطيني في العراء

وخلّف الهجوم الاسرائيلي على غزة عشرات الالاف من الفلسطينيين في حالة من العوز والفقر ومجردين من الاحتياجات الاساسية للحياة، وفقا لتقديرات الامم المتحدة.

الامم المتحدة تقول ان حوالي 50 الف فلسطيني هم الان بلا منازل و40 الفا آخرين بدون مياه للشرب.ويقول مراسلون في غزة ان احياء كاملة سويت بالارض وان عملية انتشال الجثث ما زالت جارية.

وتقول اسرائيل انها ستسمح بدخول 143 شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية الى القطاع، اضافة الى 60 الف لتر من الوقود.

وقال ناطق باسم لجنة الصليب الاحمر الدولية ان عشر عربات اسعاف تحمل امدادات طبية توجهت الى غزة عبر معبر كرم ابوسالم.

منظمة الصحة العالمية: الوضع في غزة مثالي لانتشار الأمراض

وقالت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ترك الفلسطينيين بالقطاع عرضة لانتشار أمراض وحذرت من مخاطر صحية شديدة ستظل قائمة بعد اي اتفاق لوقف اطلاق النار.

وعبرت تشان في كلمة لها عن "القلق العميق" ازاء تعطل عمليات التحصين وغيرها من اجراءات الرعاية الصحية في القطاع كثيف السكان.

وقالت انه لا يوجد حاليا سوى 2000 سرير بمستشفيات تخدم 1.5 مليون نسمة في قطاع غزة وان كثيرا من المستشفيات وعيادات الرعاية الاولية التي تخدم المدنيين تضرر بشدة أو دمر.

وقتل نحو 1300 فلسطيني في الهجوم الذي بدأ في 27 ديسمبر كانون الاول. وأعلنت كل من اسرائيل وحماس بشكل منفصل وقفا لاطلاق النار يوم الاحد لانهاء 22 يوما من المعارك. وتقول اسرائيل انها فقدت عشرة من جنودها اضافة الى ثلاثة مدنيين. بحسب رويترز.

وقالت تشان في كلمتها أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية "نرى حاليا للاسف أوضاعا مثالية لانتشار امراض" مشيرة الى مخاطر صحية ناجمة عن تحطم أنابيب الصرف الصحي وقلة مياه الشرب وتراكم أكوام القمامة بالشوارع.والكوليرا من بين الامراض الفتاكة التي يمكن أن تنتشر بسهولة في مثل تلك الظروف.

وقالت تشان ان الحاجات الطارئة للجرحى اربكت قدرة المنشات الصحية على معالجة مرضى السرطان والقلب والبول السكري علاوة على الحوامل اللائي يفتقرن حاليا الى أسرة بالمستشفيات من أجل الولادة الامنة.واضافت "ينبغي أن نقلق بشدة بشأن صحة سكان غزة المدنيين."

ودعت تشان أيضا الى توفير ممرات امنة لاجلاء الجرحى ذوي الاصابات الخطيرة من القطاع وتعزيز الحماية للعاملين بالقطاع الصحي والمستشفيات وسيارات الاسعاف والمساعدات الانسانية.

اسماعيل هنية: حققنا انتصارا كبيرا في غزة!!!

واعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية ان الشعب الفلسطيني حقق "انتصارا كبيرا" في مواجهة اسرائيل في غزة.

وقال هنية في خطاب متلفز ان " الله منحنا نصرا عظيما، ليس انتصارا لفصيل او حزب بعينه لكنه انتصار للشعب كله".واضاف هنية في خطابه المرتجل والذي ادلى به بعد اقل من 24 ساعة من اعلان اسرائيل التهدئة من جانب واحد " لقد اوقفنا الاعتداء وفشل العدو في تحقيق اي من اهدافه".

وكان هنية مختفيا عن الظهور العلني منذ بداية الهجوم في الـ 27 من ديسمبر/ كانون الاول الماضي، الا انه ادلى مرتين بتصريحات تليفزيونية، تعهد فيها بتحقيق الانتصار ضد اقوى هجوم تشنه اسرائيل على القطاع على الاطلاق. بحسب رويترز.

وقد اكد هنية على تمسك حركته بموقفها المعلن وهو وقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة اسبوع للسماح لاسرائيل كي تسحب كل قواتها من اراضي القطاع وتعيد فتح المعابر.

ووصف هنية قرار حركته بانه " يبرهن على ان المقاومة كانت على حق وتتحلى بالمسؤولية وانها تعمل لصالح شعبنا".

العرض الخاص بإعادة إعمار غزة يعمِّق الانقسام الفلسطيني

من جهة ثانية قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن المانحين الدوليين الحريصين على اعادة بناء قطاع غزة الذي تديره حماس يخاطرون بتعميق الانقسام السياسي من خلال تجاهل دور السلطة الفلسطينية.

وقال فياض ودبلوماسيون غربيون كبار الاسبوع الماضي إن زعماء غربيين والامين العام للامم المتحدة بان جي مون اقترحوا على السلطة الفلسطينية انشاء لجنة دولية مؤقتة تتولى تمويل وتنظيم المعونات المخصصة لاعادة اعمار قطاع غزة.

وقال فياض لرويترز، "إنني ألمس صعوبة سياسية في هذه الآلية فهي تفترض ان الانفصال بين غزة والضفة الغربية سيستمر ومن خلال عدم التصدي لقضية الانفصال قد تؤدي فعليا الى تكريسه."

ويرفض المانحون الدوليون التعامل مباشرة مع حماس في جهود اعادة الاعمار الى ان تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام السابقة. واخفقت المحاولات العربية المتكررة للمصالحة بين فتح وحماس.

ويعتقد دبلوماسيون ان حماس لن تكون مهتمة بالمصالحة عقب حربها التي استمرت ثلاثة اسابيع مع اسرائيل وقتل فيها اكثر من 1300 فلسطيني من بينهم نحو 700 مدني. وقتل عشرة جنود اسرائيليين كما لاقى ثلاثة مدنيين حتفهم في هجمات صاروخية فلسطينية.

وقال دبلوماسي غربي كبير ان الاقتراح ليس مقصودا به تجاهل عباس. وأضاف " المقصود به أن يكون الية مؤقتة لان سلطة محمود عباس لا تسيطر على غزة ونحن نريد التعجيل بعملية اعادة اعمار غزة."

واضاف الدبلوماسي "قال لنا عباس انه لن يذهب الى غزة على ظهر دبابة اسرائيلية لذا اعتقدنا ان هذا سيساعده على العودة الى غزة واعادة سيطرته هناك."

وقال احد كبار معاوني عباس ان الرئيس الفلسطيني لم يطلب من الغرب اعادة سيطرته على غزة.

وقال فياض ان وجود عباس في غزة لا يمكن اعادته الا عن طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية توافق عليها كل الفصائل بما في ذلك حماس وتدير كلا من الضفة الغربية وغزة.

وتبدي القوى الغربية فتورا بشأن اي عودة لدور حماس في الحكومة في مجمل الاراضي الفلسطينية كما كان الحال في عامي 2006 و2007 ما لم تف حماس بعدة شروط وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة مع اسرائيل.

وقال فياض ان التقييم المبدئي للاضرار التي لحقت بالبنية الاساسية في قطاع غزة نتيجة للهجوم الاسرائيلي يصل الى 1.5 مليار دولار ووعد بجعل الاولوية لتسكين من هدمت منازلهم. وهو يريد ان تمر مساعدات اعادة الاعمار من خلال السلطة الفلسطينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/كانون الثاني/2009 - 24/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م