امريكا وغزة: اللوبي اليهودي يهيمن على الرأي العام والإعلام الامريكي

(إيباك) تحدد مسار السياسة الامريكية في المنطقة

 

شبكة النبأ: تتعالى الاصوات من شتى انحاء العالم مدافعة عن الفلسطينيين لكن هذه الاصوات تندر في الكونجرس الامريكي. ويصدر المشرعون الامريكيون في واشنطن بشكل روتيني قرارات غير ملزمة تؤيد اسرائيل في ازمة الشرق الاوسط. وأيد مجلس الشيوخ المعركة التي تخوضها اسرائيل ضد حركة (حماس) في قطاع غزة وحذا مجلس النواب حذوه أيضاُ.

وحتى المشرعون الذين يبدون تعاطفهم مع الفلسطينيين، يترددون كثيرا في تصنيف أنفسهم على انهم موالون للفلسطينيين، ويعبّرون في نفس الوقت عن تأييدهم القوي لأمن اسرائيل ملتزمين بعقود من العلاقات الوثيقة بين اسرائيل والولايات المتحدة.

وقال نيك رحال وهو ديمقراطي امريكي من أصل لبناني صوت ضد عدد من الاجراءات "حين تقع مثل هذه الاحداث يسارع الكونجرس وركبه تهتز تقريبا الى تبني رد فعل يؤيد ألفا بالمئة كل ما تفعله اسرائيل."

وقال لرويترز "اسرائيل حليفتنا...وكانت دوما كذلك وأتفق مع هذا تماما. لكني لا اؤمن بأن أجعل هذا يعمينا عن مصالحنا او يجعلنا نوافق وركبنا تهتز على كل ما تفعله اسرائيل. لا نفعل هذا مع اي حليف اخر."

وظلت واشنطن أوثق حليف لاسرائيل منذ عام 1948 حين جعل الرئيس الامريكي الاسبق هاري ترومان الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالدولة اليهودية الجديدة.

وعبر هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي عن عمق هذه العلاقة حين قال "قرارنا يعكس ارادة دولة اسرائيل وارادة الشعب الامريكي."

ويقدم قرار مجلس الشيوخ لاسرائيل "التزاما لا يتزعزع" واعترف بحقها "في الدفاع عن النفس والدفاع عن مواطنيها في مواجهة اعمال الارهاب" ودعا الى وقف لاطلاق النار يمنع حماس من اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

ويقول ريك ستول استاذ العلوم السياسية بجامعة رايس ان هذا القرار يتماشى بشكل وثيق مع تصريحات الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش عن الازمة. لكنه شكك فيما اذا كان مثل هذا القرار يساعد الدبلوماسيين الامريكيين على التوصل الى وقف لاطلاق النار.

وقال ستول "ليس مطلوبا منك ان تقول ان (اعضاء) حماس اناس طيبون لكن كيف ستقنع مؤيدي الفلسطينيين بالضغط على حماس لقبول وقف اطلاق النار اذا بدت بياناتك تميل بشكل كبير نحو اسرائيل.."

وأقر مجلس النواب قرارا "يقر بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من غزة" وذلك بأغلبية 390 صوتا مقابل خمسة. وأشار القرار الى أن الوضع الانساني في غزة "يزداد حدة" لكنه لم ينتقد اسرائيل. وصدق المجلس في السنوات القليلة الماضية على قرارات مماثلة باغلبية كبيرة.

وفي عام 2006 أدان مجلس النواب الامريكي بموافقة 410 اعضاء ضد ثمانية فقط حماس وحزب الله "للهجمات المسلحة على اسرائيل غير المبررة التي تستحق الشجب" وأيد الغزو الاسرائيلي للبنان.

وفي عام 2004 كان التصويت باغلبية 407 أصوات ضد تسعة لتأييد بيان صادر عن بوش قال فيه انه من "غير الواقعي" ان ننتظر من اسرائيل ان تعود بشكل كامل الى حدود ما قبل حرب عام 1967. وفي عام 2003 صوت مجلس النوب الامريكي باغلبية 399 صوتا ضد خمسة لتأييد رد اسرائيل القوي على الهجمات الفلسطينية والقول بأنها مبررة.

اما القلة القليلة من معارضي هذه القرارات فهم في الاغلب مشرعون امريكيون من اصل عربي او يمثلون مناطق يعيش فيها امريكيون عرب او نواب عرفوا بمواقفهم المتفردة مثل الديمقراطي دينيس كوسينتش من اوهايو او الجمهوري رون بول من تكساس.

لماذا يؤيد الكونجرس العدوان الإسرائيلي

وفي أولى جلسات مجلسي الكونجرس الأمريكي، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لدورته الحادية عشر بعد المائة111th Congress ، وبعد مرور أسبوعين على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلفة مئات القتلى وما يقرب من ألف جريح – في الأسبوع الثاني للهجمات الإسرائيلية -، مرر مجلسا الكونجرس قرارين غير ملزمين بأغلبية أعضائه مؤيدين للهجوم الإسرائيلي من منطلق دفاع إسرائيل عن نفسها – كما نصَّ القراران – ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة؛ لإطلاقها صواريخ وقذائف مورتر على إسرائيل، وتأكيد الدعم الأمريكي للهجمات الإسرائيلية على حركة حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية جماعة إرهابية ضمن التصنيف السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وحثَّ القراران الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة ممارسة دور أكثر نشاطًا في عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية.

ويأتي هذان القراران تتويجًا لجهود المنظمات اليهودية داخل الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما اللجنة العامة للشئون الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) The American Israel Public Affairs Committee (AIPAC) للحصول على تأييد أكبر عدد من المسئولين الأمريكيين للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة التي تدخل أسبوعها الرابع على التوالي، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من قطاع غزة، وإعادة التأكيد على العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية. بحسب موقع تقرير واشنطن.

استند مشروع القرار "غير الملزم" الذي قدمته رئيس مجلس النواب، نانسي بيلوسي Nancy Pelosi، مع أحد عشر من زملائها بمجلس النواب، والذي تبناه 116 من أعضاء المجلس، وقانون مجلس الشيوخ الذي قدمه كلٌّ من زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد Harry Reid، وزعيم الأقلية الجمهورية بالمجلس السيناتور ميتش ماكونيل Mitch McConnell في التأييد الأمريكي لتدعيم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتأييد العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى عدد من الأسباب التي أشار إليها قرارا مجلسي الكونجرس، نجملها فيما يلي:

أولاً: إن الهدف الأساسي من إنشاء حركة المقاومة الإسلامية حماس هو تدمير الدولة الإسرائيلية.

ثانيًا: إن حماس تصنف ضمن التنصيف الأمريكي السنوي للمنظمات الإرهابية الأجنبية لوزارة الخارجية الأمريكية.

ثالثًا: رفض الحركة الامتثال لمطالب الرباعية الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة) التي تتمثل في: اعتراف حماس بحق إسرائيل في الوجود، وإعلانها نبذ العنف، وأخيرًا الموافقة على كافة الاتفاقيات السابقة بين إسرائيل وفلسطين.

رابعًا: إن حماس في يونيو 2006، اخترقت الأراضي الإسرائيلية، واستهدفت قوات أمن إسرائيلية وأسرت "جلعاد شاليط"، الذي مازال في حوزتها إلى يومنا هذا.

خامسًا: إطلاق الحركة ألف صاروخ وقذيفة مورتر على مناطق التركز السكاني الإسرائيلية منذ العام 2001، وأنها أطلقت ما يقدر بـ 6 آلاف صاروخ وقذيفة مورتر منذ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من القطاع في العام 2005.

سادسًا: إن حماس طورت مدى صواريخها التي تُطلقها على المدن والمستوطنات الإسرائيلية بمساعدة إيران وقوى أخرى بالمنطقة، والذي جعل مئات الآلاف من الإسرائيليين تحت "خطر" صواريخ الحركة التي تطلقها من قطاع غزة.

سابعًا: إن حماس تنشئ بُناها التحتية "الإرهابية" في مناطق مدنية، لاستخدام المدنين كحائط بشري ضد الهجمات والضربات الإسرائيلية.

ثامنًا: إن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، قالت في أحد تصريحاتها في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم (2008): "نحن ندين بقوة إعادة إطلاق الصواريخ وقذائف مورتر على إسرائيل، وأننا نحمل حماس اختراق هدنة وقف إطلاق النار وتجديدها العنف". وإلى ما قالته رايس أيضًا في السادس من يناير الجاري قبل صدور قرار الأمم المتحدة من أن الوضع المأساوي في قطاع غزة يرجع إلى تصرفات حركة حماس لسيطرتها ـ غير الشرعية ـ على قطاع غزة، وأن وقف إطلاق النار ضمن هذه الأحوال – أي استمرار سيطرة حماس على غزة وإطلاق الصواريخ – غير مقبول ولن يستمر.

تاسعًا: واستند القرار أيضًا إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم أيضًا أنه خلال السبع سنوات الماضية أطلقت الحركة مئات الصواريخ على جنوب إسرائيل. ويقول: إنه في ظل هذه الأحوال فليس لديهم خيار إلا الرد، وأن الهدف من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وحركة حماس هو توفير الأمن الحقيقي لسكان جنوب إسرائيل.

وفي الجزء الثاني من مشروعي القانون أكدا أن الهدف الرئيس والنهائي لواشنطن هو التوصل إلى حل "معقول" و"مقبول" للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الذي يسمح ويؤكد وجود دولة إسرائيل، دولة لليهود وديمقراطية ذات حدود آمنة، مع وجود دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية تعيش بسلام وأمن جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

ولتحقيق هذا الهدف دعا مشروعا القرار إلى عدد من الإجراءات اللازم اتخاذها من قبل مجلس النواب الأمريكي، وهي كالآتي ـ كما جاء في مشروعي القرارـ، اللذين كانا متشابهين إلى حد كبير:-

أولاً: التعبير عن الدعم والالتزام القوي بقيام دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ذات حدود آمنة، مع الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لحماية مواطنيها من صواريخ حركة حماس، ويرى القرار أن حق الدفاع الإسرائيلي عن مواطنيها ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.

ثانيًا: التأكيد على ضرورة التزام حماس بمطالب الرباعية الدولية بتوقفها عن إطلاق صواريخها وقذائف المورتر ونبذها للعنف، والاعتراف بوجود إسرائيل، والقبول بالاتفاقيات السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأخيرًا التأكد من تفكيك الحركة كل بناها التحتية "الإرهابية".

ثالثًا: تشجيع الإدارة الأمريكية على العمل النشط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قابل للاستمرار في أسرع وقت ممكن، وأن يقوم وقف إطلاق النار على منع حماس من إعادة إنشاء بناها التحتية "الإرهابية" كهدف لتقويض قدرات حماس على إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب إسرائيل والذي سيكون من شأنه تحسين الحياة المعيشية اليومية لسكان القطاع.

رابعًا: التأكيد على حماية أرواح المدنيين العزل والتعبير عن التعازي لعائلات الضحايا الإسرائيليين والفلسطينيين، مع إعادة التأكيد على ضرورة توفير الاحتياجات التي يحتاجها القطاع.

خامسًا: يدعو مشروع القرار الدول إلى إدانة حماس لمساعيها لإخفاء مقاتليها وقيادتها وأسلحتهم في المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات، واستخدام المدنيين الفلسطينيين كحائط بشري بالتزامن مع استهداف المدنيين الإسرائيليين. ويطالب مشروع القرار الدول بتحميل حماس انتهاك التهدئة والجرحى المدنيين بالقطاع.

سادسًا: العمل على تدعيم وتشجيع الجهود للتخلص من نفوذ وتأثير المتطرفين داخل الأراضي الفلسطينية، والعمل أيضًا على تقوية وتدعيم المعتدلين الفلسطينيين الملتزمين بالأمن والسلام الدائم مع إسرائيل.

سابعًا: مطالبة القاهرة بتكثيف جهودها للقضاء على الأنفاق السرية لتهريب البضائع إلى قطاع غزة، والتأكيد على استمرار المساعدات الأمريكية لمصر لتدعيم تلك الجهود.

ثامنًا: المطالبة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أثرته الحركة في يونيو من العام 2006.

تاسعًا: إعادة التأكيد على الدعم الأمريكي لتسوية مقبولة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تهدف إلى إنشاء دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب، دولة إسرائيلية يهودية ديمقراطية ذات حدود آمنة وأخرى فلسطينية ديمقراطية مستقلة.

ومرّر مجلس النواب قانونه في التاسع من يناير الحالي بموافقة 390 نائبًا (نانسي بولسي و 221 ديمقراطي آخر، و168 جمهوري). وعارضه خمسة أعضاء فقط، أربعة ديمقراطيون وجمهوري، هم: دينيس كوسينيتش Dennis Kucinich(أوهايو), وجوين مور Gwen Moore (ويسكونسين), ونيك رحال(ويست فيرجينيا), وماكسين ووترز (كاليفورنيا)، والجمهوري عن ولاية تكساس رون بول. هذا وقد صوت 22 نائبًا بالحضور present أي بعدم رفض أو قبول مشروع القرار، من بينهم نائب مينيسوتا Minnesota المسلم كيث إليسون. مع امتناع 16 نائبًا عن التصويت.

هذا وقد ارتكزت معارضة مشروع قرار مجلس النواب ومعارضة دينيس كوسينيتش ورون بول على تجاهل مشروع القانون الإشارة إلى الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة وعدم تأكيد مشروع القانون على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وتجاهله الانتهاك الإسرائيلي لقانون تصدير الأسلحة والتحكم Arms Export and Control Act الذي يحكم تصدير الأسلحة الأمريكية إلى الدول الأجنبية.

هذا فضلاً عن إشارة المعارضين إلى تأثير هذا العدوان على المصالح الأمريكية في المنطقة من جهة، وزيادة قوى العنف والممانعة بالمنطقة من جهة أخرى.

وفي هذا الصدد أرسل كوسينيتش خطابًا إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بهذه الانتقادات وانتهاك إسرائيل القانون الأمريكي لتصدير الأسلحة إلى الدول الأجنبية، داعيًا إلى دور أكثر فعالية للولايات المتحدة في هذه الأزمة، منبهًا إلى الأوضاع غير الإنسانية في قطاع غزة.

وفي خطابه أشار أيضًا إلى استهداف القوات الإسرائيلية منشآت وموظفي الأمم المتحدة وإلى استهدافها أيضًا وتفجيرها الملاجئ التي يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون. ويشير أيضًا في خطابه إلى رايس إلى عدد من الممارسات الإسرائيلية في منع وصول الطواقم الطبيبة إلى الجرحى لإسعافهم.

وعن مشروع القرار قال كيث إليسون، أول مسلم منتخب بالكونجرس، والذي صوت بالحضور ضمن 22 نائب آخر، "على الرغم من ترحيبي بمشروع قرار للكونجرس يعبر عن تأييده لمواطني إسرائيل وغزة في هذا الوقت العصيب، إلا أن هذا القانون تحرك حركة بطيئة تجاه سلام مستقر ومحتمل بمنطقة الشرق الأوسط". ويضيف: "لم أصوت بالمعارضة على هذا المشروع لأني أؤمن بأن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها". ويقول أيضًا :إنه خلال زيارته لسدروت لمس الدمار - المادي والعاطفي - للصواريخ التي تُطلقها حركة حماس على البلدة الإسرائيلية.

وينقل النائب المسلم الحجج التي يرددها الإسرائيليون والمنظمات الأمريكية الموالية لإسرائيل، فيقول أن المواطنين الإسرائيليين الذي يعشون بالقرب من حدود غزة يعشون في خوف دائم ومستمر، ويقول عن منظمة حماس :إنها منظمة إرهابية تهدف إلى تدمير إسرائيل وإنها أطلقت أكثر من ستة آلاف صاروخ وقذيفة مورتر على إسرائيل منذ عام 2005. وتجدر الإشارة إلى أنه صوت في الخريف الماضي على مشروع قانون يدين الصواريخ التي تستهدف إسرائيل. ويقول أيضًا: إنه لم يصوت على مشروع القانون لأنه لم يتحدث بالشكل الكافي عن المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة.

ولكنه أشار إلى استشهاد ما يقرب من 750، وذلك العدد حسب يوم إلقاء كلمته، منهم 250 طفل و50 سيدة مع ثلاثة آلاف جريح. ويشير أيضًا إلى أنه وقبل الهجوم الإسرائيلي على القطاع وسكانه يعانون من نقص في احتياجاتهم الأساسية من غذاء ووقود والمواد الطبية الأساسية.

إعلام أمريكا متطرف في تغطية العدوان على غزة

واتسم الموقف الأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحركة حماس، الذي يدخل أسبوعه الرابع على التوالي، بالانحياز الكامل للرؤية والأسباب الإسرائيلية، وهو ما عبر عنه المسئولون الأمريكيون وأعضاء مجلسي الكونجرس الذين أيدوا هذا العدوان تحت إدعاء أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولم يقتصر الانحياز على مستوى القيادة السياسية ولكنه كان جليًّا في وسائل الإعلام الأمريكية الفاعلة في تشكيل الرأي العام الأمريكي، فقد اتسمت التغطية الإعلامية للعدوان الإسرائيلي بعدم المنهجية والالتزام بمعايير العمل الإعلامي بعرضها وجهة نظر طرف الصراع والترويج لها مع تجاهل الطرف الآخر في المعادلة.

وفي محاولة لتقييم أداء الإعلام الأمريكي في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أجرى موقع تقرير واشنطن حوارًا مع رشيد خالدي Rashid Khalidi. وفي هذا الحوار انتقد خالدي التغطية الإعلامية الأمريكية للهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، قائلاً :إنها تعبر عن رؤية أحادية الجانب للهجمات وهي الرؤية الإسرائيلية، ومضيفًا أنها تغطية إعلامية غير متوازنة ومتحيزة لطرف على حساب الآخر. وفيما يلي نص الحوار مع خالدي. بحسب موقع تقرير واشنطن.

ما رأيكم في التغطية الإعلامية الأمريكية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟

إن التغطية الإعلامية الأمريكية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي تغطية مصدمة ومرعبة ومتطرفة، فهي تُعبر عن طرف واحد في المعادلة الصراعية ألا وهو الجانب الإسرائيلي، مغفلة تغطية الطرف الآخر من المعادلة المتمثل في الوضع القائم في قطاع غزة لاسيما مع حقيقة أن أغلب المصابين من أبناء القطاع. وتلك التغطية الإعلامية تفتقد إلى أدنى معايير العمل الإعلامي والصحفي، مرددة الحجج والأقاويل الإسرائيلية بدون البحث عن مدى مصداقيتها من عدمه.

والجدير بالإشارة أن وسائل الإعلام الأمريكية انصاعت بطيب خاطر للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والذي جعل مراسليها خارج الصورة لعدة أشهر قبل بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع. هذا، وقد عرضت وسائل الإعلام الأمريكية بصورة ممنهجة التصريحات التي وزعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية والتي كانت الأساس للتغطية الأمريكية. وهذه أحد أفضل الأمثلة على تلاعب إعلامي لم أره من قبل. وهي خطة إسرائيلية للدفاع عن هجماتها العدوانية.

والدور الإسرائيلي في التغطية الإعلامية للهجمات كان جليًّا وواضحًا للعيان، والذي لم يتحدث عنه أحد هنا داخل الولايات المتحدة. وفي إطار التنفيذ الإسرائيلي لتوصيات لجنة فينوجراد الإسرائيلية – هذه اللجنة كان تبحث أسباب الإخفاق الإسرائيلي في حرب لبنان 2006، والتي أرجعت الفشل الإسرائيلي في الحرب إلى الإخفاق الإسرائيلي في السيطرة على الرسالة المرسلة – أنشأت الحكومة الإسرائيلية منذ ستة أشهر مديرية المعلومات الوطنيةNational Information Directorate والتي تشرف عليها وزارة الخارجية. أصبحت تعمل بفاعلية حاليًًّا. استقبلت من مصادري الخاصة بعضًا من الرسائل والتقارير التي ترسلها وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى وسائل الإعلام. وهذه التغطية على نطاق واسع في الإعلام الإسرائيلي لاسيما الناطق بالإنجليزية، وتلك الأمريكية اختارت النظر إلى الأمور من منطلق ما تريد إسرائيل أن يراه ويعرفه الآخرون.

هل ترون أن هناك وسائل إعلام لم تنصعْ إلى هذا التلاعب أم أن الانصياع الإعلامي الأمريكي للتلاعب المعلوماتي الإسرائيلي كان سمة عامة في كل التغطيات الإعلامية الأمريكية؟

كان الانصياع الإعلامي الأمريكي للتلاعب الإسرائيلي المعلوماتي سمة رئيسة في تغطيات وسائل الإعلام الأمريكي للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. ولم يقتصر هذا على وسائل الإعلام المرئية ولكن كان سمة أساسية في التغطيات الصحفية اليومية وتعليقاتها. وخلاصة القول: إنه لا يمكنك تغطية الصراع إذا لم يكن يسمح لمراسلين أن يكونوا في قلب أرض الصراع. وقد امتثلت وسائل الإعلام الأمريكية للحصار المفروض منذ نوفمبر وأنها تغطي الأحداث وفق المنظور الإسرائيلي لما تريد أن تظهره للعالم والرأي العام العالمي. وهذا نتيجة الانحياز المتأصل لدى كثير من تلك وسائل الإعلام.

ومن سخرية القدر أنك لا تجد مراسلين على الخطوط الأمامية تغطي مقتل أكثر من تسعمائة شهيد فلسطيني بينما تجد مقتل عشرة إسرائيليين من المقاومة الفلسطينية تغطيها مئات وسائل الإعلام والمراسلين. ليس هناك مراسلون غربيون متواجدون في قطاع غزة إلا العاملين في قناة الجزيرة.

من وجهة نظرك هل هناك اختلاف نوعي بين وجهات النظر التي تعرضها وسائل الإعلام والتقارير والتحقيقات الصحفية؟

بالنسبة للتقارير الصحفية كانت متميزة بعض الشيء. فإنني لم أشاهد كثيرًا من وجهات نظر في وسائل الإعلام الأمريكية تعرض غير وجهة النظر الإسرائيلية. وربما يكون هناك بعض الرؤى المحايدة، ولكني لم ألاحظها. وفي المقابل كانت هناك بعض التقارير للمراسلين من داخل غزة، مثل تقارير صحيفة نيويورك تايمز، قد تكون كافية.

ما تعليقكم على تغطية الإعلام الإسرائيلي للعدوان على غزة لاسيما الناطق بالإنجليزية؟

التغطيات الإعلامية كانت أفضل بكثير في إسرائيل لاسيما الصحافة المطبوعة. فقد كان هناك تنوع في التعليقات في الإعلام الإسرائيلي. فقد قرأت ما بين ثمانية إلى اثنتي عشرة مقالة رأي كانت أكثر إثارة من أي شيء رأيته في الإعلام الأمريكي.

وقد كتبت مقالة لصحيفة النيويورك تايمز تحت عنوان "ما لا تعرفه عن قطاع غزة What You Don’t Know About Gaza"- نشرت في السابع من الشهر الجاري (يناير 2009) -، التي أعتقد أنها الأولى في الإعلام الأمريكي.

نظرًا للقيود التي تحاول أن تفرضها الحكومة الإسرائيلية على الإعلام الخارجي، ماذا يجب على المنظمات الأمريكية فعله، والذي لم تفعله؟

يجب عليهم عدم تغطية أي حدث إلا في حال وجودهم في قلب الحدث. فمبادئ احترام النفس لدى الصحفي تفرض عليه مطالبة المحررين والناشرين بالوصول إلى الأطراف الأخرى. والتي منعت إسرائيل تغطيتها، لفرض سيطرتها على التغطية الإعلامية، مما يجعلها تعبر عمَّا تراه إسرائيل وما تريد أن يعرفه العالم.

وأريد أن أضيف أن الصورة تتفوق على الكلمة. وأن الصورة التي تنتجها إسرائيل والتي قد تحدث نوعًا من التعاطف قليلة وبعيدة بعض الشيء، وأن هناك تجاهلاً لتغطية المآسي الإنسانية التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. بعبارة أخرى لم تعرض وسائل الإعلام الأمريكية المرئية والمقرءوة صورًا للجرحى والقتلى الفلسطينيين إلا جد نادر. وأن هذا سوف يستمر طالما استمرت إسرائيل في فرض سيطرتها على الرسالة المرسلة إلى العالم من القطاع، والتي لا ترسل إلا ما تريد أن يعرفه الرأي العام العالمي وليس الحقيقة.

ورشيد خالدي هو أستاذ أدور سعيد للدراسات العربية the Edward Said Professor of Arab Studies بجامعة كولومبيا Columbia University بمدنية نيويورك New York City. ومدير معهد الشرق الأوسط The Middle East Institute بجامعة كولومبيا. وقد حصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد Oxford University عام 1974.

وتتركز أبحاثه ومقرراته الدراسية على التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الأوسط لاسيما تنامي الهوية القومية ودور القوى الخارجية في المنطقة. وتتركز اهتماماته على دور الصحافة في تشكيل السياسات الجديدة. ولكونه أمريكيًّا من أصول فلسطينية فإنه من الأصوات الأمريكية التي تتحدث بصراحة في النقاش والجدل الأمريكي حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وآخر كتبه "القفص الحديدي: قصة الصراع الفلسطيني من أجل تكوين دولة The Iron Cage: The Story of the Palestinian Struggle for Statehood"، الذي صدر في عام 2006.

رؤية المواطنين الأمريكيين للعدوان الإسرائيلي

أشار استطلاع للرأي قام به مركز أبحاث بيو إلى تقدم تغطية الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحماس على عدد من القضايا الأمريكية الداخلية لاسيما الأزمة الاقتصادية وتولي أوباما السلطة في العشرين من الشهر الجاري. فقد أظهر الاستطلاع أن 28% من المستطلعين مهتمون بمتابعة أخبار الصراع القائم في غزة، كما أكد 18% منهم أنها كانت الأخبار الوحيدة التي يتابعونها.

ولاحظ الاستطلاع أن التغطية الإعلامية التي يقوم بها الإعلام الأمريكي عادلة تجاه إسرائيل بنسبة 43%، وفيما يخص حماس بنسبة 42%، غير أن نسبة كبيرة رأت أن الإعلام لم يركز بصورة كبيرة على حماس وذلك بنسبة 30 % مقابل 25% لإسرائيل.

هذا، في حين وجد عدد أقل أن الصحافة كانت تركز بصورة أكبر على إسرائيل بنسبة 16%، و على حماس بنسبة 8%. وأظهر الاستطلاع أن تأكيد عدد كبير من الديمقراطيين بنسبة 28% مقابل 15% من الجمهوريين أن الإعلام لم يكن يركز بصورة كافية على الأعمال الإسرائيلية، وعلى العكس من ذلك رأى 21% من الجمهوريين مقابل 12% من الديمقراطيين أن التغطية تركز بالأساس على إسرائيل. وجدير بالذكر أن الأحزاب الأمريكية تتشابه إلى حد بعيد في الآراء بشأن تغطية أعمال حماس في الصراع الحالي.

لا نرحب بدور أمريكي أكبر في صراع غزة

كان هذا محور استطلاع للرأي قامت به مؤسسة جالوب نُشر في 9 يناير 2009 بعنوان "الأمريكيون لا يضغطون لدور أكبر في صراع غزة Americans Not Pressing for bigger role in Gaza Conflict" ، وقد أشارت استطلاعات الرأي في الفترة من 6- 7 يناير إلى أن 33% من الأمريكيين، يرون أن إدارة بوش عليها أن تقوم بأكثر مما تقوم به الآن لإنهاء الصراع. وفي الاستطلاع الذي تم إجراؤه في أول يومين بعد أن قتلت قذائف الهاون أكثر من 40 فلسطيني في مدرسة تخضع لرعاية الأمم المتحدة، رأى الأمريكيون أن إدارة بوش عليها أن توسع من دورها من أجل إنهاء صراع غزة وذلك بنسبة 33% مقابل 22% رغم أن حوالي 30% يقولون : إن الإدارة الأمريكية تقوم بالصواب لحل الصراع، إلى جانب ذلك أيد 52% من الأمريكيين الذين تم استطلاع آرائهم عدم القيام بدور أكبر.

وفي هذا الصدد تحدثت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس Condoleezza Rice عن رد فعل الإدارة على أزمة غزة ومحاولاتها الرامية لتعزيز فكرة أن يكون وقف إطلاق النار مزدوجًا، دائمًا، غير محدد، وهو ما يختلف عن وقف إطلاق نار فوري الذي يطالب به قادة العالم، وذلك ما يعكس دعم الإدارة لهدف إسرائيل في تقويض قدرة حماس على القيام بهجمات أخرى على إسرائيل. وقد أوضحت استطلاعات أخرى أن 50% من الليبراليين يريدون أن تقوم إدارة بوش بمزيد من الجهد لحل الصراع، وذلك مقارنة بـ32% من المعتدلين و24% من المحافظين.

وقد أوضحت استطلاعات رأي سابقة لجالوب أن الليبراليين أقل تعاطفًا للمحافظين الإسرائيليين في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ومن ثم، يُفضل الليبراليون وقف إطلاق النار الفوري حتى لو لم يكن ذلك يخدم المصالح الإسرائيلية. وأشارت أيضًا إلى أن الديمقراطيين أكثر ميلاً من الجمهوريين في تفضيل قيام إدارة بوش بدور أكبر في حل الصراع، فـ45% من الديمقراطيين مقابل 18% من الجمهوريين يرحبون بدور أكبر لإدارة بوش في حل الصراع.

لاحظ استطلاع الرأي أن 29% من الأمريكيين يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تقوم بجهد أقل، مقابل 33% رأوا أنها تقوم بالصواب. وهو ما اختلف عندما كان السؤال متعلقًا ببوش، حيث كان هناك 11% نقطة فرق في الآراء حول إدارة بوش، فبينما رأى 33% أنه لابد أن تقوم إدارة بوش بمزيدٍ، وجد 22% أنها لابد أن تقوم بجهد أقل. وهو ما يرجع إلى أن الديمقراطيين والمستقلين يفضلون القيام بجهد أكبر عندما يركز السؤال على صورة إدارة بوش وليس الولايات المتحدة. فقد وجد 34% من الديمقراطيين و24% من المستقلين أهمية دفع الولايات المتحدة لبذل مزيد من الجهد تجاه حل الصراع في غزة، فـ45% من الديمقراطيين و33% من المستقلين يرون أهمية قيام بوش ببذل مزيد من الجهد. وذلك مقابل 28% من الجمهوريين يرون أهمية دفع الولايات المتحدة لبذل مزيد من الجهود تجاه حل الصراع في غزة.

تنازع الرؤى تجاه الدور الأمريكي

أوضح استطلاع آخر للرأي قام به مركز أبحاث بيو بعنوان "ليس هناك رغبة في أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكبر في الصراع No Desire for Greater U.S. Role in Resolving Conflict" نشر بتاريخ 13 يناير 2009، أن الأمريكيين لديهم رؤية مختلطة للحرب في قطاع غزة، وهي تكاد تتوافق مع رؤيتهم للصراع الإسرائيلي مع حزب الله في 2006. فعلى الرغم من استمرار التعبير عن الدعم العام القوي لإسرائيل، لا يحبذ الأمريكيون قرار إسرائيل بشن عمل عسكري في غزة، وذلك رغم النظر إلى حماس كمسئول أساسي عن اندلاع العنف.

وقد أجرى مركز أبحاث بيو للشعب والصحافة استطلاعه في الفترة من 7-11 يناير بين عينة تضم 1503 من البالغين تم الاتصال عليهم تليفونيًّا - الخطوط الأرضية وخطوط الهاتف الخلوي-. وقد أوضحت نتائج الاستطلاع أن الدعم العام لإسرائيل لم يقل بالحرب، وأن 49% يتعاطفون مع إسرائيل الآن في نزاعها مع الفلسطينيين. ويرى 41% من الأمريكيين أن حماس هي السبب في اندلاع العنف في مقابل 12% يرون أن إسرائيل هي السبب في اندلاع الحرب. ومع ذلك يتفق 40% فقط من الأمريكيين على قيام إسرائيل بالعمل العسكري في غزة، في مقابل 33% لا يحبذون العمل العسكري.

ويرى نصف الأمريكيين أن رد فعل إسرائيل على الصراع الحالي مع حماس صحيح، بينما يرى 24% أن إسرائيل قد تمادت في ردود أفعالها. وهناك دعم قليل بشأن دور أمريكي أكبر في حل أزمة غزة، فقط 17% يعتقدون أن الولايات المتحدة لابد أن تتدخل بصورة أكبر مما هو قائم الآن، بينما يرى 27% أنها لابد أن تقلل من تدخلها وحوالي 48% يرون أنها تفعل المناسب.

أوباما لابد أن يبقى بعيدًا

تعرض باراك أوباما للانتقادات من كلا الجانبين في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بسبب اجتنابه الحديث عن الصراع.

فالمؤيدون للعرب أرادوا منه إدانة قتل المدنيين الفلسطينيين، والمؤيدون لإسرائيل أرادوا منه الدفاع عن حق إسرائيل في الرد على حماس. غير أن أوباما وجد أنه من غير المناسب له كرئيس منتخب إقحام آرائه في مثل هذه المسائل الدولية.

وقد أشار استطلاع الرأي إلى أن نسبة كبيرة من الأمريكيين تتفق مع أوباما فقد رأى 19% فقط أن عليه أن يعلن موقفًا حازمًا تجاه الصراع الدائر الآن، بينما يرى 75% من المستطلع آرائهم أن عليه الانتظار حتى يوم توليه الإدارة الأمريكية في العشرين من يناير الحالي. وقد كانت آراء الديمقراطيين والجمهوريين مطابقة تقريبًا بشأن هذا السؤال، فقط 19% من الديمقراطيين و18% من الجمهوريين يرون أن أوباما عليه إعلان موقفه الآن. غير أن الأغلبية الكبرى من كلا الجانبين كذلك المستقلين السياسيين يرون أن عليه الانتظار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/كانون الثاني/2009 - 21/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م