النوم.. مفتاح لمعرفة الصحة مستقبلاً

النوم خلال النهار يعيق التعافي

 

شبكة النبأ: يعتبر النوم من المسائل الأساسية في حياة الإنسان، فهو يعطي صاحبه فرصة مناسبة كي يستعيد نشاطه وحيويته، والشخص البالغ يحتاج وسطياً الى ثماني ساعات في اليوم، ليتمكن من شحذ قواه العقلية والجسدية لمواجهة أعباء الحياة واستعادة الجملة العصبية توازنها، لتقوم بمهماتها المنوطة بها على أفضل ما يرام.

والنوم عالم قائم بذاته، وما زال يكتنفه الكثير من الغموض، غير ان الدراسات المتعلقة به استطاعت ان تميط اللثام عن عدد من الحقائق التي يجدر بنا ان نلم بها، بحسب التقرير التالي:

خبراء يابانيون يتعرفون على جين النوم اثناء النهار

تعرف علماء في اليابان على جين مغاير ربما يكون له صلة بحالة الخدار (نوبات النوم في اوقات النهار) وهي حالة تتسم بالنوم بشكل مكثف اثناء النهار وعدم وضوح الرؤية وضعف العضلات.

وتحدث هذه الحالة في واحد من بين كل 2500 شخص في الولايات المتحدة واوروبا لكنها اكثر تكرارا بأربع اضعاف على الاقل بين اليابانيين.

وحلل الباحثون مجموعة العوامل الوراثية او الحامض النووي لدى 222 يابانيا مصابا بحالة الخدار و 389 اخرين لا يعانون من هذه الحالة وظهر جين واحد مغاير بتكرار كبير بين المصابين بالخدار كما كتب الباحثون في تقرير نشر في دورية "نيتشر جينتكس" " Nature Genetics".

وقال البروفيسور كاتسوشي توكوناجا من ادارة "الجينات البشرية" في جامعة طوكيو عبر الهاتف "45 في المئة من هؤلاء الذين يعانون من حالة الخدار لديهم هذا الجين المغاير مقارنة مع 30 في المئة بين الذين لا يعانون من هذه الحالة". وقال توكوناجا ان التعرف على هذا الجين المختلف قد يمهد الطرق امام الخبراء للبحث عن علاج.

ويقع هذا الجين بين الجينين (سي بي تي1بي) و (سي اتش كيه بي) وكلاهما على صلة فيما يبدو بهذا الخلل. ويتحكم الجين (سي بي تي1بي) في انزيم ينظم النوم بينما الجين (سي اتش كيه بي) على صلة بدورة النوم واليقظة. بحسب رويترز.

واخذ العلماء خطوة اخرى في فحص هذا الجين المغاير بين 424 كوريا و 785 شخصا ينحدرون لاوروبا و 184 امريكا من اصول افريقية.

النوم خلال ساعات النهار يعيق التعافي

اظهرت نتائج بحث جديد ان الفترة التي يستغرقها المسنون الذين يخضعون لاعادة تأهيل بالمستشفيات بعد اصابتهم بأزمات قلبية او جلطات او اصابات في النوم خلال النهار تعد مؤشرا رئيسيا على مدى استجابتهم لتعافي وظائف الجسم.

ويقول الباحثون ان هذه الملاحظات تتسم بأهمية نظرا لان تشوش النوم ربما يكون مؤشرا متغيرا على نتائج اعادة التأهيل. وفي المقابل هناك مؤشرات اخرى كثيرة على نتائج اعادة التأهيل مثل وظيفة الادراك من الصعب او من المستحيل ان تتغير.

وربما يعزز التدخل لتحسين انماط نوم المسنين خلال فترة اعادة التأهيل وخاصة للحد من النوم خلال النهار من التعافي الوظيفي كما قال الباحثون.

وقال الدكتورة كاثي ايه. اليسي التي اشرفت على الدراسة لنشرة "رويترز هيلث" "نظرا لان التعافي الوظيفي هو الهدف الرئيسي لاعادة التأهيل اردنا ان نرى ما اذا كان تشوش النوم خلال فترة اعادة التأهيل سيؤثر على التعافي الوظيفي على الفور وعلى المدى الطويل للاشخاص المسنين". بحسب رويترز.

لاختبار نظريتهم درست اليسي وزملاؤها في كلية طب ديفيد جيفن بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس حالة 245 بالغا متوسط اعمارهم 80.6 عاما اقاموا في مستشفيات لتلقي علاج جسماني أو وظيفى.

والسبب الاكثر شيوعا لاقامة مرضى بالمستشفيات هو حالات التجبير (42 في المئة) يليها مشاكل القلب (13 في المئة) والجلطات أو اضطرابات الجهاز العصبي (11 في المئة) والضعف العام (9 في المئة).

وجرى توثيق اوقات النوم بالاستعانة بأداة يتم ارتداؤها في المعصم لمدة سبعة أيام وليالي متتالية. وفي المتوسط نام الاشخاص 55 في المئة من ساعات وقت الليل و16 في المئة من ساعات وقت النهار.

قلة النوم مرتبطة بمخاطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين

قد يكون النوم لاقل من سبع ساعات و50 دقيقة يوميا مرتبطا بزيادة مخاطر الاصابة بامراض القلب والشرايين والوفيات لدى المسنين وفق دراسة يابانية نشرت الاثنين في الولايات المتحدة.

وقال الباحثون اليابانيون ان هذه المخاطر تزداد اذا ما اصيب الشخص خلال فترة نومه القصيرة بارتفاع في ضغط الشرايين. ونشرت الدراسة في مجلة ارشيف الطب الداخلي بتاريخ 10 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتابع الباحثون 1255 شخصا يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويبلغ متوسط عمرهم 70 عاما خلال نومهم وعلى مدى 50 شهرا. بحسب فرانس برس.

وخلال تلك الفترة اصيب 99 من الاشخاص بازمات قلبية او سكتات دماغية. وبلغت نسبة الاصابة 2.2% بالمعدل السنوي لدى من كانوا ينامون اقل من سبع ساعات و50 دقيقة و1,8% لدى من ينامون لفترات طول.

وقال الطبيب كازو ايغوشي من كلية طب جيشي في توشيجي في اليابان انه يتضح بصورة اكبر ان النوم لاقل من سبع ساعات و50 دقيقة مرتبط بمشكلات القلب والشرايين.

وقال الطبيب ان النوم لساعات قليلة يزيد مخاطر الاصابة بازمات قلبية لدى المسنين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم عندما يرتفع ضغط الشرايين اثناء النوم.

النوم وألغاز الدماغ والأحلام وتجديد النشاط

النوم مسألة أساسية في حياة الإنسان، فهو يعطي صاحبه فرصة ذهبية كي يستعيد نشاطه وحيويته، والشخص البالغ يحتاج وسطياً الى ثماني ساعات في اليوم ليتمكن من شحذ قواه العقلية والجسدية لمواجهة أعباء الحياة واستعادة الجملة العصبية توازنها لتقوم بمهماتها المنوطة بها على أفضل ما يرام. ان النوم عالم قائم بذاته، وهو عالم ما زال يكتنفه الكثير من الغموض، غير ان الدراسات المتعلقة به استطاعت ان تميط اللثام عن عدد من الحقائق التي يجدر بنا ان نلم بها، بحسب تقرير لـ الحياة.

يتألف النوم من مراحل عدة هي:

- المرحلة الأولى، وتبدأ عندما يأوي الشخص الى فراشه، وتحصل بعض المظاهر الفيزيولوجية مثل التثاؤب وانخفاض حرارة الجسم وانحدار في إفراز هرمونات الغدة فوق الكلية. وينتاب الشخص في هذه المرحلة شعور بأنه خفيف الوزن أو انه يطفو في تيار من الماء، وتترافق هذه المرحلة مع انخفاض في شدة موجات المخ الكهربائية.

- المرحلة الثانية، وفيها يتغير شكل موجات المخ الكهربائية، وتترافق مع انخفاض في الوعي ولكن يمكن إيقاظ النائم بسهولة.

- المرحلة الثالثة، ويحدث فيها انخفاض كبير في النشاط الكهربائي للمخ، ويكون النوم هنا متوسط العمق ويترافق مع انتظام دقات القلب وبطء في معدل التنفس وانخفاض ضغط الدم.

- المرحلة الرابعة، وتتميز بالنوم العميق، وفيها لا يستجيب النائم الى معظم المنبهات الخارجية ومن الصعب إيقاظه. وفي هذه المرحلة تحصل الكوابيس والمشي أثناء النوم.

- المرحلة الخامسة، وتسمى بمرحلة حركة العين السريعة، وهنا يسبح النائم في مرحلة قريبة من المرحلة الأولى، وفي هذه المرحلة تقع الأحلام.

ان مجموع المراحل السابقة ينضوي تحت عنوان يعرف بدورة النوم، وهذا يعني ان فترة النوم تتألف من دورات متعاقبة كل واحدة منها تستغرق من 90 الى 120 دقيقة، وتتكرر دورة النوم تباعاً وفقاً لعدد ساعات النوم التي ينامها الشخص لتبلغ لدى الشخص الطبيعي 4 الى 6 دورات.

ان حاجة الإنسان الى النوم تتباين من شخص الى آخر، وهناك قوة أساسية تتحكم في هذه الحاجة هي الساعة البيولوجية، التي توعز الى الشخص متى يجب عليه أن يخلد الى النوم، وفي كثير من الأحيان قد لا يتوافق هذا الموعد مع ذاك الذي تفرضه ظروف الحياة الاجتماعية والمهنية والعائلية، وفي هذه الحال يفضل لو تم تقريب الوقتين من بعضهما للحصول على النوم الجيد. يجدر التذكير هنا ان السهر الى ساعات متأخرة والاستيقاظ في وقت متأخر يشكلان دعوة مفتوحة لحدوث اضطرابات النوم لعدم احترامهما الساعة البيولوجية وهذا بالتالي ما يخلق تشويشاً يطاول مراحل النوم.

و النوم ليس حالة خمول كما يحلو للبعض ان يسميها، ان أقساماً من المخ تبقى نشطة أثناء النوم لتنذرنا بما قد يحدث خلاله، عدا هذا بينت التحريات العلمية ان فترة النوم تشهد العديد من النشاطات التي تجري في الجسم عموماً وفي المخ خصوصاً، ففترة النوم تشكل فرصة يتمكن الدماغ من خلالها من تنظيم الذكريات وتعزيز التجارب الحياتية التي جرت أثناء النهار. اكثر من هذا وذاك، ففي دراسة أعدتها الباحثة جسيكا باين من جامعة هارفارد، أوضحت ان النوم يلعب دوراً اساسياً في تذكر أو نسيان الأمور التي تحدث في حياة الشخص وذلك بحسب أهميتها من الناحية العاطفية.

اضطرابات النوم إشارة مبكرة لمرض باركنسون

أكد علماء في مستشفى Sacre Coeur بجامعة مونتريال الكندية، أن مراقبة سلوك الإنسان أثناء نومه، قد يساعد في اكتشاف مرض باركنسون، قبل مدة تصل إلى 12 عاماً من تعرض الشخص لأول رجفة عضلية.

وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة Neurology أن الأشخاص المصابين باضطرابات في النوم خلال REM، أو ما يسمى فترة "نوم حركة العين السريعة"، تزيد لديهم نسبة احتمال الإصابة بأمراض عصبية، كالخرف أو مرض باركنسون.

ومن المعروف أن العضلات ترتخي أثناء فترة "نوم حركة العين السريعة"، ولكن المصابين بالاضطراب أثناء النوم قد يصيحون ويقومون بحركات عنيفة خلال هذه الفترة.

ويقول الخبراء إن نسبة إصابة هؤلاء بمرض عصبي تصل إلى 18 في المائة خلال خمس سنوات مقبلة، وترتفع إلى 52 في المائة بعد 12 عاماً، كما تقول أليس بارك في مجلة "تايم" الأمريكية.

وقال مؤلف الدراسة، والاختصاصي في علاج الأمراض العصبية، الدكتور رون بوستوما، "كنا على علم بوجود علاقة بين اضطراب النوم REM ومرض باركنسون لبعض الوقت، إلا أن هذه الدراسة تعتبر الأطول والأعمق في دراسة التأثير الحقيقي لهذه الاضطرابات في تكوين مرض باركنسون في مراحل لاحقة."

وأجرى علماء كنديون دراسة على 100 شخص من النساء والرجال المصابين باضطرابات أثناء النوم، ووجدوا أن هؤلاء لا يصلون إلى مرحلة الارتخاء التام للعضلات، ولا يستطيعون التحكم كلياً بحركة عضلاتهم، وهو ما يعتبر مؤشراً مبكراً لاحتمال إصابتهم بمرض باركنسون لاحقاً. بحسب سي ان ان.

ويعتقد العلماء أن عملية تحلل للأنسجة الدماغية تبدأ خلال فترة ما أثناء النوم المضطرب، والتي قد تؤدي إلى حدوث خلل في الجزء الدماغي الذي يضبط عملية النوم، وبمراقبة سلوك النائم يمكن التقاط بعض المؤشرات التي قد تساعد في تشخيص المرض العصبي مبكراً.

ويحذر الدكتور بوستوما من الخلط بين اضطراب النوم REM الذي تكون الحركة فيه واضحة، والتقلبات العادية أو المشي أثناء النوم أو الارتباك عند الاستيقاظ، حيث تعتبر كلها أموراً عادية قد يمر بها الإنسان.

وعلى الرغم من وجود عدة أدوية تساعد على علاج اضطراب النوم REM، فإن هذه الأدوية ليست كافية للتقليل من تلف الأنسجة الدماغية المسؤولة عن مرض باركنسون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/كانون الثاني/2009 - 9/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م