الذاكرة: قدرات الحدس وعملية مَسح المُخ تُعيد الصور التالفة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: قيل بأن انشتاين فيما توصل إليه كان قد استعمل عشرون بالمئة من إجمال الذاكرة وفعاليات المخ، فيما ان الانسان العادي يستخدم عشرة فقط. فماذا سيكون مالو استخدمنا نصف هذه الذاكرة والتفكير.؟!

يسعى الاطباء والعلماء بجهد حثيث إلى التركيز على فعاليات المخ والذاكرة البشرية ذلك عبر تطويرهم لتقنيات مختلفة، منها المساعدة في حفظ المناطق التالفة من الذاكرة، او مساعدة المناطق التالفة عبر استرجاع الصور القديمة، كما حصل في اكتشاف من المؤمل له ان يرى النور قريبا، ذلك عبر مسح مناطق معينة في المخ لإخراج صور قديمة من الدماغ.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم المكتشفات الحاصلة على الصعيد الطبي وآخر ما توصل له العلماء في مجال حفظ وتقويه وتنشيط الذاكرة البشرية:

قدرات الحدس الواثقة وتحديد مركزها في الدماغ

قال فريق علمي بريطاني إنه تمكن من إثبات قدرة البشر على التعلّم بمجرد الحدس، إلى جانب تحديد الجزء المسؤول عن هذه الملكة في الدماغ، من خلال اختبارات أجريت على مجموعة من الأشخاص في الكلية الجامعية بلندن.

ولفتت الدراسة إلى أن المقولة التي تفترض أن الإجابات القائمة على الحدس السريع في بعض القضايا غالباً ما تكون أصح من تلك التي تأتي بعد تفكير عميق ليست مجرد أسطورة، بل تقوم على سند علمي تتوفر أدلته أيضاً لدى عدد من المخلوقات الأخرى. بحسب (CNN).

وقامت الدراسة على لعبة افتراضية عبر عرض رموز شبه متطابقة على شاشة الكمبيوتر أمام عدد من الأشخاص، يتيح واحد منها فقط لهم كسب المال.

ويتوجب على اللاعبين اختيار الرمز الذي يقودهم لتحقيق الفوز الدائم وتجنب الرموز الأخرى التي قد تقود إلى خسارة المال، علماً أن جميع الأشكال التي تظهر على الشاشة أمامهم تبدو متطابقة إذا اعتمد اللاعبون أسلوب التفكير المنطقي ما يلزمهم بالتكهن بعد الاتكال على حدسهم.

وتظهر على الشاشة تعابير تدفع اللاعبين إلى عدم اعتماد التحليل المنطقي، بل تدعوهم إلى السير خلف مشاعرهم للفوز وتجنب خسارة الكثير من الأموال.

ووفقاً للبحث الذي نشرته مجلة الخلية العصبية في عددها الأخير، فإن معظم الذين شاركوا في الاختبار نجحوا بتحديد الرمز الصحيح، وقد عمد الفريق العلمي إلى الكشف على مراكز النشاط في أدمغة اللاعبين خلال ممارستهم للاختبار، ليتضح تركزه في جزء يقع في الوسط المتقدم من الدماغ يدعى Ventral Striatum.

وقال خبراء إن هذا الاختبار يعيد إلى الأذهان ما كان قد طرحه عالم الأحياء المعروف، إدوارد لي ثورندايك، الذي افترض عام 1911 أن قدرة القطط والكلاب على التعلم دون امتلاك حس واع لديهم يعود إلى امتلاكهم لحدس نشيط.

عملية مسح للمخ تعيد الصور التي نظر اليها الانسان سابقاً!!

نجح باحثون يابانيون في استعادة الصور التي نظر اليها شخص ما عن طريق تحليل مسح بالاشعة للمخ في خطوة قد تمهد الطريق امام تواصل البشر مباشرة عبر عقولهم.

ويأمل الباحثون ان تساعد دراستهم التي نشرت في دورية الخلية العصبية الامريكية الاشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلام أو الاطباء الذين يدرسون الاضطرابات العقلية بالرغم من مشكلات الخصوصية التي قد تظهر اذا ما تم الوصول الى مرحلة يمكن فيها لشخص ان يقرأ أحلام شخص نائم. بحسب رويترز.

وقال يوكياسو كاميتاني رئيس فريق البحث من المعهد الدولي لابحاث الاتصالات اللاسلكية المتقدمة وهو معهد خاص مقره كيوتو باليابان في مقابلة هاتفية مع رويترز: عندما نود ان ننقل رسالة نحتاج الى تحريك اجسامنا على سبيل المثال للتحدث او النقر على لوحة المفاتيح.

لكن اذا استطعنا الحصول على المعلومات مباشرة من المخ فمن الممكن التواصل مباشرة من خلال تخيل ما نريد قوله دون الحاجة للحركة.

وقال كاميتاني ان هذه التكنولوجيا يمكن ان تفتح الطريق يوما ما امام الاتصال بين اناس لا يستطيعون الكلام او المساعدة في تجسيد الهلاوس لمساعدة الاطباء على تشخيص الاضطرابات العقلية.

وعند الرؤية يتحول الضوء الى اشارات كهربية عن طريق القرنية في مؤخرة العين ثم تستقبلها القشرة البصرية في المخ.

وشارك باحثون من خمسة معاهد في البحث واستخدموا ماسحا ضوئيا للمخ لفحص نماذج النشاط في القشرة البصرية.

وطور فريق كاميتاني برنامج كمبيوتر لادخال فحص بالاشعة لاثنين من المتطوعين يفحصان اكثر من 400 صورة ثابتة بالاسود والابيض والرمادي. ثم عرضت على المتطوعين اشكال هندسية وحروف ابجدية مختلفة باللونين الاسود والابيض.

وتمكن برنامج الكمبيوتر من اعادة صياغة الاشكال والحروف التي رأها المتطوعان ولكن بصورة أقل وضوحا.

ضعف الذاكرة نتيجة الحمية الغذائية وتدني الكربوهديرات

وجد باحثون أن الحمية الغذائية التي تعتمد على الابتعاد عن استهلاك المواد الغذائية الغنية بالكربوهيدرات قد ينجم عنها حرمان المخ من الطاقة اللازمة لأدائه مهامه على النحو الصحيح، وفق تقرير.

وكشفت الدراسة، التي أجريت على نساء تتراوح أعمارهن بين 22 إلى 550 عاماً، أن اللواتي اعتمدن حمية يعتمد على خفض استهلاك المواد الغنية بالكربوهيدرات، مثل الخبز، والبطاطس والمعكرونة، عانين من ضعف في الذاكرة، بعد أسبوع واحد فقط من بدء النظام الغذائي، وفق صحيفة تلغراف. بحسب (CNN).

وعزي الأداء الضعيف لذاكرة المشاركات في الاختبارات إلى حرمان المخ من الجلكوز، المستمد من الكربوهيدرات المتوفرة في الأطعمة.

ويعجز المخ عن تخزين الجلوكوز، وهو ما يعني أن الحمية ذات الكربوهيدرات المنخفض، تودي إلى تراجع الوقود الذي يعمل على تعزيز خلاياه، وفق التقرير.

وسمح للمشاركات في الدراسة، 19 امرأة، الاختيار بين نظامي حمية، يعتمد على كربوهيدرات متدنية أو أخرى ذات سعرات حرارية أقل. واختارت تسع منهن الحمية الأولى وفيما فضلت الأخريات البرنامج الثاني.

وأخضعت المهارات الإدراكية لكافة المشاركات ومنها التركيز، والذاكرة على المدى القصير والطويل، والتركيز البصري، الذاكرة الحيزية.

وأظهرت المجموعة المشاركة في الحمية ذات الكربوهيدرات المنخفضة تراجعاً تدريجياً في الذاكرة المرتبطة بالمهام مقارنة بالمجموعة الثانية، كما اتسمت ردة فعلهم الزمنية بالبطء كذلك، إلا أن أدائهن في الاختبارات المتصلة بالتركيز القصير المدى، كان أفضل.

وقالت البروفيسور، هولي تيلور، من جامعة تافتس بمساشوستس إن ذاكرة النساء تحسنت فور عودتهن لاستهلاك المواد الغنية بالكربوهيدرات.

وأضافت قائلة: هذا الدراسة تظهر أن للغداء الذي نتناوله تأثير مباشر على السلوك الإدراكي. الحمية الرائجة التي تعتمد على خفض أو الحرمان من استهلاك الكربوهيدرات، لها أقوى تأثير محتمل على التفكير والإدراك.

تمرينات المسنّين تنشِّط وتحسِّن أداء الذاكرة

كشفت دراسة في استراليا ان التمرينات المنتظمة والمعتدلة قد تساعد في تحسين أداء الذاكرة لدى المسنين وتأخير الاصابة بالعته.

وشارك 170 شخصا في الدراسة التي نشرت بدورية رابطة الطب الامريكية Journal of American Medical Association اعمارهم بين خمسين وأكثر اشتكوا من بعض المشاكل في الذاكرة ولكنهم لا يعانون من العته. بحسب رويترز.

وانخرط نصف المشاركين في تمرينات رياضية معتدلة مثل المشي لمدة 50 دقيقة ثلاث مرات اسبوعيا بينما لم يشارك الباقون في اي انشطة رياضية.

وبعد ستة اشهر خضع المشاركون لاختبارات على الذاكرة واختبارات اخرى منها تذكر مجموعات من الكلمات. وحقق الذين خضوا للتمرينات تقدما أفضل بدرجة ملحوظة من الذين لم يشاركوا فيها.

وذكر التقرير: ان التجربة هي الاولى التي تثبت ان التمرينات تحسن الاداء الادراكي بين البالغين المسنين الذين يعانون من خلل ادراكي.

واضاف التقرير ان فوائد النشاط البدني كانت ظاهرة بعد ستة اشهر واستمرت 12 شهرا اخرى على الاقل بعد الانقطاع.

وتقول منظمة الصحة العالمية انه مع زيادة شرائح كبار السن بمختلف انحاء العالم فان ما يقدر بنحو 37 مليون شخص في العالم يعانون حاليا من امراض تدهور القدرات العقلية وأن المصابين بالزايمر هم اغلب الحالات.

مرض الزهايمر هل يمكن علاجه بالزواج؟!

أعربت مجموعة من الباحثين عن حماسها إزاء علاج واعد لمرضى خرف الشيخوخة ألزهايمر، بالرغم من أن السنوات الأخيرة غاب عنها أي خبر يبشر بإيجاد دواء لهذا المرض الذي تأخرت جهود تطوير ترياق له.

وشهد المؤتمر تقديم مجوعة من أوراق البحث التي قدمت فهما جديداً لكيفية عمل المرض العصبي، وتعمقاً أكبر حول كيفية تأثير العوامل الاجتماعية وأسلوب حياة الفرد في تطوره، وبرز في هذا السياق إثبات ارتفاع خطر التعرض للمرض بين العازبين. بحسب (CNN).

وخلال مؤتمر للجمعية الدولية لألزهايمر حول المرض، عقد في شيكاغو، ناقش الباحثون مجموعة من النتائج الواعدة لعقار مازال قيد التجربة.

وقال الطبيب رونالد بيترسن الذي يرأس الجمعية الطبية لألزهايمر والمجلس العلمي الاستشاري ومدير مركز أبحاث ألزهايمر في مستشفى مايو كلينيك: حالياً بدأنا الفصل بين عدة أهداف علاجية مختلفة وتطوير عقاقير لديها تأثير على كل هدف، وهي قادرة في حال ضمها معاً على وضع المرض قيد السيطرة بشكل أفضل من أي محاولة فردية مستقلة.

ولفت الباحثون إلى ضرورة العناية بتناغم أدوية الأمراض المختلفة مع العقاقير التي تمنح لعلاج ألزهايمر، فعلى سبيل المثال فقد ثبت أن المصابين بمرض السكري الذين يتناولون حقن إنسولين بالإضافة إلى أدوية أخرى للسيطرة على مستويات السكر في دمائهم، لديهم نسبة 80 في المائة أقل من لويحات أميلويد المسببة لدمار الخلايا العصبية في المخ.

وبالرغم من عدم وضوح آلية عمل هذه الأدوية بشكل كامل، فإن الباحثين يعتقدون بأن العقاقير قد تعمل على إعادة تسوية شبكة اتصالات المخ المتلقي للإنسولين الذي تخفق العمل في دماغ المصاب بألزهايمر.

نجاح عملية محو أجزاء من الذاكرة

ولم يعد محو جزء من الذاكرة من الخيال العلمي بعد ان تمكن باحثون من محو اجزاء من ذاكرة فئران معدلة وراثيا وفق نتائج ابحاثهم التي نشرت في مجلة سل برس الاميركية.

وقال الطبيب جو تسيين من معهد الدماغ والسلوك في كلية الطب في جورجيا جنوب الولايات المتحدة ان هذه الابحاث قد تقود الى وسائل تتيح محو احداث اليمة او مرعبة من الذاكرة دون ايذاء باقي مخزون الذاكرة في الدماغ. بحسب فرانس برس.

وتتكون الذاكرة على اربع مراحل: الحفظ وتعزيز الحفظ والتخزين والتذكر. وحدد باحثون سابقا جزيئات متخصصة تلعب دورا في مختلف مراحل عملية حفظ المعلومات واستعادتها.

وطور الدكتور تسيين طريقة سريعة للتلاعب بنشاط جزيئة كالسيوم كالمودولين بروتين كيناز2 التابع وهي انزيم يلعب دورا في عملية التعلم والحفظ.

واكتشف الباحثون ان الاستخدام المفرط للانزيم لدى التذكر يعيق استرجاع احداث مخيفة تعود الى فترة طويلة او قصيرة وكذلك للذاكرة الفورية.

ثم اكتشفوا ان نقص الذاكرة المرتبط بالنشاط المفرط للانزيم لا يؤدي الى اعاقة التذكر وانما الى المحو السريع لتلك المعلومات المخزنة في الدماغ.

معدل الذكاء والتشويش الذهني وعلاقته بضغط الدم 

اكتشف باحثون تراجع معدل الذكاء وتشويش في ذاكرة كبار السن المصابين بضغط الدم، تحديداً في الفترات التي يرتفع فيها معدل الضغط، وفق تقرير.

وقال د. جيسون آلير، البروفيسور المساعد بجامعة نورث كارولينا، شارك في وضع الدراسة، إن التأثير بدأ واضحاً بين المصابين بارتفاع ضغط الدم فوق سن الخمسين، حيث يصاب العديد من الأشخاص بالمرض، وتبدأ قدراتهم الذهنية في التراجع. وأردف قائلاً: إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري وضعه تحت السيطرة. بحسب (CNN).

ورغم أن الرابط الدقيق بين ارتفاع ضغط الدم وتدني القدرات الذهنية مازال مبهماً، إلا أن العلماء قالوا إن البحث يظهر ضرورة مراعاة المرضى لوضعهم الصحي وتفادي الإجهاد.

وأخضع فريق البحث 36 عجوزاً من المصابين بارتفاع ضغط الدم، تراوحت أعمارهم بين سن 60 و87 عاماً، لاختبارين اثنين يومياً على مدى شهرين.

وطالب الباحثون المشاركين، وبعد قياس معدلات ضغط الدم لديهم، بالقيام بعدد من الاختبارات تضمنت استرجاع بسيط للذاكرة، والتعرف على أرقام وثالث تضمن اختبار للذكاء.

وأظهرت النتائج ارتباطاً مباشراً بين الأوقات التي عانى فيها المشاركون من ارتفاع عالي في ضغط الدم، وتدني قدراتهم "الإدراكية"، وازداد ارتكاب الأخطاء بازدياد ارتفاع ضغط الدم.

وقال آلير إن التأثير يحدث فقط بين المرضى الذي يعانون من ارتفاع ضغط الدم بصورة أعلى من المتوسط.

وتقول الدراسة، التي نشرتها التلغراف إن الأشخاص الذين بلغ متوسط ارتفاع الضغط لديهم 130 أو أعلى، تراجعت وظائفهم الإدراكية  بشكل ملحوظ، عند الارتفاع الشديد لضغط الدم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/كانون الثاني/2008 - 2/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م