المعركة ضد البدانة آخر ضحايا الأزمة المالية

البدانة تزيد من حالات الاصابة بالسكري وعِشق الأكلات الدسمة يبدأ من الرحم

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: يعتبر مرض السمنة الاول على مستوى العالم وقد يتسبب في مخاطر صحية كثيرة مثل امراض القلب وتصلب الشرايين والضغط والسكر بالاضافة الى التأثير النفسي على المريض.

الجديد في الامر هو ان الازمة المالية العالمية قد أخذت مؤخرا تؤثر بشكل كبير فيما يختص بمحاربة البدانة، ذلك التاثير نابع من توقّف الناس عن شراء المواد الغذائية الصحية الأكثر غلاء، والاكتفاء بأصناف أقل درجة من الناحية الصحية، ما بات يثير المخاوف من أن المعركة ضد البدانة أصبحت آخر ضحايا الركود الاقتصادي.

بالإضافة الى اخبار متنوعة عن آخر المستجدات بشأن البدانة تقدم (شبكة النبأ) تقريرها التالي:

الأزمة المالية تزيد احتمالات الإصابة بالسِمنة

شرع المستهلكون الذين لا يملكون مبالغ نقدية تكفي لشراء احتياجاتهم الضرورية، في التوقف عن شراء الموارد الغذائية الصحية الأكثر غلاء، مثل عصائر الفواكه المثلجة والخضراوات العضوية، والاكتفاء بأصناف أقل درجة من الناحية الصحية، مثل الهامبرجر والفطائر المجمدة، ما بات يثير المخاوف من أن المعركة ضد البدانة أصبحت آخر ضحايا الركود الاقتصادي.

ويشير الدكتور تيم لوبستن، مدير برنامج بدانة الطفولة لدى الجمعية الدولية لدراسة البدانة، إلى أن صناعة الغذاء باتت "تتأهب للركود" من خلال الاستعداد لمبيعات أعلى من الحلويات والأطعمة الدسمة، وللمزيد من استهلاك الوجبات السريعة. بحسب سي ان ان.

وقال: "إن الإنفاق الأقل على الطعام قد يعني غالباً التوجه صوب أصناف الطعام الأرخص التي تحتوي على نسبة أعلى من السكريات والدهون". وحذر من أن إبقاء الأغذية الصحية رخيصة لدرجة تكون في متناول الأسر ذات الدخل المحدود يتطلب خوض "معركة شرسة". وأضاف: "لكن البديل سيكون السماح لمعدلات السمنة بأن ترتفع بشدة ومعها معدلات الإصابة بالسكري وأمراض القلب، وبالتالي إلقاء أعباء صحية أكبر على الاقتصاد".

وقال دام دريدر هتون، رئيس مجلس إدارة وكالة المعايير الغذائية، إن تغيير المناخ يصاحبه تغير في "أجندة الغذاء". وأضاف أمام اجتماع مشترك مع وزارت الصحة: "مع تصاعد الأسعار، تصبح قيمة النقود أكبر مشكلة بالنسبة إلى المستهلكين، وبالتالي يشرعون في تغيير ما يشترونه والأماكن التي يتسوقون فيها. ينبغي علينا إزاء ذلك أن نؤكد للجميع أن الصحة تظل على رأس جدول أعمالنا".

وتنكر شركات الأغذية أنها باتت تستخدم مكونات غذائية أقل صحة، رغم اعترافها بأن الناس الذين كانوا على درجة عالية من الوعي بالنواحي الصحية باتوا الآن أكثر تركيزاً على الأسعار.

وقال ميلاني ليتش، الأمين العام لهيئة الطعام والشراب، الجهاز الصناعي الذي يمثل مجموعات الأغذية، أمام منتدى البدانة الذي عقد في لندن الشهر الماضي: "بتنا نلاحظ برهانا واضحا يدل على تغير إنفاق المستهلك الذي يعكس عزمهم على تخفيض التكاليف". وتشمل هذه التغييرات الإقبال على المواد الغذائية المجمدة، التي ضعف الإقبال عليها قبل بضع سنوات، عقب تطوير الأسواق المركزية (سوبرماركتس) أصناف المواد الغذائية المبردة.

الحافز المادي يساعدك على التخلص من الوزن الزائد

قال باحثون أمريكيون ان التخلص من الوزن الزائد يكون اسهل عندما يدخل عنصر المال في الامر. ويقول الباحثون ان برامج فقدان الوزن التي تكافئ الافراد بالمال -- وتذكرهم بالمبلغ الذي سيفقدونه اذا فشلوا -- تقدم حافزا قويا لفقدان الوزن مقارنة بالسبل التقليدية.

وكان الدكتور كيفن فولب من كلية الطب بجامعة بنسلفانيا يبحث عن وسيلة فعالة لمعالجة البدانة وهي مشكلة متزايدة تنطوي على مخاطر صحية خطيرة.

وقال ان العديد من برامج فقدان الوزن تفشل لان الاشخاص يطلب منهم تقديم تضحيات الان من أجل مكآفات في المستقبل.

وقال فولب الذي نشرت دراسته في دورية الرابطة الطبية الامريكية "اردنا ابتكار نظام للمكافأة يعطي المشاركين مكآفات في الحاضر." بحسب رويترز.

ودرس فولب وزملاؤه نوعين من برامج الحوافز لفقدان الوزن. احدهما كان مصمما على نظام اليانصيب والذي يلعب المشاركون فيه اليانصيب ويسمح لهم بجمع نقاط الفوز اذا اوفوا بأهداف فقدان الوزن. وتجرى عمليات اليانصيب يوميا ويتم تعريف الاشخاص بما سيكسبونه لو اوفوا باهداف فقدان الوزن.

وقال فولب في مقابلة عبر الهاتف "هناك حاسة قوية جدا في النفور من الخسارة" النظرية هي ان الناس لديهم حافز شديد لتجنب الخسارة. واضاف "الفكرة كانت في ابتكار آلية حيث يكون النفور من الخسارة مساعدا على تحفيز الناس."

والمجموعة الاخرى كانت بنظام يستثمر فيه المشاركون مبالغ صغيرة من أموالهم - بين سنت واحد و ثلاثة دولارات يوميا - كانوا سيخسرونها نهاية الشهر اذا اخفقوا في الوصول الى اهدافهم. والاشخاص في هذه المجموعة ايضا كان يحصلون على مكافأة اذا حققوا اهدافهم.

عشق الأكلات الدسمة يبدأ من الرحم

إن تناول الأم لحمية غذائية عالية الدسم، خلال فترة حملها، قد يشجع الميل إلى الأكلات الدسمة لدى المولود مع تقدمه بالعمر ووصوله إلى سن البلوغ.

تأتي هذه المعلومات نتيجة لدراسة قام بها باحثون من جامعة روكفلر بنيويورك، عمدوا فيها  إلى البحث عن تأثير الحمية عالية الدسم على الفئران خلال حملها.

وتبين في التجارب المخبرية، أن بعض الفئران الحوامل كانت تقدم لها حمية عالية الدسم، بحيث يرد 50 في المائة من سعراتها الحرارية عن طريق الزيوت النباتية، وللمقارنة أعطيت فئة أخرى منها حمية متوازنة لا تتجاوز نسبة السعرات الحرارية فيها من الدسم 20 في المائة. بحسب سي ان ان.

بعد فطام المواليد الجدد، أظهر من كانت أمه على الحمية عالية الدسم، زيادة في الوزن مع ميل شديد للأطعمة الدسمة، بالمقارنة مع الفئة الأخرى، وقد يعزى هذا الأمر إلى الدماغ حيث لوحظ زيادة في عدد خلايا مركز الشهية لدى هؤلاء الأطفال.

وقد ورد في تقرير الباحثين، وعلى رأسهم الباحثة سارة ليبوفيتز رئيسة مختبرات السلوك البيولوجي العصبي في جامعة روكفلر، أن المستوى العالي من الشحوم الثلاثية الموجودة في الدم، قد يكون هو العامل المحرض على حدوث هذه التبدلات الدماغية، أثناء الحياة داخل الرحم.

وتقول سارة: "لقد أظهرنا أن التعرض قصير الأمد، للحمية عالية الدسم داخل رحم الاختبار، ينتج نيورونات عصبية دائمة في دماغ الجنين،تعمل فيما بعد على زيادة الشهية للدسم."

الاطفال البدناء أكثر عرضة للاصابة بالتهاب الغدة الدرقية

قال باحثون ايطاليون إن الاطفال البدناء ربما يلحقون ضررا بغددهم الدرقية. وقال الدكتور جورجيو راديتي من مستشفى بولزانو (Bolzano) في ايطاليا وزملاؤه ان البدانة قد تسبب التهابا يضر الغدة الدرقية التي توجه الهرمونات الي تنظيم عملية التمثيل الغذائي وغيرها من الوظائف الهامة.

واجرى هؤلاء الباحثون دراسة على 186 طفلا بدينا ومن ذوي الوزن الزائد لنحو ثلاث سنوات شملت قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية والاجسام المضادة لها وتصوير الغدة الدرقية باستخدام الموجات فوق الصوتية. بحسب رويترز.

وقال راديتي في بيان "دراستنا تبين أن التغيرات في وظيفة الغدة الدرقية وبنائها شائعة في الاطفال البدناء ونحن ربما اكتشفنا الصلة."واضاف قائلا "وجدنا ارتباطا بين مؤشر كتلة الجسم ومستويات هرمونات الغدة الدرقية يشير الى أن الدهون الزائدة قد يكون لها دور في تعديل أنسجة الغدة الدرقية."

وكتب الباحثون في دورية (الغدد الصماء السريرية والايض) "Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism" يقولون ان 73 من الاطفال كان لديهم غدة درقية تبدو ملتهبة لكن يبدو أنها ليست حالة التهاب الغدة الدرقية التي تسمى هاشيموتو وهي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تقوم فيها الخلايا (تي) بمهاجمة الغدة الدرقية بطريق الخطأ. لكن الاطفال كانوا يفتقرون أيضا الى الاجسام المضادة التي لها صلة أيضا بالمرض.

البدانة تزيد من مخاوف الخبراء بزيادة حالات السكري

قال خبراء في الصحة ان انتشار مرض السكري في العالم سيفوق حتى الزيادة الكبيرة المتوقعة حاليا في هذا المرض اذا لم يتم السيطرة على اتجاهات البدانة المتزايدة.

وتم الربط بين مرض السكري الذي يبدأ مع البلوغ بعوامل خطر مثل التقدم في السن ونمط الحياة الذي يميل لعدم الحركة والانظمة الغذائية غير الصحية والتدخين وتعاطي المواد الكحولية والبدانة.

ويتلف هذا المرض الصامت المزمن القلب والاوعية الدموية والعين والكلى والاعصاب وهو مسؤول عن وفاة 3.8 مليون شخص في العالم عام 2007. بحسب فرانس برس.

وتقدر المؤسسة الدولية لمرض السكري وجود 264 مليون حالة اصابة بالسكري في كل انحاء العالم وتتوقع ان تصل الى 380 مليون حالة بحلول 2025 ولكن خبراء يقولون ان هذه الارقام ربما تكون تقديرا اقل من الواقع.

وقال جويكا روجليتش من برنامج السكري التابع لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر اقليم بشأن مرض السكري في تشيناي بالهند ان "التوقعات محافظة لانها لا تأخذ في الحسبان سوى تقدم السن والاقامة في المدن ولكن ليس البدانة التي اذا لم يتم كبحها ستؤدي الى مزيد من الحالات."

علاج السمنة بنظام غذائي يتم إعداده من قبل متخصصين

أكد استاذ التغذية في جامعة الكويت الدكتور احمد اللافي ان خسارة الوزن بسرعة كبيرة تؤدي الى فقدان الكثير من الأنسجة العضلية التي يحتاجها الانسان لمزاولة حياته اليومية.

وقال الدكتور احمد اللافي «ان هناك ضرورة لاتباع وسيلة علاجية معينة تتناسب مع الشخص الذي يعاني من السمنة وترتكز اسسها على النظم الغذائية التي يتم اعدادها من قبل متخصصين في التغذية». ودعا اللافي الى اخذ الحذر من استخدام النظم الغذائية العشوائية من افراد غير متخصصين والتي هي غالبا من نتاج تجارب شخصية اضافة الى تجنب النظم الغذائية القاسية التي تؤثر على صحة الفرد.

وشدد على ضرورة ممارسة الرياضة المناسبة لكل شخص بانتظام والفحص الطبي الدوري الشامل والامتناع عن التدخين وعدم تناول المشروبات الكحولية الى جانب الاهتمام بتناول السوائل بأنواعها والاكثار منها في حال زيادة المجهود الحركي. وأشار الى أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة الى الطول عن طريق معادلة الطاقة المتناولة بالطاقة المبذولة من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والابتعاد عن أمراض العصر المختلفة. وارجع الدكتور اللافي انتشار السمنة الى طبيعة المجتمع الكويتي وعاداته مثل قلة الحركة والكسل والزيارات العائلية ومآدب الطعام المتنوعة داعيا الى تغيير الانماط الحياتية الخاطئة واتباع نظام غذائي مدروس وتحت اشراف اختصاصي تغذية والاكثار من الحركة والابتعاد عن الوجبات السريعة. بحسب تقرير لـ كونا.

يذكر ان نحو 70 في المئة من الكويتيين يعانون من السمنة في حين تصل نسبة الذين يعانون من سمنة مفرطة وبحاجة الى تدخل جراحي الى ما يقارب 40 في المئة وتصل نسبة الاطفال الذين يعانون من السمنة الى 27 في المئة تقريبا.

ويعتبر مرض السمنة الاول على مستوى العالم وقد يتسبب في امراض كثيرة مثل امراض القلب وتصلب الشرايين والضغط والسكر بالاضافة الى التأثير النفسي على المريض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/كانون الثاني/2008 - 30/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م