غزّة في حرب: مذبحة جماعية أُولى بوادر الاجتياح الاسرائيلي

مغامرات دموية للدعاية الانتخابية الاسرائيلية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: كان بعض رجال الشرطة يتلون آخر صلواتهم وهم مُمددون مُصابون بجروح قاتلة بين الحطام في الغارات الجوية الاسرائيلية المُدمرة على قطاع غزة، بينما ردد آخرون بُترت أطرافهم من جراء الانفجارات هتافات التحدي.

فقد بدأت بوادر الاجتياح الاسرائيلي لغزّة على خلفية عدم صمود اتفاقات التهدئة المتواصلة مع حماس، وتساقُط تلك الاتفاقات الواحدة تلو الاخرى دون ان يكون هناك رادع انساني لدى آلة القتل الاسرائيلية ولا تدبّر في حجم الخسائر المدنية التي من الممكن ان تصيب الفلسطينيين في حال استمرار (حماس) وحكومتها المُقالة بقذف الصواريخ نحو المستعمرات الاسرائيلية.

وقال مسؤولوا مستشفيات ان 205 على الأقل قتلوا في واحد من أكثر أيام الفلسطينيين دموية خلال 60 عاما من الصراع. ونصفهم تقريبا من قوات الأمن التابعين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وأُصيب أكثر من 700 آخرين. وصاح أحد أفراد شرطة حماس وهو مُمدد الى جانب جثث زملائه "الله أكبر..لا إله إلا الله".

وضربت الصواريخ 40 مجمعا أمنيا لحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وارتفعت سحب من الدخان والغبار في سماء مدينة غزة. بحسب رويترز.

وتحطمت النوافذ في كل مكان. وقال مسؤولو مستشفيات ان العديد من القتلى كانوا من المارة ومن بينهم 15 امرأة. وكان مستوى سفك الدماء غير مسبوق حتى في منطقة معتادة على القتل العنيف.

وقالت أم محمود وهي تنظر الى أحد مكاتب حماس التي استوت بالأرض "انها حرب..انظر الى الدخان..انظر الى الجثث والأشلاء ..انها مثل أفغانستان أو العراق."

وازدحمت المستشفيات بالمئات ممن كانوا يبحثون عن أقاربهم. وظل العديد من القتلى دون معرفة هويتهم حيث كانت بعض الجثث بلا رؤوس. وطلب مسؤولو المستشفيات مساعدات من الخارج.

وصرخ معاوية حسنين رئيس قسم الاسعاف والطواريء في غزة "اننا نفتقر الى كل شيء..نفتقر الى المعدات الطبية والى العقاقير المخدرة والى الضمادات كما نفتقر الى وقود لسيارات الاسعاف والى الأدوية ..كل شيء."

وقال حسين لرويترز "ما حدث لم يكن متوقعا ولم تكن مستشفياتنا جاهزة أو مُستعدة لاستقبال ذلك العدد الهائل من القتلى والجرحي."ووصف الفلسطينيون ما حدث بأنه "مذبحة السبت الأسود".

وقتل غالبية رجال الشرطة في هجومين اسرائيليين على مقار قيادة الامن في مدينة غزة حيث كان ينظم حفل تخرج في مكان مكشوف وهو ما يدل على ان حماس أُخذت على حين غرة تماما.

ولم يكن هناك مايكفي من الأماكن في مشارح المدينة ونقل العديد من الجثث الى المساجد حيث وصل اشخاص لتحديد هوية القتلى. وسقط البعض مغشيا عليه على الارض بعد ان تأكدت هوية أقاربهم.كذلك كان هناك نقص في المقابر. وتعين على بعض الأُسر إعادة قتلاها لعدم وجوم أماكن لمواراتهم الثرى.

ومع هبوط الليل استمر أزيز الطائرات الاسرائيلية في الجو مهددة بالمزيد من التصعيد فيما واصل النشطاء اطلاق عشرات الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية المتاخمة لغزة. وتهيأ خائفون لمزيد من العنف.

278 قتيلا حصيلة الغارات الاسرائيلية المتواصلة

واعلن مسؤول في الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ان عدد القتلى نتيجة الغارات الاسرائيلية المتواصلة منذ السبت على قطاع غزة بلغ 278 "شهيدا" واكثر من 600 جريح.

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس "ان غارة استهدفت سيارة تابعة لشرطة في حي الزيتون اسفرت عن سقوط شهيد وغارة اخرى في القرارة استهدفت مزارعا مما يرفع عدد الشهداء الى 278 شهيدا واكثر من 620 جريحا في الغارات الجوية الاسرائيلية".

وكان الطبيب معاوية حسنين اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس "سقط 271 شهيدا واكثر من 620 جريحا في الغارات الجوية الاسرائيلية" على قطاع غزة كان اخرها مقتل ثلاثة في غارة على موقع للامن الوطني شرق الشجاعية شرق غزة. بحسب فرانس برس.

واوضح ان اكثر من 180 جريحا في "حالات خطرة او حرجة ما يجعل عدد الشهداء مرشح للارتفاع والزيادة".

مصر: حماس تمنع جرحى غزة من العبور الى مصر للعلاج

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان حركة حماس تمنع الفلسطينيين الذين أصيبوا في الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة من العبور الى مصر لتلقي الاسعافات اللازمة.

وقال ان مصر تنتظر عبور الجرحى الفلسطينيين لكنهم يمنعون من العبور. وسئل من المسؤول عن هذا فقال ان هذا السؤال ينبغي أن يوجه الى الطرف الذي يسيطر على القطاع. بحسب رويترز.

هنيّة: غزّة لن تستسلم

من جهته تعهد زعيم حكومة حماس الاسلامية في قطاع غزة في رسالة للفلسطينيين بأن غزة لن تستسلم لاسرائيل أيا كانت القوة التي تستخدمها ضد القطاع.

وقال هنية في رسالة للشعب الفلسطيني عبر موقع مؤيد لحماس بعد الضربات الجوية الاسرائيلية التي قتلت 205 في غزة ان الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم ولن يرفعوا الرايات البيضاء ولن يركعوا إلا لله.

واضاف ان الدماء في كل مكان وان الجرحى "والشهداء" في كل منزل وفي كل شارع. وقال ان غزة يوم السبت يزينها الدم وانه يمكن ان يسقط المزيد من " الشهداء" والجرحى لكن غزة لن تنكسر أبدا ولن تستسلم أبدا. بحسب رويترز.

مصر تطلب وقف الهجوم الاسرائيلي على غزة فوراً

ودعت القاهرة الى وقف العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة فورا ولكنها ردت على الاتهامات الموجهة اليها بانها ابلغت سلفا بالهجوم الاسرائيلي متهمة بدورها ضمنا حركة حماس بافشال الجهود التي كانت تقوم بها لاقناع اسرائيل بالتراجع عن اعتداءاتها على القطاع.

وفي مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر السبت لعرض موقف بلاده من الغارات الاسرائيلية على غزة سئل وزير الخارجية المصري احمد ابو اغليط عن تصريح ادلت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وقالت فيه ان الدولة العبرية ابلغت مصر سلفا بالهجوم على غزة فامتنع عن التاكيد او النفى واكتفى بالقول "لقد ابلغوا العالم اجمع وابلغوكم انتم (الصحفيين) ومن حضر المؤتمر الصحفي لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني سمع منها هذا الكلام". بحسب فرانس برس.

لكن الوزير المصري اكد ان الهدف من دعوة مصر الى ليفني لزيارتها كان العمل على منع الهجوم الاسرائيلي على غزة. وقال "كنا نسعى (من خلال زيارة ليفني) الى اجهاض هذه العملية العسكرية".

واضاف "ليلة وصول وزيرة الخارجية الاسرائيلية الى مصر تم اطلاق 60 صاروخا من قطاع غزة" معتبرا ان اطلاق هذه الصواريخ في هذا التوقيت كان الهدف منه توصيل "رسالة معينة مفادها افشال الجهد المصري". وتابع انه كانت "هناك محاولات لافشال المصالحة ومحاولات لافشال التهدئة ولافشال التسوية الفلسطينية وهذا لا يجب ألا يغيب عن أحد".

من جهة اخرى هاجمت أحزاب وجماعات المعارضة المصرية حكومة الرئيس حسني مبارك بعد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة لكن الحكومة قالت انها سعت لمنع وقوع الغارات.

وقال أعضاء معارضون في مجلس الشعب في جلسة المجلس التي هيمنت عليها الاحداث في القطاع ان الحكومة كانت على علم بخطط اسرائيل وذلك في إشارة الى محادثات وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مع مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط في القاهرة.

وفي جلسة مجلس الشعب قال نائب رئيس كتلة جماعة الاخوان المسلمين في المجلس حسين ابراهيم "ليفني أعلنت قرار الحرب على غزة من القاهرة."

لكن كلماته قوبلت برد فعل غاضب من رئيس المجلس فتحي سرور وأعضاء في المجلس ينتمون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ثم اقترعت الأغلبية التي يتمتع بها الحزب الوطني بحذف العبارة من سجل الجلسة.

ووصف رئيس مجلس الشعب المصري اسرائيل بأنها "دولة عدوانية" مضيفا أن غاراتها على غزة هي "حلقة في سلسلة جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين."لكن عضو المجلس الذي ينتمي للحزب الوطني حسين مجاور قال "الشعب الفلسطيني لا يريد السلام." وأضاف "هناك مخطط فلسطيني ايراني لخلخلة الاستقرار في المنطقة."

مصادر دبلوماسية تؤكد عقد قمة عربية طارئة في الدوحة لكن مصر تتحفظ

وقالت مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة شاركت في اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة مساء السبت في القاهرة انه "تم الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبل لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة" ولكن مصر تبدو متحفظة على عقدها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي مساء السبت ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط اجرى اتصالات مع نظرائه العرب "استهدفت الاعداد للاجتماع الوزاري الطارىء (للجامعة العربية) ويتوقع ان ينظر هذا الاجتماع في المقترح الخاص بعقد قمة عربية طارئة وما اذا كان هناك حاجة لها". بحسب رويترز.

وقالت المصادر الدبلوماسية ان اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد في القاهرة الاربعاء المقبل لبحث الهجمات الاسرائيلية على غزة.

ومن جهته اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امام الصحافيين ان اجتماع وزراء الخارجية سيعقد الاربعاء المقبل في القاهرة.

وفي ما يتعلق بالقمة قال موسى ان "الموعد المقترح لها هو نهاية الاسبوع". واضاف ان قطر وسوريا تقدمتا بطلب لعقد قمة عربية غير عادية "وسوف ننتظر وصول ردود الدول رسميا عليها لتحديد النصاب القانوني لانعقاد القمة وفور وصول الردود سنعمل لعقد القمة".

وكان هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة اكد لوكالة فرانس برس ان قطر تقدمت بمذكرة رسمية الى الجامعة العربية تطلب فيها "عقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبل".

وصرح السفير الفلسطيني في القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية نبيل عمر للصحافيين بان "هناك اجماعا عربيا على عقد قمة عربية طارئة" مضيفا ان الجامعة العربية ستجري مشاورات لتحديد زمانها ومكانها.

من جهته قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم لقناة الجزيرة الفضائية ان دعوة بلاده لعقد القمة تستهدف "اتخاذ موقف عربي موحد لمساعدة اخواننا ضد الحصار الذي نتجت عنه كل هذه التبعات".

واعتبر بن جاسم انه بصرف النظر عن الجدل الدائر حول ما اذا كانت حماس تبدأ باطلاق الصواريخ واسرائيل ترد عليها ام العكس فان جوهر المشكلة هو ان "الفلسطينيين (في قطاع غزة) تحت الحصار منذ اكثر عام" متسائلا "ماذا يراد منهم" وهم في هذا الوضع. واضاف "نحتاج الى وقف فوري" للهجمات الاسرائيلية على غزة و"الى العمل على فك الحصار".

أولمرت: العمليات بغزة تهدف إلى تغيير الأوضاع بالمناطق الجنوبية

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، أيهود أولمرت، إن العملية الجارية في قطاع غزة هي ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي، وتهدف إلى "تغيير الأوضاع في المناطق الجنوبية،" وتوقع أن تستمر الضربات العسكرية "لبعض الوقت" طالباً من مواطنيه "منح الجيش الوقت اللازم لتحقيق الأهداف."

وحذّر أولمرت من مغبة التفكير في شن هجوم على إسرائيل عبر جبهة أخرى، على خلفية الغارات التي تقوم بها في غزة، معتبراً أن بلاده ستكون "جاهزة للرد،" بينما أكدت مصادر فلسطينية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 205، مع وجود مئات الجرحى بينهم 110 في حالة حرجة، في وقت قالت فيه الرياض إن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصل بالرئيس الأمريكي، جورج بوش، لمناقشة الأوضاع.

وقال أولمرت إن تل أبيب تستخدم القوة "لحماية مواطنيها الذين لا يمكنها التخلي عنهم،" متهماً حماس بأنها اختارت المواجهة، مضيفاً: "لسنا مسرورين بالمواجهة، ولكننا لن نفر منها."

وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الموافقة على العملية تمت الأربعاء، مضيفاً: "جرت مشاورات مع كبار القادة الجمعة، وقررنا السير بالخطة، والهدف هو تحسين الأوضاع جنوبي البلاد وإعادة الاستقرار والحياة الطبيعية، وهذا سيستغرق بعد الوقت، وعلينا الصبر."بحسب سي ان ان.

وحذّر أولمرت الإسرائيليين من سكان البلدات والمستوطنات المحاذية لغزة من أن عدد الصواريخ التي تستهدفهم قد يرتفع "قد يرتفع" إلا أنه حضهم على منح القوات المسلحة كل الوقت اللازم لتحقيق الأهداف، محذراً من أن بلاده ستكون جاهزة للرد إذا تعرضت لهجوم من جبهة أخرى، دون أن يحدد تلك الجبهة.

وتوجه أولمرت إلى سكان قطاع غزة بالقول: "يا شعب غزة، أنتم لستم أعداء لنا، حماس لا تهتم بكم، بل بأهدافها المتمثلة بترويع الشعب الإسرائيلي، وقد أمرنا قواتنا يتجنب التعرض للمدنيين، وقد أكدنا للجميع بأننا سنعمل ما بوسعنا لتجنب مأساة إنسانية."

بالمقابل، أكد مصدر في الجيش الإسرائيلي، إن الطائرات ستواصل غاراتها على غزة خلال الليل، في حين ذكر الرائد أفيتال ليبوفيتش أن تل أبيب ستواصل الهجوم "بصرف النظر عن الوقت الذي سيتطلبه ذلك."

من جهته، دعا صائب عريقات، مستشار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قائلاً لـCNN إن القضية لن تحال بالوسائل العسكرية.

كتائب القسام تتوعد إسرائيل

بموازاة ذلك، أعلنت كتائب "عزالدين القسام" الجناح المسلّح لحركة "حماس" أن إسرائيل ألقت بنفسها "في النار" جراء ما ارتكبته في غزة.

وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "عز الدين القسام" في بيان نقله موقع "القسام" الإلكتروني عقب القصف الإسرائيلي لغزة،: "نعاهد أبناء الشعب الفلسطيني بأن نرد على هذه الجرائم بكل قوة بإذن الله تعالى، وسيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار."بحسب رويترز.

وبعد ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً انطلق من غزة سقط على منزل في مستوطنة "نيتيفوت" الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرقي القطاع، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد.وأضاف ناطق أمني إسرائيلي أن الصاروخ تسبب أيضاً بجرح شخصين، حالتهما "متوسطة إلى خطرة،" مضيفاً أن المستوطنات الإسرائيلية شهدت منذ فترة قبل الظهر سقوط 15 صاروخاً.

أمريكا تحث اسرائيل على تفادي إسقاط ضحايا مدنيين!!

من جهتها حثت الولايات المتحدة اسرائيل على تفادي سقوط ضحايا مدنيين في ضرباتها الجوية على قطاع غزة ولكنها لم تطالب بإنهاء الهجمات على أهداف لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) والتي أودت بحياة 155 شخصا.

وقال البيت الابيض انه لكي ينتهي العنف يتعين على حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ان توقف هجمات الصواريخ على اسرائيل. بحسب رويترز.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض في تكساس حيث يقضي الرئيس جورج بوش العطلة في مزرعته "الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على اسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف. يتحتم على حماس إنهاء أنشطتها الإرهابية اذا أرادت أن تلعب دورا في مستقبل الشعب الفلسطيني."وأضاف "تحث الولايات المتحدة اسرائيل على تفادي سقوط ضحايا مدنيين وهي تستهدف حماس في غزة."

ودأبت إدارة بوش على إتخاذ الموقف القائل بأن اسرائيل من حقها ان تدافع عن نفسها.

وبدأ بوش في نوفمبر تشرين الثاني 2007 محاولة لضمان توقيع اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني بحلول نهاية العام الجاري ولكن كل الاطراف سلمت بأنه لا توجد فرصة لحدوث ذلك قبل مغادرته السلطة في 20 يناير كانون الثاني.

وتنظر الولايات المتحدة الى حماس على انها منظمة ارهابية وعملت على عزل الجماعة الاسلامية منذ فازت في الانتخابات البرلمانية في يناير كانون الثاني 2006.

خيارات اسرائيل في غزة

وأسفرت الغارات الجوية الاسرائيلية عن مقتل 271 فلسطينيا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ( حماس) مما أذكى المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا. وفيما يلي بعض الخيارات التي يواجهها الزعماء الاسرائيليون الذين يخوضون حملة انتخابية، بحسب رويترز:

توغل شامل

المزايا

- ان أفضل الجيوش عتادا بالشرق الاوسط الذي يتمتع بالسيطرة الكاملة على الجو يستطيع أن يتغلب على نشطاء حماس وحلفائهم الذين ربما يصل عددهم الى نحو 35 الف فرد.

- قد يسكت هذا المنتقدين في اسرائيل الذين يطالبون بتحرك قوي بعد الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها من القطاع الساحلي. وقتل اسرائيلي واحد يوم السبت وهو القتيل الوحيد خلال شهرين من المناوشات غير المتكافئة التي قتل خلالها نحو 12 نشطا من غزة في غارات اسرائيلية جوية قبل يوم السبت.

العيوب

- على الرغم من التفوق الهائل في القوة الحربية فان السيطرة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بغزة سيسفر بكل تأكيد عن سقوط قتلى اسرائيليين حتى اذا كانت دروس قد استقيت من حرب لبنان عام 2006 ضد حزب الله حين قتل 114 جنديا اسرائيليا خلال 34 يوما من القتال. قد تقتل حركة حماس ايضا الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي أسرته عام 2006 وتحاول أسر اخرين.

- اذا باءت عملية برية بالفشل فمن الممكن أن تأتي برد فعل سيء على الزعماء السياسيين الاسرائيليين الذين يتنافسون في الانتخابات التي تجري في العاشر من فبراير شباط لاختيار من يحل محل رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت. ولم تكن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي ترأس حزب كديما الوسطي واضحة بشأن المدى الذي ستذهب اليه الحملة. وحذر وزير الدفاع ايهود باراك وينتمي الى حزب العمل اليساري من أن حتى القيام بعملية برية على نطاق كبير ربما لا يفلح في وقف اطلاق الصواريخ.

- قد تستخدم حماس صواريخ أطول مدى من طراز جراد ضد مدن اكبر مثل عسقلان وبئر السبع.

- من الممكن أن يؤدي القتال العنيف الى خسائر بشرية بين سكان غزة وتعدادهم 5 ر1 مليون نسمة نصفهم أطفال. وفي لبنان قتل 900 مدني مقابل 300 مقاتل من حزب الله. وتجازف اسرائيل بالادانة في الخارج وفرض عقوبات محتملة.

- على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتجاهل حماس فان من شأن تحويل غزة الى حمام دم أن يضع عباس تحت وطأة ضغط داخلي هائل لوقف مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.

- ستترك اعادة السيطرة على غزة مشكلة ما اذا كان على اسرائيل استئناف الاحتلال الذي أنهته عام 2005 بعد 38 عاما. وقد تعهدت بالا تفعل هذا. لكن الانسحاب بعد التوغل قد يشهد مزيدا من الاعمال العدائية من سكان غزة الذين ازدادوا شعورا بالمرارة. وجرى حديث عن نشر قوات اجنبية لحفظ السلام كما هو الحال في لبنان لكن دولا قليلة هي التي لديها رغبة في الاضطلاع بمشاكل غزة.

الاستخدام المحدود للقوة

المزايا

- يتحدث بعض المسؤولين الاسرائيليين عن تحرك سريع في أجزاء من القطاع البالغ طوله 45 كيلومترا الى مناطق كثافتها السكانية منخفضة نسبيا مثل "ممر فيلادلفي" في الجنوب مما يعزل حماس عن أنفاق الامدادات من مصر والى المناطق الشمالية التي تطلق منها الصواريخ التي تسقط على اسرائيل.

- ويقول مسؤولون ان هذه الخطوة قد تصاحبها غارات جوية وعمليات للقوات الخاصة لاغتيال قيادات حماس والسماح للموالين لحركة فتح التي يتزعمها عباس بالسيطرة على القطاع.

العيوب

- حتى القيام بعملية محدودة يجازف بوقوع خسائر بشرية كبيرة على الجانبين.

- من غير الواضح مدى صعوبة اقصاء حماس حتى بدون كبار القادة وقد يستمر اطلاق الصواريخ.

- على الرغم من أن حركة فتح لها مئات الالاف من الانصار في غزة فان حركة حماس تغلبت على قواتها في اقتتال داخلي في يونيو حزيران. وألحت حماس على رسالة مفادها أن عباس متواطيء مع اسرائيل. وأكد فوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 شعبيتها في غزة.

فرض عقوبات

المزايا

- أظهرت اسرائيل أنها تستطيع محاصرة غزة بسهولة شديدة.

- بدفع سكان غزة للربط بين المعاناة وحكم حماس في وقت تتدفق فيه أموال المساعدات على الضفة الغربية التي تديرها حركة فتح تأمل اسرائيل وحلفاؤها الغربيون وعباس أن ينقلب الفلسطينيون في غزة ضد الاسلاميين.

العيوب

- لم تؤثر العقوبات على حماس تأثيرا واضحا حتى الان.

- أثارت العقوبات ادانات دولية واتهامات بأن اسرائيل تخرق اتفاقات جنيف لانها لا تزال القوة المحتلة. وارتفعت أسهم حركة حماس عند الكثيرين هذا العام حين اقتحمت حدود غزة مع مصر بالقوة في وقت سابق هذا العام.

- ألحق الحصار أضرارا بمؤسسات تجارية اسرائيلية لطالما كانت تبيع سلعها في غزة وتشتري من هناك الفواكه والزهور وسلعا أخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/كانون الثاني/2008 - 30/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م