اطفال العراق: خلايا نائمة في أحضان السجون

العيد ترفيه بعيد المنال والأسلحة تقليد خطر

 

شبكة النبأ: في زمان الحرب، أول المتضررين هم الاطفال، والتضرر هنا يقع على عدة محاور منها التضرر النفسي وهو الاخطر والاكثر إتساعا في الحياة، كما يرى الباحث في السجون العراقية التي عجت مؤخرا بالاطفال من الاحداث، بسبب تهم وجهت إليهم لعلاقتهم بالارهاب وتنظيم القاعدة، فالاخير خرق القاعدة الاخلاقية والبنود الانسانية المتعارف عليها من خلال تجنيد واستغلال الاطفال. ولعل أطفال العراق، واجهوا على مدى عقود كثيرة هذا الظلم وهذا التهميش، وهذا الاعتداء، مما يكون ناتجا طبيعا مالو خلق مجتمعا من الشباب المتطرف فكريا، ذلك للضغط النفسي الذي مارسته الانظمة السابقة عليهم.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الوضع الانساني الخاص الذي تعاني منه الطفولة في العراق، وبعض الاساءات التي يتعرض لها الطفل داخل المعتقل، بسبب من قلة الوعي الذي يتمتع به الحراس هنا:

الخلايا النائمة للأطفال الانتحاريين في العراق

سلطت صحيفة سيدني مورننغ هيرالد The Sydney Morning Herald الاسترالية في عددها الصادر مؤخرا، الضوء على عمليات تجنيد الاطفال في عمليات انتحارية في العراق مشيرة الى ان غارة على وكر لتنظيم القاعدة شمال بغداد كشفت عن وجود خلايا نائمة من اطفال انتحاريين في مناطق من العراق.

وقالت الصحيفة ان مخططا لتدريب اطفال وتجنيدهم مخزّنة في شريحة كومبيوتر وجدت مع جثة امير في القاعدة بشمال العراق بعد قتله في هجوم استهدف مخبا تحت الارض في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي. بحسب اصوات العراق.

واوضحت الصحيفة ان مسؤولين في الجيش الامريكي والاستخبارات يقولون ان ابو غزوان، وهو من بين اكثر المطلوبين في محافظة ديالى (46 كم شمال بغداد)، هو المسؤول المباشر عن تجنيد اطفال لتنفيذ عمليات انتحارية، من بينهم اثنان فجرا نفسيهما في الصيف الماضي.

واضافت الصحيفة ان البيانات التي حصل الجيش الامريكي عليها في الغارة كشفت ان ابو غزوان كان يستخدم مجموعات تتكون من شباب لتجنيد شباب ويافعين في شبكة تنتشر في شمال العراق وابو غريب شرقي بغداد.

وتشير الصحيفة الى ان استخدام الاطفال على يد القاعدة يعد طريقة لتجنب عمليات التفتيش الامني التي تزداد صرامة في عموم العراق.

وتحاول القوات الامريكية، كما تذكر الصحيفة، منذ اسابيع تعطيل خطط سوق اطفال الى حتوفهم، مشيرة الى ان المعلومات التي حملتها شريحة الذاكرة لم تكشف سوى القليل من المخططات عن هجمات على مناطق معينة، الا ان مسؤولين متاكدين بان خلية ابو غزوان قد هيات خلايا نائمة من الاطفال سيتولى قيادتها من يخلفه في التنظيم لتنفيذ هجمات.

وعلقت الصحيفة بالقول ان هذا المخطط المنحرف في العراق يشير الى ان الايقاع باكثر افراد المجتمع ضعفا اصبح امرا اعتياديا خلال السنوات الثلاث الاخيرة من عمر التمرد.

وذكرت الصحيفة ان طفلين نفذا هجومين في الصيف الماضي، اسفر احدهما عن اصابة احد الشيوخ المسؤولين عن حركة الصحوة بجراح خطرة، والاخر قتل جنديا امريكيا.

 واضافت ان الكثيرين يرون ان الصغار ينفذون تلك العمليات تحت الاجبار، ويسعى مسؤولون امريكيون وعراقيون الى القاء القبض على هؤلاء الاطفال المجندين.

ونوهت الى انه في الاسبوع الماضي سلمت 18 انتحارية من ديالى ايضا انفسهن الى القوات الامريكية ودخلن في حركة المصالحة، التي تقدم العفو لجناة عن ارتكابهم جرائم سابقة اذا نبذوا العنف. وجاء هذا الحدث، كما تقول الصحيفة، بعد ان نفذت نساء 27 هجوما على الاقل من المنطقة نفسها على مدى الشهور 18 الاخيرة.

وكان اخر هجوم انتحاري نفذته فتاة تبلغ من العمر 13 عاما في بعقوبة بمحافظة ديالى، فقتلت 5 من افراد ابناء العراق. كما فجرت امراة نفسها على نقطة تفتيش ببغداد مؤخرا.

وتتابع الصحيفة قولها ان صبي بعمر 10 فجر نفسه مستهدفا الشيخ عماد جاسم، مسؤول مجموعة من ابناء العراق في الطارمية ما ادى الى اصابته بجراح بليغة. وروت الصحيفة ان الصبي لاحق الشيخ جاسم لمدة ثلاثة ايام، وكان يتظاهر بانه بائع مقابل دار الشيخ.

وواصلت الصحيفة قولها ان الصبي القاتل انطلق متوجها الى الشيخ لدى وصوله الى باب بيته لكنه تعثر قبل الاقتراب منه وانفجرت القنابل التي يحملها. وفقد الشيخ ساقه جراء هذا الاعتداء ويعالج الآن في مستشفى امريكي.

وقال والد عماد، الشيخ سيد جاسم، انه كان يتلقى تهديدات من ابو غزوان قبل ان يقتل في تبادل اطلاق نار في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.

وتنقل الصحيفة عن الشيخ جاسم وعراقيين آخرون في المنطقة ان ابو غزوان هو الذي جند الطفل الذي حاول قتل ابنه. وقال الشيخ جاسم نحن نعرف من الذي ارسل الطفل، ملمحا الى ان الذين يقودون الاطفال مرتبطين بالشرطة. واضاف انهم عصابة والقينا القبض على بعضهم، نحن نعرف تاريخهم، فقد كانوا على تعاون تام مع القاعدة وكانوا يوفرون لهم المعدات والاسلحة. لذلك لا احد يجرؤ على الذهاب الى مركز الشرطة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالاشارة الى بيان صدر الاسبوع الحالي قال فيه الميجر أل هنغ، من لواء سترايكر 2 في فرقة المشاة 25، ابتدانا نرى تقريبا منذ بداية اذار مارس ونسيان ابريل تجمعات من خلايا مرتبطة بتجنيد صغار لتنفيذ هجمات انتحارية.

واضاف كانت هناك تقارير عديدة اشارت الى وجود خلية انتحارية ناشطة في الطارمية (35 كم شمالي بغداد) تحت تسمية فتح الجنة، تغسل ادمغة الصغار من اجل تنفيذ هذه الانواع من العمليات.

يشار الى ان تقارير اجهزة امن عراقية واجنبية كشفت خلال الاشهر الاخيرة عن قيام تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة تنشط في العديد من محافظات العراق باتخاذ اسلوب تجنيد الاطفال في تنفيذ العمليات المسلحة.

كما كشف تقرير لمرصد الحريات والحقوق الدستورية في تموز يوليو الماضي عن احداث مسلحة قام بها اطفال انتحاريون بعد ان تم تجنيدهم من قبل تنظيمات القاعدة.

وقال التقرير إن الأسباب التي تدفع الأطفال إلى الانتحار هو التهديد من قبل الجماعات المسلحة بانتهاك اعراضهم وقتل ذويهم وتجاهل الحكومة وعدم قيامها بإجراءات تحمي نحو خمسه ملايين يتيم في عموم العراق، فضلا عن والتطرف الديني والفقر والانتقام لضحاياهم نتيجة العنف.

سجون بغداد مرتع لإنتهاك حقوق الاطفال  

نشرت صحيفة غارديان The Guardian البريطانية تقريراً عن الأوضاع في السجون العراقية الخاصة بالأحداث، قالت فيه ان مئات الأطفال يعيشون في ظروف مروعة في سجون ببغداد، فضلا عن عدم حصولهم على محاكمات عادلة، حسب ما نقلت الصحيفة عن سجناء حاليين وسابقين.

وذكرت الصحيفة ان حدثا يدعى عمر علي، 16 عاما، كان معتقلا في سجن الكرخ للأحداث، حيث قضى ما يزيد عن 3 سنوات، أراها تقرحات جلدية عديدة أصيب بها هو وزملاؤه النزلاء بعد تناقل العدوى بينهم بسبب التعرق الشديد يوميا على فرشهم.

وقال عمر للصحيفة ان: ليس هناك سوى المولد، الذي لا يشغلونه إلا ساعتين أسبوعيا عندما يأتي زوار، وساعتين أو ثلاثة مساء. ونحن متأكدون ان الحرس يبيعون الوقود المخصص للمولد في السوق السوداء. بحسب اصوات العراق.

وهذا، كما تشير الصحيفة، وسط درجة حرارة تتجاوز 44 درجة مئوية. ويضيف عمر ان الأولاد السجناء ينامون في أربعة مهاجع، بمعدل 75 نزيلا في الزنزانة، التي مساحتها حوالي 50 مترا مربعا، على أسرة مزدوجة أو على الأرضية الكونكريتية.

ويزعم عمر، بحسب الصحيفة، ان: بعض الحراس يأخذون أولادا إلى غرف منعزلة في السجن ويغتصبونهم. كما يكسر الحراس لوائح السجن بإعارتهم هواتفهم النقالة إلى الأولاد ليتصلوا بعائلاتهم، مقابل الحصول منها على 10 أو 20 دولارا مقابل كل اتصال.

هذا فضلا عن استقالة الكادر التعليمي استقالة جماعية في تشرين الثاني الماضي بسبب تدني الأجور، طبقا لما يقول مسؤول في منظمة دولية. ونتيجة لذلك، يقضى الأطفال أوقاتهم يوميا في التسكع في الباحة.

وتروي الصحيفة ان سن عمر علي كان 13 عاما عندما شنت قوة خاصة من وزارة الداخلية على منزلهم في تشرين الاول من العام 2004، والقي القبض عليه وعلى أخيه الذي كان بعمر 14. ثم بعد مرور أسبوع واحد عادت القوة الحكومية الخاصة واعتقلت والدهم.

وتقول الصحيفة ان والدة الطفلين أبلغتها بأنها عندما تمكنت من زيارة ابنيها قالا لها إنهما كانا يتعرضان للضرب في الأيام الأولى لوجودهما في المعتقل واجبرا على الإمضاء على ورقة بيضاء كتبت الاتهامات فيها في ما بعد.

وذكرت الصحيفة ان سن رعد جمال كان 17 عاما عندما شنت قوة أمريكية غارة على بيتهم في حي الدورة المختلط في حزيران يونيو من العام الماضي.

وقالت الصحيفة ان والدته، سعاد احمد رشيد، أبلغتها أيضا ان خلال الغارة الأمريكية، قال ضابط أمريكي لابنتي: اخبري أخيك بان عليه الاعتراف بأنه يعمل مع القاعدة حتى نستطيع نقله إلى معسكر بوكا وإلا سنسلمه إلى العراقيين وسيعذبونه.

وتشير الصحيفة إلى انه في العام الماضي زارت بعثة مساعدة العراق التابعة للأمم المتحدة (يونامي) سجن الطوبجي في بغداد، حيث وجدت أطفالا بانتظار محاكماتهم. ونقلت المنظمة في تقرير لها ان ما ابلغه بها معتقلين يثير القلق بصفة خاصة بسبب ادعاءات بسوء المعاملة أو انتهاكات يتعرضون لها من جانب حراس السجن من الذكور، وابلغ العديد منهم يونامي بأنهم تعرضوا للضرب والانتهاك الجنسي في إثناء اعتقالهم في سجون تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع قبل نقلهم إلى سجن للأحداث. كما لاحظت يونامي آثار ضرب على أجساد المعتقلين.

لعبة أطفال البصرة المفضلة هي الأسلحة النارية

حذرت القوات البريطانية في بيان لها من خطورة اقتناء الأطفال في محافظة البصرة الألعاب المشابهة للأسلحة النارية خوفاً من أن تخدع قوات الأمن ويعتبروها حقيقية وبالتالي يطلقوا النار على حامليها.

ونقل البيان عن الناطق الإعلامي للقوات البريطانية في محافظة البصرة الكابتن بيل يونج أنه: لدى الجندي أقل من لحظة لاتخاذ القرار المناسب بشأن ما إذا كانت حياته أو حياة من حوله في خطر، وإذا اعتبر السلاح الذي شاهده حقيقياً فإن ذلك سوف يؤدي إلى وقوع حادث مأساوي بمقتل أحد الأطفال الأبرياء. بحسب نيوزماتيك.

وناشد يونج كل الآباء أن يمنعوا أطفالهم من اقتناء الألعاب التي يوحي مظهرها بأنها أسلحة نارية وذلك لحمايتهم من مخاطر التعرض للقتل.

وأشار يونج إلى أن أصحاب المحال التجارية الذين يبيعون تلك الألعاب السيئة يتحملون مسؤولية اخلاقية كبيرة وعليهم أن يدركوا أن بيع هذه الألعاب ربما يساوي حياة طفل بريء.

وأوضح البيان أن الدوريات العسكرية البريطانية والعراقية المشتركة رصدت مؤخراً خلال تحركاتها في وسط مدينة البصرة، وخصوصاً في منطقة العشار وجود الكثير من الأطفال وهم يلعبون بألعاب ذات أشكال مشابهة للأسلحة النارية كما لفت إلى أن بعض الأطفال يحاولون تقليد عناصر الميليشيات في حركاتهم وطريقة مسكهم لتلك الألعاب ما يضعهم ذلك في خطر أكبر.

يذكر أن محافظة البصرة 560 كم جنوب العاصمة بغداد، تنتشر فيها بكثرة ظاهرة بيع الألعاب البلاستيكية ذات المنشأ الصيني والتي يوحي شكلها بأنها بنادق أو مسدسات، وتحظى تلك الألعاب بإقبال كبير من الأطفال الصغار، فضلاً عن الألعاب النارية التي يسمع صوتها في جميع المناطق لاسيما في الأعياد.

مراكز الترفيه وتطلعات اطفال الجبايش

ورغم ان هناك لمسة اعمار شهدتها بعض مدن قضاء الجبايش وخصوصا في الجوانب الترفيهية الا ان النواحي التابعة له مازالت على حالها دون تغيير، حسبما ذكر السكان هناك، ولهذا فإن اطفال تلك النواحي يتطلعون الى انشاء مراكز ترفيهية لهم تتناسب واهمية مناطقهم.

يقول حسين صبري، 55 عاماً معلم إن: هناك عادات لأطفال الاهوار في ايام العيد، منها لعبة (المصداع) اذ يقومون بتهيئة بيضة لكل واحد منهم وسلقها وتلوينها بلون معين وعند صباح العيد يقوم هؤلاء الأطفال بممارسة لعبتهم المفضلة حيث تضرب بيضة باخرى وان كسرت احدى البيضتين فان الفائز يكون صاحب البيضة التي لم تنكسر، غير انه يشير الى ان هذه اللعبة بدأت تنقرض لوجود البديل من العاب ومتنزهات بعد ان تغير قضاء الجبايش عن العام الماضي كثيرا فقد اصبح فيه كورنيش جميل يحتوي على وسائل ترفيهية عديدة والعاب للأطفال التي كانوا يعانون من عدم وجودها في العام الماضي. بحسب اصوات العراق.

ويقع قضاء الجبايش في مناطق الاهوار على مسافة 100 كم جنوب مدينة الناصرية والذي كان سكانه قد هجروه بعد ان جففت اراضيهم خلال عقد التسعينات من القرن الماضي لكنهم بدأوا بالعودة اليه اثرعودة المياه اليه بعد عام 2003.

ويقول مدير زراعة الجبايش ريسان حسن زغير إن: القضاء شهد قفزة نوعية من ناحية العمران فنشاهد التغير الذي طرأ على القضاء من ناحية تعبيد الطرق وانشاء المتنزهات التي كان يفتقر اليها فضلا عن بناء كورنيش هو اصلا متنفس لابناء الاهوار.

ويضيف قائلا إن: التغير الذي يشهده القضاء هو بفضل المشاريع التي نفذت وتنفذ حاليا وكان ابناء القضاء بحاجة ملحة اليها خصوصا بعد ان قامت منظمات المجتمع المدني في الاهوار بانشاء مشاريع الماء الصالح للشرب في قريتي المواجد وابو سوباط وكذلك انشاء معمل لانتاج الحليب فضلا عن بعض المشاريع الصغيرة الاخرى.

ويقول المواطن صباح الاسدي، 46 عاما، ان عيد الأضحى لهذا العام يختلف عن الأعياد الماضية وذلك لان هناك بعض المشاريع الترفيهية الخاصة بالاطفال تم افتتاحها، مضيفا ان اطفال القضاء يقومون بالتنزه فيه عكس العام لماضي عندما طالبني اطفالي قبل العيد بأيام لاصطحبهم الى مركز المدينة لقضاء ايام العيد  في المتنزه التابع للمدينة.

ويقول رئيس شعبة زراعة ناحية الفهود التابعة لقضاء الجبايش عدنان فارس جاري ان: الناحية شهدت افتتاح  مركز ثقافي يستطيع ابناء الناحية ان يزاولوا هواياتهم المختلفة فيه وهو متنفس اليهم ايضا، مشيرا الى ان هذا المركز لم يكن موجودا في العام الماضي وان ابناء الناحية كانوا يقضون ايام المناسبات بزيارة الاقارب.

واضاف فارس جاري ان: ناحية الفهود التابعة للجبايش بحاجة الى المزيد من المشاريع وخاصة القرى التابعة لها التي لم يشملها الأعمار ولم يشعر ابناؤها عند حلول هذا العيد ان هناك تغييرا قد طرأ على قراهم بعد ان تضررت كثيرا بسبب تجفيف المياه عنها وان العديد من القرى التابعة  لها لم تلمس حملات الاعمار والبناء التي شملت باقي النواحي.

وشكى المواطن فلاح داخل عبد الرضا العبادي وهو فلاح من عدم وجود عمليات بناء في الناحية ابدا وعدم وجود هناك وسائل ترفيهية اسوة بباقي المدن في المحافظة كما لم نشعر بحملات الاعمار والتي كنا نتمنى ان تشمل ناحيتنا بها.

ويضيف العبادي ان اطفال الناحية يقومون بقضاء ايام العيد كما كانوا يقضونها في سابق الاعوام ولا تتوفر لهم وسائل ترفيهية او مدينة العاب اوساحات فيها تلك الوسائل.

عيد الاضحى متنفس لأطفال العراق هذا العام

كانت تراقب أقفاص الحيوانات، شهد، تلك الطفلة العراقية التي تبلغ من العمر ستة أعوام بدت مبهورة، فعلى الرغم من انها تسكن العاصمة، الا انها المرة الأولى التي ترى فيها متنزه الزوراء اقدم متنزه في بغداد.

ويقول والد الطفلة شهد: انها المرة الاولى التي ازور متنزه الزوراء مع عائلتي منذ خمس سنوات، بسبب تدهور الوضع الأمني وخوفي على أطفالي.

وأضاف: الا ان التحسن الأمني الملحوظ دفعني إلى الترويح عن عائلتي فلم تعد الحالة الأمنية كما كانت قبل عام حيث اضطررت إلى ابقاء أولادي بعيدا عن المدرسة لعام كامل، بسبب العبوات الناسفة التي كان الارهابيون يضعونها قربها. بحسب اصوات العراق.

أما أبو إسراء الذي كان يحاول المحافظة على أطفاله على مدى بصره خوفا على ضياعهم بسبب الزحام في المتنزه، فيقول انه وعائلته تنفسوا الصعداء خلال العيد هذا العام مشيرا إلى ان الوضع الأمني في عيد الأضحى العام الماضي منعهم حتى من زيارة بعض اقربائهم الا ان الوضع اليوم بات اقرب الى الاستقرار على الرغم من انه ليس خاليا تماما من القلق من عودة الوضع للتدهور.

وكان مدير الدائرة الإعلامية في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة قال مؤخرا ان جميع المتنزهات في بغداد ستكون مفتوحة لاستقبال المواطنين في العيد، حتى المتنزهات في المناطق التي كانت تسمى ساخنة كالاعظمية ومدينة الصدر والغزالية والعامرية، حيث كان دخول هذه المناطق قبل سنة او اكثر مجازفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

بدورها أبدت أم سعاد سعادتها الغامرة بينما كانت تقلب في صينية قدر(الدولمة) الأكلة الأكثر شعبية بالعراق، وهي تجلس على احد مروج المتنزه الذي ضاق بزواره وقالت: منذ زمن طويل ونحن نفتقد الى هذه المتع الحياتية البسيطة في الاعياد وحتى في الايام العادية.

واوضحت أن عائلتها كانت معتادة على السفرات أيام العطل والاعياد وليس الى متنزهات بغداد فحسب بل الى بحيرات الرزازة (في محافظة كربلاء) والحبانية (غربي العراق) مع اولادها، أما اليوم فتغير الوضع اذ هاجرت ابنتي مع اطفالها وزوجها الى كندا فيما يعيش ابني البكر بالاردن.

وبحسب اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون فان قيادة علميات بغداد تنفذ حاليا خطتين، امنية وخدمية، مضيفا في تصريح ان الخطتين تشارك فيهما أجهزة المخابرات ومكافحة الارهاب والاستخبارات والجيش والشرطة من خلال الانتشار الواسع في الاماكن العامة فيما تشارك امانة بغداد في الخطة الخدمية، حيث لم تسجل أي خروقات امنية خلال العيد.

ومتنزه الزوراء لم يكن الوحيد الذي شهد زخما اشتكى منه الجميع في أيام عيد الأضحى، فالكثير من مناطق بغداد استعادت رونقها وعافيتها وكورنيش الاعظمية احدها، وتقول هند طارق وهي من سكنة المنطقة انها وعائلتها خرجت الى الكورنيش للتنزه والترويح عن النفس نظرا للتحسن الامني الذي شجع على عودة المحال التجارية والمطاعم الى العمل فيه وذلك بعد ان تولت قوات الصحوة والقوات العراقية القضاء على المجاميع الارهابية التي سيطرت عليه.

وأوضحت: في السابق، أقفلت الكثير من محال الاعظمية ابوابها، وتكاد لا تجد بيتا لم يتشظى او تخترقه رصاصات المواجهات المسلحة اما اليوم فبامكاني وعائلتي السير بالمنطقة التي اغلقت كل شوارعها زمنا طويلا بسبب الارهاب.

وفي ساحة ميسلون وسط بغداد تجمع الاطفال مع امهاتهم في الساحة التي اقامت عليها امانة بغداد ملعبا صغيرا للأطفال، وتقول ام محمد ان ما قامت به امانة بغداد خلال الفترة الماضية من نصب اراجيح والعاب للأطفال كان امرا جيدا وتجربة نتمنى ان تعمم على كل الساحات الترابية الفارغة بالعاب آمنة عوضا عن الالعاب التقليدية القديمة التي يضعها البعض خلال العيد والتي قد تصيب الاطفال بجروح في بعض الاحيان.

والتحسن الامني بحسب علي حسين العامل البسيط يغري بالخروج للنزهة مع الاولاد والزوجة الا ان ضيق ذات اليد تعد السبب الاول وراء اي بقاء بالمنزل والاكتفاء بزيارة الاقارب ويرجع ذلك الى انه ليس كل شخص قادر على تحمل الكلفة المادية لفرحة العيد، فلا بد من هامش مادي فاذا لم يكن موجودا فالتنزه يعتبر ترفا لا يملك الفقراء دفع ثمنه.

وفي احياء بغداد الشعبية نصب البعض اراجيحهم التي يستأجرونها للأطفال مقابل اجر زهيد وبالتحريك اليدوي، يقول حامد اللامي انه يعمل فترة العيد على نصب الاراجيح والالعاب البسيطة في الساحة الترابية القريبة من بيته في منطقة المشتل (وسط بغداد) وذلك لتسلية الاطفال من جهة ولكسب رزق وفير ايام العيد اضافة الى عمل اخوته في بيع الحلوى والمشروبات الغازية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/كانون الثاني/2008 - 26/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م