السرطان.. المرض الأشد فتكاً في المستقبل ومِدفع أشعة متطوّر لعلاجه

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما تؤكِّد ثلاث دراسات جديدة أدلة سابقة على ان الختان يمكن ان يحمي الرجال من فيروس الايدز ويحمي في الوقت نفسه النساء من فيروس ينتقل بالمعاشرة الجنسية يسبِّب (سرطان الرحم). تشير دراسات اخرى الى ان السرطان قد يصبح اكثر الامراض فتكاً في العالم بحلول 2010 متقدماً على امراض القلب وستكون الدول الأشد فقراً اولى ضحايا هذا المرض الذي يسببه التدخين او الاغذية الغنية بالدهون.

وقد يتسبب مرض السرطان سنوياً بوفاة 17 مليون شخص في العالم بحلول 2030 في مقابل 7,6 ملايين في 2007 استنادا الى تقارير المركز العالمي للابحاث السرطانية الوكالة المتخصصة في امراض السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وبحسب التقرير الذي يدق ناقوس الخطر زادت الاصابات بالسرطان الى الضعف بين عامي 1975 و2000 وقد تزداد مجددا الى الضعف بين عامي 2000 و2020 والى ثلاثة اضعاف في 2030 مع تسجيل 20 الى 26 مليون حالة جديدة سنويا ما قد يؤدي الى 13 الى 17 مليون حالة وفاة.

ختان الذكور يقلل مخاطر اصابة النساء بسرطان الرحم

أكدت ثلاث دراسات جديدة أدلة سابقة على ان الختان يمكن ان يحمي الرجال من فيروس الايدز القاتل ويحمي في الوقت نفسه النساء من فيروس ينتقل بالمعاشرة الجنسية يسبب سرطان الرحم.

ومن المرجح ان تزيد النتائج في دورية الامراض المعدية "Journal of Infectious Diseases" من النقاش الدائر حول ضرورة ختان الرجال والذكور حديثي الولادة لحماية صحتهم وصحة زوجاتهم في المستقبل.

وفحص الدكتور برتران أوفير من جامعة فرساي بفرنسا وزملاؤه في جنوب افريقيا اكثر من 1200 رجل يترددون على عيادة في جنوب افريقيا. بحسب سي ان ان.

ووجد الباحثون ان أقل من 15 بالمئة من الرجال الذين خضعوا للختان و22 بالمئة من الرجال الذين لم يخضعوا للعملية اصيبوا بفيروس ورم حليمي أو فيروس (اتش.بي.في) وهو المسبب الرئيسي للاصابة بسرطان عنق الرحم وأمراض الاعضاء التناسلية.

وكتب الباحثون في تقريرهم "تفسر هذه النتائج لماذا تقل مخاطر اصابة النساء اللاتي يعاشرن رجال اجريت لهم عمليات ختان بسرطان عنق الرحم مقارنة باخريات".

وجاءت نتائج بحث اخر على رجال امريكيين أقل وضوحا لكن كاري نيلسون من جامعة اوريجون للصحة والعلوم وزملاءه قالوا انهم وجدوا بعض المؤشرات على ان الختان قد يحمي الرجال.

وكان الرجال الذين اجريت لهم عمليات ختان اقل عرضة للاصابة بفيروس (اتش.بي.في) بمقدار النصف تقريبا مقارنة بالذين لم يخضعوا لهذه العملية.

وفي الدراسة الثالثة فحص لي وارنر من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها وزملاؤه أمريكيين من أصل افريقي في بلتيمور ووجدوا ان 10 بالمئة فقط من الرجال الذين خضعوا لعمليات ختان تزيد لديهم مخاطر الاصابة بعدوى فيروس (اتش.بي.في) مقارنة بنسبة 22 بالمئة من الذين لم تجر لهم عمليات ختان.

و33 مليون شخص في العالم مصابون بفيروس الايدز وهو مرض لا علاج له. وهناك 20 مليون امريكي مصابون بفيروس (اتش.بي.في) وهو أكثر الفيروسات التي تنتقل عبر المعاشرة الجنسية ويسبب سرطان عنق الرحم الذي يودي بحياة 300000 امرأة في العالم كل عام.

النوم والرياضة.. خير وقاية من السرطان

ثبت علمياً أن القيام بالتمارين الرياضية يمكن أن يقلل من نسبة حدوث مرض السرطان. بينما يتفوق عليها في الفوائد، النوم، إذ تقول دراسة حديثة أن النوم الليلي لمدة سبع ساعات على الأقل، يصل بهذه الفائدة إلى مستواها الأقصى.

وتم الوصول إلى هذه النتيجة من خلال دراسة أجراها فريق من الباحثين في المؤسسة العالمية للسرطان بميريلاند، وتم تقديمها في اجتماع حول الوقاية من السرطان عقد في واشنطن، برعاية الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان.

وبدأت الدراسة، التي شملت 6000 سيدة، في عام 1998، حيث طلب منهن ملء استطلاع خاص حول نشاطهن الفيزيائي والعادات الرياضية، كذلك عدد ساعات النوم التي يحصلن عليها يوميا، وخلال التسع سنوات التالية سجلت إصابة 604 منهن بالسرطان. بحسب سي ان ان.

وأظهرت الدراسة أن بين النساء ممن كان عمرهن أقل من 65 عاما، ويمارسن الرياضة بشكل منتظم لمدة ساعة يوميا، سجلت نسبة الإصابة بالسرطان لديهن أقل بحوالي 47 بالمائة من غيرهن، يدعمها حصولهن على سبع ساعات نوم كاملة في كل ليلة.

الدكتور جيمس ماكلين، المشرف على الدراسة، قال: "ما نقترحه في دراستنا إنه من بين السيدات الشابات ومتوسطات العمر، كان هناك تأثيرا واضحا للرياضة والنوم في إنقاص نسبة حدوث السرطان."وأكد ماكلين على حقيقة علمية معروفة أن فرص حدوث مرض السرطان لدى الشابات هي أصلا قليلة.

دراسة: دواء يثبت فعاليته لمرضى السرطان

كشفت دراسة علمية جديدة أن أحد أدوية علاج السرطان، يأتي على شكل حبوب، أثبت أنه بنفس فعالية العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الرئة الذين خضعوا سابقاً للعلاج. نتائج الدراسة التجريبية الإكلينيكية نشرت في مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية مؤخراً.

وسعى الاختبار إلى إجراء مقارنة بين عقار "Iressa" الذي يؤخذ يومياً عن طريق حبة عبر الفم وعلاج "Taxotere" الكيميائي الذي يتم عبر الحقن بالوريد والذي يخضع له مريض السرطان مرة كل ثلاثة أسابيع.

واستندت الدراسة الدولية إلى عينة مؤلفة من أكثر 1400 مريض ممن خضعوا لعلاج كيميائي لم يثمر نتائج إيجابية في حالاتهم.

ووفق كبير الباحثين، في فريق الدراسة، الطبيب إدوارد كيم، الذي يشغل منصب مهمة البروفسور المساعد في مركز أندرسون للسرطان في هيوستن بتكساس "لدى أيريسا وتاكسوتير نفس معدلات البقاء على قيد الحياة."

ومولت الدراسة شركة "AstraZeneca" المصنعة لعقار "أيريسا."

وقال البروفسور كيم إن إدارة الغذاء والدواء الاتحادية الأمريكية فرضت على شركة الدواء المصنعة إجراء التجربة الإكلينيكية. بحسب سي ان ان.

ووجدت الدراسة أن المرضى الذين يتناولون حبوب "أيريسا" تصل لديهم معدلات البقاء على قيد الحياة إلى  7.6 أشهر فيما بقي 32 في المائة على قيد الحياة لفترة عام، مقارنة مع مرضى يخضعون للعلاج الكيميائي "تاكسوتير" الذين بلغ متوسط البقاء على قيد الحياة جراءه ثمانية أشهر مع نجاح 34 في المائة في البقاء على قيد الحياة لفترة عام.

وأوضح كيم أن الدراسة هي الأكبر من نوعها بين مرضى سرطان الرئة، حيث تقارن بين علاج يؤخذ عبر الفم والعلاج الكيميائي.

من جهته قال الطبيب بروس جونسن الاختصاصي بسرطان الرئة في مركز "دانا فاربر" للسرطان في مدينة بوسطن بماساشوستس، والذي لا علاقة له بالدراسة:  "الدراسة قامت بما كان مقصود منها القيام به بإظهار التكافؤ.. لا يمكنني تصوّر براهين أخرى أكثر وضوحاً من هذه الدراسة."

وأضاف جونسن إن بين خمسة إلى عشرة مرضى يخضعون للعلاج الكيميائي "تاكسوتير"، يتخلفون عنه كل ثلاثة أسابيع بسبب الأعراض الجانبية.

مِدفع أشعة روسي متطوّر لعلاج السرطان

ابتكر العاملون في معهد البحوث الفيزيائية بمدينة بروتفينو الروسية جهازا جديدا لعلاج مرض السرطان، قالوا إنه قادر على تحقيق نتائج أفضل وبتكلفة أرخص من الأجهزة الموجودة حالياً.

ويُعتقد أن جهاز "السنكروترون البروتوني" هذا الذي يعالج السرطان بالإشعاع، سيتمكن من إنقاذ الكثير من المرضى، فبخلاف الأجهزة الأخرى من هذا النوع، تصيب الأشعة التي يبثها الجهاز الخلايا السرطانية داخل جسم الإنسان بمنتهى الدقة، دون إلحاق الأذى بالخلايا السليمة.

وفضلا عن ذلك فإن "مدفع الأشعة" الجديد يخفّض تكلفة العلاج التي تصل إلى عشرات آلاف الدولارات الآن، إلى حد كبير. بحسب سي ان ان.

ويمكن أن يقوم شخص واحد فقط بتشغيل هذا الجهاز الذي تتيح سهولة استخدامه تجهيز كل مستشفى به، وفقاً لما نقلته وكالة نوفوستي الروسية للأنباء صحيفة "روسيسكايا غازيتا."

وجرى حتى الآن صنع خمس نسخ من هذا الجهاز، وقد أرسل الصانعون واحدة منها إلى مستشفى مدينة بروتفينو، على أن يصار إلى تخصيص جهازين إضافيين لمستشفيات روسية أخرى.

ولفتت الوكالة إلى أن جهازاً رابعاً سيرسل إلى أوروبا، في حين سيرسل الخامس إلى الولايات المتحدة، حيث سيقوم الأطباء بإجراء اختبارات عليه تمهيداً لتجريته على المرضى في أحد مستشفيات مدينة بوسطن.

الفيتامين سي و أي لايخفضان من احتمال الاصابة بالسرطان

تناول الفيتامين "سي" و"اي" لا يخفض من احتمال الاصابة بسرطان البروستات او انواع اخرى من السرطان على ما اظهرت دراستان طويلتا الامد تتناقض ابحاثهما مع نتائج ابحاث سابقة.

واظهرت الدراسة الاولى التي اجريت على 14641 رجلا بعمر الخمسين وما فوق بينهم 1307 رجال مصابين بالسرطان ان تناول الفيتامين "سي" و "اي" لا يخفض احتمال الاصابة بامراض السرطان مهما كان نوعه ومنها سرطان البروستات على ما اوضح الباحثون.

وبين المشاركين الذي تناولوا الفيتامين "سي" يوميا والفيتامين "اي" كل يومين وتمت متابعة وضعهم على مدى ثمانية اعوام سجلت 1943 اصابة بالسرطان و1008 اصابة بسرطان البروستات.

واوضح الباحثون ان "هذه المعطيات لا تدفع الى التوصية باستخدام هذه الفيتامينات في الوقاية من السرطان لدى الرجال من متوسطي الاعمار الى الاكبر سنا". بحسب فرانس برس.

واظهرت دراسة اخرى اجريت في الولايات المتحدة وكندا وبورتوريكو ان الفيتامين "اي" الموجود في الزيوت النباتية والسيلينيوم وهو هو عنصر ضروري موجود في الفطر والكبد وثمار البحر القشرية لا يخفض خطر الاصابة بسرطان البروستات السبب الثاني للوفايات الناجمة عن السرطان في الولايات المتحدة.

واجريت هذه الدراسة على 35533 رجلا في سن الخمسين وما فوق للسود و55 سنة وما فوق للاخرين. وقد تمت متابعة المشاركين لفترة سبع سنوات.

وشدد الباحثون على ان الدراسة تظهر "بوضوح ان السيلينيوم والفيتامين +اي+ او الاثنين معا لا يوفران وقاية من سرطان البروستات لدى رجال يتمتعون بصحة جيدة".

وتنشر نتائج الدراستين في عدد 7 كانون الثاني/يناير من مجلة "جورنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسيييشن".

وكانت دراسات سابقة اشارت الى ان تناول الفيتامين "اي" و"سي" يخفض من احتمال الاصابة ببعض امراض السرطان.

السكّري قد يرفع مخاطر وفاة مرضى السرطان

عثر الخبراء على ارتباط وثيق بين السرطان وداء السكري - أكثر الأمراض شيوعاً في الولايات المتحدة ودول العالم،  إذ يرفع الأخير فرص خطر الوفاة بين مرضى السرطان.

وقال البروفيسور، فريدريك برانكاتي، من كلية طب وعلم الأوبئة بجامعة "جونز هوبكينز بلومبيرغ للصحة العامة، الذي قاد البحث: "السكري مرض شائع للغاية، وكذلك السرطان، ولم يتسن لأحد تحديد رابط بينهما."

وقد يتيح تحديد أسباب تزايد فرص وفاة مرضى السرطان المصابين بالسكري مقارنة بسواهم من مرضى السرطان غير المصابين بالداء، للباحثين إمكانية استحداث وسائل لخفض معدلات الوفيات بين الفئة الأولى، وذلك بالتركيز على المشاكل الصحية الأخرى المتصلة بمرض السكري. بحسب فرانس برس.

وتشير الإحصائيات إلى إصابة قرابة 24 مليون شخص في الولايات المتحدة بالسكري، كما تعاني شريحة، تصل إلى ما بين 8 و 18 في المائة، من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان حديثاً، من الداء.

وفي الدراسة الجديدة، عكف د. برانكاتي، وفريق الباحثين، على تحليل كافة الأبحاث المتوفرة عن مرضى كانوا مصابين بالسكري عند إصابتهم بالسرطان، قبيل اختيار 23 دراسة تم تصميمها بدقة.

ووجد الباحثون أن مخاطر الوفاة جراء السرطان بين المصابين بالسكري تتزايد بواقع  1.4 مرة، عن سواهم من مرضى السرطان غير المصابين بداء السكري. بحسب سي ان ان.

ويعتقد بعض الخبراء أن مرضى السكري أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، ربما لتزايد أوزانهم، ويعاني العديد من المصابين بالفئة الثانية من السكري، من السمنة، التي ترفع بدورها من مخاطر الإصابة بفئات محددة من السرطان.

وعدد الباحثون بعض من الأسباب العديدة بشان أسباب تزايد فرص وفاة المصابين بالسكري من مرضى السرطان، بينها أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض صحية مختلفة، منها القلب والرئة، مما يضعف قدراتهم أمام العلاج بالمواد الكيمائية، أو العلاجات القوية الأخرى المتوفرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24/كانون الثاني/2008 - 25/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م