قضايا نفسية: اختلاف الثقافات وعبء الأمراض العقلية

القوة الذهنية تحد من شدة الألم والضحك سبيلك لحياة صحية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أفادت دراسة حديثة بأن عوارض الأمراض النفسية وتعبيرات المصابين بها تتأثر بالفترة الزمنية التي يعيشون فيها والثقافة السائدة، وهي بالتالي تتبدل لتعكس الحقبات المختلفة من العمر، من جهة ثانية تمكنت منظمة الصحة العالمية من جمع معلومات خلال دراسة للأعباء العالمية التي تشكلها الامراض النفسية، واكتشفت أن هذه الأمراض تشكل 15 بالمئة من العبء الذي تسببه الأمراض عموماً، أي أكثر من السرطان، في اقتصاديات السوق كاملة النمو.

بالإضافة الى تقرير عن أهمية الضحك واعتباره سبيلاً لحياة صحية سليمة وغذاء للروح والقلب، وتقارير أخرى تقدمها ( شبكة النبأ) من خلال عرضها لآخر المستجدات حول القضايا النفسية:  

مظاهر الأمراض النفسية تتبدل باختلاف الثقافات

أفادت دراسة علمية سلوفينية بأن عوارض الأمراض النفسية وتعبيرات المصابين بها ، تتأثر بالفترة الزمنية التي يعيشون فيها والثقافة السائدة، وهي بالتالي تتبدل لتعكس الحقبات المختلفة. وخلصت إلى أن «الجنون» مثلاً لم يكن عبر التاريخ يحمل دائماً المعنى ذاته.

الدراسة التي أعدّها ثلاثة أطباء نفس سلوفينيون، شملت حالات 120 مصاباً بانفصام الشخصية، خلال الفترة بين عامي 1881 و2000، فإن ما كان يتخيله المريض قبل أكثر من قرن من «أصوات غامضة» تتحدث إليه، بات في العقد الخامس من القرن الماضي، رسائل راديو سوفياتية، قبل أن يتحول إلى ذبذبات يبثها «إرهابيون» في السنوات الأخيرة. بحسب تقرير لصحيفة الحياة.

ويشير الأطباء الذين عملوا على الدراسة إلى أن الأمراض النفسية المرتبطة بهلوسات متصلة بالشعوذة في سلوفينيا، كانت محدودة للغاية خلال الفترة بين عامي 1941 و1980، عندما كانت البلاد جزءاً من يوغوسلافيا الشيوعية.

غير أن انهيار النظام الشيوعي، زاد في شكل كبير التقارير الواردة عن أشخاص يقولون إنهم أصيبوا «بمس شيطاني»، أو «هجوم من أرواح شريرة».

الأمراض العقلية تشكل عبئاً على اقتصاد كثير من الدول

تمكنت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وجامعة هارفرد، نتيجة لتعاون دولي، من جمع كمية كبيرة من المعلومات من خلال دراسة للأعباء العالمية التي يشكلها المرض، واكتشفت أن الأمراض العقلية تشكل 15 بالمئة من العبء الذي تسببه الأمراض، أي أكثر من السرطان، في اقتصاديات السوق كاملة النمو كالولايات المتحدة.

وقد جاء في تقييم أخير لمنظمة الصحة العالمية حول الأعباء العالمية للمرض أصدرته المنظمة  في 27 تشرين الأول/أكتوبر، أن "الاكتئاب يشكل أحد الأسباب الرئيسية في ضياع السنين نتيجة العجز (فقدان القدرة) وأن العبء أكبر عند الإناث بنسبة 50 بالمئة مما هو عند الذكور." وجاء في الدراسة أيضا أن "إدمان الكحول والمخدرات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والعالي على السواء، يعتبران من بين الأسباب العشرة الرئيسية التي تسبب العجز."بحسب موقع امريكا دوت غوف.

وتوصلت سلسلة من المقالات التي نشرتها المجلة الطبية "لانسيت" حول الصحة العقلية إلى نتائج مماثلة، وقدّرت أن الاضطرابات العقلية تشكل 14 بالمئة من عبء العالم الناجم عن المرض.

وقد تم وضع السلسلة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي أطلقت، بمناسبة يوم الصحة العالمي في 10 تشرين الأول/أكتوبر، برنامجا عالميا جديدا لمكافحة الاضطرابات العقلية. وقد جاء البرنامج الذي أطلق عليه اسم "برنامج العمل لسد فجوة الصحة العقلية" الذي يشمل زيادة العناية بالاضطرابات العقلية والعصبية واستخدام المخدرات، ردا على الفجوة العلاجية الكبيرة القائمة بالنسبة لمعالجة المصابين بالأمراض العقلية في العالم النامي.

وتحدد منظمة الصحة العالمية وصفها لصحة العقل بأنها ليست مجرد عدم وجود اضطراب أو خلل، بل هي "حالة من العافية يدرك فيها كل فرد، ذكر أو أنثى، إمكانياته ويكون قادرا على مواجهة ضغوط الحياة العادية، ويستطيع العمل بشكل منتج ومثمر، ويكون قادرا على تقديم مساهمة للمجتمع."

ويسود الاعتقاد بأن أسباب الأمراض العقلية عبارة عن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية. وتتميز الاضطرابات العقلية بشكل عام بمزيج من الأفكار والعواطف والسلوك والعلاقات غير السويّة غير العادية. ومن بعض الأمثلة على الاضطراب العقلي انفصام الشخصية (الشيزوفرينا) والاكتئاب والإعاقة العقلية والاضطرابات الناتجة عن إساءة استعمال المخدرات والكحول. ويعتبر الانتحار من الأسباب الرئيسية في موت الشباب، وهو نتيجة للاضطرابات العقلية في بعض الأحيان.

وعلى الرغم من تفشي ظاهرة الاضطرابات العقلية في العالم، فإنها قابلة جدا للعلاج بمجموعة من الأدوية والعقاقير والنصح والإرشاد. صحيح أن علاج الاضطرابات العقلية قد يكون مكلفا، غير أن أقل من 25 بالمئة من الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية يتلقون رعاية صحية في بلدان العالم النامي. وأحد أهداف برنامج العمل لسد فجوة الصحة العقلية هو تحسين إمكانية حصول المرضى المصابين بالاضطرابات العقلية على الخيارات العلاجية في البلدان النامية.

وللاضطرابات العقلية نصيب أيضا في البلدان المتقدمة كاملة النمو، فهي كثيرا ما تنتج عن الاكتئاب أو إساءة استعمال المخدرات.

وطبقا للمعاهد القومية للصحة العقلية التابعة للمعاهد القومية الأميركية للصحة، وهي أكبر منظمة صحية في العالم، فإن واحدا من كل أربعة أميركيين من الفئة العمرية من 18 عاما فأكثر يعاني من اضطراب عقلي قابل للتشخيص. والاضطرابات العقلية أيضا سبب رئيسي للعجز في الولايات المتحدة في الفئة العمرية من 15 إلى 44 عاما.

وتدعم المعاهد القومية للصحة العقلية مجموعة من الباحثين في مختبرات المعاهد القومية للصحة في بلدة بيثيسدا بولاية ماريلاند، وتقدم منحا للباحثين والمؤسسات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وتعكف الدكتورة باربارا جيلر، الباحثة في جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري والحاصلة على منحة من المعاهد القومية للصحة العقلية، على دراسة الأطفال المصابين بالخلل القطبي المزدوج (بايبولر)، وهو مرض يتميز بتقلبات وتحولات سلوكية حادة. وتقول الدكتورة جيلر إن الصغار والكبار المصابين بالاضطراب القطبي المزدوج يظهرون "سلوكا خطرا جدا. فهم يعتقدون واثقين بأنهم قادرون على عبور الطريق السريع دون أن تصدمهم السيارات."

وأظهرت جيلر في دراسة لها أجرتها مؤخرا أن 44 بالمئة من الأطفال المصابين بالاضطراب القطبي يبدون نوبات من الهوس أو الجنون حتى بعد بلوغهم سن الرشد. وأوضحت ذلك قائلة إنه عندما يصاب الشخص بالمرض في سن مبكرة، فإن المرض يكون شديدا."

بعد المخدرات والجنس.. السكّر أيضاً يمكن إدمانه

بدأ الأمر بالمخدرات ومن ثم الجنس، ليخرج العلماء الآن بنظرية جديدة مفادها إنه من المحتمل إدمان السكّر..

وراقب باحثون من جامعة برينستون الأمريكية، وعلى مدى سنوات، تأثير المسكر الطبيعي على فئران المختبرات، ليخلصوا بأن مفعوله يرقى إلى عناصر الإدمان الثلاثة.

ووجد بروفيسور بارت هوبل، وفريق  الباحثين إن الفئران أظهرت نمطاً سلوكياً يماثل الإدمان ومن ثم مؤشرات ارتداد، كما التقطت تجارب حالية حاجة تلك الحيوانات الملحة للسكّر وانتكاسها.

وقال هويبل إن نتائج الدراسة قد يكون لها مضمون لمعالجة البشر من اضطرابات الأكل. ووصف فريق الباحثين تغيرات سلوكية قوية لدى فئران دربت للاعتماد على تعاطي جرعات عالية من السكر، بحسب "ديلي ميل."

واستهلكت الفئران، حرمت من تعاطي السكر لفترات طويلة، كميات كبيرة منه عند استئناف تقديم جرعات منه، في مؤشر يدل على لهفتها الشديدة وسلوك ارتدادي، كما تزايدت حاجاتها لاستهلاك المزيد منه. وقال هويبل: "في هذه الحالة زاد الامتناع عن السكر من التعلق به". بحسب سي ان ان.

وتزايد استهلاك الفئران للكحول أكثر من المعتاد عند وقف إمدادها بالسكّر، في مؤشر على إحداث السلوك ألإدماني لتغيرات في مهام المخ.

وأصيبت الفئران بنشاط مفرط ملحوظ عند حقنها بجرعة ضئيلة غير ذات تأثير من أمفيتامين - amphetamine. وقال الخبير إن تلك الحساسية، وهي ذات تأثير طويل على المخ  قد تكون من مكونات الإدمان، وفق التقرير.

وطرأت تغييرات عصبية كيمائية تشابه تلك التي يحدثها الكوكايين، والمورفين والنيكوتين، على مخ الفئران التي استهلكت كميات كبيرة من السكر، بحسب هويبل.

كبار السن وخصوصا الرجال يشعرون بأنهم أصغر بـ 13 سنة!!

 كشفت دراسة نشرت نتائجها في مجلة "جورنالز اوف جيرونتولوجي" ان كبار السن وخصوصا الرجال غالبا ما يشعرون بانهم اصغر من عمرهم الحقيقي بمعدل 13 سنة.

وشملت الدراسة التي اجراها معهد "ماكس بلانك" لتطور الانسان في برلين واشرفت عليها جاكي سميث الاستاذة في علم النفس في جامعة ميشيغن (شمال الولايات المتحدة) 516 رجلا وامرأة في العقد السابع وما فوق خلال فترة من ستة اشهر. بحسب فرانس برس.

وقالت سميث ان "الافراد يشعرون بانهم اصغر سنا مما هم عليه. ربما شعور المرء بانه اصغر ب13 سنة هو الوهم الامثل لسن الشيخوخة". والشعور بصغر السن اكثر شيوعا بين الرجال مقارنة مع النساء.

واضافت ان "المرأة تشعر بانها اكبر سنا من الرجل باربع سنوات. واحد الاسباب المحتملة هو ان المرأة اكثر وعيا لمظهرها من الرجل خصوصا مع كل الاراء السلبية الرائجة حول مفهوم الشيخوخة".

وبدا الرجال اكثر ارتياحا لتقدمهم في السن من النساء لدى بدء الدراسة لكن بعد ستة اشهر تراجع ارتياحهم بوتيرة اسرع من النساء.

القوة الذهنية يمكن أن تحد من شدة الألم

لا يكاد أحد يتمدد طوعاً على سرير مصنوع من المسامير أو يعدو 40 كيلومترا دون توقف، لكن الفقير الهندي (ذلك الزاهد الصوفي) أو عداء المراثون يمكنهما القيام بهذه الأفعال، لأنهما يستطيعان استبعاد الألم من عقلهما.  وعلى الرغم من ذلك، فإن المرء ليس بحاجة إلى أن يكون رجلا "من أهل الكرامات" أو رياضياً من رياضيي القمة لكي يستخدم القوة الذهنية في الحيلولة دون الشعور بالألم. وهو ما يوضحه رويديغر فابيان، رئيس الجمعية الألمانية لعلاج الآلام في غرونيندايش، قائلاً: "الألم هو رد فعل شعوري على عملية تقييم جرت في المخ"، مشيراً إلى أنه بمقدور أي إنسان أن يتحكم في هذه العملية.

أما البروفيسور رولف-ديتليف تريده، رئيس الجمعية الألمانية لدراسة الألم "دي.جي.إس.إس"، فيوضح أن الإحساس بالألم أمر شخصي، توضحه المسافة التي يقطعها منبه الألم ليصل إلى المخ. ويتابع بالقول إن المستقبلات الحسية تنقل الإشارة إلى الحبل الشوكي، ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي بتمريرها إلى المخ الذي يتعامل معها بواحدة من طرق مختلفة. بحسب تقرير موقع دويتشه فيله.

ويشير فابيان إلى أنه "على المخ أن يقرر ما هو مهم وما هو غير ذلك". ويقول إن الألم آلية وقائية في الجسم وأن منبه الألم في طريقه إلى المخ يكون له دوما السبق على المنبهات الأخرى. لكن من الممكن مهاجمة منبه الألم قبل أن يصل إلى هناك بدواء على سبيل المثال. ومن يذهب إلى طبيب الأسنان يعرف ذلك، حيث أن المخدر الموضعي الذي يستخدمه الطبيب يمنع إشارات الألم من الوصول إلى المخ.

أما تريده، فيرى أن العامل الأكثر تأثيراً هو كيفية تعامل المخ مع مؤثرات الألم عند وصولها إليه، ويوضح هذا الأمر قائلاً: "يمكن للمخ تعلم أن هناك بعض الآلام غير الهامة"، ويضيف أنه إذا ما أصيب شخص ما بخدوش في ذراعه، فإن الإصابة قد تبدو سيئة للغاية، لكن المصاب يعرف أنها ليست ضارة، وبالتالي لا يشعر بألم شديد. من ناحية أخرى، يشير تريده إلى أن المخ يمكنه أن يعتاد على الألم مع الوقت، مثلما يعتاد على فنجان القهوة الساخن في الصباح.

ومن جانبه، يشير البروفيسور فالتر تسيغلغينسبيرغر من معهد ماكس بلانك للصحة النفسية في ميونيخ إلى أنه من خلال التدريب يمكن للناس أن يؤثروا على كيفية تقييم المخ للألم. ويرى أن على الأشخاص الذين يعانون من الألم القيام بدور إيجابي في هذه العملية. ويقول تسيغلغينسبيرغر: "لا يوجد في المخ مفتاح لمحي الأشياء، كما هو الحال في الكمبيوتر". ولذلك، يرى البروفيسور الألماني أنه من المهم أن يقوم المرضى –بعد تلقي العلاج- بالأشياء التي كانوا يتجنبونها نتيجة الألم، لأن هذا الأمر يجعل المخ يطمس الذكريات القديمة للألم ويستبدلها بذكريات جديدة إيجابية.

وفي هذا الإطار، يشير تسيغلغينسبيرغرإلى أن "الخوف من الألم أسوأ من الألم نفسه في مثل هذه الحالات". وعند الأطفال بالذات، يكون الخوف من الألم عادة أكبر من الألم نفسه، وعندما يصاب الأطفال بجروح، فعادة ما يعتمد رد فعلهم على تصرفات الآباء حسبما يوضح أولريتش فيجلر، عضو رابطة أطباء الأطفال "بي.في.كيه.جيه"، ويضيف: "كلما كانت صرخات الطفل أعلى وأقصر كانت الإصابة أقل ضررا في العادة". لذلك ينصح الخبراء الآباء بألا يظهروا فزعا عند تعرض أطفالهم لإصابة. ويقول فابيان في هذا السياق: "الهدوء في رد الفعل يعطي الطفل إحساسا بأن الإصابة ليست خطرة"، وهذا يقلل بدرجة كبيرة وغالبا من حجم الإحساس بالألم.

 وفي المواقف البالغة الخطر بحق، تتهيأ للجسم أقوى عوامل تسكين الألم، فعداءو الماراثون مثلا يمكنهم تعطيل ما يصيبهم من الألم حتى نهاية السباق. ويوضح تسيغلغينسبيرغر أن المخ يفرز مادتي الإنورفين والأدرينالين، اللتين تخلقان ما يسمى بـ"مستوى العداء العالي" في العدائين المدربين وتجعلهم لا يشعرون بالألم.

الضحك سبيلك لحياة صحية سليمة وغذاء للروح والقلب

هل ضحكت اليوم؟ شيء جميل أن تكون قد ضحكت لأن كثيرا من الناس يأخذون الحياة على محمل الجد. لكن من يضحكون هم الذين يتمتعون بحالة صحية أفضل؛ فالضحك يساعدهم على التحرر من ضغوط الحياة وأعبائها.

 وفي هذا السياق يقول الطبيب النفسي ميشيل تيتسه وهو رئيس رابطة تعرف باسم "هيومر كير" في توتلينجين بألمانيا وباحث في الضحك بأنه أثناء الضحك "تسترخي العضلات والنتيجة النهائية دورة دموية أفضل للعضلات". ويفيد الضحك أيضا في تفتيت هرمونات الإجهاد وبناء الهرمونات المرتبطة بالسعادة. كما يساعد على زيادة قدرة الجهاز المناعي للأوعية الدموية وبالتالي الوقاية من أمراض القلب.

 كما يساهم الضحك في زيادة مادة الإميونوجلوبين التي تحتوي على أجسام مضادة وتكون موجودة في اللعاب وهي التي تقمع الهجمات الجرثومية على الجهاز التنفسي. ويقول تيتسه إن "الضحك مع أشياء أخرى يوتر عضلات العينين وينشط العواطف الإيجابية في المخ". ويعتقد كذلك أن الذين يتمتعون بروح الدعابة لا يعيشون حياة صحية أفضل وحسب، بل تكون لديهم قدرة أفضل على حل النزاعات. بحسب دويتشه فيله.

 غير أنه وفي ظل ضغط الحياة اليومية يكاد يصعب إطلاق ضحكة جميلة، الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى الانتساب إلى أندية متخصصة بالضحك. وفي هذا الإطار ترى  ميشيلا شيفنر، رئيسة الرابطة الألمانية لأطباء العلاج بيوجا الضحك ومقرها ميونيخ، ضرورة أن يكون الضحك دون تفكير أو كبت. وأشارت في الوقت ذاته إلى أن مثل هذا الأمر يبدو في البداية مصطنعا ولكن بقدر من التمرين يمكن للناس أن يتعلموا "الضحك بشكل طبيعي من خلال ضحك جماعي متعمد".

لهذه الأسباب يموت ضحايا الأمراض العصبية قبل سواهم

أشارت تقارير علمية إلى أنها قد نجحت في تحديد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تراجع أعمار ضحايا الأمراض العصبية والنفسية، مقارنة بسائر الشرائح الاجتماعية، محددة بينها عوامل عادية، مثل التدخين والسمنة والسكري.

غير أن التقارير أشارت إلى أن هذه العوامل التي تسبب الوفاة المبكرة للكثير من الأشخاص، تفرض مخاطر إضافية على المرضى الذين يعجزون عن التحكم بأنفسهم أو استخدام الإرادة والمنطق السليم لمعالجة أوضاعهم.

فعلى سبيل المثال، ينتشر التدخين بين 22 في المائة من سكان الولايات المتحدة، غير أن هذه الآفة تنتشر بقوة بين المصابين بالأمراض العصبية والنفسية، إذ ترتفع نسبة المدخنين بينهم إلى 75 في المائة، وفقاً لمجلة "تايم."

وتشير إحصائية أخرى إلى أن 40 في المائة من السجائر المستهلكة سنوياً في الولايات المتحدة تذهب إلى أشخاص لديهم تاريخ من الأمراض العصبية، وتعتبر أن بعض ممارسات النظام الصحي في البلاد كانت مسؤولة عن هذا الانتشار، وذلك عبر منح المرضى من ذوي السلوك الحسن سجائر لمكافأتهم. بحسب سي ان ان.

أما على صعيد السمنة، فترتفع نسبة الإصابة بين المرضى إلى الضعف، وإلى ثلاثة أضعاف في حالة مرضى انفصام الشخصية، وذلك بسبب مشاكل في الإرادة الشخصية من جهة، وبسبب تأثيرات الأدوية الخاصة بهذه الحالات، والتي تساعد على زيادة الوزن.

وما يزيد الطين بلّة هو واقع أن السمنة تؤدي إلى الإصابة بالسكري، وتشير الأرقام إلى أن نسبة المصابين بالسكري بين من هم في العقد الخامس من العمر يعادل ثمانية في المائة في أمريكا، في حين ترتفع نسبة الإصابة بالسكري لدى مرضى انفصام الشخصية في العمر نفسه إلى 13 في المائة.

ودعت التقارير إلى ضرورة زيادة وعي المستشفيات والأطقم الطبية التي تعتني بضحايا الأمراض النفسية والعصبية بهذه الحقائق، ووضع خطط عمل لمواجهتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/كانون الثاني/2008 - 23/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م