مغارة جعيتا معلم سياحي لبناني

مكتشِفون ومغامِرون يتسابقون لزيارتها

تحقيق: علي الطالقاني- بيروت - خاص/النبأ

 

شبكة النبأ: بعد أن قطعنا أكثر من 20كم بين جبال تناطح السحاب معتنقة أشجار الصنوبر والبلوط مكللة بفلل شاهقة تحتضن محبّي الطبيعة وعاشقي الجمال. وصلنا مغارة جعيتا التي تُعد معلم سياحي بارز في لبنان، وأسطورة يحدثنا عنها حارس الزمان على بوابتها، والحجر المختبىء في تجاويف ضيقة متخذاً أشكالاً غاية في السحر والروعة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت اليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة.

يعتبرها السياح واللبنانيون خصوصا جوهرة السياحة في لبنان، وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون.

تقع مغارة جعيتا بوادي نهر الكلب على بعد نحو 20 كلم شمال بيروت، وتتكون من طبقتين، عليا وسفلى.

المغارة العليا

افتتحت المغارة العليا منها في يناير عام 1969، بعد أن تم اكتشافها عام 1958 وتأهيلها للزيارة على يد المهندس والفنان والنحات اللبناني غسان كلينك. وتتميز هذه الطبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السير على الاقدام لمسافة، بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120 متر، ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الارتفاع، والموزعة فيها الأغوار بالاضافة إلى الصواعد والهوابط والاعمدة الكلسية وما إليها من اشكال مبهرة.(1)

المغارة السفلى

يعود تاريخ اكتشاف الجزء السفلي من المغارة إلى ثلاثينات القرن ال19 مع رحلة للمبشر الاميركي وليام طومسون. وكان طومسون قد توغل فيها حوالي 50 متراً، بعد أن اطلق النار من بندقية الصيد التي كان يحملها وأدرك من خلال الصدى الذي احدثه صوت إطلاق النار أنه للمغارة امتداداً جوفياً على جانب كبير من الاهمية.

تقتصر زيارة مغارة جعيتا السفلى على عبور نحو 600 متر من اصل نحو 6910 امتار، تم استكشافها حتى الآن. وتتم في قوارب صغيرة تنقل الزائر عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية وتحيط به أعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين. ويقف على مدخل المغارة (حارس الزمن) وهو اضخم منحوتة في الشرق الاوسط بارتفاع 6 امتار و60 سنتم وبوزن 75 طناً.

آراء السائحين

استطلعنا مجموعة من السائحين عن رأيهم حول أهمية السياحة وعن الانطباع لدى الزائر عن مشاهدة المغارة.

ألتقينا بأحدى موظفات الأستقبال في مغارة جعيتا وتحدثت قائلة " تستقطب المغارة زواراً من دول مختلفة عربية وعالمية و أن الزائرين عبروا عن دهشتهم بالمكان وعن روعته، مؤكدين أنهم سيعودون مرة أخرى مع أصدقاء أو أقارب لهم.

 وأضافت، ان زيارة المغارة تبدأ من قطع تذكرة الدخول والبالغ قيمتها 18 الف ل. ل للكبير اي ما يعادل 12$ و10 آلاف للصغير اي ما يعادل 7 دولارات، وتشمل التذكرة التلفريك ومشاهدة السينما، حيث تعرض السينما فلم وثائقي عن المغارة ولمدة 20 دقيقة وبلغات مختلفة ليتم بعد ذلك نقل الزائر الى المغارة السفلى. وأضافت موظفة الاستقبال في جعيتا تشمل المنطقة عدد من المتاجر التي تباع فيها قطع تراثيه فضلا عن وجود المطاعم حيث تقدر كلفة الوجبة للشخص الواحد 10$.

وقد أبدت السائحة التي طلبت عدم ذكر اسمها رأيها قائلة " لبنان بلد جميل بحد ذاته.. ولم أكن لأصدق تلك الأقاويل عن لبنان بأنها " قطعة من الــجنة " إلا عندما تراءت لي غابات الأرز..

هناك حيث تلك الشجيرات التي صمدت في الأرض طويلاً وقد يعود البعض منها ربما الى 1500 عام!!

أما مغارة جعيتا فهي تنطوي على عظمة الخالق في ذلك المكان الذي لا دخل للإبداع البشري فيه.

وعن التعليمات الخاصة بالمرفق السياحي حدثنا "بلال أحمد" مخرج سينمائي قال السياحة شيء مهم في حياة الانسان؛ وذلك للترويح عن النفس ومشاهدة معالم البلدان لتضيف ألينا صورة جديدة عن هذا البلد.

وعن القوانين المتبعة في هذا المعلم السياحي والتي تهم السائح حدثنا موظف التذاكر قائلا"هناك قوانين هامة تخص السائح أختصرها بعدة نقاط منها:-

أولا: تفتتح المغارة في فصل الصيف من الثلاثاء حتى الخميس ومن الساعه 9 صباحا حتى 6 مساء.

و من الجمعة حتى الأحد من 9 صباحاً، حتى 7 مساء.

ثانيا: تغلق المغارة الصغرى عند أرتفاع منسوب المياه وخصوصا في فصل الشتاء. وتتم زيارة المغارة الصغرى بواسطة قوارب خاصة.

ثالثا: يتم انتقال السائح عبر التلفريك أو القطار.

رابع: تباع بطاقات الدخول عند مدخل مرفق جعيتا السياحي وينبغي الاحتفاض بهذه البطاقة لحين الخروج ولا يمكن استخدامها مرة أخرى.

البيئة وأهميتها في ترويح الزائرين

تعتبر البيئة من أولويات إدارة العاملين هناك؛ للمحافظة على الصخور لتبقى سليمة وخالية من الشوائب،  كما تم وضع قواعد خاصة من اجل المحافظة على جمال الصخور حتى الأضاءة للمغارة كانت من نوع خاص كما منع دخول الكاميرات بكل انواعها والمؤكولات.

وعن البيئة قال "الدكتور حمد محمود الدوخي" أستاذ في جامعة تكريت "لايمكن أن يضيف شيئا كل من يسأل عن منزلة السياحة في لبنان؛ ذلك لأن هذا البلد منذ أن وجد وهو مقصد السياح والمتعالجين لما يتمتع به من أجواء نقية. فضلا عن مناطقه التاريخية والطبيعة، فمثلا منطقة (جعيتا) تمثل مكانا أعلى من الوصف، مغارت ربانية ترى فيها - لمجرد النظر- عظمة الحياة وتقادم الأزمان، وشغل الطبيعة في الأشياء. وأضاف حمد لدوخي لبنان كلها مدينة سياحية و آثارية بحرية، وصفا نتذكر بيتا لشاعرها وهو يقول:-

                   أنا جئتُ من لبنان، من بلدٍ

                                             إن لا عبته الريحُ تنكسرُ

أهمية السياحة

وعن أهمية السياحة وعن طبيعة المكان تحدثت "حنان"، صحفية عراقية، قائلة "سمعت عن مغارة جعيتا كثيرا وانا في بغداد وتابعت الحملة الاعلامية عنها وأنا أصوِّت لأن تكون المغارة من عجائب الدنيا، وانا سعيدة جدا لأني زرت المغارة بعد ان كنت اسمع عنها، وأفتخر بأن يكون في وطننا العربي مكان سياحي بهذا الحجم.

ومع انتهاء جولتنا ستبقى السياحة رافد اقتصاديا ومعلماً من معالم الطبيعة التي تعيش مع الانسان وتعمل على أنسجامه معها لتسهم في تطيب النفوس وراحتها.

...............................................................

المصادر

1. موسوعة ويكيبيديا

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21/كانون الثاني/2008 - 22/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م