لعبة البكاء

حسن آل حمادة

دموع

تذكرت الأيام الحزينة؛ ففرت منّي دمعة، تبعتها أختها. وحين استرجعت الأيام الجميلة، انهمرت الدموع كالمطر.. أبصرتني ابنتي وأنا أسبح في بحرٍّ لا يقرُّ له قرار، هالها الأمر؛ إذ حسبت أن لعبة البكاء عمل خاص بالأطفال والنساء فقط!

*   *   *

طفلتي

جلست حائراً، شارد الذهن. وماذا بوسعي أن أفعل، وحبال الأمل قد تقطّعت؟

قدمت نحوي، وهي تناديني: بابا، بابا.. ألقت نفسها في حضني؛ فأشرقت الشمس، وتفتحت الزهور.

*   *   *

خرخشانة

حاولنا تهدئتها. ماما.. سأبني لك قصراً.. بستاناً.. غرفة ألعاب.. سنسافر معكِ بالطائرة.. استمرت في بكائها، وازداد غنجها.. لم تفلح محاولات أمها في إسكاتها. ارتسمت علامات الحيرة والدهشة في وجهينا، كيف نتصرف؟ كيف نرضيها؟

جدتها تراقب المشهد وتبتسم. تغيب عنّا للحظة وتحضر بيدها (خرخشانة)، تضعها في يد الصغيرة؛ فيبتسمان معاً.

*   *   *

سر الدموع

الدمعة لا تفارق وجنتيه. دائماً يُرى في حالة من الضجر، تحسبه جبلاً من الهموم، أو قاموساً من الألم والحرمان.

- ما بك؟ ماذا دهاك؟

- لا شيء!

- وما سر الدموع، وعلامات الحزن هذه؟

- لا تهتم، منذ شهر وأنا أهيئ نفسي لمشهد تمثيلي حزين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21/كانون الثاني/2008 - 22/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م