أدوية قاتلة وشركات محتكرة

تلوث دوائي في نيجيريا واسبرين قاتل لمرضى السكري

 

شبكة النبأ: يرى الخبراء ان بعض الادوية والعلاجات والعقاقير لها مردود سلبي على الإنسان ذلك من خلال التجارب التي تقوم بها كبريات الجامعات والمعاهد في العالم، حيث ان بعض العقاقير التي تستخدم في علاج السرطان مردودها بالغ الخطورة في عملية تخثر الدم، أيضا ترى بعض الاكتشافات المهمة التي من شأنها ان تحدث فرقا جوهريا في علاج الإنسان ودرء المخاطر والامراض عنه والحفاظ على صحته.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على قطاع الادوية، مالها وما عليها، بين مخاطر التلوث الدوائي والجشع الاقتصادي في ظل همينة بعض الشركات على سوق الادوية في العالم:  

إتهام شركات الأدوية بتعطيل دخول أدوية رخيصة إلى السوق

قالت المفوضية الاوروبية ان شركات أدوية كبرى تؤخر أو تمنع دخول أدوية رخيصة سقطت عنها الحماية بموجب قوانين براءة الاختراع الى السوق فيما يزيد الفواتير على دافعي الضرائب ويقلل الحافز للابداع.

وقالت نيلي كروز مفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الاوروبي ان نتائج أولية لتحقيق بدأ قبل نحو عام أظهرت أن المنافسة في صناعة الادوية: ليست كما ينبغي.

وتابعت أن ممارسات مثل تعدد طلبات الحصول على براءة الاختراع لنفس الدواء والمنازعات القضائية واتفاقات تسوية النزاعات تسببت في تأخير دخول أدوية سقطت عنها الحماية الى السوق الأمر الذي كبد الحكومات مليارات اليورو اضافية. بحسب رويترز.

وأضافت كروز: لا زلنا في البداية .. لكن المفوضية لن تتردد في رفع دعاوي احتكار ضد شركات توجد أدلة على أنها ربما انتهكت قواعد مكافحة الاحتكار.

واستنادا الى عينة أدوية فقدت الحماية بموجب حق براءة الاختراع في 17 دولة بالاتحاد بين العامين 2000 و2007 قدرت المفوضية أن تأخير دخول أدوية سقط عنها الحق الى السوق كلف مؤسسات الرعاية الصحية حوالي ثلاث مليارات يورو (3.9 مليار دولار).

وتملك كروز السلطة لفرض غرامات كبيرة على شركات الادوية اذا توصلت الى أنها شاركت في ممارسات غير نزيهة. وبدأت التحقيق في يناير كانون الثاني بسلسلة مداهمات لشركات بينها استرازينيكا وجلاكسو سميث كلاين وفايزر وميرك اند كو وسانوفي افنتيس.

وقالت المفوضية انها عثرت على وثائق خلال التحقيق تتضمن اعترافات من شركات بارزة بأنها حاولت تعطيل دخول أدوية سقطت عنها الحماية الى السوق وأمثلة كثيرة على وضع عراقيل في طريق المنافسين الذين يبيعون بأسعار أقل.

كما قالت انه تم دفع أكثر من 200 مليون يورو لشركات تصنع أدوية سقطت عنها الحماية للحد من دخول الادوية الى السوق.

أطفال نيجيريا والوفيات المتكررة بسبب الدواء الملوث

قال مسؤولو صحة بنيجيريا إن مستشفيات البلاد تتلقى جرعات من ترياق بعد ارتفاع عدد وفيات الاطفال بسبب دواء للتسنين ملوث بمادة كيماوية سامة الى 34.

وتوفي خمسة أطفال اخرون الى جانب 28 أعلن عنهم الشهر الماضي في ثلاثة مواقع بعد اعطائهم دواء "ماي بيكين" الذي يعطى للاطفال وقت التسنين لتلوثه بمادة دي ايثيلين جليكول التي تسبب الفشل الكلوي. بحسب رويترز.

وتوفي طفل عمره 14 شهرا بعد تناول الدواء في الثاني من نوفمبر ولكن وفاته لم يبلغ عنها في باديء الامر.

وقالت الهيئة الوطنية للاغذية وادارة الادوية والرقابة: استمرت وفيات الاطفال على الرغم من الغسيل الكلوي لان الضرر لحق بالكلى بالفعل.

وتابعت الهيئة انها حتى الآن سحبت 425 زجاجة من شراب "ماي بيكين" من السوق والقت القبض على عدد من الاشخاص الذين وزعوا المادة الكيماوية السامة.

ونقل أكثر من 40 طفلا بين أربعة أشهر وثلاث سنوات الى المستشفى منذ اكتشاف الحالة الاولى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني بأعراض بينها الاسهال والقيء وارتفاع درجات الحرارة والتشنجات وكذلك احتباس البول لعدة أيام.

ويعتقد مسؤولون في المجال الصحي ان عدد الحالات ربما يكون أعلى نظرا لان الكثير من الاباء والامهات في أكثر دول افريقيا سكانا لا يتوفر لديهم رعاية صحية لابنائهم.

وبدأت الهيئة اجراء الفحوص على المزيد من أدوية الاطفال خشية احتمال احتواء أدوية أخرى للسعال والتسنين على هذه المادة الكيماوية السامة.

وأغلقت شركة باريوا للادوية ومقرها لاجوس وهي الشركة المصنعة لشراب "ماي بيكين" وكذلك شركة ترانكسيل ليمتد غير المسجلة التي كانت تزود باريوا وشركات أخرى محلية لصناعة الادوية والمنسوجات بمواد كيماوية.

وتمثل الادوية الملوثة والمغشوشة مشكلة في نيجيريا منذ فترة طويلة ولكن الهيئة الوطنية للاغذية وادارة الادوية والرقابة تقود حملة قمع.

وفي عام 1990 توفي 109 أطفال في ايبادان ومدينة جوس بوسط البلاد بعد تناول شراب كان يحتوي على مادة الايثيلين جليكول المشابهة لمادة ديثيلين جليكول والتي عادة ما تستخدم في تبريد المحركات.

الاسبرين هل ينفع مرضى السكري أم يضرهم؟!

اظهرت دراسة صدرت حديثا في اسكتلندا انه من غير المستحسن استعمال الاسبرين بشكل دائم لمرضى السكري الذين يريدون تفادي التعرض لنوبة قلبية.

جاء في التقرير الذي نشر في المجلة الطبية البريطانية انه لدى معاينة 1300 شخص يتناولون الاسبرين ولا يعانون من عوارض امراض القلب، تبين انه ليس لهذا الدواء اي حسنات، بالاضافة الى امكانية ان يتسبب بنزيف في المعدة.

ويناقض ما جاء في التقرير ارشادات كثيرة كانت تحث مرضى السكري على تناول الاسبرين لتدارك خطر تعرضهم لنوبات قلبية.

الا ان الخبراء افادوا بأن هناك بعض المعرضين جدا للنوبات القلبية لا يزالون يحتاجون للاسبرين، والمقصود بهؤلاء من سبق وتعرض لنوبات قلبية او من يعاني من امراض القلب، اذ تبين ان الاسبرين يساهم لدى هؤلاء بخفض امكانية اعادة اصابتهم بنوبات بنسبة 25 في المئة. بحسب بي بي سي.

وكان الاطباء والباحثون قد انكبوا مؤخرا على دراسة وضع المرضى الذين لا يعانون من امراض القلب ولكنهم معرضين للاصابة بها مستقبلا، ومن بين هؤلاء مرضى السكري.

يذكر ان اكثر من 80 بالمئة من المصابين بالسكري يتوفون بنوبات قلبية، ما جعل الاطباء ينصحون هؤلاء المرضى بتناول حبة اسبرين يوميا كاجراء وقائي لخفض احتمال الاصابة بنوبة قلبية.

وتشير الدراسة الاخيرة الى ان التجارب التي اجريت لمدة 7 اعوام على مرضى تخطوا العقد الرابع اظهرت بأن لا فرق في احتمال الاصابة بين الذين تناولوا الاسبرين والذين لم يتناولوه.

وعلى صعيد آخر، قالت البروفسور البريطانية جيل بيلش من جامعة داندي البريطانية ان الاسبيرين هو من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى دخول المستشفى بسبب النزيف في المعدة، لذلك، يجب اعادة التفكير في اعتماده كعلاج وقائي اساسي.

من جهته، قال البروفسور بيتر ستيفر وهو خبير في علم الادوية والعقاقير في المعهد الملكي في لندن ان الدراسة الصادرة بالغة الاهمية لانها تثبت ان استعمال الاسبيرين منتشر جدا وفي بعض الاحيان دون مبرر. فالكثيرين يشترون الاسبيرين ويستعملون هذا العلاج بينما لا يحتاجون اليه.

واضاف الطبيب انه: لطالما استقبل مرضى يعانون من نزيف في المعدة بسبب الاسبيرين الذي لم يجد لهم اي نفع في الاساس.

وتشير التقارير الصادرة مؤخرا ان عدد المصابين بداء السكري والذين يصبحون بالتالي معرضين لنوبات قلبية يزداد ما دعا السلطات الصحية الى التفكير في اعتماد سياسة جديدة تقضي بمعاينة كل من تخطى حديثا عتبة عقده الرابع.

من جهة اخرى، قال البروفسور ستيف فيلد من الجمعية الملكية للاطباء العموميين في بريطانيا ان اعادة النظر بالارشادات الاساسية حيال مسألة الاسبيرين قد تكون مجدية، الا انه اضاف بأن المرضى لا يجب ان ان تنتابهم حالة ذعر، كما يجب عليهم الا يتوقفوا عن تناول الاسبيرين.

بينما قالت جودي او سوبيفان الممرضة المتخصصة في امراض القلب من منظمة امراض القلب ان الدراسة تثبت عدم جدوى وصف الاسبيرين كعلاج وقائي ضد النوبات القلبية للمصابين بالسكري الذين لا يظهرون عوارض امراض القلب.

التخلص من الدهون والسمنة في اكتشاف عقار جديد

يقول علماء فرنسيون إنهم اكتشفوا عقارا يحتال على الجسم ليتخلص من الدهون حتى ولو كان الشخص يعيش على نظام غذائي دهني.

ووجد فريق من العلماء بجامعة لوي باستور، أن العقار يقي الفئران من زيادة الوزن، ومن المناعة ضد الأنسولين، بعد عشرة أيام من تناول جرعات منه بانتظام. بحسب بي بي سي.

وجاء في مقال نشرته مجلة Cell Metabolism أن العقار SRT1720 القريب من عقار الريزفيراترول المستخلص من الخمر، يستهدف البروتين SIRT1 الذي يعرف بأنه يكافح الشيخوخة. ويغير العقار من نشاط البروتين بحيث يتحول إلى نظام لحرق الدهون.

ويقول خبراء مكافحة السمنة إن العقار الجديد نافع لكن ينبغي استخدامه بموازاة مع تغيير نمط العيش.

وقال الفريق العلمي الفرنسي إن الفئران لم يبدُ عليها أي أثر جانبي بسبب تناولها للعقار، لكنهم أكدوا أنه لا يزال في حاجة إلى مزيد من التجارب للتأكد من سلامته قبل يُجرب على بني البشر.

قلوب الأصحاء والحفاظ عليها عبر عقاقير الكولسترول

خلصت دراسة إلى أنه بإمكان الرجال والنساء الأصحاء، الذين يتمتعون بمستويات جيدة من الكولسترول، أن يخفّضوا بصفة واضحة خطر إصابتهم بأمراض القلب والشرايين، من خلال تناولهم عقاقير مخفضة لنسبة الكولسترول في الدم، والمعروفة باسم ستيتنس.

وشارك في البحث 18 ألف شخص من 26 دولة، من ضمنهم سبعة آلاف سيدة، وخمسة آلاف من صغار السنّ. بحسب (CNN).

والقاسم المشترك بين المشاركين في البحث أنّ لجميعهم حساسية عالية إزاء ردّة فعل البروتين سي، وهو مؤشر على قابلية حدوث التهابات في الجسم، ويمكنه أن يؤدي لاحقا إلى أمراض قلبية مزمنة، والتي تعدّ القاتل الأول للرجال والنساء في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفق معايير وصف العلاج في الولايات المتحدة، لم يكن أيّ من المشاركين في البحث من المؤهلين لتناول الستيتنس.

وتناول المشاركون 20 ملغم من عقار "روزوفاستيتن" المعروف تجاريا تحت علامة "كريستور" أو عقارا وهميا.

ويقول المشرفون على الدراسة، إنّه كان مقررا لها أن تستمر خمس سنوات، غير أنّه تمّ التوصل إلى النتائج المرغوب فيها في غضون سنتين.

وخلصت إلى أنّ من تناولوا "كريستور" زادوا من نسب الحماية من أمراض القلب بمقدار نحو النصف، أي 44 بالمائة مقارنة مع البقية.

ووفق الدراسة، فإنه من المتوقع زيادة نسب المقبلين على تناول عقار "كريستور" بنحو 10 ملايين شخص، في الوقت الذي ينبغي فيه التذكير بأنّ مموّل الدراسة هو مختبر لإنتاج عقاقير مكافحة ارتفاع الكولسترول.

وعلق الدكتور روبرت إيبستين، رئيس الأطباء في "ميدكو"، قائلاً: الأمر كان بمثابة المفاجأة لنا، ربما الحقيقة إننا نرى المزيد من الأجيال الشابة المصابة بارتفاع الكولسترول وضغط الدم، فيما قد يعد مؤشراً على ظاهرة السمنة والبدانة التي نشهدها في هذا البلد."

وأكدت مصادر طبية أخرى تزايد معدلات الإصابة بارتفاع الضغط والكولسترول بين الأجيال الشابة، إلا أنها نفت أن تكون بالحجم الذي أظهرته تلك البيانات.

وتظهر إحصائيات الصحة الفيدرالية أنه رغم تراجع إجمالي أعداد المصابين بارتفاع الكولسترول خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن الإصابة به تزايدت بين الفئة العمرية بين 20 إلى 34 عاماً.

وفي المقابل، حافظت معدلات المصابين بضغط الدم عند مستوياتها، أو ارتفعت قليلاً، بين تلك الفئة العمرية، فيما ارتفعت بشدة بين النساء ما بين 35 إلى 44 عاماً.

التهاب المفاصل المزمن والروماتزمي في عقار مثبط جديد

صمم باحثون في استراليا عقارا يبدو أنه فعال في علاج التهاب المفاصل لدى الفئران ويأملون أن يمكن استخدامه لعلاج أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتزمي وداء الذئبة في البشر.

وفي مقال منشور بدورية علم أحياء المناعة والخلية Immunology and Cell Biology قال العلماء انهم أجروا اختبارات على مستقبل بشري معين يطلق عليه "فكجاما ريا" ويبدو أن له صلة بنمو أمراض ذاتية المناعة مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي وداء الذئبة. وباستخدام هيكل المستقبل صمموا جزيئات كيميائية صغيرة توقف أعمال المستقبل. بحسب رويترز.

ومضوا قدما لاختبار الجزيئات على فئران المختبر التي حملت المستقبل البشري بما يجعلها سريعة التأثر للغاية بهذه الامراض الالتهابية. وبدا أن الجزيئات تعمل أفضل من عقارين اخرين شائعي الاستعمال.

وكتب الباحثون: يرى الفريق أن العقار الجديد يعوق نمو المرض لفترة أطول من أي من العقارين الحاليين شائعي الاستعمال وهما ميثوتركسات وانتي سي دي 3.

والتهاب المفاصل الروماتيزمي هو اعتلال ذاتي المناعة غير معروف الاسباب. ويسبب التهابات وتدمير أنسجة في المفاصل والاغماد الوترية. وتهدف علاجات المرض الى تخفيف الالم والورم وابطاء تطور المرض ومنع تدمير الغضاريف والعظام.

وداء الذئبة هو مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الجسم وأنسجته بما يسبب التهابات وتدميرا للانسجة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/كانون الثاني/2008 - 14/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م