شبكة النبأ: اذا كان للثقافة
صناعة فللثقافة صانعون ايضا، هذا ما يعيشه لبنان من أجواء ثقافية
سادت في معرض الكتاب العربي والذي اقيم تحت عنوان "تحية الى الشاعر
الفلسطيني محمود درويش" فقد أفتتح في مدينة بيال ببيروت وبحضور
الرئيس "فؤاد السنيورة" معرض الكتاب العربي في دورته الـ52، والذي
يستمر حتى الحادي عشر كانون الاول للعام 2008، في ظل ظروف أمنية
هادئة بعد أن خيمت على المعرض في الاعوام السابقة أجواء من العنف
والاضطراب السياسي. فقد أضحى معرض الكتاب العربي لهذا العام موعدا
أنتظره عشاق الثقافة، و شارك فيه أكثر من 150 دارا للنشر لبنانية،
و31 دار نشر عربية، فيما شاركت أيطاليا بجناح لها.
ومن بين الدول العربية التي شاركت في المعرض مصر والسعودية
والامارات والكويت وعُمان. كما احتلت بيروت المركز الثاني عربيا في
العام 2009، عاصمة عالمية للكتاب بعد الاسكندرية بمصر التي
اختارتها اليونيسكو العام 2002.
شهد المعرض فعاليات من أبرزها توقيع أكثر من 55 كتابا من قبل
مؤلفيها، وشهد أيضا فعاليات شعرية و مناقشات كتب ومحاضرات وندوات
وامسيات ثقافية في مجالات مختلفة. وكان للطفل العربي حضورا مميزا
فهناك كتب خُصصت لتربية الاطفال و مناهج تعليمية وتربوية وكتب أخرى
خاصة بالكوادر التدريسية.
شبكة النبأ المعلوماتية حضرت المعرض واستطلعت عددا من آراء
الزائرين والمثقفين ودور النشر حول أهمية الكتاب في عصرنا الحالي و
عن تأثير هذه المعارض في ترسيخ مفهوم القراءة، وعن طبيعة الكتب
المعروضة ونسبة الفائدة منها.
المعرض رسالة
سميح البابا مدير معرض الكتاب العربي قال لـ "شبكة النبأ" إن
المعرض في دورته الـ 52 سيتطور مهاما كانت الظروف في لبنان لأن
المعرض هو معلمٌ ورمز لبناني.
وقال البابا ان المعرض ماهو الا رسالة بوجه الظروف التي يمر بها
لبنان من تفرقة وصراع يعوق التقدم الثقافي والاجتماعي.
وأبدى وزير الإعلام طارق متري رأيه عن المعرض قائلا" يعتبر
المعرض هو الأول في العالم العربي والذي يهتم بالكتاب وأن معرض
بيروت يساهم في إبقاء الكتاب والحفاظ عليه.
وتنوعت الاراء خلال جولة "شبكة النبأ " في أجنحة المعرض، فعلى
مستوى الزائرين قالت "مارلين هرمز" طالبة الماجستير بكلية الاعلام
بجامعة بغداد "مما لا شك فيه ان لمعارض الكتاب اهمية كبيرة في
ابراز الهوية الثقافية للبلدان، فان هذه الفعاليات ما هي الا شاهد
حي على الثقافة والتمدن، وخصوصا تلك المعارض الدولية التي تجتمع
فيها ثقافات عدة في آن واحد ومكان واحد".
وعن دور معارض الكتاب وترسيخها لثقافة القراءة قالت مارلين "هذا
الامر لا يختلف عليه اثنان، بالتأكيد حينما يحضر مجتمع ما في معارض
للكتب ستزيد من الاطلاع على عناوين كتب جديدة ونتاجات حديثة، فضلا
عن الاصدارات القديمة مما سيساهم في دفع الافراد لرفع مستواهم
التعليمي عبر القراءة.
وعن الكتب الموجودة في المعرض قالت مارلين "هناك كتب ومطبوعات
خاصة بالطفل واخرى بالشباب. ويشمل المعرض ايضا كتب في مجالات
مختلفة علمية وثقافية واجتماعية وتعليمية... وغيرها الكثير من
الكتب الحديثة.
وابدت جنان كيوركيس مذيعة في راديو اشور في شمال العراق رايها
قائلة "هناك قول (خير جليس في الزمان كتاب) ولكل جيل اهتمام خاص
ومن هنا جاءت أهمية المعارض فنحن بحاجة لتلك المعارض، وللكتاب دور
مهم في حياة الانسان فالكتاب يحفظ التاريخ والحضارة والثقافة
والمعرفة، فكل ما هو جديد في عالمنا اليوم يجعلنا ان نتواصل من
خلال آخر ما كُتب في مجالات الحياة المختلفة... من هنا نقول ان
معارض الكتاب لها أهميتها الخاصة والفعالة في حياة الفرد والمجتمع.
وأضافت جنان" لشبكة النبأ" عن طبيعة الكتب الموجودة في المعرض
قالت" تجد في المعرض كتب في مجالات مختلفة تشمل الطفل والشاب
والرجل والمرأة وانا شخصيا شدني هذا الكم الهائل من الكتب المعروضة
ولكن ننتظر من دور النشر الإبداع في الفكر الثقافي...
ولكن يبقى سؤال ملح من سيطالع الكتب؟
وأبدى ناشر سوري رأيه في المعرض قال أني شاركت في المعرض مرات
عديدة ولكن وجدت هذا العام أن المعرض يفقد الجانب التخصصي. وأضاف
قائلا ان التنوع في الكتب زاد عن الاعوام السابقة وان معرض الكتاب
الذي يقام في سوريا أفضل من المعرض في لبنان.
وابدت حنان الغريب مراسلة صحفية رأيها عن اهمية الكتاب المطبوع
في زمن الطباعة الاليكترونية قائلة "الكتاب اساس ومنبع الثقافة
الحقيقية مهما تقدمت الابتكارات من أجهزة الكومبيوتر وغيره من
الوسائل لا بد في النهاية من العودة الى الكتاب.
وتحدثت حنان عن معارض الكتاب واهميتها في نشر الثقافة واهمية
المطالعة قالت ان المعارض تعطي حافزا لمن يتابع الاصدارات الجديدة
وكذلك تعكس انطباع وصورة جيدة للعالم العربي. فالشيء المفرح ان نجد
المطبوعات التي تشمل كل جوانب الحيات العلمية والادبية
والفلسفية...
اصحاب دور النشر
وعلى مستوى دور النشر تحدث صاحب دارا للنشر قائلا" ان معرض
بيروت ليس الهدف الرئيسي منه التجارة ففي السعودية نبيع الكتب
بأضعاف مما نبيعه في معرض بيروت.
بينما قال رياض الريس وهو من أصحاب دور النشر " أن معرض الكتاب
في بيروت من افضل المعارض التي تقام في المنطقة" وأرجع رياض الريس
الاسباب الى سهولة انتقال الكتاب الى القراء؛ وذلك بسبب عدم
الرقابة التي تلاحق القارىء في بعض الدول العربية. وكذلك بسبب
الاجواء التي يوفرها معرض بيروت للكتاب العربي في خلق مناخ للقاء
المثقفين من دول مختلفة مما يساهم هذا المعرض في كسر الطوق الرقابي
على القراء في بلدانهم.
انتهت جولة شبكة النبأ المعلوماتية وتبقى نكهة الثقافة حاضرة
على أروقة صفحاتها، فالثقافة معلم من معالم البلدان و لا تقتصر على
بلد دون آخر وأن المثقفين لا يقفون عند حد معين في تلقي المعرفة؛
ليتسنى بعد ذلك نشرها بين أوساط المجتمع لتسمو المعرفة به نحو
التألق.
|