الطيران المدني يحلق في سماء العراق

بعد حقبه طويلة من الإهمال والضياع

متابعة: مروة العميدي

 

شبكة النبأ: لاشك ان أساليب الرحلة قد تطورت بتطور العامل الزمني، فالاساليب البدائية التي كانت متبعة في السفر نراها اليوم قد تلاشت، والنقل الجوي، واحد من هذه الاساليب التي تمثل بصورة أو بأخرى، الوجهة الحضارية للبلاد.

العراق اليوم وبعد نهوضه من سباته الطويل، يحاول جاهدا الوقوف على عتبات التقدم، ضمن مصاف الدول بمكان يليق به، واللحاق بالركب العالمي، ليتجاوز بذلك العقبات التي فرضت عليه قسرا في السابق، فتحلق في سماءه حمامات السلام، وتنعم في أجوائه الطائرات التي تحمل المسافرين.

فسماء العراق تدر ملايين الدولارات كل عام، وذالك من خلال التطور الكبير الذي يشهده العراق، في كافة الأصعدة. ولسيما في مجال الطيران المدني.

وبعد جهود حثيثة بذلت من قبل المنشاة العامة للطيران المدني، وافتتاح العديد من المطارات التي شهدت إقبال واسع من قبل المواطنين وذالك للعديد من الأسباب أهمها: تقليص المسافة، واختصار الزمن، إضافة إلى الراحة الكبيرة وعدم الشعور بمتاعب السفر.

ناهيك عن الأمان والشعور به على متن الطائرة بخلاف النقل البري في وقت بدء العراق يستعيد أمنه ويستعيد قوته بعد أن كان النقل البري يشكل خطرا على المسافر العراقي. إضافة إلى طموحات الإنسان الأزلية وهي أن يشاهد العالم بأسرة بعيني طائر.

هذا وتم تأهيل العديد من مطارات العراق منها مطار بغداد ومطار سليمانية ومطار الموصل.

وتم التوقيع مؤخرا على جاهزية مطار النجف لاستقبال المسافرين بواقع أربع رحلات يومية.

بعدان كان مطار بغداد لسنوات عديدة مضت. هو الوحيد الذي يقدم خدمات رديئة للمسافرين. وكان يغلق في الساعة الخامسة مساء وتتسلم القوات الأمريكية حراسة المطار إلى اليوم الذي يليه.

ولكن بجهود المنشاة العامة لطيران المدني استطاعت المنشاة العامة لطيران المدني تخطي هذه العقبات والعمل على تطوير المطارات في بغداد واغلب محافظات العراق.

إضافة إلى تحسن الأوضاع الأمنية، وتمكن الملاكات المتخصصة من السيطرة على المطارات، وحركة المسافرين، واستئجار الطائرات من مناشئ عالمية، فضلا عن شراء العديد من الطائرات، لضمان الراحة للمسافر العراقي.

هذا وتستقطع مبالغ كبيرة بالنسبة للطائرات التي تمر في سماء العراق، بوصف العراق مفصلا حيويا مهما يربط شرق أسيا مع أوربا ويعتبر ممر حيوي لأغلب طائرات المنطقة.

ويمتلك العراق العديد من المطارات الغير مؤهلة حاليا للعمل بسبب تركها لفترات طويلة مضت ومنها خمسين مطار في العراق وهي نسبة عالية يمكن تأهيل بعضها كمطارات مدنية وهي ثروة لا تقدر بثمن مثل مطار الرشيد والموصل وفي البصرة الشعيبة وجبل سنام واللحيس والمعقل والفاو، وفي ميسان البتيرة وقلعة صالح والبرزركان وفي واسط أبو عبيدة والصويرة والنعمانية والبشائر والحي وفي كركوك الحرية وK1 والرياض وفي السليمانية بكره جو ودوكان وفي أربيل عين كاوه وحرير وفي دهوك بامرني وفي صلاح الدين الكلية وبيجي والعوجة والضلوعية وفي الأنبار الحبانية والهضبة والبحيرة وسعد وحديثة وK3 (الحقلانية) والبغدادي والوليد وفي ديالى الإمام ويس ومطار فرناس وخان بني سعد وفي كربلاء الشمالي والرزازة والنخيب وفي النجف مطار الإمام علي واللصف وفي ذي قار قاعدة الإمام علي وارطاوي إضافة إلى كثير من المهابط الموزعة على كل مساحة العراق.

إضافة إلى المطارات المؤهلة للعمل ومنها بغداد الدولي، البصرة، الموصل وكركوك، والمثنى، والنجف على بعد 160 كيلومترا إلى الجنوب إضافة إلى العمل على تأهيل مطار نينوى 600 كم شمال بغداد.

ويشهد العراق إقبالا واسعا على السفر عبر الطائرات إلى اغلب الدول، ومن ابرز الدول التي يرتادها العراقيين: الإمارات العربية المتحدة، تركيا، لبنان، إيران، سوريا، ماليزيا، الهند، ناهيك عن الدول الأخرى التي يرتادها المسافر العراقي باستمرار.

ويعد هذا دليلا واضحا على تحسن الأوضاع  في العراق في بعض الجوانب على الرغم من الارتباك في الجوانب الأخرى، والتي تحتاج إلى أيادي تعمل من اجل العراق فحسب.

الطيران المدني في العراق بدء يستعيد هيبته وقوته المعهودة فقد عانى ما عانى من إهمال وضياع طال اغلب البنى التحتية للدولة العراقية، بكل مفاصلها وقطاعاتها الحيوية.

هذا وقد تم في الآونة الأخيرة إعادة العديد من الطيارين العراقيين الذين همشوا واستبعدوا، جراء الإحداث الماضية، وتم الاستفادة من خبراتهم الكبيرة في هذا المجال الحيوي، وأصبح للطائرات أطقم ذو خبرة عالية في إطار إعداد إدارة أكثرها تطورا.

والاستفادة من أحدث المعدات ونظم الحجز لتقديم أفضل الخدمات إلى الشعب العراقي، وغيرهم ممن يحتاجون للطيران في داخل العراق وخارجه.

ومازال العراق بحاجة لجهود مضنية لكي ينهض من جديد ويستطيع بناء ما فقده جراء الحرب. فالعراق مازال متأخرا جدا بالنسبة للدول الأخرى التي تتطور بسرعة كبيرة بأيدي وطنية وبمساهمة شركات عديدة.

حيث مازال العراق بحاجة ماسة لعمل شركات عالمية لتقديم أفضل الخدمات للمسافر العراقي الذي عانى هو الأخر من الحرمان  لسنوات طويلة مضت. فنحن بحاجة إلى نظرة شمولية لكي نستعيد ما فقدناه.

طموحات الإنسان الكبيرة التي تمخضت عن ولادة عسيرة في ارض العراق مازالت قائمة إلى ألان. فهل إن الأوان لكي ينعم العراقي بما ينعم اقرأنه في الدول الأخرى؟؟

أمنيات كبيرة باستعادة الالق على جناحي حمامة السلام البيضاء، التي تنفض الغبار عن جناحيها وتحلق بعيدا في سماء العراق من دون قيد أو شرط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/كانون الثاني/2008 - 5/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م