جيش المهدي وإرهاصات القادم

موقف الصدريين عقب اقرار الاتفاقية والامريكان يؤكدون انحسار شعبيتهم

اعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: لم يستسيغ قادة جيش المهدي موقف الكتل البرلمانية التي صادقت على اتفاقية جلاء القوات الامريكية بين العراق والولايات المتحدة. فلم تحول الضغوطات والعراقيل التي مارسها اعضاء الكتلة الصدرية في مجلس النواب دون  تمرير مصادقة البرلمان على الاتفاقية.

وندد زعيم التيار الصدري (الجناح السياسي لجيش المهدي) مقتدى الصدر المقيم في ايران ابرام الاتفاقية، معتبرها وصمة سوداء في التاريخ العراقي على رغم الاجماع وتوافق المكونات الاساسية على تصديقها.

 معلنا على لسان المتحدث باسم التيار صلاح العبيدي تشكيل (لواء اليوم الموعود) وهو فصيل عسكري من نخبة ميليشيا جيش المهدي، سيتولى التصدي للقوات الامريكية خلال المرحلة المقبلة حسب ما اعلن.

فيما تشير التقارير الأمريكية الواردة على انحسار شعبية التيار الصدري ومليشيات جيش المهدي في اغلب مدن العراق بعد العمليات العسكرية التي قادها نوري المالكي في اذار الماضي المسماة بصولة الفرسان.

تضائل نفوذ الصدريون

في تصريح اخير قال قائد الكتيبة الأمريكية التي تنتشر في مدينة الصدر، إن (جيش المهدي) أصبح اكثر ضعفا بعد المواجهات التي حدثت في اذار مارس الماضي، وان  قادته البارزين الذين يتراوح عددهم بين 15 الى 20، غادروا الى ايران، ولم يبقى من عناصره الا 2000 عنصر قتل منهم حتى الان اكثر من 700 . بحسب (اصوات العراق).

وأوضح العقيد جون هورد في مؤتمر صحفي عقده ببغداد، ان “هناك مؤشرات واضحة تدلل على ان جيش المهدي التابع للتيار الصدري اصبح اكثر ضعفا مما كان عليه قبل المواجهات التي خاضها في شهر اذار مارس الماضي، مبينا ان عناصر هذا التنظيم كانت تتراوح ما بين 2000 الى 4000 عنصر داخل مدينة الصدر، منهم 2000 عنصر كانوا مستعدون لمواجهتنا مباشرة، وكما نعتقد قتلنا من هؤلاء ما بين 700 الى 800 حتى الان.

ويأتي حديث هورد وسط توقعات بان تعقب عملية اقرار اتفاقية الانسحاب بين العراق والولايات المتحدة، احداث عنف قد تندلع بسبب رفض التيار الصدري للاتفاقية الأمنية جملة وتفصيلا، فضلا عن إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تشكيل لواء اليوم الموعود لمحاربة الأمريكان في حال إقرار الاتفاقية.

وأضاف القائد الأمريكي الذي تنتشر كتيبته في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، وتعد المعقل الرئيسي لجيش المهدي التابع للتيار الصدري، ان القادة البارزين لجيش المهدي في مدينة الصدر، يبلغ عددهم ما بين 15 الى 20 شخصا، منهم عشرة الى 12 يحاولون العودة الان للمدينة، ونحن نتابع تحركاتهم، وهم قادة لا يدينون بالولاء للحكومة او لزعيمهم مقتدى الصدر، ونعرف انهم يبحثون عن السلطة رغم انهم يحاولون ان يعطوا لعملهم طابعا دينيا”. معربا عن اعتقاده بان جيش المهدي لم يعد يمتلك التأثير الذي كان يمتلكه قبل مواجهات اذار مارس الماضي.

هدف الوصول الى السلطة الدينية

من جانب آخر يرى توبي دودج المتخصص في شؤون العراق من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن من غير المرجح أن يظل التيار الصدري على قيد الحياة كحركة ثقافية وخيرية بحتة دون طابع عسكري أو سياسي.

ومضى يقول "سيختفون بين عشية وضحاها تقريبا اذا ما أقدموا على ذلك. ان هذا يتعارض مع أي نموذج يسعون لتقليده...اذا لم يرشحوا أنفسهم (في الانتخابات) ويسرحوا الميليشيا فماذا سيكون الطائل من وجودهم. ما هو الفكر الذي يوحدهم.

وقد تراجع صلاح العبيدي كبير المتحدثين باسم الصدر في مقابلة بمقر الصدر في مدينة النجف المقدسة عن تصريحه السابق عندما قال "أكيد اذا كانت الاتفاقية فيها نقاط ايجابية وفيها سقف زمني محدد أكيد راح نقدم دعما لهذه الاتفاقية.

حيث لمح العبيدي في سابقا إلى تسريح جيش المهدي اذا ما سحبت الولايات المتحدة قواتها طبقا لجدول زمني محدد.

ولكن العبيدي قال ان التيار الصدري لن يحدد الخطوة التالية التي يقوم بها الا بعد انتهاء الوجود الامريكي وليس قبل ذلك.

وفي الوقت ذاته بدأت جماعات سياسية منافسة تعزيز سلطاتها في حين أن سلسلة من الاجراءات القمعية التي قام بها المالكي الذي يحاول بشكل متزايد اثبات كفاءته أجبرت جيش المهدي على الخروج من الكثير من معاقله.

كما تراجعت الهجمات التي يشنها مسلحون سنة على الشيعة وهي الهجمات التي دفعت كثيرين لطلب دعم جيش المهدي. كذلك فان بعض العناصر الاجرامية في صفوف جيش المهدي كانت تصيب الصدر بخيبة امل.

وقال ريدار فيسر وهو خبير بشؤون العراق ورئيس تحرير موقع على الانترنت معني بالمسائل التاريخية وعلاقتها بالاحداث الجارية (www.historiae.org) " ربما يكون مقتدى قد بدأ يشعر أن جيش المهدي أصبح يمثل عبئا أكثر منه عاملا مساعدا."

وربما يكون المزيد من السلطة الدينية هي الطريقة التي يعتزم بها الصدر استعادة أهمية حركته.

ومضى فيسر يقول "الخطوة المهمة التالية للتيار الصدري ربما تتعلق بالمكانة الدينية للصدر وعلى وجه الخصوص ما ذا كان سيبذل محاولة للعمل كعالم دين مع اكتساب القدرة على اصدار الفتاوى."

وللمرجعية الدينية في العراق التي تسكنها أغلبية شيعية نفوذ كبير لكن فتور علاقة الصدر مع كبار رجال دين من الشيعة لا يجعل حجم الثقل الذي ستقابل به أي فتاوى يصدرها واضحة.

وعادة ما تتسم تصريحات الصدر بالغموض بل والتناقض في بعض الاحيان وهي لا تقدم صورة تذكر عن أسلوب تفكيره.

ولا يظهر الصدر كثيرا علانية ولكن العبيدي قال ان ظهوره التالي ربما يكون عند توقيع الاتفاق الامني الامريكي العراقي. وحتى تحين تلك اللحظة فما زال التأييد الذي يلقاه الصدر على الاقل من بعض فقراء الشيعة في العراق قويا.

قيادات منشقة تدير العنف من ايران

في سياق متصل كشف قائد الكتيبة الثالثة في الجيش الامريكي التي تنتشر في مدينة الصدر، ان اثنين من ابرز قادة جيش المهدي وهما (ابو درع) و(شيخ باقر)، غادرا العراق ويديران أعمال العنف في المدينة عبر مساعديهم، مبينا انهما شكلا مجاميع خاصة بهما ولا يخضعان لنفوذ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر. بحسب اصوات العراق.

وقال العقيد جون هورد إن “اخطر قادة جيش المهدي ابو درع وشيخ باقر، غادرا العراق في وقت سابق وهما يديران جزءا من أعمال العنف في مدينة الصدر عبر مساعدين لهم”، مضيفا انهما شكلا مجاميع خاصة بهما لا تخضع لأوامر مقتدى الصدر ولا الحكومة العراقية او أي شخصيات عراقية.

وتابع هورد ان الكتلة الاكبر في جيش المهدي تحولت الى العمل السياسي وهي الان تمارس دورا سياسيا، وان عدد المقاتلين في الجيش لم يعد كما كان.

وكانت مدينة الصدر قد شهدت نهاية شهر ايار مارس الماضي، مواجهات دامية بين القوات الأمنية مدعمة بالقوات متعددة الجنسيات من جهة، ومقاتلين من جيش المهدي التابع للتيار الصدري، انتهت بتوقيع اتفاقية بين الائتلاف العراقي الموحد الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي، مع ممثلين للتيار الصدر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 3/كانون الثاني/2008 - 4/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م