الأيدز: تغيير أنماط التجارب الراهنة بعد نتائج مخيِّبة

مرض مستعصي ام لعنة جوّالة في انحاء الارض

 

شبكة النبأ: بعد ثلاثة عقود على ظهور مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) في افريقيا وانتشاره في اغلب انحاء العالم فإن مختلف الجهات الدولية المختصة بمكافحة الأوبئة ومحاربة الامراض المستعصية لم تفلح في ايجاد وسيلة فعالة لوقف امتداد هذا المرض الذي صار لعنة جوّالة في جميع دول العالم تقريباً.

لكن صيحات التحذير التي تطلقها مراكز البحوث الطبية تتعالى في سبيل انقاذ حياة ملايين المصابين الذين هم في طريقهم الى الحتف الاكيد إن لم يتم انقاذهم عاجلاً.

(شبكة النبأ) تقدم خلال التقرير التالي آخر المستجدات حول المرض اللعنة (الايدز):

خلايا (قاتلة) تقضي على فيروس الإيدز

تمكن فريق من العلماء من ابتكار خلايا معينة داخل المعامل لمكافحة أحد أكثر الوسائل الدفاعية التي يستخدمها فيروس إتش أي في HIV المسبب لمرض الإيدز.

وتستطيع الخلايا المناعية التي توصل اليها علماء بريطانيون وأمريكيون التخلص من الفيروس حتى بعد انقسامه وتكاثره. ويأمل العلماء أن تؤدي الدراسة التي قاموا بها إلى طريقة أكثر فعالية في مكافحة العدوى بفيروس HIV. وستبدأ التجارب على هذه الطريقة في العام القادم وستجرى على حالات بشرية متقدمة مصابة بالفيروس.

ويمكن للجسم البشري التخلص من معظم الفيروسيات عن طريق "خلايا قاتلة تدعى خلايا T" يمكنها رصد الأجسام الدقيقة الدخيلة (مثل الفيروسات) والتخلص منها. إلا أن قوة فيروس الايدز تنبع من قدرته على الانقسام بسرعة فائقة، ويتمكن بذلك من تجنب الرصد ويصعب التخلص منه.

ويشمل المشروع الذي يجري بالتعاون بين جامعتين في كارديف وبنسلفانيا بالتعاون مع شركة أدوية مقرها مدينة أوكسفورد البريطانية، إنتاج ما يشبه خلايا T القاتلة التي تستطيع التعرف على تلك الأشكال المنقمسة من الفيروس والقضاء عليها. بحسب سي ان ان.

ويقول البروفيسور آندي سيويل من جامعة كارديف إنه يامل أن يكون تأثير هذه الخلايا المبتكرة في الإنسان مدمرا للفيروس بنفس الدرجة التي نجح فيها في تدمير الفيروسات في أجسام الحيوانات التي أجريت عليها التجارب المعملية.

ويضيف إنه "أمام الخلايا المصنعة القاتلة إما أن يموت الفيروس او يرغم على تغيير شكله الأمر الذي يجعل قوته تضعف باستمرار".

ويضيف: "ونحن نفضل الاختيار الأول وإن كنت أعتقد أننا سنصل إلى النتيجة الثانية. وحتى لو تمكنا من اضعاف الفيروس فقط ستكون تلك نتيجة جيدة لأن الفيروس في هذه الحالة سيصبح أكثر بطئا في الانتشار، وتسهل بالتالي متابعته والقضاء عليه".

ويقول الدكتور أدي فاكويا من "التحالف الدولي لمكافحة الإيدز" إن هذه التجارب تسعى إلى "تحسين نظام الرصد" والقدرة على رصد فيروس HIV الذي يختبئ في الخلايا. إلا أنه يحذر من أن هذه الطريقة قد لا تصلح في كل حالات الاصابة بمرض الايدز، ويقول إن من المبكر الآن الكلام عن طريقة فعالة للقضاء على المرض.

تجارب لقاح الإيدز تغير الأنماط الراهنة بعد نتائج مخيبة للآمال

وبحث مؤتمر عالمي للقاح الايدز عن استراتيجيات جديدة ضد فيروس ( اتش.اي.في) المسبب للمرض يزن خلاله الخبراء قيمة بحث مختبري مقابل اختبارات عيادية أُجريت على نطاق واسع بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال.

ويقول الخبراء ان الطريقة الجديدة التي تركز على "تحييد الاجسام المضادة" التي تسمح لجهاز المناعة البشري بمنع العدوى تماما ستأخذ السبق في الأغلب على النماذج الحالية التي تحاول التعامل مع الاصابة بعد وقوعها.

وقال لين موريس الرئيس المناوب للمؤتمر العالمي للقاح الايدز "هناك حقا إعادة توجيه للمسار وإعادة تفكير."

وأضاف "في الأساس نحن لا نعلم ما فيه الكفاية عن نظام المناعة البشري ولا نعرف كيف يتعامل نظام المناعة البشري مع اتش.اي.في".

ويأتي المؤتمر الذي حضره العديد من كبار الأسماء المشاركة في أبحاث (اتش.اي.في) بعد عام تخلى فيه العلماء عن خطط لإجراء تجارب واسعة النطاق على الإنسان لأكثر لقاحين مبشرين بسبب مخاوف على سلامة المشاركين. بحسب رويترز.

وأصاب فيروس الإيدز نحو 33 مليونا حول العالم وقتل 25 مليونا منذ ان تم تشخيص المرض في ثمانينات القرن الماضي. ويمكن لمزيج من العقاقير ان يسيطر على الفيروس لكن لا يوجد علاج ناجع له.

ويقول موريس رئيس وحدة الايدز في المعهد القومي للامراض المعدية في جنوب افريقيا ان التركيز الآن تحول الى منطلق جديد في مكافحة (اتش.اي.في) هو العمل المختبري ليكتشف كيف يمكن مساعدة الجسم على انتاج أجسام مضادة لمنع العدوى تماما.

خلايا معالجة وراثيا تستطيع رصد فيروس الايدز

وقال باحثون ان خلايا معدّلة وراثياً في الجهاز المناعي تستطيع رصد فيروس الايدز حتى عندما يحاول اخفاء نفسه ليقدموا بذلك وسيلة جديدة لعلاج هذا المرض العضال.

واستطاعت خلايا تي التي تعرف باسم الخلايا "القاتلة" التعرف على الخلايا الاخرى المصابة بفيروس (اتش.اي.في) وابطاء انتشار الفيروس في المختبرات.

وقال الباحثون في الولايات المتحدة وبريطانيا انه اذا نجح هذا الاسلوب بالنسبة للانسان فقد يوفر ذلك طريقا جديدا لعلاج الاصابة بهذا الفيروس القاتل الذي يدمر جهاز المناعة لدى الانسان.

وقالت انجيل فاريلا-روهينا من جامعة بنسلفانيا والتي ساعدت في ترأس هذه الدراسة "يمكن توليد الملايين من تلك (الخلايا) المحاربة المضادة لفيروس اتش.اي.في خلال اسبوعين."بحسب رويترز.

وفي تقرير ثان غير متصل بالاول قال باحثون يختبرون لقاح شركة (كروسيل ان في) الهولندية للتكنولوجيا الحيوية التجريبي ضد الايدز ان هذا اللقاح منع العدوى في ستة قرود.

واصيبت هذه القرود بنسخة من فيروس اتش.اي.في لدى القرود تسمى اس.اي.في واستخدم هذا اللقاح فيروس من الخطر استخدامه في الانسان ومن ثم فهو ليس جاهزا لتجريبه على البشر.

ولكن الدكتور دان باروتش من مركز بيث اسرائيل الطبي وكلية الطب بهارفارد في بوسطن وزملاء له كتبوا في دورية "نيتشر" Nature انه مازال هناك امل لتطوير لقاح ضد الايدز.

شفاء مريض بالايدز بعد زرع النخاع

واتضح من الفحوص التي أجريت لرجل أمريكي مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) انه خال من الفيروس بعد مرور عشرين شهرا على تعرضه لعملية زرع للنخاع حصل عليه من شخص مقاوم وراثيا للمرض. ويذكر أن واحدا من كل 1000 أوروبي وأمريكي تقريبا يتمتع بمقاومة وراثية لفيروس الايدز.

وبينما يحذر بعض الباحثين من التفاؤل المفرط فان البعض الآخر يعتقد ان هذه التجربة قد تشجع على زيادة الإهتمام بالعلاج الجيني من المرض الذي يودي بحياة مليوني شخص سنويا.

وقال د جيرو هيتر ان مريضه البالغ من العمر 42 عاما وهو أمريكي يعيش في برلين قد أصيب بفيروس (ايتش اي في) قبل عقد من الزمان. وكان المريض المذكور مصابا بمرض سرطان الدم وهو ما تطلب علاجه بزراعة النخاع. بحسب رويترز.

وعلق الدكتور أندرو بادلي مدير مختبر أبحاث المناعة والايتش اي في في مركز مايو كلينيك الطبي الأمريكي انه يعتقد أن الفحوص التي أجريت للمريض ربما لم تكن شاملة بما فيه الكفاية.

وقال البروفيسور أندرو سيويل من قسم التطبيقات الطبية للكيمياء الحيوية في جامعة كارديف إن أسلوب زرع النخاع يجب أن يحقق نتائج، واستغرب عدم تجربته على نطاق واسع حتى الآن.

وأضاف سيويل: "ربما كان السبب أن معظم المصابين بالمرض يعيشون في إفريقيا، جنوب الصحراء، وهذه العملية مكلفة، مما يجعلها امتيازا لعدد قليل من الناس.

وهذه ليست المرة الأولى التي جرت فيها محاولة لعلاج مرضى نقص المناعة الكمتسبة (الايدز) من خلال زرع النخاع، ففي عام 1999 نشرمقال في مجلة Medical Hypothese حول نتائج 32 محاولة جرت بين عامي 1982 و 1996 لعلاج المرض بزراعة النخاع، واتضح ان الفيروس اختفى تماما عند اثنين من المرضى.

ارتفاع عدد حالات الاصابة بالايدز في ايران

وشهدت حالات الاصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة (ايدز) بين الايرانيين ارتفاعا ملحوظا لترتفع من 14 الف حالة في 2007 الى 18 الف حالة في 2008 على ما نقل موقع التلفزيون الرسمي عن وزارة الصحة الايرانية.

وجاء في بيان للوزارة ان "نحو 18 الفا و320 شخصا اصيبوا بفيروس الايدز بينهم 93,7 بالمئة من الرجال و6,3 بالمئة من النساء" مشيرة الى وفاة 2800 شخص بسبب هذا الداء.

وبحسب الوزارة فان 80,8 بالمئة من الاشخاص المصابين بالايدز طالهم المرض بسبب استخدام حقن المخدرات في حين اصاب الايدز 911 بالمئة عن طريق العلاقات الجنسية.

وكانت تقديرات شبه رسمية اشارت في الماضي الى عدد اكبر بكثير من الاصابات تصل الى مئة الف شخص بين سكان ايران البالغ عددهم 70 مليون نسمة.

المغرب: ربع المصابين بـ الإيدز يتلقون العلاج

وأعلنت السلطات المغربية عن خطة وطنية لتعزيز الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، تستهدف مليون شخص على الأقل، وسط تقارير تشير إلى أن حوالي 25 في المائة فقط من بين المصابين بالمرض الفتاك هم الذين يتلقون العلاج.

وقالت وزيرة الصحة المغربية، ياسمينة بادو، خلال كلمة لها أمام البرلمان الخميس، إن التقديرات الرسمية تشير إلى أن حالات الإصابة بفيروس الإيدز في المملكة خلال العام الماضي 2007، لا تتجاوز 22 ألف حالة، معتبرة أنها نسبة "ضئيلة جداً" تمثل أقل من 0.01 في المائة من مجموع السكان. بحسب سي ان ان.

وذكرت بادو أن الخطة الوطنية، التي اعتمدتها الوزارة حتى عام 2011 المقبل، تتضمن تكثيف الاستشارات الطبية المجانية، وتوفير وسائل العلاج المناسبة، بالإضافة إلى تشكيل هيئة تتولى الإشراف على تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات المعنية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، وفق وكالة الأنباء المغربية.

وكان برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز قد حذر في وقت سابق من تزايد عدد حالات الإصابة بالمرض في المملكة المغربية، مشيراً إلى أن معدل الإصابة ارتفع بنسبة بلغت 61 في المائة بين عامي 2001 و2007، وفقاً لما جاء في تقرير أصدره في أغسطس/ آب الماضي.

وقال التقرير إن عدد حاملي الفيروس في المملكة المغربية بلغ حوالي 22 ألف حالة، في سنة 2007، بعد أن كان لا يتجاوز 13 ألف حالة في 2003، مشيراً إلى أن ما يزيد على ألف شخص لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بالمرض في العام الماضي.

ونقل التقرير عن مسؤول بالجمعية المغربية لمكافحة الإيدز، قوله إن معدلات انتشار المرض خلال السنوات الماضية، بدأت تتزايد بين النساء، فبينما كانت نسبة الإصابة لا تتجاوز ثمانية في المائة عام 1988، من بين إجمالي المصابين، أصبحت حالياً حوالي 46 في المائة، وفق آخر التقديرات.

وذكر التقرير، الذي يصدره البرنامج الأممي كل عامين، أن نسبة الذكور الذين يتلقون العلاج من المرض لا تتجاوز 25 في المائة، من بين إجمالي المصابين، فيما ترتفع النسبة إلى 60 في المائة بين النساء المصابات بالمرض.

تشيلي لم تبلغ المئات من مواطنيها بإصابتهم بالإيدز

وأعلن مسؤولون بوزارة الصحة في تشيلي أنّهم يعملون على إبلاغ المئات من مواطنيهم بأنهم يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب، رغم أنّهم أجروا فحوصاً سابقة ولم يتم إبلاغهم بالنتائج.

وقال وزير الصحة التشيلي الجديد ألفارو إيرازو: "ما نقوله بوضوح هو أنّه بالنسبة إلى هذه الحالات التي يتمّ إبلاغها سابقاً، سنستمرّ في العمل وتحسين ما ينبغي القيام به، لإصلاح الوضع بفعالية."

وقدّر عدد الذين لم يتمّ إبلاغهم بأنهم يحملون الفيروس بـ512 شخصاً، فيما أوضح مسؤولون آخرون أنّ عمليات إبلاغ المعنيين بالأمر ربما تستغرق أكثر من شهر.

ودفعت الأزمة الوزير السابق إلى الاستقالة مع تنامي الانتقادات إليه في سوء تسيير الوزارة.ويقول المسؤولون الحكوميون إنّ عدد مرضى الإيدز في تشيلي يبلغ 18500، لكنّ خبراء يقولون إنّ العدد لا يعبّر عن حقيقة الوضع "الأخطر في الواقع."بحسب سي ان ان.

وقالت الأستاذة في جامعة الطبّ في سانتياغو، سيسيليا سبولديفا، إنّ الأرقام "في الحقيقة تبدو محافظة جداً، لأنّه مقابل كلّ حالة هناك حالتان أو ثلاث غير معلن عنها."وأضافت: "هذا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّ هناك ما بين 40 و50 ألف حالة إيدز في تشيلي."

اقليم بابوا الاندونيسي يعتزم ملاحقة مصابي الايدز

وقال مسؤول برلماني ان اقليم بابوا الاندونيسي يستعد لتمرير قانون داخلي يلزم بعض المصابين بمرض الايدز او الحاملين لفيروس اتش.اي.في المسبب له بزرع رقائق الكترونية في محاولة للحيلولة دون اصابة الاخرين بالمرض.

وقال المشرع جون مانانجسانج انه بموجب القانون الفرعي الذي احدث حالة من الغضب بين ناشطي حقوق الانسان فان المرضى الذين اظهروا " سلوكا جنسيا نشطا" قد تزرع لهم رقائق الكترونية لمراقبة نشاطهم.

واضاف "انها تكنولوجيا بسيطة. اشارة من الرقيقة سترصد تحركاتهم وستستقبل سلطات المراقبة ذلك (تلك الاشارات)."بحسب رويترز.

وقال دون تفصيل انه اذا وجد ان احد المصابين بالايدز او الحاملين للفيروس المسبب له اصاب شخصا صحيحا فستكون هناك عقوبة.

وذكرت صحيفة جاكرتا بوست عن كونستان كارما رئيس اللجنة الوطنية للايدز ببابوا قوله ان الخطة تنتهك حقوق الانسان.

وتابع مانانجسانج ان من المتوقع ان يقدم البرلمان المحلي التشريع المثير للجدل في بابوا التي تقع في اقصى الحافة الشرقية لاندونيسيا بنهاية هذا الشهر.

وطبقا لدراسة حكومية في 2007 فان عدد المصابين بالايدز او الحاملين للفيروس المسبب له لكل 100 الف في بابوا تزيد 20 مرة تقريبا عن معدل الاصابة في اندونيسيا.

ويقول خبراء الصحة ان المرض انتشر بسرعة من بنات الهوى الى ربات البيوت في السنوات الاخيرة. والمعدلات المرتفعة للاتصال الجنسي غير الشرعي وهو طقس في بعض قبائل الاقليم يجري خلاله تبادل الزوجات بالاضافة الى ضعف التوعية بشأن الايدز ونقص العوازل الطبية من العوامل التي تسبب انتشار المرض هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/كانون الثاني/2008 - 3/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م