
شبكة النبأ: من الواجبات الأساسية
لأي دولة التأكد من حصول كل مواطنيها على حاجاتهم من مأكل ومسكن
وعلاج وخدمات ونحو ذلك، فـ كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته. وهذه
الحاجات إن توفرت عبر الادارات المحلية بدون تدخل الحكومة المباشر
فهذا يعني رصانة تلك الإدارات وحنكتها في تحصيل حقوق مواطنيها،
والعكس بالعكس.
ويعتبَر نظام الرعاية الاجتماعية نظاما شاملا يرعى المحتاجين
بمختلف ظروفهم، طالما أنهم لا يستطيعون تأمين أساسيات الحياة.
والمجال هنا ليس مجال الدخول في التفاصيل، ولكن يكفي أن نعرف أن
الأصل هو أن الدولة مسؤولة عن تمكن كل فرد من الحصول على حاجاته
الأساسية.
وفي بلد كالعراق تأخذ هذه القضية أهمية متزايدة لاسباب متعددة
اهمها موجة الغلاء التي تمر بالبلاد مع اختلال توزيع الدخل بين
افراده وانتشار ظاهرة الفقر وكثرة الايتام من الذين استشهد ذويهم
نتيجة الاعمال الارهابية بالاضافة الى كثرة الامراض والمعاقين
والتشوهات الخلقية... لذلك ارتأينا اجراء جولة ميدانية للدور
الايوائية لكبار السن ورعاية الايتام ومعاهد رعاية الاطفال شديدي
العوق وغيرها من مؤسسات تابعة الى وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية
في محافظة كربلاء، وكانت محطتنا الاولى في دار الحنان لشديدي العوق
حيث التقينا مدير الدار السيد (عبد الجليل محمد جواد ) الذي بيــّن
في حديثه: ان دار الحنان التي تأسست عام 1991 تعتبر الدار الوحيدة
في العراق التي تستقبل البالغين وتوجد دار اخرى في منطقة العطيفية
ببغداد تستقبل الاحداث لغاية عمر الرابعة عشر.
واضاف محمد جواد ان" اعداد المستفيدين من هذه الدار يبلغ (80)
شخصا من جميع مكونات الشعب العراقي ففيهم الكردي والتركماني من
مناطق الجنوب والغرب والوسط.. مبيناً ان دار الحنان عبارة عن عراق
مصغر يحتوي على جميع ابناءه، موضحا ان "الدار تتكفل بهؤلاء الذين
اغلبهم من المقعدين من ناحية المأكل والملبس والعناية الصحية وغير
ذلك من الامور الحياتية التي تتعلق بهم..
من جانبها طالبت مديرة دار براعم ايتام كربلاء (ثورة الاموي) من
"الجهات الحكومية ببناء معهد للمكفوفين ومعهد آخر لأصحاب العوق
الفيزيائي في محافظة كربلاء اسوة بمعهد الصم وضعاف السمع".
وانتقلنا الى معهد الامل (للصم وضعاف السمع) والتقينا مديرة
المعهد (باسمة مسلم) التيقالت: ان المعهد يحوي على (94) طالبا
وطالبة من الصم وضعاف السمع يلحقون بمرحلتين تمهيديتين بعدها يتم
انتقالهم للمراحل الدراسية ابتداء من الصف الاول وحتى الصف
الثامن"، مبينة" ان دائرة الرعاية الاجتماعية ترغب بادخال المعهد
في الامتحان الوزاري يعقبها الالتحاق بمرحلة المتوسطة والاعدادية
ومن ثم المرحلة الجامعية".
وانتقلنا بعدها الى دار رعاية المسِنّين والتقينا مديرة الدار
(احتشام مجيد الهر) التي قالت ان" الدار تأسست عام 1991 وتحتوي على
20 من النساء المسنّات و30 من الرجال المسنّين. مبينة ان من يرغب
في الدخول الى الدار يجب ان يكون من دون معيل وان الذين يسكنون هذه
الدار هم من جميع محافظات العراق حيث يقدم لهم راتبا شهريا مقداره
(30000) دينار شهريا مع وجبات طعام كاملة واجراء فحوصات طبية اليهم
بين الحين والآخر.
وطالبت (الهر) وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية بتوسعة الدار
التي من شأنها استيعاب اعداد اكبر من هؤلاء الذين هم بلا معيل
يرعاهم.
وفي نفس السياق اعلن احد المسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة
ان"ادارة العتبة الحسينية المقدسة على اطلاع على اوضاع هذه الفئة
الاجتماعية حيث تقوم العتبة بزيارات مستمرة الى هذه الدور
الايوائية وتقدم لهم الهدايا والدعم المادي والمعنوي من اجل
اشعارهم بالحنان والابوة والعطف كونهم يعانون عجزا في اطرافهم وقال
السيد (رشيد مجيد كاظم) ان" العتبة الحسينية المقدسة قامت مؤخرا
بتعيين عاملات منظفات في دار الحنان لشديدي العوق يقمن بتنظيف وغسل
ملابس هؤلاء المعوقين كونهم يعانون من عجز في اطرافهم على حسابها
الخاص، اضافة الى ان هذه الخطوة ستكون حافزا للاخريات من العمل في
هذا المكان خدمة لهؤلاء معتبرا ان "هكذا اعمال تعتبر دعما انسانيا
من الجانبين المادي والمعنوي للوقوف الى جانب هذه الشريحة.
نحن بدورنا نتمنى من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان يكون
ارتباطها مباشراً عبر لجان خاصة للاحصاء ومدى قابلية المراكز
والدور الايوائية لأعداد المستفدين منها، وخاصة بفئات اجتماعية ذات
رعاية خاصة كالفقراء والمشردين والمسنين والعاجزين من ذوي
الاحتياجات الخاصة وان لا تنقطع خدماتها الاجتماعية أو تتعطل لأي
سبب كان . حيث ان العمل في هذا المجال يمثل نزوعا إنسانيا
وإلتزاماً أخلاقياً وأدبياً قبل أن يكون عملاً وظيفياً لان دوافع
الخدمة الاجتماعية في جوهرها رِضاً للضمير وحق المواطنة الصحيحة
مثلما هي تقرب إلى الله تعالى. |