وزارة الشباب ومبادئ التعامل الرياضي

المهندس جاسم محمد جعفر

يعتمد التطور العملي لرياضة عراقية ناهضة على تحديد الملامح لصورة المؤسسات المعنية والمسافات بينها بدءاً بالوزارة القطاعية المسؤولة (وزارة الشباب والرياضة) عن السياسة العامة للشباب والرياضة المبنية على التوجه العام للحكومة والدولة العراقية الجديدة مروراً بالاندية والاتحادات واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية التي تتحمل مسؤولية التعاطي مع تلك السياسة لضمان الدعم والرعاية الحكومية تحت مظلة الولاية الشرعية للحكومة على المؤسسات العاملة.

 كما ان المجتمع الرياضي يمثل الحلقة التي لا تقل اهمية عن الحلقات الاخرى عن طريق انعكاسات عملية التطور، فهي المرآة الحقيقية الفاعلة في بناء المشروع الرياضي العراقي. وتقع على المسافة نفسها من الاهمية قياساً بالمؤسسة الحكومية والاندية والاتحادات واللجنة الاولمبية.

ان المبدأ الرئيسي في تلك العملية ينصب في المصلحة الوطنية للمشروع ذلك انه يعتبر المبدأ الاكثر اهمية الذي عن طريقه تنطلق المحددات الجوهرية الاخرى.

ان سياسة الوزارة باعتبارها الجهة الحكومية القطاعية المسؤولة عن السياسة العامة للرياضة والشباب، تقوم في تعاملها مع كل المؤسسات الشبابية والرياضية على مبادىء عامة لا يمكن الحياد عنها والتنصل منها لضمان ثبات العلاقة ووضوحها في التعامل للخروج من حالة الاجتهادات الفردية والتي لا تصب في خدمة المشروع الرياضي الكبير ومن هذه المبادىء :

ــ هيبة وقرارت الدولة فوق كل الاعتبارات ولا يسمح لاحد الخروج عليها ووزارة الشباب والرياضه هي المعنية بذلك.

ــ ان وزارة الشباب والرياضة هي الجهة المسؤولة عن وضع سياسة وستراتيجية الرياضة في العراق وتشرف على جميع المؤسسات الرياضية وان جميع المؤسسات تعمل تحت الدستور والقانون العراقي مع الحفاظ على بنود ميثاق العمل الرياضي الدولي.

ــ تحترم الوزارة لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب ومجالس المحافظات وتعمل بأقصى جهدها لتطوير العمل الرياضي معها.

ــ ان الالتزام الذي تبديه الأندية والاتحادات واللجنة الاولمبية تجاه سياسة الحكومة لا يعني مصادرة مهامها واختصاصاتها التي تتحدد في الجوانب الفنية الكاملة والتي يمكن من خلالها تحقيق رياضة الانجاز بدعم ورعاية الحكومة وفق الآليات المناسبة وبعكس ذلك يعني ان الدعم الذي تؤمنه الحكومة سيكون لا جدوى منه.

ــ لا تسمح الوزارة بتسييس الرياضة العراقية ولا تسمح الالتفاف على الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة العراقية.

ــ البناء الثقوي الشفاف والمعلن في التعامل بين المؤسسات الرياضية والوزارة القطاعية المسؤولة ( وزارة الشباب والرياضة ).

ــ سعي الاندية والاتحادات واللجنة الاولمبية لإيجاد وتجسيد مناهج علمية متطورة ووسائل فنية حديثة تواكب التطور الملحوظ الذي طرأ على رياضة العالم. وان دعم الحكومة سيزداد ويتسع في ظل هذا التوجه.

ــ وزارة الشباب تحدد الية الصرف وفق التعليمات الحكومية وعلى الاتحادات والمؤسسات الرياضية كشف حساباتها بشكل مفصل إمام الجهات الرقابية.

ــ ان جميع الاموال الممنوحة من الدولة العراقية والمنظمات الدولية والمؤسسات الداعمة والناجمة عن الاستثمار تكون خاضعة للقوانين العراقية والرقابة المالية ورقابة هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام.

ــ على الاتحادات واللجنة الاولمبية تقديم موازنتها السنوية قبل شهر آب من كل عام لغرض دعمها والمساعدة على إقرارها من قبل الحكومة.

ــ على المؤسسات الرياضية اخذ موافقة وزارة الشباب والرياضة في النشاطات خارج برامجها المقرة  وخاصة  التي تكون خارج الوطن مع شرح مفصل عن تأثير ذلك النشاط في رياضة العراق ومدى الفائدة منه.

ان هذه المبادىء في التعامل بين الحكومة والمؤسسات الرياضية  والمجتمع الرياضي تقوم على مرتكز اهمية الرياضة في العراق وعمقها المؤثر والفعال في عملية التلاحم الوطني والشعبي الذي هيأ وخلق الاجواء الحقيقية للمصالحة الوطنية لا سيما وان الرياضة في العراق اثبتت خلال السنوات الاخيرة تجردها الكامل من كل اشكال المحاصصة.

وقد دلَّ الانتصار الكبير الذي حققه لاعبو المنتخب العراقي بكرة القدم في نيل كأس أمم آسيا على صور حقيقية لهذا التلاحم. كما عكس كرنفال اختتام دوري العراق في ملعب الشعب الدولي والحضور الجماهيري الكبير حالة التفاعل الشعبي الحي مع الرياضة ما يتطلب من المؤسسات الرياضية التفاعل بجدية ازاء عملية الجذب الجماهيري وايجاد الآليات الصحيصة والنوايا الحسنة المدعومة بالاخلاص للوطن من اجل بلوغ الهدف الذي نسعى اليه جميعاً.

اما وزارة الشباب والرياضة فتنظر صوب مجلس النواب من اجل اقرار قانونها الذي تسبب عدم تشريعه تعطيل انجاز الكثير من الخطط والبرامج والمشاريع بالرغم من ذلك فان الوزارة تعمل بشكل متوازي مع لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب من اجل اضفاء الشرعية على عملها الرياضي ذات الطبيعة التخصصية القطاعية، وهي تدرك جيداً المهام الرقابية للجنة الشباب والرياضة الذي يدخل في صميم الهدف الذي وجدت لأجله بمعنى انها الجهة الرقابية التي تشرف على جميع المؤسسات الرياضية بضمنها وزارة الشباب والرياضة دون ان تتدخل في الجوانب التنفيذية التي تعد من اختصاص ومهام الوزارة حصراً وايضاً من صميم عمل المؤسسات الرياضية الاخرى فيما يتعلق بالجوانب الفنية والتطويرية، وبذلك فان معرفة جميع المؤسسات مهامها الحقيقية سيختصر الوقت والجهد في الاعداد والانجاز والاتجاه نحو دعم الخطط والبرامج الموضوعة دون توقع أي اشكالات يمكن ان تحدث ما يعني الاسهام الفعلي لتصحيح المسارات الخاطئة ووضع الرياضة على الجادة الصحيحة الذي يعكس عمل ورغبة الجماهير الرياضية في بناء مؤسسات رياضية رصينة وتحقيق رياضة انجازية واعدة.

* وزير الشباب والرياضة العراقي

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 26/تشرين الثاني/2008 - 26/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م