|
شبكة النبأ: بعد قتالهم الجانب
الامريكي والسلطة العراقية على حد سواء، انخرط رجال في مجالس
الصحوة المدعومة من قبل القوات الامريكية، ليشكلون قوة إضافية في
قتال القاعدة وعناصرها وطردهم من أرض العراق.
غير ان هذه الخطوات لاتخلو من بعض الازمات، ومن هذه الأزمات
مسألة الدعم المالي، او اتصال بعض قادة مجالس الصحوة والاشتباه بهم
في شأن علاقتهم غير المبتورة مع الارهاب.
كما ان مجالس الصحوة بالاضافة الى مجالس الاسناد هي عبء اضافي
يضاف الى ازمات الدولة التي تتجه الى التضخم الوظيفي وازدياد ظاهرة
العسكرة، وهذا لايساعد في عملية بناء الدولة المدنية الحديثة.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على عمل مجالس
الصحوات وإرتباطهم بالحكومة العراقية، من جهة وبالإدارة الاميركية
من جهة أخرى:
الصحوة في سلطة العراق تؤدي إلى انحسار
العنف
قال الجيش الأمريكي ان المخاوف من أن يُسفر تسليم الجيش
الأمريكي حرس مجالس الصحوة الى السلطة العراقية عن موجة جديدة من
العنف في بغداد لا يوجد ما يبررها حتى الآن.
وعَبَر قادة مجالس الصحوة قبل أسابيع من نقل مسؤولية 51 ألف فرد
في مجالس الصحوة ببغداد عن مخاوفهم من تعرضهم للاعتقال من قبل
أشخاص في الحكومة العراقية يحملون ضغائن ضد أعدائهم السابقين.
وكثير من هؤلاء الأفراد الذين تجمعهم مجالس الصحوة من المتمردين
السنة السابقين الذين يعتبرهم البعض في حكومة رئيس الوزراء العراقي
نوري المالكي التي يقودها الشيعة خطرا.
وقال اللفتاننت كولونيل جيفري كولماير وهو مسؤول مصالحة بارز
لدى القوات الأمريكية في العراق انه لم تحدث زيادة في الهجمات أو
الاعتقالات منذ تسليم حرس مجالس الصحوة للعراقيين أول أكتوبر تشرين
الاول. بحسب رويترز.
وقال كولماير الذي ساعد في الاشراف على عملية الانتقال في
مقابلة: عاد جزء آخر من السيادة الى العراق.
وستتولى حكومة المالكي قيادة الحرس ودفع رواتبهم. ويُنسب لهؤلاء
الحرس الفضل في المساعدة على وقف نزيف الدم منذ ظهورهم عام 2006
كرد على متشددي القاعدة.
ويعتبر الانتقال الى سلطة الدولة اختبارا للعراق الذي تراجع فيه
العنف الى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات الا أن المصالحة السياسية
والطائفية أثبتت أنها أصعب منالا.
وقال كولين كال وهو خبير في شؤون العراق بجامعة جورج تاون ان
واشنطن تجازف بامكانية دعم أو تسامح قادة مجالس الصحوة مع نشاط
المتمردين في حال شعروا أنهم لا يعاملوا بالطريقة اللائقة. وأشار
الى أن هؤلاء القادة عَرَضوا حياتهم للخطر بالمشاركة في المشروع
الامريكي.
وقال كولماير ان تسليم سلطة مجالس الصحوة للعراقيين مر دون
مشاكل. وأضاف: تسلم أبناء العراق (عناصر مجالس الصحوة) مواقعهم
ومضوا في توفير الأمن المهم للبنية التحتية هنا في بغداد.
وذكر الجيش الامريكي أن نحو 480 فردا في مجالس الصحوة قتلوا
العام الحالي. وقتل ثلاثة منهم منذ تسليمهم للحكومة العراقية.
ولا توجد أرقام متوفرة بأعداد المعتقلين في صفوف حرس الصحوة لكن
تقارير تفيد بأن مسؤولين عراقيين سعوا لاعتقال المئات منهم.
لكن خالد القيسي وهو قيادي في مجالس الصحوة في حي الفضل ببغداد
يرى أن الحرس يواجهون ثلاثة أخطار وهي القاعدة وعمليات ثأرية من
الحكومة والميليشيات الشيعية.
ويكتسب الانتقال السلس لمجالس الصحوة التي يصل عدد افرادها الى
مئة ألف شخص في أنحاء العراق أهمية خاصة مع استعداد واشنطن لتقليل
عدد قواتها في العراق التي يبلغ قوامها 145 ألف جندي.
وقال كولماير ان الحكومة العراقية تفي بتعهداتها باحتضان الحرس
وأضاف، تقول الحكومة كل يوم تقريبا نحن سنتولى رعاية هؤلاء الرجال.
لكن مسؤولين أمريكيين شكوا من بطء وتيرة دمج الحرس في قوات
الامن العراقية ذات الأغلبية الشيعية.
وأشار كولماير الى أن العراق سيدفع رواتب الحرس اعتبارا من
الشهر المقبل. وأضاف أنه لم يتم تحديد موعد لتسليم مجالس الصحوة
خارج بغداد الى السلطة العراقية.
وقال: انها قوات أمن عراقية تتولى مسؤولية الامن في شوارع
العراق. هذا هو ما يجب أن يكون عليه الوضع في هذا البلد.
أفراد الصحوات ببغداد: أعدادهم وفكرة
إدماجهم مع قوات الأمن
قال قائد في القوات متعددة الجنسيات أن عدد أفراد الصحوات في
العراق يبلغ أكثر من 51 ألف عنصر، تم دمج 20% منهم مع القوات
الأمنية، مشيرا إلى إن تسلم ملفات الصحوات بشكل كامل من قبل
الحكومة العراقية سيكون بعد تسلم الملف الأمني للعاصمة بغداد.
وأوضح الجنرال مارك زامزاو في مؤتمر صحفي عقده ببغداد، أن:
مجاميع الصحوات في مدينة بغداد بلغوا 51135 عنصرا. مشيرا إلى إن
الحكومة العراقية عند تسلمها الملف الخاص بهم دمجت 20% منهم مع
قواتها الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية، فيما النسبة الباقية
80% ستعمل الوزارات العراقية الخدمية الأخرى على توفير فرص عمل
لهم حسب المؤهلات والمواصفات التي يمتلكونها. بحسب أصوات العراق.
وأضاف القائد الامريكي الذي يشغل منصب نائب مدير قسم التأثيرات
الإستراتيجية في المتعددة ان: الحكومة العراقية لديها بيانات تحوي
معلومات متكاملة عن أفراد الصحوات في بغداد بعد نقل الملف الأمني
إليها من ادارة الجيش الأمريكي.
وبين زامزاو أن عملية تسلم ملف الصحوات من قبل الحكومة العراقية
من ناحية الادارة والرواتب كانت موفقة، وهي تعمل الان (الحكومة
العراقية) على توفير فرص عمل للبقية في وزاراتها الخدمية ، إلا أن
عملية توفير فرص العمل مرتبطة أيضا بخلوا ملفاتهم من القضايا
الجنائية كما جرى على الذين دمجوا مع القوات الأمنية في الدفاع
والداخلية.
يشار هنا الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي أوعز بإيقاف
الإجراءات القانونية ضد بعض من افراد الصحوات شريطة ان يكونوا غير
مطلوبين للقضاء العراقي نتيجة قيامهم بجريمة قتل ورائها حق شخصي.
بحسب ما اعلن عنه في مؤتمر صحفي المتحدث بأسم لجنة تنفيذ ومتابعة
المصالحة الوطنية اللواء مظهر المولى.
وتطلق تسمية الصحوات على قوات شكلتها العشائر في عدد كبير من
مدن ومحافظات ومناطق العراق، خاصة في الأنبار وديالى وصلاح الدين
والموصل وبعض مناطق العاصمة بغداد وتضم إليها المئات من أبنائها
الذين تسلحهم القوات الأمريكية بهدف محاربة التنظيمات المسلحة التي
تنشط في مناطقهم.
وكشف الجنرال زامزاو عن إنشاء الجيش الأمريكي مركز للتدريب
المهني خاص بالصحوات لتعليمهم الحرف وتثقيفهم في منطقة حي الجهاد
ببغداد، مشيراً إلى ان الإدارة الأمريكية ستعمل على إنشاء 12 مركزاً
تدريبياً للصحوات في مختلف مناطق العراق.
وفي معرض رده على سؤال حول موعد تسلم الملفات الخاصة بالصحوات
في محافظات العراق، قال الجنرال زامزاو: الحكومة العراقية ستتسلم
ملف الصحوات في المحافظات البقية بعد تسلمها ملفهم في بغداد، لكن
بعد أن تنتهي من عملية تسلم الملفات الامنية في بقية المحافظات.
رواتب عناصر مجالس الصحوة ودعم الحكومة
العراقية
بعدما ادوا دورا حاسما الى جانب الجيش الاميركي في التصدي
لمقاتلي القاعدة العام الفائت في بغداد باشر عناصر مجالس الصحوة
بتقاضي اول راتب لهم من الحكومة العراقية.
وذلك في القاعدة العسكرية في العامرية الحي السني الذي شكل لوقت
طويل معقلا للقاعدة قبل ان يسقط في يد مجالس الصحوة التي تمولها
الولايات المتحدة اثر معارك شرسة في منتصف ايار/مايو 2007 وقف
عشرات من العناصر في الزي العسكري في انتظار قبض رواتبهم.
وامل محمد حميد (26 عاما) الانخراط في الجيش او الشرطة. وقال:
اريد الانضمام الى القوى الامنية لانني اريد وضع حد للمواجهات
الطائفية التي شهدتها منطقتي. بحسب فرانس برس.
ويعول ايضا على راتبه الشهري الذي يساوي بالدينار العراقي 300
دولار اميركي لتلبية حاجات عائلته وخصوصا شقيقه الذي يعاني مرضا في
الكلى.
وفتح نحو ستين مكتبا في العاصمة العراقية لتسديد رواتب نحو
خمسين الف مقاتل من عناصر الصحوة الذين باتوا يسمون ابناء العراق.
واكد الجنرال الاميركي روبن سوان: انه يوم بالغ الاهمية يثبت ان
عملية المصالحة مستمرة في العراق، في اشارة الى ان الحكومة
العراقية التي يترأسها شيعي ارتضت ان يتبع لها عناصر في ميليشيات
سنية سبق ان قاتلوا القوات الاميركية والعراقية.
ومع تسديد رواتب اخر دفعة من عناصره ال290 اعرب الضابط محمد
ابراهيم عن امله ان تواصل الحكومة العراقية دفع هذه الرواتب.
وقال: نريد ان نصدق كل الوعود (التي قطعتها الحكومة). من
مصلحتها ان تدعمنا لانها تخلصت من القاعدة بفضلنا.
وبعدما اطلق عناصر الصحوة النار على القوات الاميركية والعراقية
واستهدفوها بقنابل دفع هؤلاء ثمنا باهظا لتستعيد العاصمة العراقية
هدوءها.
وعلق بسام فوزي (37 عاما): قاتلنا لاننا اردنا انقاذ منطقتنا من
الارهابيين وحماية الناس ولم يخطر في بالنا يوما اننا سنتمكن من
الحصول على وظيفة عادية.
واضاف، في منطقتنا كانت القاعدة تقتل الجميع الشيعة السنة
والمسيحيين. في الماضي كنا عاجزين عن رفع النفايات لانها كانت تخفي
قنابل داخلها.
ففي الاعظمية الحي السني الذي ظهر فيه الرئيس العراقي المخلوع
للمرة الاخيرة قبل الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة العام
2003 اكد السكان ان الحكومة لا تعيرهم اهتماما واشاروا الى اكوام
النفايات المكدسة على الرصيف.
وقال سلمان خليل الجالس في مطعمه قبالة مسجد ابو حنيفة: الوضع
الامني بات افضل لكن (الحكومة) لا تقوم بشيء من اجلنا. انظروا الى
النفايات المتراكمة. نحن مرضى. نحتاج الى مساعدتها.
اما بركات العبيدي (35 عاما) احد عناصر الصحوة في الاعظمية فقال
بمرارة: لقد اعدنا الامن والسلام الى المنطقة لكننا ما زلنا
ميليشيات بالنسبة اليهم.
وفي اب/اغسطس الفائت فجرت انتحارية نفسها عند نقطة مراقبة
للصحوة فقتل شقيقه فاروق الذي كان قائدا محليا فيما فقد رفيق له
عينه وبترت قدم اخر.
أعتقال 15 عنصرا من الصحوة من قبل قوات
الامن العراقية
اعلنت مصادر امنية عراقية اعتقال 15 من عناصر الصحوة بينهم قائد
المجموعة في احدى القرى شرق بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة
شمال شرق بغداد.
واوضحت المصادر ان: قوة عراقية تابعة لوزارة الداخلية اعتقلت 15
من عناصر الصحوة بينهم قائدها حميد نوري في قرية المخيسة (شرق
بعقوبة). بحسب فرانس برس.
واضافت ان المعتقلين يشتبه بتورطهم في اعمال عنف، مشيرا الى ان
العملية جرت فجرا. واكد ان القوة صادرت جميع اسلحة مكتب الصحوة في
القرية.
وتسلمت الحكومة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر مسؤولية قوات
الصحوة في محافظة بغداد والبالغ عديدها 54 الف مقاتل على ان تتسلم
المسؤولية عن المحافظات الاخرى تباعا.
ويقول مسؤولون عراقيون ان قوات الصحوة في بعض المناطق مخترقة من
قبل القاعدة. وتشكل ديالى ابرز معاقل القاعدة والمجموعات المتطرفة
بحسب مسؤولين.
وقد انبثقت قوات الصحوة للمرة الاولى في ايلول/سبتمبر 2006 في
محافظة الانبار حيث استطاعت خلال اشهر قليلة طرد القاعدة والجماعات
المتطرفة التي تدور في فلكها الامر الذي شجع الجيش الاميركي على
تطبيق هذه التجربة في محافظات اخرى.
تحذير من احتمالية عودة القاعدة بحسب
تقديرات قائد أمريكي
ذكرت صحيفة يو اس توادي US Today الامريكية، ان الميجر جنرال
جيفري هاموند قائد القوات الامريكية في بغداد حذر من احتمال عودة
تنظيم القاعدة الى الحياة في العراق.
ونقلت الصحيفة عن هاموند قوله أن هناك: احتمالا بعودة القاعدة
الى الحياة في حال اساءة التعامل مع هذه المرحلة الانتقالية، ورأى
هاموند ان هذا الامر يمكن ان يحدث من دون قصد بسبب فقر الدعم
اللوجستي، او في حال عدم ابداء الحكومة العراقية الحماس المطلوب
لاضفاء الشرعية على عناصر الصحوات. بحسب أصوات العراق.
وذكرت الصحيفة ان هاموند ابلغ ضباطا عراقيين في اثناء اجتماع
عقد مؤخرا لمناقشة الدعم اللوجستي مع تولي السلطات العراقية دفع
المرتبات التي تبدأ اليوم ان من المحتمل ان يكون هذا الامر آخر فرص
القاعدة هنا في بغداد للمحاولة بتدمير عنصر اساس من عنصر امننا.
وكان الجيش الامريكي اوجد برنامجا لتشكيل جماعات الصحوة ساعد في
تحويل الدفة ضد التمرد من خلال توفير فرص عمل ثابت الى سنّة ساخطين
مقابل المساعدة في مقاتلة تنظيم القاعدة وجماعات متشددة اخرى، كما
تقول الصحيفة.
وحولت الولايات المتحدة السيطرة على هذه المجموعات الى
العراقيين في الأول من تشرين الاول اكتوبر الماضي الا انها، حسب ما
تذكر الصحيفة، ابقت على توليها دفع مرتباتهم التي تبلغ 300 دولار
شهريا للفرد الواحد.
واشارت الصحيفة الى ان عناصر الصحوات في بغداد يمثلون قوة في
العاصمة اكبر حجما من الجيش العراقي والشرطة الوطنية مجتمعين. وقبل
تسليمه قيادة القوات الامريكية في العراق الى الجنرال راي اوديرنو،
قال الجنرال ديفيد بيتريوس في اب اغسطس الماضي ان هذه المجموعات
لها اسهام هائل في تحسين الوضع الامني.
ونقلت الصحيفة عن (ابو ابراهيم) احد قادة الصحوات في حي
العامرية ببغداد قوله: نحن قلقون من المستقبل، فالامريكيون لن
يعودوا مسؤولون عنا. ونريد من الحكومة العراقية ان توضح مقاصدها
تجاهنا. فنحن لا نريد ان تذهب تضحيتنا سدى.
والقاعدة تعول على هذه المخاوف في محاولتها استعادة نفوذها في
هذه المناطق، حسب ما يقول ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية
العراقية، العميد مهدي فالح.
وقالت الصحيفة ان العميد فالح ابلغ قادة لواءه ان: ابناء العراق
(الصحوات) قلقون من اننا لن ندفع لهم رواتبهم، والقاعدة تستغل هذا
الامر للتجنيد. واذا لم نتعامل مع ذلك بالصورة الصحيحة، فربما يعود
بعض ابناء العراق الى القاعدة.
وطبقا لما يقول هاموند فان دخل 2.750 من ابناء العراق الى
اكاديمية الشرطة؛ وهناك وجبة اضافية تتكون من 6.000 منهم ستدخل
الاكاديمية.
وقال هاموند بهذا الصدد، كما تنقل الصحيفة: ان هذا حدث في نهاية
المطاف، في اشارة الى ضمهم الى قوات الامن العراقية، مضيفا، لقد
بحثنا هذا مع صناع القرار في الحكومة العراقية وطلبنا اليهم ان
يثبتوا ما يقولون انهم ماضون الى تنفيذه. وحققنا نجاحا كبيرا في
ذلك.
وتشير الصحيفة الى ان بغداد، حيث يوجد اكثر من نصف عناصر
الصحوات، هي المحافظة الاولى التي تشهد انتقال هذا البرنامج الى
مسؤولية العراقيين. وقال البريغاديير جنرال روبن سوان: كيفما يمضي
الامر في بغداد، ستمضي بقية مناطق العراق.
وذكرت الصحيفة ان قادة القوة العراقية في بغداد سينسقون الدعم
اللوجستي في دفع رواتب الصحوات الموزعين على 35 مجموعة مستقلة في
الاحياء. ورأت الصحيفة ان هذا يشكل تحديا للقادة العراقيين الذين
كانوا يتركون امر الدعم اللوجستي اليومي الخاص بقواتهم الى وحدة
متخصصة في الجيش العراقي.
وقال اللواء عبد الامير قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي
المسؤولة عن غرب بغداد حيث يتركز 80% من ابناء العراق للصحيفة ان:
هذا الامر يتطلب جهدا كبيرا لتنفيذه بنحو صحيح. وعلينا ان نؤكد
لهؤلاء الناس اننا جادون في هذا الانتقال.
وشرح عبد الامير العملية ابتداء من الذهاب الى المصرف لتسلم
الرواتب، وكيفية ملء الاوراق الخاصة، وكيفية تحديد عدد ابناء
العراق الموجودون في كل حي، وقال إن على ابناء العراق ان يشعروا
انهم مرحب بهم كقوة اضافية، مؤكدا في حديث له مع ضباط قواته أن
ابناء العراق سيعاملون تماما كبقية جنودكم، وبالقواعد نفسها التي
تطبق على جنودكم.
الحكومة العراقية تفي بإلتزاماتها في دفع
رواتب عناصر الصحوة
اعلن المتحدث باسم عمليات بغداد ان الحكومة العراقية ملتزمة
بدفع رواتب عناصر الصحوة حتى يتم ايجاد عمل لاخر متطوع منهم، مبينا
ان اكثر من 49 الف من هذه العناصر يتسلمون رواتبهم حاليا من
الحكومة.
واوضح قاسم عطا خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، ان: الحكومة
العراقية تلتزم بتعهداتها المتعلقة بضم عناصر الصحوات في الاجهزة
الامنية، تثمينا لما ابدوه من تعاون واسناد للاجهزة الامنية
العراقية. مضيفا ان 49381 من عناصر الصحوات تم تسلم ملفاتهم بصورة
كاملة، ويتسلمون رواتبهم حاليا من الحكومة العراقية التي ستبقى
تدفع رواتب الجميع حتى يتم ايجاد فرص عمل لاخر متطوع او متعاقد من
ابناء الصحوات. بحسب اصوات العراق.
وتسلمت الحكومة العراقية ملفات عناصر الصحوة من القوات
الامريكية في الاول من تشرين الاول اكتوبر الجاري.
واضاف عطا، قائلا: لدينا خطط مرسومة ولجنة تتابع موضوع انخراط
الصحوات ونقل ملفها بصورة كاملة، خصوصا في محافظتي ونينوى. مبينا
ان قيادة عمليات بغداد من جهتها، وبالتنسيق مع لجنة ومتابعة تنفيذ
المصالحة الوطنية قامت بأعداد استمارات وتم توزيعها على جميع
المتطوعين في الصحوات في جميع مناطق بغداد، وبعد استلام الاستمارات
تم تدقيقها مع الملفات الموجودة بحوزة القوات المتعددة الجنسيات،
لحوالي 54 الف متطوع.
وتابع عطا: ان هناك لجنة تدقق التحصيل الدراسي والسجل الجنائي
والمؤهلات العلمية واللياقة البدنية ومدى مطابقتها للشروط المعمول
بها في وزارتي الدفاع والداخلية، وسيتم ضم من تنطبق عليه هذه
الشروط الى القوات الامنية وحسب النسبة المقررة وهي 20 %، اما
الذين لاتنطبق عليهم هذه الشروط فسيكون من نصيبهم ايجاد الفرص في
الوزارات الحكومية وحسب المؤهلات وكذلك ايجاد فرص عمل من خلال
تدريب وتأهيل من لاتنطبق عليه الشروط.
وتخطط الحكومة العراقية إلى ضم 20% من عناصر مجالس الصحوة
للقوات الأمنية، في حين ستوفر وظائف في الوزارات المدنية للمتبقين
منهم أو في قطاع إصلاح واعمار الأضرار التي خلفتها الحرب.
وتطلق تسمية الصحوات على قوات شكلتها العشائر في عدد كبير من
مدن ومحافظات ومناطق العراق، خاصة في الأنبار وديالى وصلاح الدين
والموصل وبعض مناطق العاصمة بغداد وتضم إليها المئات من أبنائها
الذين تسلحهم القوات الأمريكية بهدف محاربة التنظيمات المسلحة التي
تنشط في مناطقهم.
قادة الصحوات في بغداد وأساليب تهديد
الناس
اعلن الجيش الاميركي اعتقال احد قادة مجالس الصحوة في جنوب
بغداد لاتهامه بتهديد السكان في هذه المنطقة.
واكد بيان ان هذا الشخص كان بين خمسة اشخاص اعتقلهم الجيش في حي
الرشيد من دون ان يحدد هوية الرجل. بحسب فرانس برس.
وتابع ان: قوة اميركية قبضت على قائد في قوات الصحوة بعد ان
تلقت بلاغا من مواطن عراقي قال ان هذا الشخص يوجه تهديدات الى
مواطنين. واضاف ان الدورية عادت مع المعتقل الى مقر قوات التحالف
لاكمال الاجراءات اللازمة.
ومعظم قوات الصحوة من المسلحين السابقين الذين قاتلوا القوات
الاميركية والعراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003. لكنهم بدلوا
مواقفهم وانخرطوا الى جانب الجيش الاميركي منذ اواخر العام 2006
لمحاربة القاعدة.
واعتبارا من مطلع الشهر الحالي بدأت عملية انتقال مسؤولية قوات
الصحوة البالغ عددهم اكثر من مئة الف مسلح الى سلطة الحكومة في
بغداد اولا قبل ان تنقل تباعا في باقي المحافظات.
مجالس الصحوة ببغداد والتوترات بسبب
الاعتقالات
اغارت قوات الأمن العراقية على منزل احد الزعماء الاقليميين
لوحدات مجالس الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة في واقعة من
شأنها اثارة التوترات في وقت تتولى فيه الحكومة في بغداد برنامج
ادارة هذه الوحدات من الجيش الأمريكي.
وقال الملا شهاب الصافي زعيم ومجلس الصحوة في محافظة ديالى
شمالي بغداد لرويترز ان القوات أغارت على منزله قبل الفجر واعتقلت
شقيقه ووالده في بلدة بهريز جنوبي بعقوبة عاصمة المحافظة. بحسب
رويترز.
وقال الصافي في اتصال هاتفي انه لم يكن بالمنزل في ذلك الوقت
وانه الان يتحرك من مكان لمكان خوفا من القبض عليه.
وتتكون مجالس الصحوة اساسا من السنة العرب وتضم العديد من
المقاتلين السابقين الذين حاربوا القوات الامريكية والحكومة التي
يقودها الشيعة في بغداد لكن منذ ذلك الحين جندهم الجيش الامريكي
ودفع لهم لقيادة وحدات اقليمية تقوم بدوريات.
ويقول مسؤولون انهم سيدرجون 20 بالمئة من افراد مجالس الصحوة في
قوات الجيش والشرطة في حين سيوفرون وظائف مدنية أو في مجال التدريب
للباقين.
لكن العديد من زعماء مجالس الصحوة يقولون انهم يخشون اعتقالات
جماعية من جانب الحكومة التي مازالت تكن لهم العداء.
وتابع الصافي ان القوات الحكومية أغارت كذلك على منزل المتحدث
الاقليمي باسم مجالس الصحوة ليث صالح وضربته قبل ان تعتقله.
وكانت محافظة ديالى من اكثر مناطق البلاد اضطرابا اذ كان
متشددون من السنة يشنون هجمات انتحارية ويفجرون سيارات ملغومة.
ويقول الجيش الامريكي انها واحدة من المناطق التي اعاد المتشددون
توحيد صفوفهم فيها بعد ان اخرجوا من مناطق أخرى. |
