كيم جونج ايل وزمن الحب في بيونجيانج

شبكة النبأ: تتجه الانظار صوب صحة الرئيس الكوري الشمالي، بسبب تراجعها مؤخرا واعتلاله، بيد ان التكتيم الاعلامي والخوف الدائم من لدن إدارة سلطته هو ما يضع المواطن الكوري والمراقب الدولي في شك مستمر، خاصة وان النظام الكوري الشمالي من الانظمة الشمولية الخطرة التي كانت تهدد استقرار شبه القارة الكورية ومحيطها الآسيوي.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على آخر المستجدات بشأن صحة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج وما يلقيه هذا الامر من ظلال الاستقرار او عدمه في حال رحيل هذا الحاكم المُعمِّر على عرش نظام شمولي منذ عقود:

خطط الطوارئ بسبب اعتلال صحة زعيم كوريا الشمالية

انعش اعتلال صحة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل على ما يبدو من جديد خطط قوى اقليمية قديمة للاعداد للحظة يفقد فيها كيم قبضته الحديدية على السلطة في الدولة الشيوعية.

وبثت كوريا الشمالية تقارير الاسبوع الحالي تشير الى أن الامور كلها على ما يرام وأظهرت تمتع كيم الذي يطلق عليه اسم الزعيم المحبوب بالنشاط وسيطرته على السلطة. وكانت شائعات أفادت باصابته بجلطة في أغسطس اب. بحسب رويترز.

وأربك الاشتباه بمرض كيم واشنطن وسول وغيرهما بسبب مخاطر حدوث هجرة جماعية حاشدة من الشمال بعد رحيل كيم (66 عاما) الذي أرسى والده الراحل فكرة تأليه الرئيس والتي تسيطر على كوريا الشمالية منذ نحو 60 عاما.

وتخشى كوريا الجنوبية من أن يتأثر اقتصادها القوي في حالة احتوائها للشمال الفقير المسلح تسليحا ثقيلا وتقول التوقعات ان تكلفة ذلك من الممكن أن تتعدى بسهولة تريليون دولار أمريكي أي ما يقرب من حجم اقتصاد كوريا الجنوبية.

وقال مسؤول حكومي في كوريا الجنوبية طلب عدم ذكر اسمه: طرح موضوع التخطيط للطواريء وأصبح أمرا نناقشه في العلن.

والمحير هو رد فعل النخبة في كوريا الشمالية وجيش بيونجيانج الذي يصل قوامه الى مليون جندي والذي يملك سلاحا للمدفعية مدربا على استهداف سول التي تتعهد وسائل اعلام رسمية في كوريا الشمالية دوما بأن تحولها الى أنقاض.

وكانت الولايات المتحدة وسول وضعتا في التسعينيات من القرن العشرين خطتين أطلقتا عليهما اسم خطة 5029 النظرية وخطة 5029 العملية، في حالة انهيار كوريا الشمالية. ووصفت بيونجيانج الخطط بأنها استفزاز لا يمكن تحمله يشير الى وجود نية مبيتة لغزوها.

واذا انهارت حكومة كيم جونج ايل فجأة ستحاول سول اقامة مقر للطواريء في كوريا الشمالية لاعادة بناء اقتصادها المتداعي.

وانعزال كوريا الشمالية يعني أن العالم الخارجي ليست لديه معلومات كافية عمن يمكن أن يملك السلطة اذا أفلتت قبضة كيم.

وكيم محاط بدائرة داخلية مغلقة بشدة من الكوادر الكبيرة وغالبيتهم في السبعينيات أو الثمانينيات من أعمارهم ويعتقد أنهم كبار لدرجة لا تمكنهم من التنافس للوصول الى السلطة.

زمن الحب يأتي ليذهب زمن الحرب في بيونجيانج

اختفت اللافتات التي تشيد بالاسلحة النووية وتدعو إلى الاستعداد للحرب. ففي هذه الايام تحولت الشعارات في العاصمة الكورية الشمالية إلى نصائح تغري بالحب مثل: لنحب زعيمنا اكثر.

وتعمل رافعات في مواقع للبناء كما مهدت الطرق حديثا وجرى طلاء المباني. وتضيء أنوار الشوارع مدينة كانت تغرق في ظلام دامس بعد غروب الشمس. بحسب رويترز.

وحتى السكان المحليون في تلك الدولة المنغلقة التي تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان انها وضعت الاف المعتقلين السياسيين في السجن يبدون اكثر استرخاء ويرتدون ملابس تتماشى مع الموضة نسبيا في واحد من أفقر مجتمعات العالم.

لكن من أين يأتي المال في دولة لا يتجاوز فيها متوسط دخل الفرد 400 دولار في العام وهي دائما على حافة العودة الى المجاعة؟

قال هان وهو مسؤول مكلف بارشاد مجموعة من الزائرين الذين وصلوا حديثا من كوريا الجنوبية بابتسامة مبهمة أوضحت أنه لا يميل الى الخوض في تفاصيل: أعتقد أنكم تعرفون كيف جيدا جدا.

لكن هان الذي لم يكشف عن اسم عائلته اعترف بأن كوريا الشمالية ستستفيد من الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الشهر الماضي بحذفها من على قائمتها للدول الراعية للارهاب وهو الموقف الذي جعلها منبوذة تقريبا في عالم التجارة العالمية.

وأضاف، الحذف من على القائمة سيفيد... لان دولا كثيرة شكت من مشاكل في ممارسة الاعمال معنا بسبب العقوبات.

وكوريا الشمالية التي كثيرا ما وصفت في الخارج بالدولة الستالينية والسلالة الحاكمة الاقطاعية لا تزال خاضعة لعقوبات الامم المتحدة المتصلة بمحاولاتها لبناء ترسانة نووية.

وقال بعض المحللين ان كوريا الشمالية استفادت من ارتفاع عالمي في أسعار المعادن التي تستخرجها وتبيع معظمها الى الصين المجاورة. ويتكهن البعض ايضا بأن الحكومة ربما لا تمنح الجيش القوي الكثير من الاموال مثلما كانت تفعل ذات يوم. ويبلغ عدد أفراد الجيش مليون فرد وهو واحد من اكبر جيوش العالم العاملة على الرغم من أن تعداد السكان 23 مليون نسمة فحسب.

وتدر صناعة التعدين اكثر من عشرة في المئة من الناتج السنوي لاقتصاد كوريا الشمالية الذي انكمش في التسعينات بسبب الفيضانات المتكررة والعقوبات.

كما تلقت البلاد شحنات من المساعدات النفطية بموجب صفقة مع قوى اقليمية لايقاف عمل منشاتها النووية.

لكن أحد الالغاز الكبيرة هو مكان وصحة الزعيم كيم جونج ايل وهي مسائل غير مطروحة للنقاش.

ولم يعلق المسؤولون المرافقون للمجموعة التي تقوم بجولة ويشمل دورها ايضا منع الزائرين من الحديث مع المواطنين المحليين العاديين على الغياب الطويل لكيم علنا وهو زعيم اول سلالة شيوعية حاكمة في العالم والذي يعد والده الراحل كيم ايل سونج رسميا رئيسا الى الابد.

وقال لي بيونج ها المسؤول بحزب العمال الديمقراطي الكوري الجنوبي: يقولون ان هذا كله بسبب تقارير غير صحيحة من وسائل الاعلام اليابانية.

وبالنسبة لبعض الزائرين من كوريا الجنوبية الثرية الذين توجهوا الى جارتهم للمساعدة في انشاء مشروع زراعي فان مسألة أن أسرة كيم ما زالت تحكم هي أكبر لغز.

وأصبح اقتصاد كوريا الجنوبية التي كانت اكثر فقرا من جارتها الشمالية ذات يوم رابع اكبر اقتصاد في آسيا منذ تبنت الديمقراطية قبل عقدين. وما زالت من الناحية الفنية في حالة حرب مع بيونجيانج وتمنع مواطنيها من الاتصال بمواطنين كوريين شماليين دون موافقة مسبقة.

وقال بارك هاي بان الذي يساهم بالات من مؤسسته في كوريا الجنوبية لمساعدة المشروع: اللغز الحقيقي هو أن هذه الحكومة احتفظت بسيطرتها على الرغم من معاناة هذا الكم الكبير من الناس من الفقر.

كيم جونغ يحضر مباراة بكرة القدم لفريق دولته

ذكرت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية ان بيونغ يانغ نشرت صورة لزعيمها كيم جونغ ايل وهو يحضر مباراة لكرة القدم بينما تثير الحالة الصحية للزعيم الكوري الشمالي تكهنات في الخارج.

وكانت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ذكرت ان كيم جونغ ايل حضر مباراة لكرة القدم بين فريقين للجيش بدون ان توضح تاريخ ومكان المباراة. بحسب فرانس برس.

وهو الاعلان الاخير من قبل كوريا الشمالية بان زعيمها البالغ من العمر 66 عاما في صحة جيدة بعدما تحدثت انباء في الخارج عن اصابته بجلطة دماغية.

وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان المباراة جرت بمناسبة اختتام الدورة الرياضية الحادية عشرة التي اسفرت عن فوز الفريق الاول الذي طبق بنجاح الاساليب الرياضية الكورية.

واضافت ان كيم جونغ ايل هنأ بعد انتهاء المباراة اللاعبين معربا عن سعادته للمستوى الرفيع الذي يتمتع به الفريق، موضحة ان الرئيس حضر المباراة مع كبار المسؤولين في الجيش والحزب الشيوعي.

وكان الجراح الفرنسي فرانسوا كزافييه رو نفى معلومات نقلتها شبكة التلفزيون اليابانية "فوجي" قبل يومين وافادت انه توجه الى كوريا الشمالية لمعالجة كيم جونغ ايل.

وصرح رئيس الوزراء الياباني تارو آسو استنادا الى معلومات استخباراتية ان الزعيم الكوري الشمالي نقل الى المستشفى على الارجح لكنه لا يزال ممسكا بزمام الامور.

وكان مسؤول كوري جنوبي اعلن ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل لم يشارك في التشييع الرسمي للنائب السابق للرئيس باك سونغ-شول (95 عاما) .

وقال المتحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية كيم هو نيون للصحافيين: تاكد ان الرئيس كيم لم يشارك في التشييع.

وكان باك صديقا مقربا لوالد كيم جونغ ايل الزعيم الراحل كيم ايل سونغ مؤسس كوريا الشمالية الذي توفي في 1994. واعلنت وسائل الاعلام الكورية الشمالية وفاة باك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 23/تشرين الثاني/2008 - 23/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م