
شبكة النبأ: يتفق الجميع إن لكل
مجتمع خصوصيته ومزاياه، ينفرد بها طبقا إلى ظروف سكانه وأوضاعهم،
فطبيعة المجتمعات المختلفة تحسب إلى عدة عوامل محيطة ومؤثرة تتشكل
على ضوئها طبيعة وثقافة أفراده بدءا من أخلاقهم وعقائدهم سلوكياتهم.
لذا كان للسجون والمعتقلات مجتمعاتها الخاصة والمستقلة، تكيف
روادها مع بيئة المكان والزمان والاعتبارات المضافة، التي تقف على
رأسها محدودية الزمان واستلاب الحرية والاختيار، إلى جانب نظرة
المجتمعات الباقية للسجين.
وأسوة بالمجتمعات الأخرى تبرز في السجون العديد من القضايا
الإنسانية والاجتماعية، فضلا عن الكثير من المفارقات والحالات
المحزنة أو المفرحة.
في هذا التقرير نسلط الضوء على عالم السجون في بعض دول العالم،
لنستطلع قضايا هذا العالم الخاص وشؤونه، فيما نستعرض سيرة بعض
رواده وآخر ما تسرب من أنباء السجون من هنا وهناك.
الطعام لعب دورا في نضال مانديلا في
المعتقل
كشف كتاب جديد عن سيرة مانديلا عن استخدامه انية الطهي لتهريب
رسائل أثناء فترة سجنه التي استمرت 27 عاما.
وتصف المؤلفة انا ترابيدو كتابها "الجوع من أجل الحرية" بأنه "تاريخ
سياسي غذائي مع الوصفات."
كان للطعام دور بارز في نضال نيلسون مانديلا ضد التفرقة
العنصرية ابتداء من استخدام وصولا الى أول عشاء له بعد خروجه من
السجن وكان عبارة عن دجاج بالكاري.
ويقول كتاب جديد عن حياة مانديلا الذي أتم تسعين عاما ان أول
رئيس أسود لجنوب افريقيا يدعو الناس الى مائدة الطعام قائلا "هيا
بنا الى المعركة".
وكان مانديلا ورفاقه يهربون الرسائل لسجناء غير سياسيين في
اواني الطهي يبلغونهم فيها بأحدث الاخبار والقرارات التي اتخذتها
قيادة المؤتمر الوطني الافريقي في السجن. بحسب (رويترز).
وأصبح مانديلا بستانيا بارعا بزراعته الخضروات في عدة سجون
بجنوب افريقيا لتكملة وجباته الغذائية الهزيلة.
وقال في سيرته الذاتية "الحديقة هي أحد الاشياء القليلة في
السجن التي يمكن أن يسيطر عليها المرء... أن تكون وصيا على هذه
الرقعة من الارض فان هذا يعطيك احساسا ضئيلا بالحرية".
ويوضح الكتاب كيف كان مانيلا وزملاؤه المعتقلون بسجن جزيرة
روبين ايلاند قبالة كيب تاون بجنوب افريقيا الذي قضى فيه مانديلا
18 عاما يحاولون أن يعيشوا بكميات ضئيلة للغاية من ثريد الذرة
بينما كان الحراس خارج الزنازين يلتهمون الحمبري (الروبيان).
وفي سنوات لاحقة سمح للجسناء بقدر أكبر من حرية الحركة وكانوا
يصطادون الاسماك بأنفسهم لتكملة طعامهم في السجن.
لكن المعتقلين كانوا يستخدمون الطعام أيضا كسلاح عندما كانوا
يضربون عن الطعام للضغط من أجل تحسين ظروف اقامتهم في السجن.
الوثنية تتزايد في السجون البريطانية
اشارت بيانات حكومية جديدة الى ان عدد السجناء الذين يصفون
انفسهم بأنهم وثنيون زاد بأكثر من الضعف في انجلترا وويلز منذ عام
2003.
وتشير ارشادات ادارة السجون الى ان السجناء الوثنيين يسمح لهم
بالاحتفاظ بأدوات تتضمن ثوب بغطاء للرأس وغصن مرن للاستخدام كعصا
ضمن متعلقاتهم الشخصية. والعبادات العارية المعروفة باسم "سكاي
كلاد" لا يسمح بها.
وتوضح الارقام ان 328 نزيلا ادرجوا انفسهم على انهم وثنيون في
2007 بارتفاع عن 133 قبل اربع سنوات. ويوجد حوالي 80 الف نزيل في
السجون البريطانية. بحسب (رويترز).
ونشرت هذه الارقام قبل عيد الهلووين (عيد جميع القديسين) وهو
مهرجان يسمح للسجناء الوثنيين باختيار عدم العمل اوحضور فصول
تعليمية.
ويسمح للسجناء باختيار مناسبتين من قائمة تضم ثمانية مهرجانات
سنوية يتم استثناؤهم فيها من العمل.
ميانمار تطلق سراح أقدم سجين سياسي
مؤخرا أطلق سراح اقدم سجين سياسي في ميانمار وهو الصحفي وين تين
بعد ان قضى 19 عاما في الحبس وتعهد على الفور بمواصلة كفاحه ضد
الحكم العسكري المستمر دون انقطاع منذ 46 عاما. بحسب(رويترز)
وأبلغ الصحفيين خارج منزل صديق له في مدينة ينجون المدينة
الرئيسية في بورما السابقة "سأواصل جهادي حتى تطبق الديمقراطية في
هذا البلد." وكان مازال يرتدي ملابس السجن الزرقاء.
واعتقل الصحفي البالغ من العمر 79 عاما في يوليو تموز عام 1989
وحكم عليه بالسجن لايوائه فتاة يعتقد انها قامت بعملية اجهاض غير
مشروعة.
وزادت العقوبات المفروضة عليه بسبب ازعاجه للحكومة العسكرية
ونشره دعاية مضادة ليبلغ اجمالي الاحكام عليه السجن لمدة 20 عاما.
وفي اليوم نفسه اطلق سراح 9002 سجين لكنه قال انه اعترض على
الافراج عنه ضمن عفو عام شمل مجرمين عاديين.
واحتجاجا على ذلك رفض أخذ متعلقاته أو تغيير ملابس السجن.
وقالت وسائل اعلام رسمية يوم الثلاثاء ان المجلس العسكري الحاكم
في ميانمار يفرج عن 9002 سجين كبادرة على "الرأفة وحسن النوايا"
واستبعد اطلاق سراح سجناء ساسيين.
وتقول جماعات لحقوق الانسان انه يوجد في ميانمار أكثر من 2000
شخص في السجون بسبب معتقداتهم الدينية او السياسية.
ويحكم المجلس العسكري البلاد بلا منازع منذ 1962 وينفي وجود أي
سجناء سياسيين قائلا ان جميع المعتقلين اقترفوا جرائم.
وقالت صحف رسمية ان السجناء يجري الافراج عنهم بدافع "الاعتبارات
الاجتماعية الاسرية" وللمشاركة في انتخابات من المقرر ان تجرى في
2010 وهي جزء من "خارطة طريق الي الديمقراطية" من سبع خطوات.
وتستخف الحكومات الغربية بخارطة الطريق وتصفها بأنها خدعة.
مصر تسمح للسجناء بطلب وجبات من مطاعم
خارجية
قال مسؤول امني كبير ان السجناء المصريين سيسمح لهم بطلب وجبات
من اي مطعم يختارونه بعد ان اثبتت تجربة اجريت خلال شهر رمضان
نجاحها.
وذكرت صحيفة الاهرام الحكومية ان سلطات السجن تطلب وجبات من
المطاعم بناء على رغبة السجناء ثم تسلمها لهم قبيل الافطار.
وقال المسؤول الامني لرويترز ان السماح بطلب الطعام سيستمر حتى
بعد انتهاء رمضان. بحسب (رويترز).
وقال ان السجناء يدفعون ثمن الطعام. وعندما سئل عن الوجبات
المفضلة التي طلبها المسجونون قال انها تشمل الكباب وفطائر البيتزا.
وطلب المسؤول عدم الافصاح عن اسمه مشيرا الى سياسة الوزارة.
وليس من الغريب في مصر ان يتلقي السجناء وجبات من اسرهم التي
تزورهم. ويقول نشطاء حقوق انسان مصريون ان الاوضاع داخل السجون في
اكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان مزرية حيث ان الزنازين غير
نظيفة ونوعية الطعام رديئة.
ويقول نشطاء حقوق الانسان ايضا ان التعذيب يعد منهجيا داخل
السجون ومراكز الشرطة. وتنفي الحكومة ذلك وتقول انها تلاحق اي ضابط
يعذب المحتجزين.
من جانب اخر اصيب 21 سجينا واربعة من رجال الشرطة في تمرد وقع
في سجن اسيوط بصعيد مصر بعد وفاة احد المساجين واتهام زملائه لاحد
حراس السجن بالاعتداء عليه والتسبب في مقتله حسب ما افاد بيان
لوزارة الداخلية المصرية. بحسب فرانس برس.
واكدت الوزارة ان سجينا يدعى على محمد محمد عبد السلام (وشهرته
هاني الغندور) توفى صباح الاثنين بينما كان موجودا في عنبر التاديب
الانفرادي داخل السجن بعد مشاجرة مع مسجونين اخرين.
واوضح البيان انه "على اثر ذلك ترددت شائعة بين نزلاء السجن بان
وفاته جاءت نتيجة اعتداء احد الضباط عليه وقاموا بالتجمع في فناء
السجن واحداث حالة من الهياج والشغب والقاء الحجارة على بعض منشات
السجن والقوات التي كانت تحاول السيطرة عليهم واتجه بعضهم ناحية
سور السجن للهروب".
واضاف البيان ان رجال الشرطة قاموا باطلاق قنابل مسيلة للدموع
ورصاص مطاطي في الهواء وتمت السيطرة على السجن واعادة النزلاء الى
اماكن احتجازهم".
ويقع السجن في وسط مدينة اسيوط على بعد 400 كلم جنوب القاهرة
ويطل على النيل وهو مكون من مبنيين ويضم 3 الاف سجين.
وتندد المنظمات الحقوقية المصرية والدولية باسلوب التعذيب الذي
تقول انه اصبح اسلوبا منهجيا في مراكز الاحتجاز الامر الذي تنفيه
وزارة الداخلية مشيرة الى حوادث منعزلة فقط.
معتقلون سابقون في جوانتانامو يكافحون
للعودة لحياتهم الطبيعية
أفاد تقرير بأن سجناء سابقين في معتقل جوانتانامو الأمريكي قضوا
سنوات في الحجز دون اتهامات يجدون أنفسهم لدى العودة الى الوطن
منعزلين يطاردهم العار وينظر اليهم اما على أنهم ارهابيون أو
جواسيس للولايات المتحدة.
وحث التقرير الذي وضعه مدافعون عن حقوق الانسان الرئيس الامريكي
المنتخب باراك أوباما على تشكيل لجنة مستقلة غير حزبية تملك سلطة
استدعاء الشهود للتحقيق في معاملة الاشخاص الذين اعتقلتهم الولايات
المتحدة في أفغانستان والعراق وفي سجنها الحربي في قاعدة البحرية
الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا. بحسب (رويترز).
وقال اريك ستوفر الذي شارك في وضع التقرير وهو مدير مركز بيركلي
لحقوق الانسان التابع لجامعة كاليفورنيا "لا يمكننا طي صفحة هذا
الفصل المظلم من تاريخ أمتنا باغلاق معتقل جوانتانامو فحسب."
وأضاف "يجب أن تحقق الادارة الجديدة في الاخطاء التي ارتكبت
والاشخاص المسؤولين عنها."
وأجرى واضعو التقرير من مركز بيركلي ومركز الحقوق الدستورية
مقابلات مع 50 من مسؤولي الحكومة الامريكية والخبراء العسكريين
والحراس والمحققين السابقين الى جانب 62 معتقلا سابقا في
جوانتانامو في تسع دول.
وقال ثلثا المعتقلين السابقين انهم يعانون من مشاكل نفسية
ومعنوية وصفها واضعو التقرير بأن لها صلة وثيقة بالبقاء في عزلة
تامة لفترات طويلة من الوقت.
ولا يحظى سوى ستة من المعتقلين السابقين الذين أجريت معهم
المقابلات بوظيفة ثابتة وقال كثيرون منهم ان أصحاب الاعمال لا
يعينون أشخاصا كانوا محتجزين في جوانتانامو.
وقال صيني مسلم احتجز في جوانتانامو وهو أحد ثمانية استقروا في
ألبانيا عام 2006 "لا يهم انهم برأوا ساحتي باطلاق سراحي من
المعتقل. فنحن لا نزال نوصم بأننا كنا ارهابيين."
وأوضح التقرير وعنوانه "جوانتانامو وما بعده" أن المحتجزين
الثمانية السابقين ما زالوا يكافحون لتعلم اللغة الالبانية كما
أنهم فقدوا الامل في لم شمل أسرهم مرة أخرى.
وأطلقت الولايات المتحدة سراح 520 سجينا من جوانتانامو منذ فتحت
معسكر الاعتقال للاشخاص الذين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة
وحركة طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 . ويوجد في
المعتقل في الوقت الحالي 250 محتجزا.
ولم تعترف الولايات المتحدة علنا بأن أيا من المعتقلين احتجز
هناك بطريق الخطأ وان كشفت تقارير المخابرات وقائد سابق في
جوانتانامو منذ عام 2002 ان ما بين ثلث ونصف المحتجزين هناك لا صلة
لهم بالارهاب.
وقال كثيرون من المعتقلين السابقين انهم خسروا عائلاتهم أوعملهم
أو ان الديون تراكمت على عائلاتهم في غيابهم لانه لم يكن هناك من
يعولهم.
وقال التقرير "قال أفغانيان من بين من أجرينا مقابلات معهم ان
شائعات تعرضهم للايذاء الجنسي في جوانتانامو وصمتهم بالعار وجعلت
من الصعب عليهم ايجاد شريكة للحياة. واتهم أحدهما بأنه جاسوس
لامريكا لذا يخشى أن يكون هدفا لحركة طالبان."وقال معتقلون سابقون
اخرون انهم تلقوا تهديدات بالقتل.
أما الاقل تأثرا بفترة احتجازهم في جوانتانامو فهم الافغان من
قرى صغيرة قال كثيرون منهم انهم قوبلوا بالتحية عند عودتهم كما
أقيمت احتفالات حضرها أفراد في الشرطة المحلية.
ومن بين 55 شخصا أطلق سراحهم من جوانتانامو وناقشوا طريقة
الاستجواب الذي خضعوا له قال 31 شخصا انهم تعرضوا للايذاء بينما
قال 24 اخرون انه مر دون مشاكل. وعبر غالبيتهم عن "ارائهم السلبية
تجاه الولايات المتحدة" بينما قال كثيرون ان أرائهم سلبية تجاه
الحكومة الامريكية وليس الشعب الأمريكي.
وقال اخرون انهم يريدون فقط أن يعترف الشعب الامريكي بأنهم
كانوا أبرياء. وقال أحدهم "أود فقط أن أقول لهم انني لست هذا الوحش
الكاسر الذي يصفوني به."
يذكر ان مجموعة من المشاكل القانونية والعملية عطلت تحركات
لاغلاق السجن المثير للجدل
وقال مسؤولون كبار من البنتاجون ووزارة الخارجية والبيت الابيض
ووزارة العدل إنه بالرغم من الرغبة في اغلاق جوانتانامو فمن المرجح
أن يترك موضوع السجن للرئيس الذي سيتولى السلطة بعد انتخابات
الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر تشرين الاول.
وذكر جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في ادارة
بوش أن الرئيس يريد أن يرى جوانتانامو مغلقا لكن الحفاظ على سلامة
الولايات المتحدة هو شاغله الرئيسي.
وتبذل وزارة الخارجية الامريكية جهودا مكثفة في الشهور الاخيرة
لابرام اتفاقات مع أكثر من ست دول بخصوص عودة عشرات المحتجزين وسعت
للحصول على ضمانات أمنية وتأكيدات بأن المسجونين سيحظون بمعاملة
انسانية.
وقال ماثيو واكسمان المسؤول الرفيع السابق بوزارتي الدفاع
والخارجية الذي تعامل مع السياسة الخاصة بالمحتجزين إن الخيارات
تشمل ايجاد طريقة لمحاكمتهم سواء من خلال لجان عسكرية أو محاكم
أمريكية أو الاكتفاء باستمرار احتجازهم في جوانتانامو.
وثمة خيار اخر هو ارسالهم الى بلد ثالث أو الى بلدهم أو نقلهم
الى الولايات المتحدة.
وقال واكسمان "لكن من المؤكد أن ثمة مشكلة هنا بخصوص مكان
احتجازهم فيرجح ألا يتطوع أي مكان بأن يكون مركزا لاحتجاز هؤلاء
الناس."
تصاعد احداث الشغب في سجون المكسيك
قتل 21 سجينا على الاقل في أحداث شغب في سجن في المكسيك قرب
الحدود مع ولاية تكساس الامريكية عندما اشتبك سجناء من عصابات
متنافسة في معركة بالاسلحة النارية واشعلوا النار في المبنى.
وقال مكتب الادعاء العام المحلي ان احداث الشغب بدأت في الساعات
الاولى من الصباح في سجن رينوزا وهي مدينة فقيرة بشمال شرق المكسيك
تنشط فيها عصابة معروفة لتجارة المخدرات. بحسب (رويترز).
واشتبك السجناء بسكاكين واسلحة نارية لحوالي ثلاث ساعات ثم
لجأوا الى اشعال حرائق بأعواد ثقاب وبنزين حصلوا عليهما من ورش
السجن.
وقال المتحدث باسم مكتب الادعاء "وقع تبادل لاطلاق النار ثم
اندلع حريق. كانت هناك جثث متفحمة بين القتلى." واصيب ثمانية اشخاص
بجروح خطيرة.
وقالت وسائل اعلام مكسيكية ان الشرطة المدججة بالسلاح اخمدت
القتال وحاصرت السجن لكن بعض افراد عائلات السجناء شقوا طريقهم الى
الداخل محاولين معرفة ما اذا كان اقاربهم بين القتلى.
وأبلغ مسعفون بالسجن الذي يأوي 2200 سجينا لكنه مخصص فقط لايواء
1800 نزيل رويترز ان عدد السجناء الذين قتلوا في الاشتباكات ربما
يصل الى 25 .
وشهدت المكسيك تصاعدا في احداث الشغب في السجون في العام الحالي.
واستفحلت حرب المخدرات بين عصابات متنافسة لتصل الى السجون
المزدحمة بالمهربين حيث زاد الرئيس فيليب كالديرون من الاعتقالات
في محاولة لقمع العنف.
ضباط بولنديون يؤكدون وجود سجون امريكية
سرّية في بلادهم
اكدت مصادر استخبارية بولندية للمرة الاولى بأن وكالة المخابرات
المركزية الامريكية (CIA) كانت تدير سجنا سريا على الاراضي
البولندية.
ويأتي الاعتراف البولندي بعد صدور تقرير اكد ان الـ CIA كانت
تدير سجونا سرية في كل من بولندا ورومانيا للمشتبه في تورطهم
بنشاطات ارهابية.
ونفى المسؤولون البولنديون والرومان هذه الادعاءات اول الامر،
ولكن وارشو قررت في الشهر الماضي فتح تحقيق جديد في الموضوع.
كان الرئيس الامريكي جورج بوش قد اقر في عام 2006 ان الـ CIA قد
احتجزت بعض المشتبه فيهم في سجون سرية، الا انه لم يبح بمواقع هذه
السجون.
اما التأكيدات البولندية الاخيرة، فقد ادلى بها ضابطان في
الاستخبارات البولندية لصحيفة (دزينيك) البولندية اليومية.
وقال احد الضابطين إن الـ CIA احتجزت عددا من المشتبه في تورطهم
في نشاطات ارهابية في مركز للتدريب تابع للاستخبارات العسكرية
البولندية في (شتاريه كيكوتي) شمال شرقي بولندا.
وقال الضابط إن الـ CIA وحدها كانت لها الصلاحية بدخول هذه
المنشأة التي تقع في موقع منعزل عن المدن الرئيسية وقريبة من مطار
عسكري. "محتجزون ذوو قيمة عالية"
وتقول الصحيفة البولندية إن كلا من رئيس الوزراء ورئيس الدولة
البولنديين آنذاك ليشيك ميلر والكسندر كواسنيوسكي كانا على علم
بهذه القاعدة وما يجري فيها.
الا ان ضابط الاستخبارات البولندي قال إنه من غير المرجح ان
يكون المسؤولان البولنديان الرفيعان يعلمان ان التعذيب كان يمارس
بحق السجناء لأن البولنديين لم تكن لهما اية سيطرة على ما كان
يفعله الامريكيون في القاعدة المذكورة.
وما لبث ميلر وكواسنيوسكي ينفيان وجود القاعدة بالمرة.
لكن تقريرا اصدره مجلس اوروبا في العام الماضي نقل عن مصادر لم
يسمها قولها إن "محتجزين ذوي قيمة عالية" بمن فيهم خالد شيخ محمد
(الذي يقال إنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001 في
الولايات المتحدة) قد جرى استجوابهم في بولندا.
أما الحكومة البولندية الحالية، فتنفي علمها بالقاعدة التي جرى
فيها احتجاز المشتبه بهم، الا انها قررت فتح تحقيق في الموضوع. |