شركة واسط للصناعات النسيجية والسعي لاستعادة مكانتها في السوق العراقية

تحقيق: علي فضيلة الشمري

 

نقص المعدات والمكائن والكهرباء والمواد الاولية أثّرَ بشكل كبير على كمية الانتاج ونوعيته

الشركة كانت في السابق تغطي جزء كبير جدا من الحاجة المحلية للمنسوجات والألبسة

 

شبكة النبأ: انشأ معمل الغزل والنسيج والحياكة في الكوت بمحافظة واسط على الجهة اليسرى من نهر دجلة بموجب الاتفاقية العراقية السوفيتية عام 1959 وقد صمم المعمل لإنتاج الأقمشة القطنية المنسوجة والألبسة الخارجية والداخلية المُحاكة والجواريب وإنتاج الغزول القطنية المسرحة وبأحجام ونوعيات مختلفة لتغذية قسم النسيج وقد تم أكمال الأعمال الإنشائية ونصب المعدات عام 1970.

 في اوائل عام 1971 تكونت المنشأة العامة للنسيج القطني في الكوت نتيجة دمج شركتي النسيج والحياكة وذلك لاشتراك هاتين الشركتين في كثير من مرافق الخدمات مثل (الماء والكهرباء ومياه الصرف الصحي) بموجب التصميم الأساسي وكان لا بد من إخضاع هذه المرافق لإدارة موحدة لضمان سلامة سير العمل وتحديد المسؤوليات.

في نهاية السبعينيات أضيفت الى المعمل مكائن لتخميل الأقمشة لغرض انتاج قماش البازة القطني كما أضيفت الغزول الممشطة لأغراض معمل الحياكة.

في عام 1988 بوشر بتحديث معدات المعمل حيث تم شراء اول مجموعة من مكائن النسيج وبعد تجريبها في العمل تم التعاقد على تحديث معدات الغزل والنسيج كلياً وفتحت اعتمادات لشراء بعض مكائن التكملة وقد وصلت اعتمادات لشراء بعض مكائن التكملة وقد وصلت مكائن النسيج وجزء من معدات قسم الغزل والنسيج الا ان أحداث عام 1991 حالت دون وصول كافة المعدات وخصوصاً معدات تحضيرات الغزل ومعدات التكملة والتوقف عن تحديث معدات الخدمات الهندسية.

وفي اواخر عام 1987 تم دمج المنشآت القطنية بالمنشأة العامة للصناعات القطنية ومقرها في بغداد واستمر العمل على هذا المنوال لغاية 1-7-2001 حيث استحدثت شركة واسط العامة للصناعات النسيجية والتي تتكون من مصنعين رئيسيين هما الغزل والنسيج المتخصصين بإنتاج الأقمشة القطنية المنسوجة (البازة – البوبلين – الخام) ومصنع الحياكة المتخصص بإنتاج الألبسة المحاكة الخارجية والداخلية والجواريب والأقمشة الخارجية المحاكة وأضيفت في عام 2002 خطة جديدة لإنتاج البيرية العسكرية.

ساهمت المنشاة منذ تأسيسها وحتى ألان مساهمة فعالة وجادة في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة فقد تم رفع مستوى دخل الأسرة بتشغيل عدد كبير من أبناء المحافظة مع عدم التأثير على العمالة المستخدمة في القطاعات الإنتاجية الأخرى وبصورة خاصة القطاع الزراعي كما ساهمت في بلورة الفكرة الاجتماعية لدى سكان المحافظة تجسدت بالسماح للمرأة في العمل داخل المنشأة.

اما على المستوى الصحي فقد ساهمت المنشأة أيضا ًفي تطوير الأوضاع الصحية لكافة العاملين فيها سواء داخل المنشاة او خارجها بإنشاء مستوصف صحي لمعالجة المرضى العاملين في الحي السكني للعمال كما ساهمت بشكل بارز بحل بعض مشاكل السكن داخل المحافظة. حيث انشات 464 دار سكنية للعمال و 167 شقة وانشاء 108 دار سكن للموظفين.

والمواد الأولية المستخدمة في الانتاج يمكن الحصول عليها من السوق المحلية بالاعتماد على زراعة القطن بالنسبة لمعمل الغزل والنسيج اما بالنسبة الى مصنع الحياكة فيعتمد على الغزول المستوردة.

اما فيما يتعلق بالوضع العملي بالنسبة للعمال والمكائن في معمل الغزل والنسيج ومعمل الحياكة فنجد ان نسب الانتاج قد انخفضت بنسب كبيرة لو اخذنا الواقع التطبيقي ومستوى الانتاج داخل الشركة فهذا الانخفاض يعود الى أسباب عدة. وهذه الأسباب متعلقة بالغاء نظام الحوافز خصوصا بعد التغيرات التي طرأت على الاوضاع السياسية التي مر بها العراق وتحديداً من الفترة ما بين 2003- 2008 حيث ان عدم الاستقرار الأوضاع الأمنية التي توفر للعامل المناخ الملائم لممارسة عمله على اتم وأحسن وجه. اضيف الى ذلك الانقطاع المستمرة للتيار الكهربائي التي من شانها إرباك وتأخير العمل داخل الشركة هذا بالإضافة الى تقليل من ساعات العمل حيث كان النظام السائد للدوام في الشركة تصل الى ثمان ساعات وعلى ثلاث وجبات عمل وبسبب الاوضاع الامنية الغير مستقرة في البلد تم تقليص ساعات العمل الى ستة ساعات على وجبتي عمل وبإضافة الى ذلك غياب نظام الحوافز والمكافأة التشجيعية للعمال.

فلو اخذنا على سبيل المثال الإنتاج بين عام 2002 وعام 2005 نجد ان هنالك تفاوت كبير بالكميات الانتاجية.

ففي عام 2002 كانت نسبة الانتاج المتحقق مقارنة بالإنتاج المخطط حوالي 105 % اما بالنسبة لعام 2004 كان نسبة الإنتاج المخطط حوالي 29 % واذا قارنّا بين الإنتاج لعام 2002،2004 وجد ان نسبة التطور هي (-18).

ومن خلال معرفتنا لهذه الشركة العتيدة التقينا بالسيد عبد الحسن عبد الجليل (مدير اعلام الشركة) الذي حدثنا عن معوقات العمل وتطور الانتاج والمعاناة بالنسبة للموظفين في الشركة قائلا: نحن نرحب بلقائكم معنا لننقل لكم معاناة الموظفين في الشركة كي يسمعها المسئولين في الدولة من خلالكم كوسائل اعلام فالكل يعرف عند زيارته لمحافظة واسط ويسال أي مواطن بسيط كان او مثقف سوف يقول لك حول معالم المحافظة ( سدة الكوت وشركة واسط للصناعات النسيجية).

واوضح عبد الجليل، شركة واسط هي المتنفس الوحيد للمحافظة لاستيعابها لعدد كبير من التشغيليين وسد رمق عيش الاف العوائل حيث يعمل هنا اكثر من (5000 ) عامل، ولا ابالغ ان قلت ان انتاج الشركة كان يسد الحاجة المحلية من الالبسة المحاكة والمنسوجة، واوضح ان في الفترة الاخيرة تعاني الشركة من معوقات كنقص المواد الاحتياطية والفائض الكبير من العمالة ولرجوع عدد كبير من الموظفين، حوالي 2200 موظف كانوا من المفصولين السياسيين ورجعوا للخدمة مما اثر سلباً على انتاج الشركة حيث اغلب العائدين للعمل من كبار السن.

كما أشار الى عدم دعم الدولة للشركة في توفير الموارد المادية والاولية وذلك لقدم المكائن كون اغلب المكائن تعاني من الاندثار مؤكدا ان اغلبها عملت منذ بداية الستينات وكذلك انقطاع التيار الكهربائي المستمر بالاضافة الى رفع الحواجز عن المنتسبن وعدم دعمهم ماديا.

ثم تجولنا مع الاستاذ عبد الحسن مدير الاعلام والتقينا بالاستاذ المهندس محمد زياد عبيد (معاون المدير العام للشركة) فتحدث قائلاً عن مشاكل العمل: من اهم مشاكلنا ايقاف الدعم الحكومي املا ًعلى امل وكفلسفة خاصة من الحكومة الجديدة لتحويل القطاع العام وبالتحديد الشركات من القطاع الاشتراكي الى قطاع السوق الحرة وذلك عن طريق جذب رؤوس الاموال العربية والاجنبية لاستثمارها في تلك الشركات.

 واضاف المهندس محمد، لم يحصل هذا لحد الان بسبب الظروف الامنية التي يمر بها البلد، وبسبب تضاؤل الدعم الحكومي فقدت الشركة القدرة على تأهيل مكائن ومعدات مصانعها بسبب توقف السيولة النقدية.. في غضون ذلك اكد الاستاذ فقدان الشركة المنافسة للبضائع المماثلة المحلية.

من جانبه قال المهندس السيد ياسر نعمة الياسري (مدير مصنع النسيج): كانت هذه المؤسسة تعمل 24 ساعة في اليوم، لها خدمة كبيرة للمحافظة على المستوى الزراعي والمرافق الاخرى للتصنيع. واضاف السيد الياسري، كانت الشركة الممول الرئيسي لوزارة الدفاع والداخلية وكانت تعتمد على الإمكانيات الذاتية من خلال دعم الدولة للمنتوج الوطني واوضح ان الشركة لها قوانين لحماية المنتوج الوطني، والان الشركة بعد احداث 2003 مرت بظروف صعبة لتخاذل المكائن القديمة والتخصصات القليلة بالنسبة لحالتها وكشف على التضخم من الموظفين لا يستوعب الشركة مضيفا انما الحل بفتح مشاريع جديدة لاستغلال الكادر واعادة التوزيع واضاف المهندس تمنياتي في المستقبل باشراقة جديدة للعراق من اجل بناء دولة العراق من خلال الكفاءات المخلصة من العراقيين.

المهندس محسن ناصر(مدير قسم النسيج) قال: انتاج القسم مقارنة بالسابق 25 % وسبب ذلك التدني هو قلة المواد الاولية وعدم وجود تفعيل لقوانين العمل وخاصة الرواتب والمخصصات.

اضاف المهندس محسن الالتزام بالعمل جيد من قبل الموظفين وهناك ضوابط والتزامات واكد على ان من بين المشكلات منها الاجازات المرتبة تسبب ارباك في العمل واوضح ان عدد مكائن النسيج 450 ماكنة تعمل بوجبتين صباحا ومساءاً وطلبنا منه ان يتجول معنا استجاب لنا بكل ترحيب وخرج من غرفته واستطلعنا على ما يتعلق بالعمل.

السيد صادق شمال حبيب (مسؤول فني في قسم النسيج) تحدث قائلا ،ًنحن نعاني من عدم توفر المواد الاحتياطية وتوقف العمل بسبب عدم وجود الاقطان ومشكلة الرواتب وهي معاناة كل شهر اما الفروقات المالية فلحد الان لم توزع كمستحقات يجب اليفاء بها للعاملين.

الموظف عمار هادي يعمل من الساعة 7 صباحا ًالى الساعة الثانية ظهرا ًيشكو ايضا ًمن عدم توفير المواد الاولية ومشكلة الرواتب ويعاني من تأخير الرواتب كما بين كريم محسن بدن (موظف) في النسيج هناك في الشركة معاناة كالرواتب وقوانين العمل ونحن لا نعرف على التمويل الذاتي ام على المالية، كما اشار على المكائن نحن اقدم شركة نطالب لهذه الصناعة الحيوية كشركة انتاجية في غضون ذلك تمت حماية الشركة من قبلنا كموظفين اثناء سقوط النظام البائد وتطوعنا بتلك الظروف الصعبة من اجل حماية الشركة.

ربيعة كاظم عنبر، قالت انا وزوجي ابو سجاد، نعمل في معمل النسيج منذ اكثر من 19 عاما وتحدثت لنا عن قصة كفاحها وأنها مما كانت تتقاضاه من راتب زوَّجَتْ اخوانها وابنائها وتخرجوا من الكليات واصبحوا من بُناة المجتمع.

فائزة كاظم محمد (معاون مدير الحياكة ومسؤولة خط انتاجي) قالت عن نوعيات الانتاج، يتم خياطة قاط الطفل من فصال (اكرنك) وفانيلة وشورت رجالي وكذلك نعمل بعقود من وزارة الداخلية لملابس رجالية وملابس عسكرية لكننا نعاني من نقص المكائن ومواد الستايل ونوعية الخيوط ونقص التبريد في فصل الصيف وكذلك التدفأة في الشتاء.. لكن الدوام مستمر بشكل جيد من قبل الموظفين كافة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/تشرين الثاني/2008 - 20/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م