البرامج الجنسية وتأثيرها المباشر في النشأة والنضوج

تهديدات جدّية تواجه شريحة المراهقين في العالم

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يعد علماء النفس والسلوك فترة المراهقة التي يمر بها الإنسان في مقتبل العمر من اشد المراحل حراجة وخطورة.

ولكون فترة المراهقة تُصنَّف كمرحلة انتقالية تفصل بين مرحلتي الطفولة والنضوج, يتخللها سلوكيات طارئة ومقلقة للمراهق بسبب المتغيرات العضوية والجسدية في تلك المرحلة.

حيث تؤكد الدراسات ان البيئة المحيطة تكون ذات تأثير مباشر في تصرفات المراهقين ونشأتهم، بشكل ايجابي او سلبي حسب طبيعة ما يحيط بهم.

ويؤكد عدد من باحثين في دراسة اجريت مؤخرا إن مشاهدة بعض برامج الترفيه لها تأثير سيء في فترة المراهقة.

وقالت الدراسة إن بعض برامج الترفيه تدفع المراهقات اللاتي يشاهدن البرامج الجنسية إلى الحمل في سن صغير كما تدفع الاطفال الذين يقضون أوقاتهم في ألعاب الفيديو العنيفة إلى السلوك العنيف. بحسب (رويترز).

وقال باحثون في منظمة (راند) RAND البحثية إن دراستهم التي استمرت ثلاث سنوات هي الاولى التي تربط بين مشاهدة برامج التلفزيون الاباحية والسلوك الجنسي للمراهقين الذي يتسم بالتهور.

وذكرت أنيتا تشاندرا وهي باحثة في علم السلوك قادت البحث في (راند) وهي منظمة بحثية لا تسعى للربح "تشير نتائجنا إلى أن التلفزيون قد يكون له دور بارز في ارتفاع معدلات الحمل أثناء فترة المراهقة في الولايات المتحدة."

ونصحت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة (بدياتريكس) Pediatrics الطبية البرامج التلفزيونية بأن تقدم صورا أكثر واقعية لعواقب الجنس وأن يحد الاباء من مشاهدة أبنائهم للبرامج الاباحية.

وزادت دراسة ثانية نشرت في نفس المجلة من دلائل موجودة تشير إلى أن قضاء الوقت في ألعاب الفيديو العنيفة يؤدي إلى زيادة السلوك العنيف بين المراهقين.

والاكثار من ألعاب الفيديو سلوك عالمي بين المراهقين لكن يصل متوسط الساعات التي يقضيها الاطفال الامريكيون أمام ألعاب الفيديو الى 13 ساعة في الاسبوع.

زيادة متزامنة في مشاهدة التلفزيون واستخدام الانترنت

كما اشارت شركة نيلسن في تقرير ان حوالي ثلث كل استخدام الانترنت في المنازل الامريكية يحدث خلال مشاهدة مستخدم الانترنت للتلفزيون بما يشير الى ان الاعلام القديم والجديد غالبا ما يتقاسمان الانتباه ولا يتنافسان عليه. بحسب(رويترز)

وفي واقع الامر وجدت الدراسة ان مستخدمي الانترنت بكثافة هم بين اكثر الناس مشاهدة للتلفزيون حيث يقضون امامه اكثر من 250 دقيقة يوميا مقارنة مع 220 دقيقة مشاهدة للتلفزيون من جانب الاشخاص الذين لا يستخدمون الانترنت.

وتعد هذه النتائج انباء طيبة فيما يبدو لمحطات التلفزيون التي تشعر بقلق من ان تخطف الانترنت المشاهدين ومعهم اموال الاعلانات. كما تساعد ايضا في تفسير المفارقة الواضحة بين اجمالي الزيادة في مشاهدة التلفزيون والشعبية المتزايدة للوسيلة الجديدة.

وقال جاري هولمز المتحدث باسم نيلسن "استخدام التلفزيون وصل الى اعلى مستوى له ومع ذلك هناك عدد اكبر من الناس يستخدمون الانترنت واينما يمضي الوقت وجزء من تفسير ذلك هو ان هذا يحدث بالتزامن".

واستند هذا التقرير وهو الاول من نوعه الذي تقدمه ادارة القياس الاعلامي لنيلسن الى عينة تضم ثلاثة الاف شخص في اكثر من الف منزل.

وقال هولمز ان الدراسة لا تميز بين انماط استخدام الانترنت الذي يستخدمه مشاهدو التلفزيون في نفس الوقت بالرغم من ان معظم الاستخدام الشعبي للانترنت في المعتاد يتمثل في البحث على الشبكة والبريد الالكتروني والانماط الاخرى للاتصالات النصية بالاضافة الى التسوق.

وقال ان استخدام الانترنت بشكل عام يتزايد بقفزات حيث ارتفع بنسبة 9 في المئة خلال عام.

لكن المشاهدة التلفزيونية في المتوسط مازالت تتفوق على استخدام الانترنت في المنزل  127 ساعة مقابل 26 ساعة شهريا بين اولئك الذين يستخدمون الانترنت في حين تبلغ نصيب "مشاهدة" الفيديو على الانترنت ساعتين و 19 دقيقة فقط. وكمجموعة تعد الفتيات المراهقات اكثر ترجيحا لاستخدام الفيديو عبر الانترنت بنسبة 82 في المئة.

المراهقون عرضة للإساءة خلال علاقاتهم الجنسية المبكرة

وتشير دراسة حديثة تناولت السلوك الجنسي للمراهقين في الولايات المتحدة أن نسبة كبيرة منهم، وخاصة في صفوف الفتيات، يصبحون عرضة للاستغلال وإساءة المعاملة خلال العلاقات، وترتفع هذه النسبة لدى من كان قد عرف تجارب جنسية في عمر مبكر. بحسب(CNN).

وقال 69 في المائة من المراهقين الذين مارسوا الجنس قبل بلوغ سن 14 عاماً أنهم تعرضوا لشكل من أشكال الإساءة خلال العلاقة، وقد شكلت الإساءة الجسدية ثلث الحالات، وفقاً لمسح أعده مركز أبحاث المراهقين المفتوحة الذي حذّر من أن الأهل غالباً ما يجهلون المشاكل التي يتعرض لها أولادهم في هذا الإطار.

وذكر 10 في المائة من المراهقين أنهم أقاموا علاقة جنسية قبل بلوغهم الـ14 عاماً، في حين قال 20 في المائة أنهم أقاموا هذه العلاقة عندما بلغوا 15 أو 16 عاماً.

وأكد 20 في المائة ممن دخلوا في علاقة غرامية في سن 13 أو 14 عاماً أنهم يعرفون أقراناً لهم تعرضوا لعنف ناجم عن "نوبة غضب" الصديق أو الصديقة، في حين أكد 62 في المائة منهم أن أصدقاء لهم تعرضوا لشتائم خلال العلاقة، مثل "غبي" و"نكرة" و"قبيح" من قبل الطرف الآخر.

وقالت جين راندل، مديرة مؤسسة "ليز كليبورن،" التي عملت على المسح لصالح "مركز مساعدة المراهقين من ضحايا الاستغلال،" إن الأمر الذي يجعل هذه الأرقام خطيرة للغاية هو: "حقيقة أن الإساءة والعنف في العلاقات العاطفية يبدأ في هذه السن المبكرة."

وقال البحث إن ثلثي أولياء الأمور أكدوا معرفة كل ما يحصل لأولادهم أو معظمه، في حين أشار 51 في المائة من الأولاد فقط إلى أن ذويهم يعرفون عنهم كل التفاصيل، الأمر الذي دفع راندل للقول: "ليس لدى الأهل أدنى فكرة عمّا يحصل."

واحدة بين كل 4 مراهقات امريكيات مصابة بمرض جنسي

 في تطور خطير أذهلت دراسة فدرالية هي الأولى من نوعها، بعض خبراء صحة المراهقين، عندما كشفت أن مراهقة من بين كل أربع مراهقات أمريكيات تعاني من مرض جنسي جراء انتقاله إليها.

وقال بعض الأطباء إن الأرقام قد تكون انعكاساً لمنهج تعليم الامتناع عن الجنس، وشعور المراهقات بأنهن غير معرضات للإصابة بالأمراض.

ولأن بعض الالتهابات المتناقلة جنسياً قد تسبب العقم والسرطان، فقد طالب مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة بفحوص ولقاحات وحماية أفضل، وفقاً للأسوشيتد برس.

لم تعترف سوى نصف الفتيات بممارسة الجنس، واعتبرت بعض المراهقات أن الجنس هو فقط الجماع، ولكن قد تنقل الأنواع الأخرى من التصرفات الحميمة، كالجنس الفموي، بعض الأمراض الأخرى.

ومن اللاتي اعترفن بممارسة الجنس، كانت النسبة مخيفة أكثر، إذ إن نحو 40 في المائة منهن كن مصابات بمرض متناقل جنسياً.

ووجد باحثون في المركز القومي للتحكم بالأمراض والوقاية منها، أن النسبة الإجمالية للأمراض المتناقلة جنسياً، بين الطالبات الـ838، بلغت 26 في المائة، والتي تترجم إلى أكثر من 3 ملايين فتاة على مستوى الأمة.

قالت سيسيل ريشتاردز، رئيسة الاتحاد الأمريكي لتنظيم الأسرة، إن الدراسة تظهر بأن "السياسة الوطنية للترويج لبرامج الامتناع عن الجنس هي (عبارة عن) فشل بقيمة 1.5 مليار دولار، والمراهقات هن من يدفعن الثمن الحقيقي."

يذكر أن ادعاءات مماثلة ظهرت العام الماضي عندما أعلنت الحكومة أن نسبة ولادات المراهقات ارتفعت بين العامي 2005 و2006، وهو أول ارتفاع منذ 15 سنة.

واعتمدت دراسة الدكتور سارة فورهان، وهي باحثة في المركز الأمريكي للتحكم بالأمراض والوقاية منها، على بيانات أقدم بقليل، وتضمنت تحليل لملفات وطنية تمثل فتيات من أعمار 14 إلى 19، كن شاركن في مسح صحي حكومي للعام 2003-2004.

وأهم الأمراض الجنسية التي تصيب المراهقات: "فيروس الورم الحليمي البشري"، يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، وبلغت نسبة المصابات به 18 في المائة من الطالبات، و"كلاميديا"، الذي أصاب 4 في المائة، و"داء المشعرات"، الذي أصاب 2.5 في المائة، و"القوباء التناسلية"، التي أصابت 2 في المائة من الطالبات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/تشرين الثاني/2008 - 20/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م