جريدة الشرق الأوسط وتسييس الاختلاف الطائفي

الحكومة السعودية دعوة لترجمة مؤتمرات الحوار على أرض الواقع

علي الطالقاني

مع تصاعد أزمة الصراع الطائفي التي  فجرها السلفيون في الكويت، وتهديدهم لرئيس الحكومة ناصر ألمحمد بطلب استجواب الاثنين، في حال بقي الخطيب الشهير السيد محمد باقر الفالي على أرض الكويت، تصاعدت ايضا أصوات وسائل الإعلام التي اخذت تصب الزيت على النار وتشعل لهيب الصراع بين الشيعة والسنة استكمالا لما بدأه الشيخ القرضاوي من قبل.

 وعلى ما يبدو فأن وسائل الإعلام العربية كجريدة الشرق الأوسط ساهمت اليوم في تأجيج أزمة السيد الفالي، عندما كتب طارق الحميد مقالا على صفحة الآراء بتاريخ 17/11/2008، يتحدث فيه عن شخصية السيد محمد باقر الفالي متهما إياه برجل الدين الإيراني ومن خلال هذا الموضوع نريد الإشارة إلى مغالطات وقع فيها الكتاب طارق الحميد من بين هذه المغالطات.

- أن السيد الفالي هو عراقي وليس أيراني كما انه ولد في مدينة كربلاء نهاية الخمسينيات ولو أردنا تتبع أصوله نجده ينتسب إلى أهل البيت عليهم السلام.

- من بين المغالطات الأخرى التي وقع بها الكاتب عندما أدخل السيد الفالي بخانة السياسة علما أن الفالي بعيد كل البعد عن السياسة والتدخل في شؤونها وعلى ما أذكر جالسته مرة وتحدثت معه عن المعترك الطائفي في العراق نهاية العام 2006 وقال لي " أني لا أعرف بهذه الأمور ولا يمكنني أن أتدخل بها لعدم معرفتي بالسياسة.

أما ما ذكره الكاتب بخصوص مشكلة السلفيين مع رئيس الوزراء الكويتي فهذه المشكلة لم تكن في صلب الموضوع فأصل المشكلة هي إنهاء الوجود الشيعي من الكويت حتى وأن دعت الضرورة إلى استجواب أي طرف حكومي.

هذا المقال الذي كتبه رئيس تحرير الشرق الأوسط وأمثاله يؤكد ان بعض  وسائل الإعلام العربي لها دور بارز في تأجيج الوضع الطائفي والسياسي ونشر الكراهية وتأجيج الأحقاد في مجتمع مسالم.

يقول الحميد في مقاله " أن محاولات الاختراق الإيرانية لدول المنطقة واقع، وتشكل خطرا على دولنا وأمننا، وتهدد بجرنا إلى كارثة طائفية لا نحتملها، وهذا ما يجعل العقلاء في حيرة حيال اتخاذ مواقف في أزمات من هذا النوع.وهذا كلام طارق الحميد. حسب تصوري أن الحميد كتب المقال لعدة أسباب منها:

الأول: الفراغ الفكري لديه وأن الجريدة بحاجة إلى موضوع بخصوص أزمة الفالي.

الثاني: الانتماء السياسي لطارق الحميد الذي يحتم عليه نشر أفكاره السياسية

الثالث: عدم معرفة الكاتب بالمعايير الدينية التي تحتم على الأفراد قول الحقيقة الدينية والتاريخية

ربما أنا أتفق مع السيد طارق الحميد بعدة مفاهيم منها تسييس الاختلاف الطائفي أمر خطير لكنه الحميد خلط الأوراق عندما  ادخل السيد الفالي في الصراع الإقليمي في المنطقة مع العلم إن السيد الفالي لا يرتبط إطلاقا بالحكومة الإيرانية بل تحسبه الأخيرة معارضا لها ولولاية الفقيه وقد دخل السجن بسبب ذلك هو وإخوته ومجموعة من أصدقائه وصودرت أملاكهم.. فالفالي رجل دين لا علاقة له مطلقا بالسياسة ولكن البعض أراد تسييس القضية تحقيقا لإغراض أخرى..

كما نرى أن على الحكومة السعودية أن تكون دقيقة وحذرة فيمن ينشر أفكار الحقد والتأزيم والكراهية على وسائل إعلام تحصل على دعم منها، خاصة أن الحكومة السعودية أخذت تتبنى الدعوة إلى عقد مؤتمرات للحوار إلى الأديان ونشر ثقافة التسامح والمحبة والتصالح. فالأولى أن تنشر الحكومة السعودية هذه المفاهيم الخيرة على وسائل إعلامها، وان تساهم في ترسيخها محليا وإقليميا بالدرجة الأولى.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/تشرين الثاني/2008 - 18/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م