اسرار اللعبة السياسية وفرصة الناخب العراقي

عباس يوسف ال ماجد

كما هو معروف لدى الجميع ان لكل حزب سياسي خططا وتطلعات ومبادىء يستند عليها في خوضه المعركة الانتخابية، فمنهم من يذهب الى الترغيب المادي والوعود الوردية ومنهم من يسلط الضغط العشائري والاسري للحصول على اكبر عدد من الاصوات، ومنهم من يسلك طرق العاطفة او التأثير الطائفي.

 لكن يبقى السؤال الذي يطفوا دائما فوق صفيح بارد،ماذا سيقول الناخب العراقي،الناخب الذي قد تشبع بالوعود والبالونات وسئم البطالة وقلة الخدمات،هل سيكون رأيه لصالحه الشخصي ام للعمومية حصة منه؟

اجرت بعض منظمات المجتمع المدني استبيان حول وضع وصورة المرحلة السياسية المقبلة في العراق، وقد جاءت نتائجها الى تردد بعض الناخبين في الادلاء بصوتهم في الانتخابات القادمة، وقد رجح بعضهم صعود الوجوه المستقلة واصحاب الكفاءات،بينما فضل قسم اخر الابقاء على رأيه السابق في اختيار القوائم التي تمثله طائفيا، وبالرغم من تلك النتائج فلا بد لنا من الوقوف بدقة على اسباب وسبل معالجة الذات لدى الناخب،فالناخب لايثبت على رأي معين بل يتمتع بتغيير المواقف،نظرا لتغير مواقف الاحزاب من جهة او لتولد نظرة جديدة حول كيان معين.

 ولو اخذنا تجربة الاحزاب في العالم ودورها في اقناع الناخب لوجدنا اننا بحاجة الى اعادة بلورة الافكار والرؤى لدى السياسي العراقي،ففي امريكا تجد ان ثقل الشارع يصب على الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويستطيع الناخب ان يميز اختياره بناء على عمل ودور الحزب الحاكم في ادارة البلاد من الناحية الاقتصادية والتقدم في مجال السياسة الخارجية، ولو عدنا الى المربع الاول وراجعنا بعض الامور السلبية التي رافقت الانتخابات عام 2004 لوجدنا ان الناخب يجهل حقا لمن سيصوت،فالمهم انه سيصوت ويتحدى الارهاب.

 وتعتبر نظرية تحدى الرد لفعل مسبق بمثابة قناعة اقوى من رد الفعل، فالشخص الذي يفقد صديقا او اخا نتيجة الاعمال الدموية السابقة،سيتولد لديه قناعة تامة بأن الادلاء بصوته لاي كتلة  او كيان سيخلصه من الوضع السابق.

 وتتكهن الاوساط والمنظمات المدنية بحدوث خطط وتكتيكات جديدة لكسب الصوت،منها استخدام الاسماء البارزة والتي تتمتع بثقل عشائري او اجتماعي،وكذلك استخدام القوائم ذات الصبغة المستقلة،وقد لجىء بعض المرشحين الى استمالة النخبة الشابة  عبر دعم الشباب ماديا ومعنويا وثقافيا، ولايستغرب احد من ان بعض الكتل قد اعطت وعودا مسبقة لجمهورها بمكاسب وظيفية حال فوزها في الاستحقاق الانتخابي المقبل،قبل ذلك وذاك نقول ان المواطن العراقي ممن بلغ الثامنة عشرة فوق سيرسم صورة اللوحة القادمة،فهل ستكون لوحة تشكيلية؟،ام لوحة بلا لون وطعم ورائحة.

abbasmajedy@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/تشرين الثاني/2008 - 17/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م