امريكا وايران: افتتاح عهد اوباما بالتهديد المتبادَل وإظهار العداوة والكره

شبكة النبأ: ما ان تغيرت الريح السياسية، وتبدل لون البيت الابيض وقاطنيه، فأختلط الاسود بالابيض، حتى شرع العالم أجمع نوافذ انتظارا منه للسياسة القادمة، وأملا في التغيير العالمي، لدفة الحرب التي شرعتها الولايات المتحدة، وفتحت بابها دون هوادة.

اليوم يترتقب المجتمع الدولي، إلى القضايا المهمة التي علقتها الادارة السابقة، ورمت بثقل رحلتها الطويلة في البيت الابيض، على كاهل الادارة الجديد، لتجد الاخيرة نفسها في مأزق واضح ومسؤولية كبيرة. فكيف سيكون تعاملها مع الملف النووي الايراني، ومصير الجيش الامريكي في العراق.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير الخاص عن فوز المرشح الديموقراطي في الانتخابات الامريكية، وكيفية تطور العلاقات الامريكية الايرانية وماهو موقفه حيال المشروع النووي الايراني، وترقب الشارع الدولي لذلك:

أوباما يتلقى تهديدات وتحذيرات من ايران بعد فوزه

حذرت ايران القوات الامريكية في العراق من أنها سترد على أي انتهاك للاجواء الايرانية وهي رسالة قال محللون انها موجهة على ما يبدو للرئيس الامريكي المنتخب الجديد أكثر من القوات الامريكية.

وجاء بيان الجيش الايراني الذي نقله الراديو الايراني في أعقاب غارة عبر الحدود للقوات الامريكية على سوريا الشهر الماضي وهي خطوة أدانتها دمشق وطهران.

غير أن سياسيا ايرانيا قال ان توقيت الرسالة يشير الى أنها موجهة لباراك أوباما الذي فاز في الانتخابات أكثر من الجيش الامريكي وربما تعكس قلق المتشددين في ايران الذين زادوا قوة في المواجهة مع واشنطن. بحسب رويترز.

وقال أوباما انه سيشدد العقوبات على ايران لكنه عرض أيضا امكانية اجراء محادثات مباشرة لتسوية الخلافات التي تشمل نزاعا بشأن الطموحات النووية لطهران.

ونقل الراديو عن بيان الجيش قوله: يفيد البيان بأن في الاونة الاخيرة رصدت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش الامريكي تحلق على بعد مسافة صغيرة من الحدود العراقية مع ايران وبسبب القرب من الحدود فان خطر انتهاكها للحدود الايرانية محتمل.

واتهمت واشنطن التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع طهران منذ عام 1980 ايران بتمويل المسلحين في العراق وامدادهم بالعتاد وتدريبهم. وتنفي ايران ذلك وتقول ان عدم الاستقرار هو نتيجة وجود القوات الامريكية التي يتعين أن تغادر العراق.

وقال سياسي ايراني رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع: هذه رسالة واضحة للرئيس الامريكي المنتخب نظرا لان الراديكاليين ليسوا سعداء كثيرا بانتخاب أوباما.

وعبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عن الامل في ان ينأى اوباما بنفسه عن سياسات الرئيس جورج بوش.

وقال متكي في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية: انتخاب اوباما كرئيس لامريكا هو علامة واضحة على رغبة الشعب الامريكي في تغيير جوهري في سياسات امريكا المحلية والخارجية.

وأوباما مثله في ذلك مثل بوش لم يستبعد عملا عسكريا على الرغم من أنه انتقد الادارة الامريكية المنقضية ولايتها بسبب عدم السعي لمزيد من الدبلوماسية واجراء حوار مع ايران.

وقال علي اغا محمدي أحد المقربين للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي: التغيير في الشخصيات السياسية ليس مهما بحد ذاته. فالمهم أكثر هو تغيير في السياسة الامريكية.

وقالت منى ساريمي (22 عاما) وهي طالبة: امل في أن تتحسن علاقاتنا مع ( أمريكا) حيث تحدث أوباما عن مفاوضات مباشرة مع ايران.

ايران بحاجة إلى رسائل حسن نيّة من واشنطن

وانتقدت ايران على لسان علي لاريجاني رئيس البرلمان تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما بشأن البرنامج النووي الايراني، والتي قال فيها انه ليس من المقبول ان تطور ايران برنامجا نوويا حربيا.

وقال لاريجاني، وهو المسؤول السابق عن ادارة الملف النووي الايراني، ان تصريحات أوباما تدلل على اتباع نفس السياسة الخاطئة التي كانت متبعة في الماضي. بحسب رويترز.

واضاف لاريجاني في رده على سؤال حول تصريحات أوباما التي ادلى بها أنه: اذا رغبت الولايات المتحدة في تغيير موقفها في المنقطة فينبغي علهيا ان ترسل اشارات طيبة.

وكان أوباما قد قال خلال المؤتمر المؤتمر الصحفي الذي عقده في شيكاغو ان: تطوير ايران سلاحا نوويا هو شيء غير مقبول، ودعمها للمنظمات الإرهابية يجب أن يتوقف.

وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب أثناء حملته الانتخابية بفتح حوار غير مشروط مع إيران بخصوص برنامجها النووي، فيما عُد تغييرا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية.

وردا على سؤال حول رسالة تهنئة بانتخابه أرسلها له الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهي أول رسالة من نوعها يتلقاها رئيس أمريكي من زعيم إيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979، قال أوباما إنه سيدرس الرسالة ويرد عليها بالشكل المناسب.

وكان الرئيس الايراني قد دعا في رسالته التي هنأ فيها اوباما بالفوز الى تغييرات عادلة واساسية في السياسات الامريكية في المنطقة.

دعوة ايران لاوباما بتغيير سياسات بلاده

وقال أحمدي نجاد لأوباما في بيان نشرته الوكالة: اهنأك لحصولك على اغلبية الاصوات.. وآمل ان تفضل المصالح العامة الحقيقية والانصاف على مطالب لا نهاية لها من قلة أنانية.

وقال مسؤولون ايرانيون ان فوز أوباما في الانتخابات يكشف عن رغبة الشعب الامريكي في حدوث تغيير جوهري في السياسة الداخلية والخارجية عن سياسات الرئيس جورج بوش الذي وصف ايران بانها جزء من محور للشر. بحسب رويترز.

وقال أحمدي نجاد: الامة الايرانية العظيمة ترحب بحدوث تغييرات حقيقية وجوهرية وعادلة في سياسات الولايات المتحدة وسلوكها خاصة في منطقة الشرق الاوسط .

وقطعت طهران وواشنطن العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد وقت قصير من اندلاع الثورة الاسلامية في ايران والتي اطاحت بحكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة.

ودخل البلدان منذ ذلك الحين في خلافات بشان عدة قضايا منها البرنامج النووي لايران الذي تصفه واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون بانه ستار لبناء قنابل نووية. وتصر ايران على ان الهدف منه هو توليد الكهرباء.

واتهمت واشنطن ايران بتمويل وتدريب ميليشيات في العراق وامدادها بالعتاد. وتنفي ايران هذا وتقول ان انعدام الامن ناجم عن وجود القوات الامريكية التي يجب ان تنسحب من العراق.

وقال أحمدي نجاد انه يأمل ان يضع أوباما نهاية لسياسات الولايات المتحدة: الموجهة نحو الحروب. واضاف، تتوقع دول اخرى تغييرا في السياسات الموجهة نحو الحرب والاحتلال والترهيب...وفرض سياسات تمييزية عليها الى سلوك يشجع على الاحترام...وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى.

وقال أوباما انه سيفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران لكنه أبقى على امكانية اجراء محادثات مباشرة لحل الخلافات ومن بينها نزاع طهران مع الغرب بشأن برنامجها النووي.

وحذا أوباما حذو الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش في عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية ضد ايران لكنه انتقد الادارة الامريكية المنتهية ولايتها لانها لم تسع بصورة اكبر الى الدبلوماسية والحوار مع ايران.

وذكرت وكالة مهر الايرانية للانباء ان اية ‌الله قربان علي دري نجف‌ ابادي المدعي العام في ايران دعا أوباما الى اظهار حسن النوايا ورفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية.

وقال: يمكن لباراك أوباما اظهار نيته الحسنة للشعب الايراني من خلال رفع العقوبات الجائرة التي فرضتها الحكومة السابقة على ايران.

ونقلت الوكالة عنه قوله: طلب الصفح وابداء الندم على أفعال الحكومة الامريكية السابقة من الممكن أن يؤدي الى صفح الشعب الايراني.

المرشد الاعلى لإيران يقول ان كراهية ايران لأمريكا عميقة

من جهة اخرى قال الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي أن كراهية ايران للولايات المتحدة عميقة، وهو تصريح قال محللون انه يضع حداً لأي نقاش بشأن تحسين العلاقات بين البلدين قبل انتخابات الرئاسة الامريكية بأيام.

وكان تصريح واشنطن بأنها تدرس فتح مكتب دبلوماسي في طهران شجع النقاش بشأن العلاقات. بحسب رويترز.

ولا ترتبط واشنطن بعلاقات مع ايران منذ 30 عاما وهي الان تخوض نزاعا مع ايران بشأن طموحاتها النووية. لكن بعض المعلقين الامريكيين يقولون ان أي ادارة أمريكية جديدة ينبغي أن تطوي صفحة الماضي وتتحاور مع ايران لتسوية هذا النزاع وغيره.

وفي ايران يواجه المسؤولون اسئلة متواترة بشأن ما اذا كانوا سيسمحون لواشنطن باقامة مكتب لرعاية مصالحها وما اذا كانت السلطات ستقبل طلب منظمة غير حكومية ايرانية أمريكية فتح مكتب لها في ايران.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي صاحب القول الفصل في جميع شؤون الدولة قوله: هذا النزاع (مع أمريكا) يتجاوز مجرد خلافات في الرأي بشأن بضع قضايا سياسية.

وأضاف التلفزيون: وقال ان كراهية الشعب الايراني لامريكا عميقة مضيفا أن السبب في ذلك هو المؤامرات المختلفة التي دبرتها الحكومة الامريكية ضد ايران دولة وشعبا على مدى السنوات الخمسين الاخيرة.

وقال محلل: ما يفعله في واقع الامر هو وضع حد لنقاش يجرى في البلاد حركته فكرة فتح مكتب لرعاية المصالح الامريكية واحتمال أن يؤدي الى تحسن في العلاقات.

وأضاف: ثانيا الايرانيون يراقبون الانتخابات الامريكية عن كثب وهذا يرسل رسالة واضحة للجميع تفيد بأنه أيا كان ما سيحدث فلن يكون له أي تأثير على الطريقة التي تنظر بها ايران الى الولايات المتحدة.

وذكر محلل ايراني اخر أن رسالة خامنئي موجهة أساسا للاستهلاك المحلي فيما يبدو لكنها قد توصل أيضا: للحكومة الامريكية المقبلة أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها اقامة علاقات مع ايران هي اجراء تغييرات جوهرية في السياسات.

حوار مرتقب بين أعضاء الكونغرس ونواب إيرانيين 

وأكد الرئيس الايراني نجاد خيبة آمال المحتلين في المنطقة في تحقيق آمالهم. حسب قوله. ونقلت وكالة الانباء الايرانية (إرنا) عن أحمدي نجاد قوله: لقد خاب آمال المحتلين في تحقيق اهدافهم في المنطقة وذلك بسبب صمود الشعب العراقي.

واضاف الرئيس الايراني لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس حزب الدعوة ابراهيم الجعفري ان: المحتلين حاولوا جاهدين اذلال الشعب العراقي حتى لا تتجرأ شعوب المنطقة بالتفكير في صون شرفها وكرامتها، مؤكدا أن الشعب العراقي اجتاز بصموده الظروف الصعبة وأذاق المحتلين طعم الهزيمة.

وأشار الى الاوضاع التي تمر بها المنطقة والعالم، مشددا أن ظروف المنطقة والعالم الاسلامي تتغير بسرعة بما يخدم مصالح شعوبنا، معتبرا الظروف الحالية فرصة استثنائية لكي يقدم العالم الاسلامي افكاره التي تخدم البشرية.

وأكد أحمدي نجاد أن الاقتصاد الامريكي يقف حاليا على حافة الانهيار وان الولايات المتحدة اضعف بكثير مما تحاول وسائل الاعلام الامريكية ان تظهره. بحسب د ب ا.

من جانب آخر كشف نائب ايراني بارز عن طلب مجموعة من اعضاء الكونغرس الامريكي اجراء حوار مع نواب البرلمان الايراني.

واكد المتحدث باسم هيئة الرئاسة في مجلس الشورى الاسلامي الايراني محسن كوهكن نبأ استلام طلب امريكي بهذا الخصوص قائلا ان: النواب سيتخذون القرار اللازم بهذا الشأن وذلك بعد دراسة مختلف ابعاده.

واشار كوهكن الذي كان يتحدث لوكالة الانباء الايرانية الى انه تم استلام هذا الطلب خلال مشاركة الوفد النيابي الايراني في الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي الذي عقد في الحادي عشر من الشهر الجاري في العاصمة الامريكية واشنطن.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي نفى في وقت سابق علمه بلقاء نواب من البرلمان الايراني مع اعضاء في الكونغرس الامريكي على هامش الاجتماع المذكور.

منظمات أهلية أمريكية وغزو وسائل الإعلام لإيران

من جهة ثانية قال وزير الداخلية الإيراني في تصريحات إن إيران سترفض أي طلب من المجلس الأمريكي الإيراني وهو منظمة غير حكومية يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له لفتح مكتب في الجمهورية الإسلامية.

وفي تحرك نادر قالت الولايات المتحدة هذا الشهر ان مكتب الرقابة على الاصول الخارجية التابع لوزارة الخزانة الامريكية منح المجلس الامريكي الإيراني الذي يتخذ من نيو جيرزي مقرا له تصريحا بالعمل في إيران. بحسب رويترز.

وقال مسؤول أمريكي إن القرار بالسماح لمنظمة أهلية بالذهاب إلى إيران جرت مراجعته بعناية داخل الحكومة الامريكية التي قطعت العلاقات مع إيران بعد الثورة الإسلامية في عام 1979 وتخوض الآن مواجهة مع طهران بشأن برنامجها النووي.

لكن وزير الداخلية الإيراني علي كردان وهو حليف للرئيس محمد أحمدي نجاد أوضح في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الإيرانية ان وزارته لن تمنح موافقتها.

ونقلت صحيفة كايهان اليومية عن كردان قوله: اذا تم تسليم مثل هذا الطلب الى وزارة الداخلية فانه بسبب مصلحة البلاد ... لن تصدر تصريحا.

وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تريد تشجيع التبادل الثقافي والتفاهم المشترك بين الشعبين الامريكي والايراني مع محاولة عزل النظام.

وكثيرا ما اتهمت ايران الولايات المتحدة باستخدام المثقفين واخرين داخل البلاد في تقويض الدولة الإسلامية من خلال الثورة المخملية في اشارة الى الاطاحة بالشيوعية بوسائل غير عنيفة في تشيكوسلوفاكيا في عام 1989 .

وتقول المنظمة الاهلية في موقعها على شبكة الانترنت انها تسعى لأن تكون عاملا في تغيير ايجابي في العلاقة بين الولايات المتحدة وايران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12/تشرين الثاني/2008 - 12/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م