
شبكة النبأ: في حين ترى الحكومات
العربية ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو المصدر الاساسي الاكثر
خطورة لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط إلا انه من المرجح أن تضعه
ادارة اوباما في ذيل اولوياتها بعد العراق وايران وافغانستان على
سبيل المثال.
بل ان الشرق الاوسط كله، يبدو انه سيأتي بعد مشاغل اوباما
الاكثر الحاحا في الداخل والتي تتمثل في تحفيز الاقتصاد والخروج من
مأزق الديون المتعثرة التي ساعدت على التسبب في أسوأ ازمة مالية
عالمية في 80 عاما. ما يجعل من كافة الاقطاب المختلفة الاتجاهات
قلقة من طريقة تعامل القادم الجديد على رأس اكبر دولة من حيث
التاثير في مجريات الاحداث في العالم.
ولكن حدوث تغير حقيقي في السياسة الامريكية في المنطقة سيتطلب
شهورا ان لم يكن سنوات حيث يتلمس أوباما طريقه وسط صراعات معقدة
تسببت فيها ادارة الرئيس جورج بوش التي تخرج من السلطة في كانون
الثاني القادم.
ويقول محللون ودبلوماسيون ان ادارة الرئيس الامريكي المنتخب
باراك أوباما القادمة ستتبنى نغمة جديدة تلقى ترحيبا مبكرا في
الشرق الأوسط تدعو للحوار والالتزام بتحرك متعدد الأطراف.
ويقول عز الدين شكري فيشر من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات
وهي مركز أبحاث مقره بروكسل "يجب على الناس (في الشرق الاوسط)
الاعتدال في توقعاتهم...اذا كانت توقعاتك هي التغيير الكامل فأنت
تجهز نفسك لخيبة أمل."
وقال وليد قزيها استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في
القاهرة ان طفولة أوباما غير العادية.. فهو من أب أفريقي وعاش في
اندونيسيا.. ستجعله أكثر تجاوبا مع المشاغل التي تشغل غير
الأمريكيين.
وتابع قائلا "الأرجح أن أسلوبه سيكون أكثر انسانية. وبينما كان
(المرشح الجمهوري للرئاسة جون) مكين متوترا وصداميا فان أوباما
أكثر انفتاحا."
وقال الاستاذ الجامعي المغربي مهدي المنجرة "يمكننا أن ننظر الى
(انتخاب أوباما) كتطور مؤكد لصالح السلام كهدف للبشرية كلها دون
تمييز على أساس العنصر أو الدين." لكنه استطرد قائلا " ولكن يجب
ألا نتوهم ونتوقع حدوث تغيير مؤثر في خطوة واحدة."
وقال بول سالم مدير مركز الشرق الاوسط التابع لمؤسسة كارنيجي في
بيروت ان أوباما كأول رئيس أمريكي أسود أحدث "تحولا ثقافيا رمزيا
أوليا."
وتابع قائلا "العلاقة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة
التي تحولت الى علاقة كريهة ومتوترة للغاية والتي تغيرت لمجرد أن
يكون لدينا شخص مثل أوباما في طريقه الى البيت الابيض."لكنه أضاف "فيما
يتعلق بالسياسات الفعلية.. لن تكون التغييرات سريعة جدا على الارجح."
العاهل السعودي يسعى لاستشعار سياسة
اوباما
ستكون امام العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يشعر بالقلق
بشأن اتجاه السياسة الامريكية في المنطقة فرصة لاستشعار توجهات
الرئيس الامريكي القادم باراك اوباما خلال زيارة يقوم بها للولايات
المتحدة الاسبوع المقبل.
ويشارك الملك عبد الله والوفد المرافق له في جلسات تعقد على
مدار يومين بالامم المتحدة في نيويورك عن "حوار الاديان" الذي
أطلقه هذا العام ثم يحضر قمة لزعماء عالميين في واشنطن بشأن الازمة
المالية العالمية.
وقال خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي ان الوفد سيبذل قصارى
جهده لتكوين فكرة عما سيكون عليه الرئيس الجديد لكن هذه الامور
تستغرق وقتا دائما. واتسم اتجاه اوباما خلال الحملة الانتخابية
بوعد بانهاء اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الاوسط في غضون
عشرة أعوام وفتح حوار مع ايران وخفض وجود القوات الامريكية في
العراق. بحسب رويترز.
وكل هذه الامور يمكن أن تزعج الزعامة السعودية التي تعتمد على
تحالف للنفط مقابل الامن مع الولايات المتحدة منذ الاربعينات نجا
من اضطرابات اقليمية وحافظ على وجود أسرة ال سعود في الحكم في
مواجهة كل الظروف.
ونمت رسالة تهنئة بعث بها الملك (85 عاما) الى اوباما (47 عاما)
عما يدور في ذهن الزعامة السعودية. وجاء في الرسالة "يطيب لنا في
هذه المناسبة أن نشيد بمتانة العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة
بين بلدينا الصديقين وما يتطلعان اليه من تحقيق السلام والعدل
وتوطيد الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وفي أنحاء العالم
كافة مؤكدين حرصنا على المضي قدماً في تعزيز هذه العلاقات في جميع
المجالات".
ولم تظهر وسائل الاعلام السعودية بوادر تذكر على تفضيل اي من
المرشحين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الطويلة.
ويقول دبلوماسيون في الرياض ان الحكام السعوديين كانوا يشعرون
بالارتياح مع الرئيس جورج بوش بناء على تاريخ من العلاقات الوثيقة
مع عائلة بوش والجمهوريين.
لكن شعار اوباما "تغيير نستطيع الايمان به" يمكن أن يؤدي الى
مجموعة من التغييرات في السياسات الخارجية قد تكون مزعجة للحكام
المحافظين الذين يشعرون بالريبة تجاه أي شيء يشير الى اختلاف عن
الماضي.
وقال كينت ف. مورز الخبير في سياسة الطاقة بجامعة دوكوينس
بالولايات المتحدة "تصوير اوباما كمرشح يدعو الى التغيير أزعجهم."
ووسعت النخبة الحاكمة السعودية في المجتمع الاسلامي المنغلق
تقليديا من نطاق علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع العالم الخارجي
باتجاه اسيا وروسيا مقللة من حجم اعتمادها التاريخي على حسن نوايا
واشنطن.
وقال جريج بريدي من مجموعة يوراسيا "احتمال حدوث توتر متصل
بسياسة الطاقة مبالغ فيه على الارجح... النزعة على المدى الطويل
ستكون تراجعا تدريجيا في استهلاك النفط بالولايات المتحدة وتوجيه
مزيد من الخام من السعودية الى اسيا."
الشرق الاوسط يردد بتشكك الرغبة في "التغيير"
التي أطلقها أوباما
وترددت أصداء الرغبة في "التغيير" في منطقة الشرق الاوسط وهي
نفس الرغبة التي أدت لانتصار باراك أوباما في انتخابات الرئاسة
الامريكية لكن الكثيرين توقعوا أنه سيبدد امالهم في استهلال بداية
جديدة في سياسة الشرق الاوسط.
وقال حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية "لدى
المنطقة الكثير من التوقعات. نتمنى أن يساعد (أوباما) في مساعي
تحقيق سلام دائم وعادل."
وقال عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية في مصر "أوباما اختيار
جيد لانه يسعى للتغيير في السياسة الامريكية التي عانينا منها
كثيرا على مدى العقد الماضي."بحسب فرانس برس.
ويرى الصحفي السوري البارز ثابت سالم أن العالم العربي يحتفي
بفوز أوباما ليس لانه فاز وانما لان هذا يعني أن الرئيس جورج بوش
الذي يعتبر مصاصا للدماء قد رحل هو وبطانته.
وكان لادارة بوش المنتهية ولايتها أثر مباشر اتسم بالعنف عادة
على الشرق الاوسط خاصة في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية حيث
تزيد مشاعر العداء تجاه واشنطن.
وغزا بوش العراق عام 2003 في ظل معارضة عربية شديدة وكان
اهتمامه بالصراع العربي الاسرائيلي أقل من أي رئيس أمريكي اخر منذ
رونالد ريجان.
واعتبر بوش ايران جزءا من "محور الشر" وشجع محاولة اسرائيل
الفاشلة عام 2006 للقضاء على حزب الله في لبنان. واعتبر الكثير من
المسلمين "الحرب على الارهاب" التي أعلنها أنها حملة صليبية مستترة
على الاسلام.
ويواجه أوباما الان تحديا يتمثل في اصلاح علاقاته مع العالمين
العربي والاسلامي وفي الوقت ذاته اقناع الامريكيين بأن بامكانه
أيضا منع تكرار هجوم مماثل لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على
الاراضي الامريكية.
وقال غلام علي حداد عادل وهو مستشار رفيع للزعيم الايراني
الاعلى اية الله علي خامنئي "يظهر انتخاب أوباما اخفاق السياسات
الامريكية في أنحاء العالم. على الامريكيين أن يغيروا من سياساتهم
لانقاذ أنفسهم من الورطة التي سببها بوش."
وقال علي أغا محمدي وهو مساعد اخر مقرب الى خامنئي "لسنا
متفائلين بشكل كامل ولكن مع وجود تغيير حقيقي في السياسة الامريكية
ستكون هناك قدرة على تحسين العلاقات بين البلدين. ما من شك أن
مجموعات الضغط الصهيونية في أمريكا ستبذل قصارى جهدها لمنع تحسين
العلاقات."
وقال عراقيون انهم ينشدون تغيير السياسة الامريكية الا ان
اراءهم تباينت بشأن ما اذا كان هذا يعني بقاء القوات الامريكية في
العراق او انسحابها منه.
وقال الصحفي العراقي باقي ناقد انه بوصفه عراقيا فانه يطلب من
اوباما تنفيذ وعوده بشأن سحب القوات الامريكية "لا نحتاج الى
احتلال هنا."
الا ان ربة المنزل العراقية ام سبع انتقدت خطة اوباما بشأن
الانسحاب ووصفت ذلك بانه لا اخلاقيا. وقالت "لقد جاءوا في مهمة.
وعليهم انجازها. يجب ان يكون الامن مئة في المئة عندما ينسحبون لا
يمكن ان يتركونا على هذا النحو."
وفي الدول العربية وايران كان مزيج من الامل والتشكك هو السمة
المميزة لرد الفعل الشعبي لانتخاب أوباما وهو أول رئيس من أصل
افريقي في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال حسام بهجت وهو ناشط مصري في مجال حقوق الانسان "قامت
الحملة ذاتها بمجهود كبير لاصلاح الضرر الذي لحق بصورة الولايات
المتحدة خلال السنوات الثماني الماضية."
ومضى يقول لرويترز "لذلك فان هناك شعورا غريبا بتحقيق انجاز
ولكن أيضا بالتوتر بسبب توقع احباطات كبيرة عندما يتعلق الامر
بمنطقتنا... أنا قلق من احتمال أن يكون في حاجة الى اثبات أنه رئيس
قوي أو... أنه يضع مصلحة أمريكا أولا."
رايس تسعى الى ضمان استمرارية عملية
انابوليس
من جهة ثانية سعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا في القدس
ورام الله الى ضمان استمرارية عملية السلام التي تم احياؤها قبل
عام في انابوليس وذلك مع قرب تسلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك
اوباما مهامه في كانون الثاني/يناير.
وبعد ان التقت كبار المسؤولين الاسرائيليين الخميس والجمعة
توجهت الوزيرة الاميركية الى الضفة الغربية حيث ابدت "ثقتها" في
انه ستكون للفلسطينيين دولة في وقت قريب مؤكدة ان العملية التي
اطلقت في انابوليس ارست القواعد لذلك ولو انها لن تصل الى النهاية
قبل نهاية 2008 كما كان متوقعا.
وقالت رايس في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية في ختام
محادثاتها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "انهم (الفلسطينيون) شعب
جدير بالاحترام وانني على ثقة انه سياتي قريبا يوم تكون
للفلسطينيين فيه دولة على قدر احترامهم".
وردا على سؤال رفضت رايس "فشل" عملية المفاوضات بين
الاسرائيليين والفلسطينيين التي اطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2007
في انابوليس قرب واشنطن رغم اعترافها بانها لن تصل الى نهايتها في
العام 2008 كما كان متوقعا. بحسب فرانس برس.
وقالت "على العكس. ينبغي ان نظهر (...) ان انابوليس ارست
القواعد لقيام دولة فلسطين محتملة". واضافت "ان عملية انابوليس
قابلة للحياة وهي مؤثرة ومستمرة". واكدت رايس من جهة اخرى انها
ستنقل الى ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما طلبا
فلسطينيا بالابقاء
حماس مستعدة لحوارات "حقيقية وجدية" مع
اوباما
وعبر اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال استعداده
لاجراء حوارات "حقيقية وجدية" مع الرئيس الاميركي المنتخب باراك
اوباما.
وقال هنية "نحن مستعدون لحوارات حقيقية وجدية مع الرئيس
الاميركي الجديد على قاعدة الحفاظ على ثوابت وحقوق شعبنا".
واضاف "نأمل من الرئيس الاميركي الجديد ان يستفيد من اخطاء
الادارة السابقة والا يكررها وان يخرج من عباءة الانحياز لاسرائيل".
بحسب فرانس برس.
وطالب هنية الرئيس الاميركي "بالوقوف ولو لمرة واحدة الى جانب
الحق الفلسطيني وان يرفع هذا الحصار عن شعبنا بشكل نهائي".
وجاءت تصريحات هنية هذه خلال زيارته لسيدة فلسطينية انجبت خمسة
توائم في مشفى الشفا واطلقت عليهم اسماء قادة في حركة حماس.
من جهة ثانية طالب هنية الرئيس الفلسطيني "باتخاذ قرار سريع
للافراج عن كافة المعتقلين السياسيين وقادة حركة حماس في الضفة
الغربية قبل انطلاق الحوار".
وقال ان "نجاح الحوار بين الفصائل مرهون بانهاء ملف الاعتقال
السياسي بالضفة". وترعى مصر حوارا فلسطينيا مقرر عقده في القاهرة
في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي .
التحديات الشرق اوسطية للرئيس الامريكي
الجديد
وتنتظر تحديات كبيرة في السياسة الخارجية بالشرق الاوسط الرئيس
الامريكي المنتخب باراك أوباما. وهذه بعض القضايا المتشابكة التي
سيرثها اوباما من الرئيس جورج بوش، بحسب رويترز:
العراق
لايزال العراق بعد خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولايات
المتحدة غير مستقر رغم تحسن الامن. وكانت زيادة مستويات القوات
الامريكية في 2007-2008 من بين عوامل انحسار العنف. ومن بين
العوامل الاخرى تحول مدعوم امريكيا للمسلحين السابقين السنة الذين
انقلبوا على حلفائهم القدامى في القاعدة ووقف اطلاق النار من جانب
جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة
مقتدى الصدر وتطهير عرقي وطائفي اعاد رسم خريطة بغداد السكانية.
واكد نزوح قسري حديث لما يصل الى 1500 عائلة مسيحية في شمال
العراق هشاشة المكاسب الامنية.
ايران
باتت طموحات ايران النووية ومواردها من الطاقة ونفوذها الاقليمي
الذي اتسع نطاقه كثيرا جراء الحروب الامريكية التي اطاحت بأعداء
الولايات المتحدة في افغانستان والعراق تؤثر على المصالح الوطنية
الحيوية للولايات المتحدة.
وفشلت محاولات سابقة لعزل وتقويض الجمهورية الاسلامية. وقادتها
المتشددون قبضتهم قوية في السلطة. ولم تردعها عقوبات الامم المتحدة
والعقوبات الامريكية عن مواصلة العمل في برنامجها للطاقة النووية
الذي تقول ايران انها تريده فقط لتوليد الكهرباء وليس لصنع قنابل.
وابقى بوش الخيارات العسكرية "على الطاولة" لكن معظم تركيزه
العام الماضي انصب على الدبلوماسية الدولية لتشديد العقوبات. ويبدو
ان الازمة المالية العالمية قلصت من فرص اي هجوم استباقي امريكي او
اسرائيلي في اي وقت قريب نظرا للاضطراب وتعطل الامدادات النفطية
اللذين قد يترتبا على مثل هذا الهجوم.
ويقول بعض المحللين ان القضية النووية والعداء الايراني
الاسرائيلي يمثلان عقبتين كبيرتين امام مثل هذه التسوية لكن
انفتاحا امريكيا على ايران قد يعزز اذا قابله انفتاح ايراني مماثل
التعاون في ارساء الاستقرار في العراق وافغانستان وتهدئة الصراع
الطائفي في المنطقة ومحاربة القاعدة وتطوير النفط والغاز
الايرانيين.
القضية الفلسطينية الاسرائيلية
بعد عام تقريبا من اعادة الرئيس جورج بوش اطلاق محادثات السلام
الفلسطينية الاسرائيلية في انابوليس صدقت توقعات الكثيرين
المتشائمة في ذلك الوقت.
فقد فشلت المحادثات المتقطعة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود
اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في سد هوة الخلافات بشأن
الحدود واللاجئين ووضع القدس.
واضر التوسع الاستيطاني الاسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية
بالاضافة الى شبكة اخذة في الاتساع من الطرق التي يسلكها
المستوطنون ونقاط التفتيش والحواجز بفرص حل يقوم على دولتين.
وجعلت الانقسامات الفلسطينية اي اتفاق بمنأى عن الانظار في
الوقت الحالي. فناشطو حماس سيطروا على قطاع غزة في يونيو حزيران
2007 تاركين لحركة فتح التي يتزعمها عباس المسؤولية عن الضفة
الغربية وهو انقسام فاقمته الجهود العقابية التي تقودها الولايات
المتحدة لعزل حماس.
كما ان اسرائيل تواجه حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالقيادة
وتواجه انتخابات العام المقبل بعدما فشلت زعيمة حزب كديما تسيبي
ليفني في تشكيل اتئلاف يحل محل الذي كان يقوده اولمرت الذي اعلن
استقالته في سبتمبر ايلول.
سوريا
اظهرت غارة امريكية داخل سوريا ضد مهرب مزعوم للمسلحين الى
العراق الشهر الماضي ان ادارة بوش لا تزال على عدائها لدمشق رغم ان
الجهود الامريكية لعزلها دوليا اضعفت حيث زار كل من الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي ومسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير
سولانا سوريا في الشهرين الاخيرين.
ولاتزال سوريا متحالفة مع ايران وجماعات مناهضة لاسرائيل مثل
حزب الله في لبنان وحماس لكن محادثاتها غير المباشرة مع اسرائيل
خلال العام المنصرم تظهر اهتمامها باتفاق سلام سيتطلب التوصل اليه
دعما قويا ومستمرا من الولايات المتحدة.
وفي انتكاسة اخرى لسياسة بوش حققت دمشق مكاسب في لبنان حيث
يمتلك حزب الله وحلفاؤه سلطة الاعتراض في حكومة وحدة. ويفي تحرك
سوريا باقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان بمطلب رئيسي للغرب وهو
علامة واضحة على ثقة الرئيس السوري بشار الاسد.
وكثيرا ما المحت سوريا غير الابهة بالعقوبات الامريكية عن
رغبتها في اقامة علاقات جيدة مع واشنطن وهي جائزة ربما لا يسبقها
في القيمة بالنسبة لدمشق سوى استعادة هبضة الجولان المحتلة من
اسرائيل.
ومن العقبات المحتملة لتقارب امريكي سوري مستقبلي الشكوك التي
تبديها السعودية وهي حليف امريكي يشعر بان سوريا لم تفعل شيئا يذكر
تستحق عليه هذه المكافأة. |