أوباما.. الحلة الجديدة للولايات المتحدة الامريكية

 

شبكة النبأ: بعد فوزه ودخوله البيت الأبيض، هل ينجح أوباما في رد الشبهات عن نفسه، وكيف سيتعامل مع المشاكل التي علقت فيها الولايات المتحدة على يد الإدارة السابقة بقيادة الجمهوري جورج بوش الأب؟ وكيف سيتفاعل مع أولى رسائل التهنئة التي وصلته من دوليتن أشد ما كانتا تعارض السياسة الأمريكية، ومازالتا، وما هو موقفه الرئاسي حيال الاقتصاد الامريكي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على بعض الأصداء عقب انتخاب أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة الامريكية، مع عرض لرسالة البغدادي التي وجهها إلى دارة البيت الابيض الجديدة:

أول تهنئة عربية من الأسد الى أوباما وأمل عربي في حوار بناء

بعث الرئيس السوري، بشار الأسد، ببرقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك اوباما، هنأه فيها بفوزه في الانتخابات الأمريكية.

وتأتي التهنئة بعد أقل من أسبوعين من الغارة التي نفذتها مروحيات عسكرية، وبأوامر من إدارة الرئيس جورج بوش، داخل الأراضي السورية قرب حدود العراق، أدت لتوتر العلاقات بين الجانبين، وفق الأسوشيتد برس.

هذا ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا "سانا" أن الأسد أعرب، في برقيته، عن أمله فى أن يسود الحوار البناء للتغلب على الصعوبات التي وقفت عائقاً في  طريق التقدم الحقيقي نحو السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط. بحسب (CNN).

وكان أوباما قد حقق فوزاً كاسحاً على غريمه الجمهوري، جون ماكين، في انتخابات شهدت إقبالاً شديداً، ليدخل التاريخ كأول رئيس أمريكي أسود.

وأوضح مسؤولون أمريكيون أن الغارة الأمريكية استهدفت قيادي بتنظيم القاعدة، بينما قالت دمشق إنها أوقعت ثمانية مدنيين قتلى.

وأدانت الحكومة السورية الغارة التي استهدفت منطقة "البوكمال" لانتهاكها سيادة البلاد، وجمدت العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، والتقدم باحتجاج رسمي للأمم المتحدة، كما قامت بإغلاق مركز ثقافي ومدرسة أمريكيتين في دمشق رداً على العملية.

وتتهم الإدارة الأمريكية سوريا بالتقاعس عن القيام بجهود كافية لكبح تسلل المليشيات المقاتلة عبر حدودها إلى داخل العراق.

وجاءت العملية العسكرية الأمريكية تلو دفء في العلاقات بين واشنطن ودمشق، وعقد الجانبان سلسلة اجتماعات الشهر الفائت وسط تشديد أمريكي على ضرورة نأي دمشق بنفسها عن إيران.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد اجتمع بنظيرته الأمريكية، كوندوليزا رايس، ومساعدها ديفيد ولش في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحول اللقاء بين رايس والمعلم قال مسؤول أمريكي: لقد جرى تبادل الحديث أمام العديد من وزراء الخارجية، ولم يكن أمراً سرياً.

وكشف عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الأمريكية، أنّه ليس من المقرر عقد مزيد من الاجتماعات، مستبعدين أي احتمال لأن تشهد العلاقات مع سوريا اختراقاً في القريب المنظور.

وقال مسؤول في تصريحات لـCNN: لا يمكننا أن نقول ذلك الآن، هذه الاجتماعات تمنحنا فرصة للحديث عن قلقنا بصفة مباشرة، ولكن النتائج ستعتمد على ما نراه على الميدان.

دعوة البغدادي لحكام البيت الأبيض للانسحاب من الدول الإسلامية

حث زعيم تنظيم القاعدة، أبو عمر البغدادي، في رسالة صوتية جديدة منسوبة له، الحكام الجدد في البيت الأبيض ودول التحالف على سحب قواتهم من العراق وأفغانستان وكافة الدولة الإسلامية.

وجاءت دعوة البغدادي، في كلمة بثت في مواقع إلكترونية متشددة، بعد يومين من الفوز الكاسح للرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما. بحسب (CNN).

واستهلت الرسالة التي لم يتسن لـCNN التأكد منها بشكل مستقل أو منفصل: من أبي عمر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية إلى حكام البيت الأبيض الجدد وسائر أحلافهم من رؤساء الدول النصرانية ، سلام على من اتبع الهدى.

وتابع: وإني اليوم وبالنيابة عن إخواني في العراق وأفغانستان والصومال والشيشان أعرض عليكم ما هو خير لكم ولنا.. أن تعودوا إلى سابق عهدكم من الحياد وتسحبوا قواتكم وتعودوا إلى دياركم ولا تتدخلوا في شؤون بلادنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ولكم علينا أن لا نمنع التجارة معكم سواءً أكانت في النفط أو غيره ولكن بالعدل والقسطاس، لا بالبخس والخسران.

وشملت الدعوة إلى جانب واشنطن كل من فرنسا وروسيا: وفإن رجال الإسلام وفرسان الجهاد عندهم من علو الهمة وقوة العزيمة وبعد الأمل ما يطمعون أن يستظلوا يوما بسقف البيت الأبيض والآليزيه والكرملين.

وأردف: وإياكم ودعم العملاء، فإن أمة الإسلام كرهتهم وكرهتكم، ودعوا الأمة يحكمها علماؤها فهو أنفع لهم ولكم.

وأضاف: والقصد من هذه الرسالة هو دعوتكم بالحسنى إلى التي هي أحسن، وليس القصد منها تهديدكم ولا إسماعكم ما ينبغي أن يسمعه أي ظالم.

واستخف البغدادي في كلمته بحضارة الغرب: حضارتكم حضارة كرتونية لو انقطعت فيها الكهرباء أو تعطل الحاسب الآلي لرجعتم إلى ما قبل عهد الحديد والصفيح، فأين هي بيوتكم الخشبية والزجاجية من البيوت المنحوتة في الجبال ؟ فما أغنت عنهم شيئا.

وواصل انتقاده للغرب: "فإنكم أهل ممالكٍ قامت دولها على القمار والربا فسرقتم البلاد وظلمتم العباد.

وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاد الغرب: علمتم كذلك شيئا من هذه الحرب وكيف خسرتم في أيامٍ قليلة في أزمة الرهون فقط أكثر من خمسين تريليون دولار، فأين ذهبت هذه الأموال.

من جانبه كان الجيش الأمريكي قد أعرب في وقت سابق عن تشككه في حقيقة البغدادي، قائلاً إنها شخصية خيالية.

رسالة التهنئة الإيرانية وموقف أوباما حيال السلاح النووي

وعد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بمعالجة الأزمة الإقتصادية على وجه السرعة بعد أن يتسلم مهامه كرئيس في شهر يناير/كانون ثاني القادم.

وقال أوباما في المؤتمر الصحفي الذي عقد في شيكاغو في أول ظهور رسمي له منذ انتخابه ان لديه خطة لانقاذ الطبقة الوسطى، وأوضح ان هناك حاجة منذ فترة لخطة لتنشيط الاقتصاد.

وأضاف قائلا: لن تكون مهمة سهلة وستتطلب وقتا، ثم قال: ولكن أمريكا قوية وأنا واثق أننا سننجح إذا ابتعدنا عن التحزبات وعملنا معا. بحسب بي بي سي.

وقد شارك في المؤتمر الصحفي نائب الرئيس المنتخب جو بايدن، وكان الاثنان قد التقيا قبل المؤتمر مجموعة من المستشارين الإقتصاديين.

وبشأن المعدل المرتفع للبطالة في الولايات المتحدة والذي وصل الى 6%، قال أوباما انه سيركز ايضا على مسألة خلق وظائف جديدة. وقال ناطق باسمه ان سيحضر اجتماع قادة العالم الذي سيعقد في واشنطن الاسبوع المقبل والذي سيناقش الازمة الاقتصادية العالمية.

ووعد أوباما باعتماد خطة تهدف الى مساعدة العائلات التي تنتمي للطبقة الوسطى من خلال خلق فرص عمل جديدة وتخفيض الضرائب لأولئك الذين يواجهون مشاكل في دفع فواتيرهم.

وقال أوباما ايضا أنه سيركز على توسيع نطاق تعويضات العاطلين عن العمل وسيساعد الادارات المحلية على تجنب طرد موظفين.

واشار أوباما الى انه من الضروري اعتماد اجراءات تهدف الى مساعدة قطاع صناعة السيارات الذي يعاني من أزمة اقتصادية.

وبشأن الانشطة النووية الايرانية قال أوباما انه من غير المقبول ان تطور ايران برنامجا نوويا حربيا. وقال ان: تطوير ايران سلاحا نوويا هو شيء غير مقبول، ودعمها للمنظمات الإرهابية يجب أن يتوقف.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية، بفتح حوار غير مشروط مع إيران بخصوص برنامجها النووي، فيما عُد تغييرا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية.

وردا على سؤال حول رسالة تهنئة بانتخابه أرسلها له الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهي أول رسالة من نوعها يتلقاها رئيس أمريكي من زعيم إيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979، قال أوباما إنه سيدرس الرسالة ويرد عليها بالشكل المناسب.

وكان الرئيس الايراني قد دعا في رسالته التي هنأ فيها اوباما بالفوز الى تغييرات عادلة واساسية، في السياسات الامريكية في المنطقة.

برلسكوني يتعرض للانتقادات بعد تعليقه حول لون أوباما

قلل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني من شأن الانتقادات التي أحدثها تعليقه حول لون الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، ليخرج مستاءا من مؤتمر صحافي بعد تقريعه صحفياً ألحّ عليه بتفسير كلامه.

وبدا رئيس الوزراء الإيطالي غاضباً في أعقاب قمة لقادة الاتحاد الأوروبي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، عندما أصر المراسلون الوقوف على رأيه إزاء التداعيات السياسية المحتملة لتعليقه بشأن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما والتي صدرت عنه في اجتماع مشترك مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في موسكو. بحسب (CNN).

وجاءت تعليقات برلسكوني ردا على سؤال حول رأيه بمستقبل العلاقات الروسية الأمريكية في ظل إدارة أمريكية جديدة، خاصة بعد توتر العلاقات جراء المواجهات في جورجيا، فرد قائلا بالإيطالية إن لدى أوباما كل شيء للتوصل لاتفاق معه (ميدفيديف): فهو شاب ووسيم وحتى أنه مكتسب السمرة tanned.

وقال برلسكوني لاحقاً إن تعليقه كان مديحاً، ووصف أولئك الذين لم يفهموه أو غير موافقين بأنهم بلهاء، وهناك الكثير منهم. وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

يُذكر أن الرئيس الروسي لم يعلق على تعليق برلسكوني، وكان يضع سماعات في أذنيه ويستمع إلى الترجمة بالروسية، فيما برلسكوني كان يتحدث بالإيطالية. وبعد أن أنهى رئيس الوزراء الإيطالي تعليقه، ضحك ميدفيديف ونزع السماعات من أذنيه.

ومعروف عن برلسكوني البالغ من العمر 72 عاماً بزلات اللسان والتعليقات الخارجة عن أصول الدبلوماسية.

ففي إحدى المناسبات وصف أحد المشرعين الألمان بحارس لمعسكر نازي، كما شدد في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 أن الحضارة الغربية متفوقة على الإسلام.

ومن أحدث زلات لسانه عندما قال إن الحكومة الإسبانية الجديدة فيها العديد من النساء. وعلق النائب الأسود الوحيد في البرلمان الإيطالي جان ليونارد توادي، قائلاً إن تصريحات برلسكوني محرجة.

رغبة العالم المؤكدة بزوال شبح بوش على يد أوباما

في رسالة التهنئة التي أرسلها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، كتب يقول: إن انتخابكم يثير في فرنسا وأوروبا والعالم أجمع آمالاً عريضة.

والجملة نفسها، وإن كانت بطرق مختلفة، وردت في معظم رسائل التهنئة التي وصلت إلى أوباما عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكذلك تم التعبير عنها في الصور التي وردت من مختلف أنحاء العالم، للتعبير عن فرحة شعوب الدول بانتخاب أوباما، أو ربما بانتهاء حقبة الرئيس جورج بوش. بحسب (CNN).

وفي نهاية المطاف فإن هذه الفرحة وتلك الجمل مفادها أنه بانتظار أوباما نوايا عالمية حسنة عندما يتولى منصبه رسمياً في العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل.

كذلك فإن انتخابه رئيساً للولايات المتحدة يقدم فرصة لتغيير وجه أمريكا على الصعيد الدولي، فالكثيرون يرونه مثالاً على الحلم الأمريكي.

وهذا الاهتمام الدولي لا يعود لكونه أسود البشرة، أو أن اسمه الأوسط "حسين"، وأن أصول والده من كينيا، أو أنه عاش بعضاً من طفولته في إندونيسيا.. ولكن الواقع هو أن معظم هذا الاهتمام والترحيب يعود إلى أنه ليس الرئيس جورج بوش.

وفي ليلة فوزه بالانتخابات، قال أوباما: إلى كل أولئك الذين يراقبون من بعيد.. من وراء شواطئنا.. قصصنا واحدة، ولكن مصيرنا مشترك.. وها هو فجر جديد من القيادة بات في متناول اليد.

كانت هذه الكلمات.. كلمات ترحيب لأولئك الذين كانوا ينظرون إلى السنوات الثماني الماضية باعتبارها سياسات بوش الأحادية.

وأثارت كلماته الأمل بأن إدارة أوباما سوف تساهم في إصلاح العلاقات الأمريكية مع بقية دول العالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تكون إدارة أوباما على مستوى هذه الآمال والتطلعات؟ من الصعب التفكير في رئيس أمريكي وصل إلى سدة الحكم في ظل وجود شبكة طويلة وكبيرة من الضغوط والتعقيدات الناجمة عن الأعباء المحلية والدولية، كتلك التي ورثها أوباما عن الإدارة السابقة وعن ثماني سنوات من حكم جورج بوش، بما فيها الأزمة الاقتصادية المالية، وحربا العراق وأفغانستان، والإرهاب الدولي وغيرها.

كذلك يأتي أوباما في ظل وقت يمكن وصفه بأنه موجة عداء عالمية لأمريكا، وخصوصاً مع بروز فضائح معتقل أبو غريب، ومعتقل غوانتانامو، أضف إلى ذلك مأساة الإعصار كاترينا.

لقد بدأت القوة الأمريكية بالأفول، كما أن مفهوم "القوة العظمى الوحيدة" في العالم لم يعد مناسباً مع الحال، فهناك دول نامية مثل الصين والبرازيل والهند، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، أصبحت تنتمي إلى عالم جديد، ومفهوم العولمة يحتاج إلى تعاون أكبر مع مزيد من الدول والمنظمات.

وما قاله أوباما أثناء جولته في أوروبا عن الحاجة إلى المصالحة، إنما يدل على أنه يريد تقوية العلاقات مع أوروبا التي تعرضت لأضرار كبيرة إبان إدارة بوش، وخصوصاً بشأن العراق.

إن دعوته إلى الانسحاب من العراق ووعده بتنفيذ إجراءات بشأن التغير المناخي أسعدت الدول الأوروبية الحليفة، غير أن قضايا مثل التجارة وزيادة عدد القوات في أفغانستان، قد تخلق اختلافات وفوارق جديدة مع أوروبا.

وفي الشرق الأوسط، تعهد أوباما بجعل السلام في المنطقة من أولوياته منذ اليوم الأول له في منصبه، والدول العربية دعت من أجل منهج أكثر عدلاً، في حين تتوقع إسرائيل من أوباما أن يبقى صادقاً مع الموقف المؤيد لإسرائيل والذي كشف عنه خلال الحملة الانتخابية.

وهناك تعقيدات أخرى، مثل السياسة على أرض الواقع، فالانتخابات الإسرائيلية المبكرة قد تؤدي إلى تولي الصقور، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نيتانياهو، السلطة، أضف إلى ذلك عدم تمكن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس من الفوز بتأييد حماس لتمديد ولايته، كما أن إعادة انتخابه قد تبدو مستحيلة.

وفي القضايا العالمية الأخرى، تعهد أوباما بالتحاور مع قادة إيران في العديد من القضايا، وهذا يعتمد على قبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم وعدم تطوير برنامج نووي.

هذا غيض من فيض، إذ القائمة التي تنتظر أوباما طويلة جداً، لكن ما سيأخذه أوباما من إدارة بوش هو مطاردة المتشددين في باكستان، أما في أفريقيا، التي ينتمي إليها الرئيس الأمريكي المقبل، فهناك قضايا دارفور بالسودان، والصراعات في الصومال والكونغو.

وستتنافس الدول من أجل أن تحظى باهتمام أوباما، وأفريقيا على وجه التحديد تتطلع إلى ذلك بالنظر إلى أن أوباما من أصول أفريقية، بالإضافة إلى ذلك فالمسلمون يتطلعون إليه باعتبار أن والده مسلم، وأن اسمه الأوسط حسين، وبالتالي فهم يعتقدون أنه سيكون أكثر تفهماً لهم ولاحتياجاتهم، ولكن هل ينأى بنفسه عنهم أم يستجيب لهم ليثبت أنه ليس منحازاً؟

على أوباما أن يتوغل في حقل الألغام هذا، وإذا لم تتحقق مطالب دول العالم فإنها ستكتشف أن أوباما ليس رئيساً للعالم، وربما هو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية فقط.

مزيج من البهجة والقلق يجتاح صفوف الامريكيين

استيقظ الامريكيون يغمرهم خليط من مشاعر البهجة المشوبة بتفاؤل حذر وقلق في اعقاب الفوز التاريخي الذي حققه المرشح الديمقراطي باراك اوباما ليصير رئيسا منتخبا للولايات المتحدة على وعد بالتغيير.

وبعد بضع ساعات فقط من الكلمة التي القاها اوباما عقب انتصاره امام الاف من انصاره الذين كانوا يحتفون به في شيكاجو توجه الامريكيون العاديون الى اعمالهم وهم يمارسون طقوسهم اليومية ويطالعون الصحف التي حددت في صفحاتها الاولى الموقع الجديد لاوباما في التاريخ بوصفه اول رئيس امريكي من اصول افريقية. بحسب رويترز.

وكان اوباما قد استغل موجة من استياء الناخبين ليحقق النصر على غريمه الجمهوري جون مكين فيما زاد رفاقه الديمقراطيون من اغلبيتهم في الكونجرس في الوقت الذي لفظ فيه الامريكيون السنوات الثماني التي قضاها الرئيس الجمهوري جورج بوش في سدة الرئاسة.

وقالت اندروز البالغة من العمر 23 عاما انه قد ندت عنها صيحة الفرح وهي تشاهد اعلان فوز اوباما على شاشات التلفزيون الليلة الماضية وعبرت عن استغرابها لان الولايات المتحدة اقدمت على مثل هذه الخطوة الجريئة رغم تاريخها العنصري الطويل والمضطرب.

وكان برايان بويل (43 عاما) الناشر في مجال الاعلام في ديترويت على نفس القدر من الذهول اذ قال: انني اشعر بقدر اكبر من الارتياح في العالم اليوم عما كان عليه الحال بالامس. اتصور ان العالم يرى صورة بلادنا افضل كثيرا اليوم عما كان عليه الحال بالامس. كانت ليلة مثيرة حقا.

وحتى جون وورد الذي يؤيد مكين فقد هلل لفوز اوباما بوصفها نقلة تاريخية عظيمة لامريكا. وقال وورد البالغ من العمر 44 عاما وهو من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات في سينسيناتي: من كان يتصور اننا سنقطع كل هذا الشوط.. اعتقد انه امر عظيم للبلاد.

وكان اوباما، وهو ابن لاب اسود من كينيا وام بيضاء من كانساس، قد حذر مؤيديه من انه يواجه تحديات هائلة منها الازمة الاقتصادية الطاحنة وحربان وقال مستدركا انه لن يكون بمقدوره ارضاء الجميع.

أما مكين، وهو عضو بمجلس الشيوخ ومن ابطال الحرب كان قد اعترف بهزيمته بعد ساعات فقط من اغلاق ابواب مراكز الاقتراع، فقد حث مؤيديه على توحيد صفوفهم والعمل مع الديمقراطيين حتى تجتاز البلاد اوقات الشدة.

الا ان بعض الجمهوريين عبروا عن خيبة املهم لفوز اوباما وعن استيائهم من وسائل الاعلام لما يرون انه تحيز مفترض نحو اوباما خلال الحملة الطويلة والمريرة.

وقالت باتي سوتون وهي تعمل في مقهى في سكوتسديل باريزونا: ضمنت الصحافة نتيجة الانتخابات له قبل اشهر واشهر... كل ما كتبوه كان لمؤازرة اوباما.

وينتاب بعض الناخبين قلق من ان انتخاب اوباما قد يجلب الاضطرابات العنصرية وربما تنال منه شخصيا.

وقالت ناتاشا جونسون وهي ممرضة من سينسيناتي عمرها 28 عاما: انه امر عظيم الا انه مفزع. كانت هناك محاولتان فاشلتان.

تهنئة دولية بفوز أوباما بالانتخابات الأمريكية

بعد ساعات قليلة على انتخابه، سارع قادة وزعماء العالم إلى تهنئة الرئيس الأمريكي الديمقراطي المنتخب، باراك أوباما، إثر فوزه التاريخي في الانتخابات الرئاسية لعام 2008.

فقد تلقى أوباما اتصالات التهنئة بفوزه بالرئاسة الأمريكية من رؤساء ورؤساء حكومات كل من بريطانيا وألمانيا والصين وكينيا وجنوب أفريقيا والسلطة الفلسطينية.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون العلاقة الأمريكية البريطانية بأنها حيوية، وقال إنه يتطلع للعمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب. بحسب (CNN).

وأضاف قائلاً: أنا أعرف باراك أوباما ولدينا العديد من القيم المشتركة.. وأتطلع قدما للعمل معاً عن كثب خلال الشهور والسنوات المقبلة.

من جهتها، هنأته المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وقالت أيضاً إنها تتطلع للعمل مع أوباما في مواجهة التحديات العالمية. وقالت: إنني على قناعة تامة بأنه من خلال التعاون الوثيق والصادق بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فإننا سنكون قادرين على مواجهة الأخطار الجديدة والتحديات القائمة بطريقة حاسمة وسنكون قادرين على الاستفادة من الفرص العديدة المتاحة أمام العالم.

كذلك هنأ الرئيس الصيني، هو جينتاو الرئيس الأمريكي المنتخب، وطلب منه الانضمام إلى الصين في حمل الأعباء والمسؤوليات المشتركة.

وقال جينتاو: إنني أتطلع إلى العمل معاً، والدفع بالعلاقات الصينية الأمريكية البناءة والتعاونية إلى مستويات جديدة لما فيه مصلحة الشعبين وشعوب العالم.

وفي رام الله بالضفة الغربية، هنأ محمود عباس الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، على فوزه بالانتخابات، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في تصريح الأربعاء، إن عباس يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة بهدف سرعة العمل و دفع عملية السلام إلى الأمام وبشكل فوري، وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

من كينيا، حيث تمتد جذور أوباما العائلية وفي مسقط رأس والده، قرية كوجيلو، كان الناس يهتفون: باراك أوباما.. باراك أوباما إلى البيت الأبيض.

وهنأ رئيس الوزراء الكيني، رايلا أودينغا، أوباما بالفوز، وقال: إن أهمية هذا الفوز ستلقى صدى لدى مئات الملايين من الناس حول العالم.. إنه بالفعل الوقت المناسب للتجديد العالمي.

آمال الكوبيين المتعلقة بفوز اوباما

وعد الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما باجراء تغيير في انحاء مضايق فلوريدا فيما قال الكوبيون ان فوزه على جون مكين أعطاهم أملا في علاقات أفضل مع الولايات المتحدة وتحقيق تحسن في حياتهم.

وقال كوبيون ان تعهد حملة اوباما بتخفيف حظر تجاري امريكي مستمر منذ 46 عاما ضد كوبا واستعداده لبحث الدخول في حوار مع الحكومة الكوبية هو نفحة هواء جديدة بعد نحو ثماني سنوات من الحديث الصارم والسياسات المتشددة من جانب ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش. بحسب رويترز.

وقالت كريستينا ريشيو وهي ربة منزل عمرها 50 عاما: أعتقد انه مع اوباما سيتحقق لنا بعض التحسن. سوف نتنفس قليلا لانه لو كان الاخر (جون مكين) فاز لاصبحنا في وضع أسوأ وليس الكوبيين فقط.

وقال دييجو لوبيز الموظف بأحد المطاعم والبالغ من العمر 41 عاما: مع اوباما سيحدث تخفيف في السياسة نحو كوبا لانه وعد على الاقل بتغيير أشياء مثل انهاء القيود على الرحلات الى كوبا (من جانب الامريكيين) وهذا سيكون امرا جيدا للجميع.

وتوجد فروق كبيرة في السياسة بين كوبا الشيوعية والولايات المتحدة كما توجد خلافات بينهما منذ ثورة عام 1959 التي وضعت فيدل كاسترو في السلطة لكن يفصل بينهما مضائق فلوريدا التي لا يزيد طولها على 145 كيلومترا بعد ان كانا حليفين متقاربين.

وعلاقات الاسر في البلدين قوية لانه يوجد عدد يقدر بنحو مليون اسرة كوبية هاجرت الى الولايات المتحدة. وميامي التي يعيش نحو 650 الف امريكي من اصل كوبي فيها والمنطقة المحيطة بها هي معقل الامريكيين من اصل كوبي.

وتابع كثير من الكوبيين الانتخابات الامريكية عن قرب وكان معظمهم ينظرون الى مكين على انه امتداد للرئيس جورج بوش الذي شدد الحظر من خلال تقييد حجم الاموال التي يمكن للاقارب المقيمين في الولايات المتحدة تحويلها الى وطنهم وعدد الزيارات التي يمكنهم القيام بها.

وقال مكين انه لن يخفف الحظر وانتقد اوباما لانه عرض الحديث مع الحكومة الكوبية بدون شروط مسبقة.

وقال لوبيز: انه (مكين) حاول في حملته عزل نفسه عن بوش لكنه لم يتمكن من خداع أحد. واضاف انه من المتشددين المؤمنين بالحرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/تشرين الثاني/2008 - 8/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م