في البدء وحسب الاسلوب الدبلوماسي اقدم لك التهنئة على اعتلائك
اعلى سلطة في الولايات المتحدة الامريكية وهذا يعني انك اصبحت رئيس
اكبر قوة في العالم سواء العسكرية منها او الاقتصادية.
لآ شك ان انتخابك كرئيس يحمل الرقم (44) في تاريخ الولايات
المتحدة هو حدث يعد الاول من نوعه نظرا لأنك ذو بشرة سمراء داكنة
ويعني بالقلم العريض (اسود) وكذلك اصولك الافريقية والاهم وكما
نقلت بعض الوسائل الاعلامية ان جذورك هي جذور اسلامية.
ولهذه الاسباب واسباب اخرة دفعني ان اكتب اليك رسالة من مواطن
عراقي نظرا لهذا التغيير الاول من نوعه كما اسلفت عله ان يعيد
حسابات الشعب الامريكي الى الوضع الطبيعي التي تعيشه معظم شعوب
العالم حيث قادته سياسات الرؤوساء السابقين الى ايجاد عداوة بين
الشعب الامريكي واكثر شعوب العالم وهذا بأعتقادي الذي دفع الشعب
الامريكي ان يقول كلمته وارسال رسالة لشعوب العالم ان الامريكيين
غير راضين عن سياسات حكامهم ولا بد من التغيير وهذا اول الغيث
بأنتخاب رجل اسود اللون وذو اصول افريقية.
فلا تخيب ظن الناخبين وتجعل الأمر كله مجرد تغيير شكلي ولأسباب
طارئة دون اختلاف في المضمون فقد سئم المواطن الامريكي من نظرة
اكثر قاطني الارض المعمورة له بالحقد والكراهية بسبب تمادي حكام
الولايات المتحدة السابقين بأستخدام القوة بشكل مفرط وابراز
العضلات حتى جعلوا العالم كأنه غابة والبقاء فيه للاقوى متناسين ان
الانسان قد اعطاه الله سبحانه جوهرة (العقل) الذي ميزه عن باقي
الكائنات الحية في الكون.
نعم ان سياسات القوة والهيمنة واحتلال اراضي الغير والافكار
الاستعمارية والاستيلاء على خيرات الشعوب الاخرى تحت حجج وذرائع
واهية كان ثمنه اراقة دماء الابرياء والمزيد من الارامل والثكالى
والايتام اضافة الى الخراب والدمار وانتهاكات لابسط حقوق الانسان
والى غيرها من المآسي والمعاناة والويلات التي جرت على الامم في
الوقت الذي دفع الشعب الامريكي ثمنا باهظا كذلك وهو نظرة الكراهية
والبغض الذي ينظره له شعوب الدول الاخرى فأصبح المواطن الامريكي
يمثل لدى الشعوب القتل والدمار وهتك لحرمة بني البشر وخير دليل على
ما اقول ما يحصل في بلدي العراق.
لا يخفى على احد ان ما يبتدعه العلماء الامريكيون والباحثون في
جميع مجالات الحياة وخاصة في مجال الصحة من اكتشاف عقارات تفيد من
انهاء معاناة ملايين المرضى هو موضع احترام لدى الانسان الكائن على
كوكب الارض وكذلك الاكتشافات العلمية والفلكية وغيرها التي تفيد
الانسان وترسم صورة زاهية للامريكي الا ان سرعان ما تتلاشى هذه
الصورة حينما يرى مدى الدمار والخراب الذي تحدثه الآليات العسكرية
الامريكية في مختلف دول العالم بسبب الاطماع نظرة الهيمنة على
ثروات وخيرات الشعوب، ولا اريد الاسهاب اكثر في هذا الموضوع
فالجميع شاهد الاذى والاجرام في عدة دول جراء العمليات العسكرية
الامريكية.. فأتمنى ان تجعل الامريكي مواطنا مرغوب فيه لدى جميع
سكان اليابسة ومرحبا به ومحبوبا لدى نظيره في الجنس كما المواطن
الارجنتيني والكندي والايطالي والفرنسي والبرازيلي والنمساوي و..
و.. الى اخره وذلك بالكف عن الاطماع والنظر الى ما اعطى رب
العالمين من خيرات الى شعوب العالم والرضاء بما قسمه الله لكم وان
تحسن بسياستك صورة المواطن الامريكي في العالم من خلال جعل التفاهم
والحوار مبدء للعلاقات الدولية وتبادل الخبرات والكف من استخدام
القوة وابراز العضلات وليستفيد بنو الانسان من العقول الامريكية
التي تخترع الاكتشافات في مجالات الطب والفلك والفيزياء والكيمياء
وغيرها.
اعلم ايها الرئيس الامريكي القادم انك مهما تفعل فأن بقاء
السلطة لا تتجاوز الاربع سنين واذا تمكنت في الفوز مرة اخرى فأن
اربع سنوات اخرى لا غير وبعدها تودع الكرسي الرئاسي مرغما وهذا
يعني انها ثمان سنوات على ابعد الاحتمالات فلا تهدم حياة الآخرة
وما بعد الموت مرهونة بلذة اربع او ثمان سنوات فقط ولا تجعل في
رقبتك قطرة دم تسال وتحاسب به غدا امام جبار السموات والارض كما
حمل الرئيس الحالي (جورج بوش) في رقبته انهارا من الدماء التي سالت
من اجساد العراقيين وغيرهم فالذاكرة تحتفظ بالصور الناصعة وكذلك
بالصور المأساوية وهي اشد تذكرة لها.
واختار لنفسك في ان تجعل نفسك في احدى صنفين في الحياة..
صنف يلعنهم التاريخ والاجيال منذ ظهورهم والى مماتهم والى فناء
هذه الحياة الذين جلبوا المأساة والآهات لشعوب العالم ولشعوبهم من
خلال الحروب واحتلال اراضي الغير والقاء القنابل والصواريخ التي
كانت نتيجتها انهر من الدماء وملايين من المعوقين واعداد هائلة من
الارامل والايتام وانهاك للاقتصاد العالمي وما فعلته القنبلتين
النوويتين في نكازاكي وهورشيما لخير دليل على وصمة الخزي والعار
الذي يلاحق الامريكيين في كل عام تمر ذكرى القائها وكذلك ما فعله
الجنود الامريكيين في سجونهم في العراق وخاصة ما ظهرته الصور بسجن
ابو غريب الذي رسمت صورة عن الامريكي انه متعتش للدماء واكثر سادية
ووحشية لا يحمل ذرة من الاخلاق البشرية.
وصنف يذكرهم التاريخ بأنصع صفحاته وعندما يمر ذكرهم تترحمهم
الاجيال لما قدموا للانسانية من فوائد واصلاحات واصبحوا رسل السلام
واستطاعوا من خلالها من حقن الدماء ونشر المحبة ورفد الحياة بأفكار
ونضريات قادة البشري نحو التقدم والتطور.
فكلا الصنفين قد فارقوا الحياة وانت وانا وكلنا نفارق الحياة
ولكن من يبقى ذكره خالدا في سجل المصلحين ورجالات السلام والناشري
المحبة والوئام بين الجنس البشري فتذكره الاجيال بكل فخر واعتزاز
وتتباهى بهم شعوبهم..
ومن يبقى في سجل الطغاة والظالمين ومصاصي الدماء والقتلة
والمجرمين الذي جلبوا الثبور والشر واطفؤوا الانوار فأصبحوا لعنة
التاريخ والناس والارض..
فخير نفسك اين تكون وماذا تتمنى لك ولعائلتك ولشعبك..؟
لا اريد ان اسهب كثيرا فهذا لا يساوي الا كقطرة من محيط... أن
وصولك لكرسي الرئاسة هو أمر يدعو للتفاؤل بأن الشعب الامريكي يريد
بالفعل تغييرا جذريا لسياسته الخارجية والداخلية لأن هذا الأمر كان
من المحظورات في التاريخ العنصري الأمريكي الذي طالما انحاز للرجل
الأبيض، واوفي بعهدك والذي قطعته في خطاباتك بأن اذا ما اصبحت
رئيسا سوف تسحب القوات الامريكية من العراق فوعد الحر دين واسحب
قوات بلادك من بلادي واذا استطعت اسحب كل جندي من اراضي دول
العالم.
اخيرا اتقدم بالتهنئة مرة اخرى لك بفوزكم بالانتخابات الرئاسية
متمنيا ان لا اندم على تقديم هذه التهنئة في المستقبل بل اعتز بها
وافتخر.
* شاعر وصحفي
S_derbash@yahoo.com |