
شبكة النبأ: نظم العشرات من أبناء
محافظة كربلاء من الأرامل والأيتام اعتصاما أمام مبنى حركة الوفاق
الإسلامي لمطالبة الحكومة بتحسين ظروفهم المعيشية.
وقال الأمين العام لحركة الوفاق الإسلامي، التي دعت إلى
الاعتصام، جمال الوكيل إن "معظم الأرامل والأيتام في كربلاء يعيشون
دون مستوى خط الفقر، ولا يتلقون سوى القليل من المعونات المالية من
الحكومة وهي لا تسد الرمق لعدة أيام".
ووصف الوكيل في حديث لـ نيوزماتيك، حال الأرامل في كربلاء بأنها
"مزرية"، مطالبا رئيس الوزراء نوري المالكي "بتخصيص مرتبات ثابتة
للأيتام من الخزينة العراقية، وتوفير السكن الملائم لهم".
وأشار الوكيل إلى أن "حركته تتبنى إعالة ألف أسرة معوزة وأنه
يشعر بالإحراج حين يطلب إعانات لتلك العوائل من جهات خارج العراق"،
مبينا أن "تلك الجهات ترى أن العراق بلد غني ولا يحتاج إلى
الإعانات من الخارج لينفق على أبنائه". وطالب البرلمان العراقي "بسن
قانون خاص بحماية الأرامل والأيتام".
وأوضح الوكيل أن "الاعتصام الذي بدا اليوم في كربلاء سيستمر
ويشمل محافظات عراقية أخرى إذا لم تستجب الحكومة العراقية لمطالب
المعتصمين".
في ذات السياق حمل الناطق باسم منظمة العمل الإسلامي جواد
العطار، الذي حضر الاعتصام، أعضاء في البرلمان مسؤولية ما وصفه
بـ"إفشال جهود برلمانية لاحتضان الأسر فاقدة المعيل".
وأضاف العطار أن "بعض الجهات في البرلمان تحركت لتفعيل ملف
الأرامل والمطلقات داخل البرلمان بهدف سن تشريع لحل مشاكل هذه
الشريحة، ولكن جهات أخرى عارضت هذا التحرك بذريعة أنه سيسهم في
تبديد أموال العراق في ظل انتشار الفساد المالي والإداري".
وحذر العطار من "أخطار كبيرة تتهدد المجتمع العراقي بسبب تفشي
الفقر بين النساء والأطفال، كانتشار سلوكيات خاطئة وإشاعة التخلف"،
مضيفا أن "العراق بلد غني ويمكنه أن يعالج مشاكله الاقتصادية ويحفظ
كرامة أبنائه".
وردد المعتصمون شعارات تطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بالتدخل
لتخفيف وطأة الظروف المعيشية الصعبة التي يتعرضون لها، وحملوا
لافتات كتبت عليها عبارات تشير إلى أن بعض الصغار اضطروا إلى ترك
المدرسة لإعالة أسرهم بعد رحيل آبائهم.
وقالت أم نبأ، 42 سنة، إن "زوجها قتل في أحد الانفجارات التي
وقعت في كربلاء، وترك لها خمسة أطفال دون أن يترك لها أي مصدر
للدخل". وتتساءل عن الطريقة التي تمكنها من تلبية احتياجات هؤلاء
الصغار.
بينما قالت سيدة أخرى إنها "تعيش وصغيريها بغرفة في احد الأحياء
العشوائية، ولا تملك سقفا يقيها المطر وأنها اضطرت قبل أيام وبسبب
الأمطار إلى الاستعانة بالجيران".
يذكر أن الأمين العام لحركة الوفاق الإسلامي جمال الوكيل قال في
حديث سابق لـ نيوزماتيك إن قيادة عمليات كربلاء منعت اعتصاما
للأرامل والأيتام دعت إليه الحركة، وأن الحركة ستنفذ الاعتصام
بالرغم من تحذيرات عمليات كربلاء باستخدام القوة. لكنه أشار صباح
اليوم السبت إلى أن اتصالات أجراها مع جهات حكومية دفعت بالجهات
الأمنية في كربلاء إلى التراجع عن قرار المنع وأرسلت عددا من رجال
الشرطة لتوفير الحماية للمعتصمين.
يذكر أن آلاف الأسر العراقية ممن فقدت معيلها في أعمال العنف
التي وقعت بعد 2003 لم تُشمَل بقانوني السجين والشهيد الذين
اعتبرهم القانون ضحايا النظام السابق، وهو ما عدّه أمين عام حركة
الوفاق تصرفاً لا ينسجم مع قيم المواطنة. |