حروب امريكا: القطب الاوحد بمواجهة الأفول

ثمن الهيمنة الدولية يتحول الى كابوس مرعِب

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: عندما اصبحت امريكا القطب الاوحد الذي يمتلك مقدرات اكبر من اي دولة اخرى في العالم، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، اصبحت هذه الدولة الامبراطورية تلقي بظلال سياساتها الى خارج حدودها الاقليمية والقارية، متخذة من المد المختلط من القوة الناعمة والقوة الصلبة، أساساً للتغلغل في اغلب اقاليم العالم، ولكن ثمن الهيمنة الدولية أخذ مؤخرا يزداد بوتيرة خطيرة عليها (الولايات المتحدة) ليتحول الى كومة من المشاكل والعقبات والتبعات المدمرة للمجتمع الامريكي فضلا عن شعوب العالم الاخرى.

(شبكة النبأ) تقدم من خلال التقرير التالي اخر التطورات في قضايا سياسية واقتصادية ونفسية تتعلق بأمريكا وجيشها وشعبها والحروب التي تخوضها:

إدمان الكحول يتزايد بين الجنود الامريكيين العائدين من الحرب

قال باحثون عسكريون ان عددا كبيرا من الجنود الامريكيين الذين خاضوا الحرب في العراق وافغانستان بدأوا ادمان الكحوليات بعد عودتهم ربما للتغلب على الذكريات المروعة للقتال.

وأظهرت الدراسة التي نشرت أن الجنود الاصغر سنا والنساء الذين كانوا في السابق من مدمني الكحوليات والجنود الذين استدعوا من الحرس الوطني وقوات الاحتياطي هم في الغالب الذين يزيد بينهم ادمان الكحوليات ويواجهون مشاكل مرتبطة بالادمان.

وقالت ايزابيل جاكوبز وزملاؤها بمركز الابحاث الصحية التابع لسلاح البحرية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا "جنود مشاة البحرية الموجودون بالفعل في الخدمة يواجهون ايضا احتمالات متزايدة لمواصلة تعاطي الكحوليات بعد نشرهم وايضا مشاكل مرتبطة بالكحوليات جديدة عليهم."بحسب فرانس برس.

وتتمثل اسباب زياد معدلات ادمان الكحوليات بين افراد الحرس الوطني وقوات الاحتياطي في انهم ربما يتلقون تدريبات وخدمات دعم أقل من الافرع الاخرى للقوات المسلحة ويتعين عليهم ان ينتقلوا من الحياة المدنية الى منطقة الحرب كما أن وحداتهم أقل ارتباطا وتماسكا.

وتنسجم نتائج الدراسة مع دراسة اجريت مؤخرا على جنود عائدين من العراق وجدت أن 12 في المئة من العسكريين بالخدمة واجهوا مشاكل تتعلق بالكحوليات مقارنة مع 15 في المئة من افراد الاحتياطي والحرس الوطني.

وقال الباحثون انهم يأملون في ان تتجه جهود التدخل الى الجنود الاصغر سنا والمجموعات الاخرى الاكثر عرضة لادمان الكحوليات. واشاروا ايضا الى الحاجة الى علاج التوتر الناتج عن الاصابة بصدمة نفسية عانها الجنود العائدون الذين قد يحاولون نسيان ذكرياتهم في ادمان الكحوليات.

نسبة الانتحار في الجيش الاميركي تبلغ ارقاما قياسية في 2008

اعلن مسؤولون في الجيش الاميركي ان نسبة الانتحار في جيش البر الاميركي قد تتجاوز في 2008 المستوى القياسي الذي سجل العام الماضي وتقترب من نسبة الانتحار لدى المدنيين للمرة الاولى منذ حرب فيتنام.

واضاف هؤلاء المسؤولون ان 93 جنديا قد انتحروا في 2008 وهو رقم يقترب من الرقم القياسي الذي سجل في 2007 وبلغ 115.

وقال الكولونيل ادي ستيفنس المدير المساعد المسؤول عن الموارد البشرية "مع الاشهر الاربعة المتبقية قد نتجاوز ال 115" حالة انتحار. بحسب فرانس برس.

ووفق الوتيرة الراهنة ستتخطى نسبة الانتحار في جيش البر النسبة لدى المدنيين التي بلغت 19,5 للمائة الف كما تفيد المعلومات المتوافرة.

واوضح المسوؤلون في وزارة الدفاع الاميركية ان هذا الوضع لم يحصل منذ اواخر الستينات ومطلع السبعينات خلال حرب فيتنام.

وقالت الجنرال روندا كورنوم مساعدة رئيس الاطباء في الجيش ان "جيش البر الاميركي الذي كان القوة الرئيسية في الحرب العالمية على الارهاب يخضع لضغوط نفسية كبيرة".

ويستمر الارتفاع منذ 2003 حيث بلغت نسبة الانتحار 12,4 للمائة الف على رغم الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش لمعالجة هذه المشاكل في صفوفه.

الجيش الامريكي يصدر دليلا يتضمن كيفية بناء الامم

أصدر الجيش الامريكي دليلا ميدانيا يعطي للمرة الاولى موضوع بناء الامم نفس القدر من الاهمية والاولوية التي تعطى للمهام القتالية في الصراعات بالدول المضطربة.

وتم وضع الدليل الذي يحمل عنوان (الدليل الميداني لعمليات تحقيق الاستقرار) استنادا الى الخبرات التي اكتسبها الجيش الامريكي في العراق وافغانستان وهو يزود قادة الجيش وافراده بارشادات لدعم الجهود الحكومية الامريكية على نطاق اوسع من اجل تحقيق اهداف التنمية واعادة الاعمار والمعونة الانسانية في البلدان التي تمزقها الحروب.

ووصف مسؤولون هذا الدليل بانه خارطة طريق توضح كيفية الانتقال من الصراع الى السلام. بحسب رويترز.

وقال اللفتنانت جنرال وليام كولدويل قائد مركز الاسلحة بالجيش الامريكي "هدفنا هو اننا عندما نذهب الى دولة اجنبية ان نتركها وان ننسحب منها في امن وسلام."

ويعكس الدليل ما تضمنته استراتيجية دفاعية امريكية كشف النقاب عنها في يوليو تموز الماضي وتقول ان العمليات العسكرية يجب ان تلعب دورا داعما لمبادرات تتعلق بتقويض حركات التشدد من خلال النهوض بالتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بؤر التوتر بالعالم.

وفي نوفمبر تشرين الثاني من عام 2005 اي بعد عامين ونصف العام من غزو العراق عرفت ارشادات امريكية من وزارة الدفاع (البنتاجون) عمليات الاستقرار على انها جوهر المهام العسكرية الامريكية اذا ما قورنت بالعمليات القتالية.

ويدعو الدليل الجديد الذي يقع في 208 صفحات الجيش الامريكي الى توحيد الجهود مع الحكومات الاخرى ووكالاتها المعنية.

البنتاجون يعترف بعدم نجاح استراتيجيته في أفغانستان

اعترف الجيش الامريكي بأنه لا يكسب الحرب ضد عصيان مسلح مميت بشكل متزايد في أفغانستان وقال يوم الاربعاء انه سيعدل استراتيجيته الخاصة بالقتال في ملاذات امنة في باكستان يأوي اليها المتشددون.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس والاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي ان النجاح في أفغانستان يتطلب مجهودا مدنيا أكبر يتجاوز المجهود العسكري.

وقال مولن "بصراحة الوقت ينفد أمامنا. واضاف "لست مقتنعا بأننا نفوز في أفغانستان.لكنني مقتنع بأن بمقدورنا الفوز."بحسب سي ان ان.

وكان مولن يقدم تقييما واقعيا لفترة تناهز سبع سنوات منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بطالبان بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001.

وتصاعدت أعمال العنف في أفغانستان على مدى عامين حيث أعادت القاعدة وطالبان تنظيم صفوفهما في المنطقة النائية بين أفغانستان وباكستان.

وبينما قالت ادارة بوش انها سترسل المزيد من القوات يقول بعض المنتقدين ان ان الخطة غير كافية وان أي استراتيجية يجب أن تركز أيضا على الجانب الباكستاني من الحدود حيث يقول مسؤولون أمريكيون انه من المحتمل أن يكون أسامة بن لادن مختبئا.

وقال مولن انه "ينظر في استراتيجية جديدة أكثر شمولا للمنطقة" تغطي جانبي الحدود الافغانية الباكستانية والتي تشمل مناطق القبائل في باكستان.

وأضاف "في رأيي أن هاتين الدولتين متشابكتان تشابكا وثيقا لا تنفصم عراه في تمرد مشترك يعبر الحدود بينهما."

وتابع قائلا "يمكننا تعقب المتطرفين عند عبورهم الحدود من باكستان وقتلهم... ولكن العدو سيستمر في القدوم الى أن نزيد تعاوننا مع الحكومة الباكستانية للقضاء على لاملاذات الامنة التي يعملون من خلالها."

وكثفت الولايات المتحدة هجماتها على أهداف المتشددين داخل باكستان هذا العام بسلسلة من الهجمات الصاروخية بطائرات بدون طيار وغارة شنتها قوات كوماندوس أمريكية منقولة بطائرات هليكوبتر الاسبوع الماضي.

وأثارت الهجمات غضب الزعماء الباكستانيين وربما زادت التحديات التي يواجهها اصف علي زارداري الذي انتخب رئيسا لباكستان.

وطلب القادة العسكريون الامريكيون في أفغانستان ثلاث ألوية قتالية اضافية أو حوالي عشرة الاف جندي اضافيين للمساعدة في التعامل مع نشاط المتمردين. وهناك نحو 33 ألف جندي أمريكي بالفعل في أفغانستان من بينهم 14 ألفا في اطار القوة العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي والتي يبلغ قوامها 53 ألف جندي.

احمدي نجاد يتهم الولايات المتحدة بتطويق ايران عسكرياً

اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في نيويورك الولايات المتحدة "بتطويق" ايران عسكريا مبررا سياسة المواجهة التي يعتمدها مع الغرب.

وردا على سؤال في مقابلة مع الاذاعة الاميركية العامة (ناشيونال ريبابليك راديو ان بي آر) قال احمدي نجاد "اريد ان اسألكم: هل الجيش الايراني هو الذي يطوق اراضي دول اخرى ام جيش الولايات المتحدة؟" بحسب رويترز.

واضاف ان "الجيش الاميركي هو الذي يطوق حدودنا. لسنا نحن من ينتشر على حدود الولايات المتحدة. اذن ماذا تفعل الولايات المتحدة هناك بالتحديد؟".

وتواصل ايران برنامجها لتخصيب اليورانيوم على الرغم من ثلاثة قرارات اتخذها مجلس الامن الدولي ودعوات الى وقف هذه النشاطات التي يخشى الغرب ان تستخدم لغايات عسكرية. وتؤكد طهران ان برنامجها محض مدني.

وستعقد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اجتماعا مع نظرائها في الدول الخمس الاخرى (بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) للبحث في موقف حيال ايران.

وتريد واشنطن فرض عقوبات على ايران لكن روسيا والصين تعرقلان ذلك. وقد عبر البيت الابيض الاثنين عن "قلقه الشديد" ازاء عدم تعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو "كما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم على الايرانيين ان يقدموا معلومات اساسية اذا كانوا يريدون اثبات صحة ما يقولونه". وتابعت "بانتظار ذلك سنواصل المضي على طريق الخطوات السلبية ما داموا لم يتحركوا".

وزير الجيش الأمريكي: التدريب الكامل لن يتم قبل عام 2010

قال وزير الجيش الأمريكي بيت جيرين إن الجيش لن يتمكن من التدريب على مواجهة جميع التهديدات العسكرية التي تواجه الولايات المتحدة قبل عام 2010 على أقرب تقدير بسبب الحربين في العراق وأفغانستان.

وقال الوزير ان فترة الاثني عشر شهرا التي يقضيها الجنود في بلادهم بين فترات نشرهم في مناطق الحربين ليست كافية لتدريبهم على جميع المهارات المطلوبة للحرب التقليدية ضد جيوش دائمة. بحسب سي ان ان.

وقال في منتدى يستضيفه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "نحن في حالة عدم توازن الآن."وأضاف "نتوقع بحلول 2010 و2011 ان نكون في وضع... يمكننا من بدء التدريب على نطاق كامل."

وقال مسؤول بالجيش إن الجيش يأمل في زيادة الفترة التي يقضيها الجنود في بلادهم بين فترات النشر في الخارج عن طريق زيادة عدد القوات العاملة إلى 547 الف جندي بحلول عام 2013 وعن طريق سحب القوات الاضافية من العراق.

وقال جيرين ان الجيش لديه نحو 140 الف جندي في مناطق حروب بالخارج وذلك بالمقارنة مع 183 الفا من أفراد القوات المسلحة الأمريكية في العراق وأفغانستان.

البنتاجون يبني قوة للعمليات الخاصة قوامها 65 الف فرد

صرح مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية بأن البنتاجون يتوقع ان تكون قوة للعمليات الخاصة تضم نحو 65 الف جندي جاهزة خلال السنوات القليلة المقبلة وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي كان موجودا قبل هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.

وقال مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع الذي يشرف على العمليات الخاصة ان مجمل هذا العدد سيوفر عددا كافيا للوحدات الخاصة المختلفة كي تواجه بشكل كامل تهديدات المتشددين التي تواجه المصالح الامريكية في شتى انحاء العالم. بحسب رويترز.

وقال فيكرز في ندوة استضافها معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى "من المحتمل في اوائل العقد المقبل ستكون (قوة)عملياتنا الخاصة تقريبا مثلي العدد الذي كانت عليه في بداية العقد."

وكشفت القوات الخاصة التي تقود الجهود العسكرية الامريكية ضد القاعدة والجماعات المتشددة الاخرى عن برنامج توسع كبير في اوائل 2006 ويجري نشرها في نحو 60 دولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/تشرين الأول/2008 - 30/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م