فشل النظام التوافقي في العراق

شوقي العيسى

قد تطرح على شكل تساؤلات، وقد تكن من الحتميات، او من المتحققات على أرض واقع العراق، فالنظام الذي أتخذ منحى جديد في السياسة الجديدة " كالتوافق " والتوافقية وما الى ذلك والذي يحل بديلاً عن نظام حكم العراق بالسلطوية والدكتاتورية ذلك هو نظام صدام بل نظام البعث الذي جعل من صدام دكتاتوراً بغض النظر عما تغاضت عنه بعض الاطراف السياسية التي تناست النظام الدموي إما عن ضغوط دولية أو سياسية أو لأجل الاستئثار بالسلطة الحالية التي قد تكون مفرغة بمحتواها الخدمي.

لقد جاء نظام التوافق في العراق لكي تختلط الأوراق بل وتتبعثر ولا يوجد من يدعي بخلاصها من تلك المحن التي عصفت وتعصف بالعراق، وبما أن البلد يحوي الكثير من الالوان والطوائف ويجب حسب المفهوم الجديد جميعهم أن يحكمون العراق ولا يستأثر بالسلطة أحد ويصبح دكتاتوراً فقد ولد أو تولــّد نظام التوافق، والذي جعل العراق في مهب الريح وذلك لأنه لا توجد توافقات بين ما تسمى الفرقاء فكيف يمكن أن نجعل توافق بين فرقاء؟

علامة استفهام كبيرة تطرح نفسها أمام مأساة شعب كامل تحمل أعباء كثيرة.

 وبما انه هناك ما زالت ألوان مختلفة ومازالت هناك أذواق مختلفة ونوايا مدكنة وخفايا مبطنة فلا يمكن أن يحل نظام التوافق مرحلة البناء السياسي للبلد وانتشاله الى بر أمان بل،  سيعبق ويضمحل في دائرة مفرغة، فكلما برزت أمام السياسيين العراقيين مشكلة او قضية أصبح لزاماً عليهم أن يختلفوا لأنه أمر طبيعي بما أنهم فرقاء ومختلفين في كل شيء فما هو الذي يجمعهم غير النظام التوافقي وعندما نأتي الى هذا النظام الذي نجده لا يلبي الطموحات لأي شريحة من شرائح المكون العراقي فسيكون هناك نقص واخفاق في معظم القضايا التي تطرح امام النظام التوافقي لحلها وبذلك يكون حلها ووضعها ليس بالوضع الصحيح لأنها مبنية على أهواء واذواق وانتماءات فئوية وجهوية وليست شعبية او وطنية.

قد يكون النظام التوافقي من أفضل الانظمة المعمول بها ولكن ليس كوضع مثل العراق الذي أصبحت الجهات السياسية حذرة ومتخوفة من الاخرى خوفاً منها أو طمعاً بنيل المزيد المكاسب على حساب الاخر وهكذا فالدائرة مفرغة والخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي  الذي مازال يتحمل معاناة وقرقعة السياسيين العراقيين الذين قد يكونوا مضطهدين أو مأسورين أمام الولايات المتحدة الامريكية التي تحاول تكبيلهم بكل شيء.

خلاصة القول أن النظام التوافقي نظام فاشل في العراقي على أقل التقادير في الوقت الحالي.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2008 - 28/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م