قضايا أفريقية: دول مضطربة هي الاخطر في العالم

التدخل الغربي في كينيا واسلحة ثقيلة بحوزة المسلحين الصوماليين

شبكة النبأ: تبقى أفريقيا، رغم التطور الحاصل على صعيد العالم، الاكثر تراجعاً وفتكاً لبني الانسان، بسبب الحروب والاقتتال والمجاعات، والكوارث الطبيعية، حتى لَتكون بعض الدول الافريقية الاشد خطورة من بين دول العالم.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على الشأن الافريقي، وعمليات القرصنة الحاصلة عن الشواطيء الافريقية، وفقدان اسلحة خطرة وضياعها بيد المسلحين الافارقة:

مؤشر عن تحسن الحكم في غالبية دول جنوب الصحراء

أظهر مؤشر أن الحكم تحسن في ثلثي دول جنوب الصحراء الافريقية تقريبا. وقال مؤشر ابراهيم السنوي للحكم في افريقيا لعام 2008 ان 31 من بين 48 دولة في منطقة جنوب الصحراء الافريقية سجلت أرقاما أعلى مما سجلته في المسح الذي اجري العام الماضي وان ليبيريا هي أكثر الدول التي شهدت تحسنا.

وقال مو ابراهيم لرويترز خلال تدشين مؤشر مؤسسته في اثيوبيا: الناس تتابع عناوين الاخبار من دولتين او ثلاث وتنسى ان هناك 55 دولة افريقية وان الحياة في معظمها طبيعية. اداء الحكومات في معظم الدول الافريقية يتحسن...آمل ان يستخدم المواطنون الافارقة هذه النتائج كوسيلة لمساءلة حكوماتهم. بحسب رويترز.

وقال مستثمرون إن تحسن الحكم هو من الاسباب التي أدت إلى تدفق الاموال بشكل غير مسبوق على افريقيا في السنوات الاخيرة وانتعاش الاستثمار الاسيوي وارتفاع أسعار البضائع وتخفيف الديون.

ويمنح ابراهيم وهو رجل أعمال سوداني المولد في مجال الاتصالات جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار لزعماء أفارقة لتعزيز المعايير الديمقراطية ومكافحة الفساد.

ويستخدم المؤشر معايير منها الاستقرار الاقتصادي والفساد والأمن والحقوق والقانون والانتخابات والبنية التحتية والفقر والصحة. لكن المؤشر يستخدم بيانات عمرها عامان.

وأوضح المؤشر أن موريشيوس وهي من اكثر الدول الافريقية استقرارا ورخاء هي أفضل دولة من حيث الادارة وحققت 85.1 نقطة من مئة نقطة.

وجاء في المركز الثاني والثالث سيشل والرأس الاخضر وبوتسوانا في المركز الرابع بينما احتلت جنوب افريقيا اكبر الاقتصاديات الاقليمية المركز الخامس.

وأثنى المؤشر على التقدم الاقتصادي في القارة الافريقية حيث حققت 30 دولة تحسنا في فئة فرعية لاستقرار الاقتصاد الكلي والتكامل الاقتصادي.

وسجلت 40 دولة أرقاما أعلى في استخدام شبكة الانترنت كما زاد عدد مشتركي التليفونات المحمولة في 44 دولة.

وأظهر المؤشر ان الصومال الذي يعيش حربا أهلية منذ عام 1991 جاء في المرتبة الثامنة والاربعين ولم يحقق سوى 18.9 نقطة.

وشاركه في نفس مستوى السوء تقريبا السودان والكونجو الديمقراطية وتشاد وكلها تشهد صراعات.

وكانت ليبيريا أكثر الدول التي حققت تقدما وقفزت خمسة مراكز لتحتل المركز الثامن والثلاثين محققة 48.7 نقطة.

وقالت ماري روبنسون وهي رئيسة سابقة لايرلندا وعضو بمجلس ادارة مؤسسة ابراهيم ان مؤشر عام 2008 أظهر تحسنا في الحقوق والمشاركة في أنحاء القارة الافريقية.

وأضافت، تجرى انتخابات ديمقراطية في أكبر عدد على الاطلاق من دول جنوب الصحراء الافريقية وأتمنى أن يساعد هذا على ارساء قاعدة لتحقيق تقدم مستمر.

وقالت مؤسسة ابراهيم ان نتائج المؤشر توصل اليها فريق من كلية كنيدي للحكم التابعة لجامعة هارفارد.

الغرب يواجه اتهامات من كينيا بسبب التدخل السياسي

اتهمت كينيا مبعوثين غربيين بالابتزاز الوقح لمحاولتهم الضغط لإبعاد رئيس اللجنة الانتخابية عن منصبه بعد انتخابات الرئاسة التي أدت إلى شهرين من العنف.

وقال دبلوماسيون ان الحكومة تبالغ في دور المبعوثين رغم انهم توافقوا على ضرورة ابعاد رئيس اللجنة الانتخابية بسبب سوء ادارته للانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الاول الماضي.

ويعكس الخلاف تبادل الاتهامات الدائر بشأن ازمة ما بعد الانتخابات في كينيا ونفاد صبر الدول الاجنبية المانحة تجاه بطء الاصلاح السياسي في اكبر اقتصاد في شرق افريقيا. بحسب رويتر.

وذكرت وسائل اعلام محلية أن سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي زاروا صامويل كيفويتي رئيس اللجنة الانتخابية في كينيا هذا الاسبوع وحثوه على تقديم استقالته وهددت واشنطن بمنعه من السفر.

وقال وزير الخارجية موسى ويتانجولا انه غضب بشدة ازاء هذا الانتهاك الفج للبروتوكول من جانب الدبلوماسيين. وقال: من غير المقبول بالنسبة لسفير قبلت اوراق اعتماده في كينيا ان يدخل فعليا مكتب مسؤول بالدولة بحكم الدستور ويواجهه بشكل مباشر في محاولة لحمله على تقديم استقالته.

وأضاف، مثل هذا الابتزاز الوقح تم عن طريق تجاهل واضح للاعراف السائدة في سلوكيات الدبلوماسيين وبأسلوب يذكر بعقلية وتصرفات المحتلين ويمثل اهانة للشعب الكيني.

وقالت مصادر دبلوماسية ان مثل هذه المواجهة المباشرة لم تحدث لكن الدول الغربية تؤيد توصية تحقيق مستقل بتغيير اللجنة الانتخابية لفشلها في انتخابات ديسمبر.

وكانت مخالفات كبيرة وخلاف بشأن النتيجة قد أدت الى اعمال عنف استمرت شهرين وقتل فيها 1300 شخص على الاقل وشلت فعليا اقتصاد البلاد. وانصب غضب الشعب بعد الازمة على كيفويتي.

حالات القرصنة وصفقات الاسلحة تغذي الصراعات الأفريقية

ذكر تقرير سويدي ان اختيار اوكرانيا لشركاء تجاريين قد يؤدي الى وقوع اسلحة صغيرة وخفيفة في ايدي جماعات متمردة في تشاد والسودان وامداد صراعات اخرى في افريقيا بالسلاح.

وجاء في التقرير الذي اعده بول هولتوم من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام ان اوكرانيا ربما لم تبذل ما يكفي من الجهد في محاولتها لتغيير صورتها بعد الحرب الباردة كدولة مصدرة للاسلحة. بحسب رويترز.

وقال هولتوم في التقرير: يجب الاشادة باوكرانيا لشفافيتها بشان صادرات الاسلحة. واضاف، لكن اذا ارادت ان ينظر اليها باعتبارها مصدر مسؤول للاسلحة فيتعين ان تكون واثقة من ان هذا الاسلحة لن تحول الى جماعات متمردة تستخدمها في صراعات.

وذكر المعهد ان التكهنات بشأن الوجهة النهائية للاسلحة التي على متن السفينة الاوكرانية فاينا التي اختطفها قراصنة قبالة ساحل الصومال تركزت على كينيا.

وتناول التقرير ايضا صادرات اوكرانيا من الاسلحة الصغيرة والخفيفة الى تشاد وليبيا. وتتراوح هذه الاسلحة من المسدسات الى قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف التي بوسع شخص او شخصين استخدامها.

وقال المعهد ان اوكرانيا قطعت خطوات واسعة في السنوات الماضية على طريق تحسين سيطرتها على صادرات الاسلحة. وهي واحدة من بين عدد قليل من الدول التي تنشر معلومات عن صادراتها من الاسلحة الصغيرة.

وحلل هولتوم المعلومات المعلنة وقال انها تبين ان اوكرانيا صدرت 211352 سلاحا صغيرا وخفيفا في عام 2007 و319132 في عام 2006.

إلتهاب الكبد يثير ضجة في اوغندا بعد الحرب

يرفع مسعف جفني بيتر موريس اوبوكا (ستة أعوام) في عيادة بمخيم مخصص للنازحين من جراء الحرب التي استمرت في اوغندا لعقدين.

ويشير لون عيني اوبوكا الضارب الى الصفرة الى وجود فيروس الالتهاب الكبدي (هـ) شديد العدوى الذي أسفر عن مقتل اكثر من 120 شخصا وأصاب نحو ثمانية الاف اخرين في شمال اوغندا منذ العام الماضي.

والعدوى مشكلة تضاف الى المشاكل التي يواجهها مئات الالاف من الاوغنديين الذين يتيح لهم السلام العودة الى ديارهم في منطقة دمرها تمرد جيش الرب للمقاومة. بحسب رويترز.

تقول جولي كايليت مديرة الصحة العامة بمنظمة اوكسفام للاغاثة: ليس هناك اي شيء لهؤلاء الناس في الديار.

ومنذ ابرام هدنة بين الحكومة والمتمردين قبل عامين تدعو اوغندا وجهات مانحة سكان المخيمات للعودة الى قرى في الشمال يمكن أن تحول أراضيها الخصبة المنطقة المهملة منذ فترة طويلة الى مصدر لاطعام البلاد.

وقتل المتمردون مدنيين وارتكبوا جرائم اغتصاب وجندوا أطفالا الى جانب أعمال وحشية أخرى. ونقلت الحكومة الكثير من الناس من القرى الى مخيمات في اطار استراتيجيتها لمكافحة التمرد.

وقتل ما يقدر بنحو عشرة الاف شخص في الحرب وأجبر نحو مليونين على ترك ديارهم. لكن محادثات السلام حققت استقرارا نسبيا. والان لا يمثل متمردو جوزيف كوني مشكلة لاوغندا بقدر ما يمثلون مشكلة في الاراضي الحدودية النائية بين جمهورية الكونجو الديمقراطية وجنوب السودان وافريقيا الوسطى.

وتقول وكالات اغاثة ان هذا شجع نحو نصف الاوغنديين النازحين على العودة الى ديارهم او الى مخيمات أنشئت من أجلهم.

ويقدر أن العائدين عززوا انتاج اوغندا من الغذاء بنسبة 2.4 في المئة في العام 2007-2008 حسبما ذكرت وزارة المالية بعيدا عن حقيقة أنهم لم يعودوا عبئا مثلما كانوا حين نزحوا.

لكن مسؤولين صحيين في منطقة كيتجوم بشمال البلاد يقولون ان العائدين كانوا هدفا سهلا لامراض من بينها فيروس الالتهاب الكبدي (هـ) والملاريا الى جانب أمراض أخرى.

ويمكن أن ينتشر فيروس (هـ) عن طريق الطعام او الماء الملوث بالبراز. وليس هناك تطعيم او علاج لهذا المرض الذي يمكن أن يسبب الصفراء وفقدان الشهية وتضخم الكبد والغثيان والقيء.

وفي بعض الحالات يسبب المرض أعراضا خفيفة لكنه قد يفضي الى الوفاة. والاطفال والنساء الحوامل اكثر عرضة للاصابة به.

ويقول عاملون في القطاع الصحي ان هذا المرض ينحسر الان لكن فترة الحضانة التي تستمر لما بين ستة وثمانية أسابيع تعني امكانية ظهور مزيد من الحالات.

وذكر صمويل اوبيو المسؤول الصحي بمخيم موكويني على بعد نحو 470 كيلومترا من العاصمة الاوغندية: ما يجعل مكافحة هذا المرض صعبة جدا هو فترة الحضانة الطويلة. الناس سينشرونه في القرية حتى دون أن يدروا.

وفي بلدة كيتجوم تشعر جريس ايو أنها واحدة من المحظوظين بعد شفائها من الالتهاب الكبدي (هـ) ووضعها طفلا سليما معافى. وثلث حالات الوفاة المسجلة تقريبا وقعت بين النساء منذ بدء تفشي المرض في اكتوبر تشرين الاول عام 2007 .

عمل القيادة الامريكية في أفريقيا ومواجهة الأعداء

بدأت القيادة العسكرية الامريكية الجديدة في أفريقيا عملها ولكن حالة العداء والانتقادات التي واجهتها أجبرتها على تأجيل خطط في أن تنشئ قواعد لها في القارة.

وتشكلت القيادة التي تعرف باسم أفريكوم من ثلاث قيادات كانت في الماضي مسؤولة عن أفريقيا. ولكن مقرها سيبقى في الوقت الراهن في شتوتجارت بألمانيا. وستستخدم منشات كانت تشغلها من قبل القيادة الامريكية لاوروبا. بحسب رويتر.

وكان الرئيس جورج بوش قد أعلن عن الخطط الخاصة بالقيادة والتي تشمل انشاء قاعدة في أفريقيا في فبراير شباط 2007 ولكن منذ ذلك الحين تراخى المسؤولون عن المشروع عقب صدور ردود أفعال عدائية من أفريقيا بما في ذلك جنوب أفريقيا ونيجيريا وهما بلدان كبيران في القارة.

وتلاقي واشنطن صعوبات في أن توقف خططا لانشاء قواعد جديدة وترفض شكوكا متفشية على نطاق واسع من أن الدافع الحقيقي وراء القواعد هو مواجهة النفوذ الصيني المتنامي والسيطرة على امدادات النفط من خليج غينيا وهي امتدادات من المتوقع أن تسد 25 في المئة من احتياجات الولايات المتحدة بحلول 2015

وقال الجنرال وليام وارد لهيئة الاذاعة البريطانية: لا توجد خطة خفية. مضيفا أن من الوهم أن تكون واشنطن تعتزم بناء قواعد جديدة في أفريقيا.

وقالت تيريزا ويلان نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أفريقيا: ان انشاءنا لبنية تنظيمية جديدة لنطبق استراتيجية أمنية في أفريقيا لم يغير أيا من القواعد التي حكمت البنى التنظيمية القديمة.

وأضافت أن قيادة أفريكوم التي سيكون نصفها من هيئات مدنية بما فيها وزارة الخارجية ستكون أكثر حذرا بشأن السعي من أجل حلول عسكرية للمشاكل في أفريقيا. والسبب المعلن لانشاء أفريكوم هو بناء قدرة للقوات الافريقية على مواجهة كل شيء من الكوارث الى الارهاب وجعل القارة أكثر استقرارا.

ويقول موقع أفريكوم على الانترنت أنه بخلاف القيادة الموحدة التقليدية فان القيادة الافريقية ستركز على منع الحروب بدلا من خوضها.

وقال متحدث أن القيادة من المتوقع أن تبلغ أقصى طاقة لها بحلول نهاية عام 2009 حيث سيصل العدد الى 1300 شخص بدلا من ألف شخص في الوقت الراهن.

والقاعدة الامريكية الكبيرة الوحيدة في القارة موجودة في جيبوتي في القرن الافريقي المضطرب. وفيها قوة يتراوح قوامها بين 1500 و1800 شخص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2008 - 28/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م