شبكة النبأ: مثلما للمرأة عالمها
الخاص، فللرجل عالم ربما يفوق عالم المرأة تعقيدا، حيث يرى الخبراء
ان الكثير من المضادات الحيوية او المهدآت تؤثر سلباً على عملية
الإخصاب لدى الرجال، او كما يراه الباحثون الألمان في حكاية الصلع
الوراثي. بالإضافة الى الدراسة التي تكشف السر الكامن خلف الحوار
الاولي بين الرجل والمرأة والذي ينسج أولى البصمات في طريق
الإقتران وتحديد الحياة القادمة.
ذلك وغيره، تقدمه (شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير الذي يسلط
الضوء على عالم الانسان الفسيح وبالخصوص عالم الرجل، ماله وما عليه:
نسبة كبيرة من الرجال غير راضين عن أجسادهم
يقول خبير بريطاني في الاضطرابات الغذائية إن واحدا من بين كل
خمسة من الشباب البريطانيين غير راضين عن شكل أجسامهم.
وأوضح الدكتور جون مورجان أنه مقابل شاب واحد يعاني من مشاكل
غذائية هناك 10 آخرون يرغبون بشدة في تغيير أشكالهم.
ويقول: إن واحدا من كل خمسة من الشباب يعانون بدرجة ما من
التوتر الشديد. واضاف الدكتور مورجان، الذي يدير مركز يوركشاير
للاضطرابات الغذائية في ليدز في تصريحاته لبرنامج عن الشباب بثه
تليفزيون بي بي سي، إن الشباب الذين يشعرون بعدم الرضا عن أجسامهم
واشكالهم يرغبون في تغييرها. بحسب بي بي سي.
وبينما تضع التقديرات الرسمية عدد الذين يعانون من اضطرابات
غذائية عند 10- 15 في المائة من بين كل أصحاب الشكوى فإن الرقم
الحقيقي أكبر من ذلك كثيرا.
ويقول الدكتور مورجان: نحن نعرف أن ما بين 1 إلى 20 في المائة
من الشباب يعانون من درجة ما من الاضراب الناتج عن طريقتهم في
تناول الطعام، وأن 15 في المائة على الأقل منهم من الرجال، ولكن
هذه ليست سوى نسبة بسيطة للغاية.
ويضيف قائلا: هناك رجال يعانون من مشاكل نفسية تدفعهم مثلا إلى
ممارسة الرياضة العنيفة من أجل المحافظة على رشاقة أجسامهم، وهناك
آخرون يبالغون في عملية بناء الأجسام ويعانون من امراض لكننا لم
نرصدهم في دراستنا بعد. إننا نركز عادة على النساء أكثر من الرجال.
ضعف الخصوبة لدى الرجال متعلق بالبدانة
تشير نتائج دراسة جديدة الى ان البدانة ربما تقلل من فرص الرجل
في ان يصبح ابا حتى وان كان باستثناء ذلك يتمتع بصحة طيبة.
ووجد الباحثون انه من بين 87 رجلا اصحاء تتراوح اعمارهم بين 19
و 48 عاما كان هؤلاء البدناء اقل احتمال لان يصبحوا اباء. والاكثر
اهمية انهم اظهروا اختلافات هرمونية تشير الى قدرة انجابية محدودة
كما كتب الباحثون في دورية الخصوبة والعقم "Fertility and
Sterility. بحسب رويترز.
وبالمقارنة مع نظرائهم الاقل بدانة فالرجل البدناء لديهم
مستويات التستوستيرون اقل في الدم وكذلك مستويات اقل من الهرمون
اللوتيني والهرمون منبه الجريب "اف اس اتش"- وكلاهما مهم للانجاب.
ويقول الباحثون ان هذه المستويات القليلة نسبيا من الهرمون
اللوتيني والهرمون المنبه للجريب يوحي بانخفاض جزئي في مستويات
افراز هرمونات المناسل. وهذه حالة لا تؤدي فيها الخصيتان وظيفتهما
بشكل مناسب بسبب مشاكل في الاشارات في غدة ما تحت المهاد "هيبوثالامس"
أو الغدة النخامية وهما بنيتان في المخ معنيتان بالافراز الهرموني.
وكتب الدكتور اريك ام. باولي وزملاؤه في كلية الطب بجامعة ولاية
بنسلفانيا في هيرشي ان هذه النتائج تشير الى ان البدانة وحدها هي "عامل
عقم" لدي الرجال الذين يتمتعون باستثناء ذلك بصحة طيبة.
ومن بين 87 رجلا شملتهم الدراسة هناك 68 في المئة منهم لديهم
طفل. ووجد فريق باولي ان مؤشر كتلة الجسم في المتوسط اقل بين هؤلاء
الرجال مقارنة مع الذين لم ينجبوا اطفالا وفي المجموعة السابقة بلغ
مؤشر كتلة الجسم 28 حيث يقعوا في نطاق "زائدي الوزن" بينما مؤشر
كتلة الجسم في المتوسط بالنسبة للرجال الذين لم ينجبوا اطفالا بلغ
32 تقريبا والذي يقع في نطاق البدناء.
وعندما قيم الباحثون الرجال بالنسبة لهرمونات انجابية عديدة
وجدوا انه كلما زادت بدانة الرجل كلما كانت مستويات الهرمون
اللوتيني والهرمون المنبه للجريب "اف اس اتش" اقل. ومن ناحية اخرى
فان زيادة البدانة ترتبط بزيادة مستويات الاستروجين.
ويوضح فريق بولي ان زيادة الدهون في الجسم ربما تزيد من تحول
التستوستيرون الى استروجين في دم الرجل. ومثل هذا التغير الهرموني
يمكن في المقابل ان يبث باشارة الى المخ لكبح انتاج الهرمون
اللوتيني والهرمون منبه الجريب "اف اس اتش".
وربطت دراسات سابقة بين البدانة وتراجع الرغبة الجنسية وزيادة
مخاطر ضعف الانتصاب كما يشير الباحثون.
ويقول الباحثون ان هذه الاثار الى جانب التغيرات الهرمونية التي
ترى في هذه الدراسة يمكن ان تعمل معا على تراجع الخصوبة لدى الرجال
البدناء.
الباحثون الألمان يضعون حداً لوراثة
الصلَع
نجح علماء ألمان بجامعتي بون وديسلدورف في اكتشاف جين جديد يورث
الصلع، وينتقل من ناحية الأب والأم على السواء. الاكتشاف الجديد
يأتي بعد ثلاث سنوات من اكتشاف الفريق العلمي نفسه جينا يورث الصلع
لكنه ينتقل من ناحية الأم فقط.
اكتشف باحثون بجامعتي بون ودوسلدورف بألمانيا جينا جديدا يسيبب
الصلع. وأفادت جامعة بون بأن هذا الجين يمكن توارثه عبر كل من الأب
والأم على السواء. ويوضح هذا الاكتشاف سبب وجود تشابه في نمو الشعر
لدى الآباء والأبناء.
وكان هؤلاء الباحثون قد اكتشفوا قبل ثلاث سنوات أول جين وراثي
يساعد في الإصابة بالصلع ولكنهم وجدوا أن هذا الجين يورث عن طريق
الأم ويجعل شعر الرجل شبيها لشعر جده من ناحية الأم. أما الجين
المكتشف حديثا فيوضح سبب تشابه نمو الشعر بين الأب وابنه. وتوصل
فريق أبحاث بريطاني لنفس هذه النتيجة العلمية بشكل مواز لزملائهم
الألمان. ونشر الفريقان نتائج بحثهما في مجلة "نيتشر جينيتك"
البريطانية.
وحسب جامعة بون فإن الباحثين الألمان تحت إشراف البروفيسور أكسل
هيملر قاموا بدراسة أكثر من 500 ألف موضع في الجينات الوراثية
للإنسان قبل أن يعثروا على نوع من الجينات يظهر بشكل أوضح لدى
الرجال المصابين بالصلع.
ويرى الباحثون أن هذه هي المنطقة الجينية الثانية التي وجدوا
لها علاقة بالسقوط المبكر للشعر. ويعتزم العلماء في أبحاثهم
المقبلة معرفة الدور الذي يلعبه هذا الجين في نمو الشعر قبل محاولة
تطوير علاج مناسب للصلع. ويعتقد العلماء أن هناك جينات أخرى مسئولة
عن الإصابة بالصلع.
الحوار بين المرأة والرجل والانجذاب عن
طريق الصوت
قالت فيفيان سوتا خبيرة علم الصوتيات في معهد فرانكفورت
للدراسات المتقدمة، أن دراسة الماجستير التي أعدتها وتنشر نتائجها
في كتاب يحمل عنوان: أسباب عدم جاذبية الأصوات العميقة للرجال. إن
الصوت الجاد للرجل يأتي بثماره مع المرأة خاصة إذا صاحبته سرعة في
النطق تتوافق مع ظروف الموقف. بحسب د.ب.أ.
والطريف في هذه الدراسة أن الصوت العالي للرجل وجد اهتماما
متزايدا من جانب المرأة وأكدت الخبيرة أن نفس الأمر ينطبق على
مواصفات الصوت الساحر للمرأة، حيث ينجذب الرجال للصوت الشاب
والرياضي. وأشارت الخبيرة إلى أن الأصوات البطيئة والتوقفات
المتمهلة أثناء الكلام تعتبر غير جذابة بالنسبة للجنسين. الطريف في
الدراسة أن الصوت العالي للرجل وجد اهتماما متزايدا من جانب المرأة
فيما تراجع تقديرها للصوت العميق.
وأجرت الباحثة التجارب على "الجنس الناعم"، حيث طلبت من السيدات
تخيل مظهر صاحب الصوت وجاءت النتيجة مخالفة في حالات كثيرة حول شكل
الرجل، حيث توقعت غالبية السيدات رجلا جذابا بينما الواقع يؤكد أن
صاحب الصوت كان بدينا ومتواضعا في ثيابه ومظهره.
حسب الدراسة وجد الرجال صعوبات بالغة في تحديد الصوت الجذاب
للمرأة وفشلوا في التعرف على مظهر صاحبة الصوت وفي الوقت نفسه وجد
الرجال صعوبات بالغة في تحديد الصوت الجذاب للمرأة وفشلوا في
التعرف على مظهر صاحبة الصوت. وحول كيفية التعرف على مظهر ومواصفات
صاحب الصوت الجذاب قالت الخبيرة إنه من المستحيل استخدام الصوت
للتعرف على الخصائص والمظهر، حيث ثبت عدم وجود علاقة بين ارتفاع
نبرة الصوت وحجم الجسم أو عمر الإنسان البالغ. وأضافت الباحثة أن
البدناء من الرجال يميلون للحديث ببطء وفي المقابل تحافظ المرأة
البدينة على سرعة الكلام دون تفسير واضح لأسباب ذلك.
تفاوت الأعمار بين الرجال والنساء
يشعر العديد من الرجال بالحيرة أمام حقيقة علمية، تتمثل في واقع
أن النساء أطول عمراً منهم، بما بين خمسة إلى عشرة أعوام، كما يجزم
موقع "العيش حتى الـ100"، الذي يديره توم بيرلز من جامعة بوسطن، أن
85 في المائة ممن تتجاوز أعمارهم قرناً من الزمن حول العالم من
النساء.
ويقول بيرلز إن هناك مجموعة من العوامل التي تتسبب بطول عمر
النساء مقارنة بالرجال، وهي أمور مشخصة علمياً، لكن قد لا يسهل
إيجاد تفسير واضح لها. بحسب (CNN).
فعلى سبيل المثال، تتأخر إصابة النساء بأمراض الشرايين والأوعية
والقلب، وذلك بمعدل عشرة أعوام على الأقل مقارنة بالرجال، ولكن
التبرير العلمي لذلك ما يزال موضع أخذ ورد، حيث كان يُعتقد أن
هرمون الأستروتجين النسائي مسؤول عن ذلك، غير أن الدراسات الحديثة
تذهب إلى تأكيد عدم صحة ذلك.
ويرى البعض أن سلامة شرايين النساء قد تعود إلى واقع نقص الحديد
في أجسادهن، وهي ميزة تمنع إصابة خلايا الدم بالشيخوخة المبكرة،
ويتوافر الحديد في اللحوم الحمراء التي عادة ما لا تكون موقع إقبال
النساء اللواتي يفضلن الخضراوات.
ويضيف بيرلز أن هناك أسباب جينية محتملة أيضاً لتبرير طول عمر
النساء، في مقدمتها وجود زوج من الموروثات الجينية X في خلاياهن،
بينما يمتلك الرجال موروث X و Y، مما يجعل حياة الخلايا النسائية
أفضل وأطول من خلايا الرجال، وفقاً لمجلة تايم.
ويلفت بيرلز إلى وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في أسباب الوفاة
المبكرة لدى الرجال، أبرزها "عاصفة التستستيرون" التي تصيبهم في
مقتبل العمل، والتي تدفعهم لارتكاب أعمال ومجازفات خطرة، مثل قيادة
السيارة دون حزام أمان، والسعي لامتلاك أسلحة وتعاطي الكحول.
ذلك إلى جانب أن الرجال، على ما يبدو، أكثر حزماً على صعيد
الانتحار، وخاصة بين كبار السن المصابين بالاكتئاب، حيث ترتفع نسب
نجاح محاولاتهم مقارنة بالنساء.
ويختم بيرلز بالقول إن هناك بعض الطباع الذكورية التي تلعب دوراً
سلبياً أيضاً، مثل شراهة التدخين لدى الرجال، ونهمهم الزائد للأكل،
وسعيهم الجاهد لإخفاء مظاهر التوتر وكبت مشاعرهم، وهو ما يتسبب
بدوره بأمراض القلب والشرايين.
خصوبة الرجال تضرّها مضادات الإكتئاب
قال علماء أمريكيون إن العقاقير المضادة للإكتئاب قد تؤثر على
خصوبة الرجال. جاء ذلك في بحث نشرته مجلة "نيوساينتست".
وفي هذا البحث تم إعطاء مجموعة صغيرة من الرجال الأصحاء عقارا
يحوي مادة باروكستين المضادة للإكتئاب لمدة 4 أسابيع وقد وجد بعد
ذلك أن معدل الحيوانات المنوية لديهم مرتفعا، ولكنها تحوي الحمض
النووي "دي ان ايه" مدمرا.غير أن البحث قال إن ذلك لا يعني أن
هؤلاء الرجال لن ينجبوا بالضرورة. بحسب رويترز.
ولكن متخصصا بريطانيا في أبحاث الخصوبة قال: إن الأمر يثير
القلق فعلا. وتعتبر مادة الباروكساتين التي تباع باسم يروكسات أو
باكسيل من أكثر العقاقير المضادة للإكتئاب مبيعا في بريطانيا.
يذكر أن هذا هو البحث الثاني من نوعه الذي يجريه فريقا بحثيا من
مركز كورنويل في نيويورك ويشير إلى احتمال التأثير على نوعية
الحيوانات المنوية.
وقد تم اختيار 35 متطوعا أخذت منهم عينات من الحيوانات المنوية
قبل وبعد تناول العقاقير المضادة للإكتئاب، وقد وجد أن الاختلاف
كان كبيرا بين العينتين قبل وبعد تناول العقاقير.
فقبل تناول العقاقير لم تكن نسبة الحيوانات المنوية التي بها
مشاكل تزيد عن 13.8 بالمئة وقد ارتفعت النسبة بعد تناول العقاقير
إلى 30.3 بالمئة.
والسؤال المطروح هنا هو هل يكفي هذا التغيير لتدمير الخصوبة؟ أم
أن نسبة السبعين في المئة التي لم تتأثر تكفي لتحقيق الأبوة؟
ومن ناحية أخرى، قالت مارجوري والاس العاملة في أحد مراكز الصحة
العقلية: إن الأمر يتطلب مزيدا من الدراسات، ولاشك أن توقف مريض عن
تناول العلاج أمر يثير القلق حيث أن مضادات الاكتئاب قد تكون شريان
الحياة للكثير من الناس.
وقال الدكتور أندرو ماكلوش، من مؤسسة الصحة العقلية: إن كل
العقاقير بها نسبة خطر ومضادات الاكتئاب لا تختلف عنها.
ودعا ماكلوش إلى التركيز بشكل أكبر على علاجات مختلفة وبديلة
للأمراض النفسية، ولكنه قال: الأمر الذي لاشك فيه ولا يجب أن ننساه
ان مضادات الاكتئاب غيرت حياة الكثيرين للأفضل. |