البدانة.. تزيد من مخاطر الإجهاض والقراءة عامل جديد لمكافحتها

شبكة النبأ: لايزال السعي نحو الكمال الصحي والجسماني من اهم ما تحرص عليه مراكز البحوث المتعلقة بالأغذية وبرامجها المختلفة، وفي ظل ذلك يطغى المستوى المعيشي العالي في بعض المجتمعات المتمدنة على مفاهيم الصحة العامة بحيث تبرز البدانة كمشكلة رئيسية في تلك المجتمعات.

(شبكة النبأ) تقدم لقراءها الكرام اخر البحوث ونتائج الدراسات والاخبار المتعلقة بالبدانة في التقرير التالي:

دراسة جديدة تدخل القراءة ضمن حمية تخفيف أوزان الأطفال

عادة ما يوصي الأطباء الأطفال البدناء بممارسة الرياضة البدنية إلا أن دراسة تجريبية جديدة أضافت القراءة، ونوعية الكتب المختارة، كحمية جديدة متاحة لتخفيف أوزان الفتيات الصغيرات.

وشملت الدراسة المحدودة، التي أعدها "مستشفى ديوك للأطفال" ضمن "برنامج "النمط المعيشي"، على مدى ستة أشهر، 31 فتاة، يعانين من ظاهرة البدانة، تتراوح أعمارهن ما بين 9 و13 عاماً، وفق ما أوردت مجلة "تايم".

وطولبت المجموعة بقراءة رواية "إنقاذ البحيرة" Lake Rescue، التي تدور حول معاناة فتاة صغيرة من البدانة من افتقاد الثقة بالنفس والعزلة ومضايقات رفيقاتها جراء حجمها.

وأنكبت مجموعة ثانية مؤلفة من 33 فتاة صغيرة على قراءة كتاب "شارلوت في باريس"، الذي لا تتناول أحداثه أي معاناة من الوزن المفرط، ولم تطالب مجموعة ثالثة، مكونة من 17 فتاة، قراءة أي من الكتابين.

ووجد الباحثون أن المجموعتين اللواتي قضين فترة الاختبار التي امتدت على مدى نصف العام في القراءة،  فقدن بعض الوزن إلا أن المجموعة الأولى فقدت أكثر وبمعدل 71. "من مؤشر قياس كتلة الجسم" (BMI)، مقارنة بـ33. للمجموعة الثانية. و05. للمجموعة الأخيرة.

ورغم كمية الأوزان القليلة التي فقدت أثناء البرنامج، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن تأثيره مهم وتراكمي.

ويشار إلى أن "مؤشر قياس كتلة الجسم" للفتيات في سن ما بين التاسعة و13 عاماً، اللواتي يتمتعن بأوزان صحية، هي ما بين 16 إلى 19.

وقالت د. سارة أرمسترونغ، طبية أطفال ومدير برنامج "نمط معيشة صحي" إن الهدف من الدراسة إيجاد وسيلة لتحفيز الفتيات الصغيرات على تبني خطوات لتخفيف أوزانهم دون الحاجة إلى تعقيدات برامج الحمية وتقييدات المختصين.

الذين يأكلون بسرعة من الارجح ان يصابوا بالبدانة

قال باحثون يابانيون إن الاشخاص الذين يتناولون طعامهم بسرعة حتى يشعروا بالشبع من المرجح ان يصبحوا من ذوي الوزن الزائد اكثر بثلاثة اضعاف من الاخرين وهي مشكلة يفاقم منها توفر الغذاء السريع وتراجع العادات المنظمة لتناول الغذاء. بحسب رويترز.

وتلقي هذه النتائج التي نشرت في دورية (بريتش ميديكال جورنال) الضوء على اساليب تناول الطعام وليس فقط على نوع الطعام وكمياته التي يمكن ان تساهم في البدانة.

وتصنف منظمة الصحة العالمية حوالي 400 مليون شخص على انهم بدناء ومنهم 20 مليونا أعمارهم تقل عن خمس سنوات. وهذه الحالة تزيد من مخاطر الاصابة بالامراض مثل السكري-2 ومشاكل القلب.

ومن اجل اجراء هذه الدراسة قام هيروياسو ايسو وزملاؤه في جامعة اوساكا بسؤال اكثر من ثلاثة الاف متطوع ياباني تتراوح اعمارهم بين 30 و69 عاما حول عاداتهم الغذائية. وقال حوالي نصف عدد الرجال واكثر من نصف عدد النساء انهم يأكلون حتى الشبع. وقال حوالي 45 في المئة من الرجال و 36 في المئة من النساء انهم يأكلون بسرعة.

ووجد الباحثون ان الاشخاص الذين قالوا انهم يأكلون حتى الشبع ويأكلون بسرعة اكثر ترجيحا بثلاثة اضعاف ان يصبحوا بدناء من الاشخاص من مجموعة "لا نأكل حتى الشبع و لا نأكل بسرعة". واشاروا الى اسباب ذلك وهي توفر الطعام الرخيص بكميات كبيرة وعادة الاكل اثناء مشاهدة التلفزيون.

واثبتت الدراسة انه حتى يتم ابطال تأثير ما يسمى بالادمان الفائق على الاكل السريع او الشره بين الاطفال المعرضين للبدانة ينبغي على الاباء ان يشجعوهم على الاكل ببطء وفي وسط يتميز بالهدوء.

البدانة تجعل الربو أشد خطورة

ذكرت دراسة جديدة أن احتمالات تدهور الحالة الصحية للمصابين بالربو البدناء ودخولهم المستشفى تزيد خمس مرات عن نظرائهم غير البدناء .

أوضحت هذه النتائج دراسة شملت 1113 عضوا بمنظمة للرعاية الصحية اعمارهم فوق 35 عاما كانوا مصابين بدرجة نشطة من الربو. بحسب رويترز.

وفي فحص تأثير البدانة على الربو درس الدكتور ديفيد موسين من منظمة كايسر برماننتي في بورتلاند بولاية اوريجون وزملاؤه عددا من العوامل معروف عنها التأثير على المرض منها التدخين والعلاج بشبيهات الكوليسترول ومرض ارتجاع المعدة.

وبمقارنتهم بالمرضى ذوي الاوزان المعتادة كان البدناء اكثر عرضة 7 ر2 مرة لان يكون لديهم تحكم ضعيف في الربو وأكثر احتمالا 4.6 مرة لتكوين تاريخ يرتبط بالعلاج من المرض. ونشر فريق الدراسة نتائج التقرير في دورية الحساسية والمناعة Journal of Allergy and Immunology.

وقال الدكتور مايكل شاتز من مركز كايسر برماننتي سان دييجو الطبي ان مفاد هذه الدراسة "ان البدناء المصابين بالربو يحتاجون لمتابعة اكبر واكثر عناية عن غيرهم لانه يصعب التحكم في مرضهم لذا فان الاحتمالات كبيرة ان ينتهي بهم المطاف في المستشفى."

السمنة تزيد مخاطر الإجهاض

تشير أبحاث إلى أن السيدة التي تعرضت للإجهاض تكون أكثر عرضة للإجهاض ثانية إذا كانت بدينة. وتوصل فريق في مستشفى سانت ماري في لندن إلى هذه الخلاصة بعد دراسة 696 حالة إجهاض صنفت بأنها "حدثت لأسباب غير مفهومة" وذلك في عيادة مختصة.

وأعلن الفريق أمام مؤتمر في كندا أن مخاطر تكرر الإجهاض ارتفعت بنسبة 73% إذا كانت المرأة بدينة.  غير أن إخصائيا في السمنة قال إنه قد يكون من الخطر محاولة إنقاص الوزن أثناء فترة الحمل.

ورغم أن الصلة بين السمنة ومشاكل الإخصاب ومضاعفات الحمل معروفة، تقول هذه الدراسة إنها الأولى التي تبحث بشكل خاص في الإجهاض "المتكرر" أو الذي ليس له أي تفسير.

ومن بين الحالات التي تمت متابعتها وجد أن أكثر من نصف النساء كان وزنهن"طبيعيا" وكان وزن 30% زائدا بينما كان 15% من السيدات بدينات. بحسب رويترز.

المعروف أن احتمال التعرض للإجهاض يزيد بتقدم العمر، ومع أخذ هذا العامل في الحساب برزت السمنة كأحد العوامل التي قد تكون مؤثرة.

ورغم عدم وجود فرق في معدلات الإجهاض بالنسبة للسيدات سواء كن بدينات أو نحيفات او وزنهن فوق المتوسط إلا أن خطر تكرر الإجهاض زاد بشدة بالنسبة للبدينات.

22 مليون طفل في اوروبا يعانون من مشكلة البدانة 

طالب البرلمان الاوروبي باتخاذ اجراءات لمعالجة مشكلة البدانة بين الاطفال في دول الاتحاد الاوروبي مشيرا الى ان 22 مليون طفل يعانون من مشكلة السمنة.

وشدد البرلمان في تقرير تبناه 536 نائبا فيما عارضه 37 نائبا الليلة الماضية على ضرورة تبني التغذية السليمة في المدارس ورياض الاطفال موضحا بأن عدد الاطفال الذين يعانون من مشكلة البدانة في اوروبا سيرتفع بحوالي 3ر1 مليون طفل عام 2010 .

ودعا الى ضرورة منع الاعلانات التجارية للاغذية غير الصحية الموجهة للاطفال مع تخفيض الضرائب على الفواكه والخضار. بحسب تقرير لـ كونا.

واشار الى خطورة السمنة وما يتبعها من امراض قائلا ان البداية تستهلك نحو ستة بالمئة من الانفاق المباشر على الصحة "والنسبة ترتفع اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الانفاق غير المباشر".

واوضح بأن البدانة تعد من اكبر المشاكل الصحية في اوروبا وهي تزيد مخاطر الامراض المزمنة مثل امراض القلب والسكر وبعض الامراض السرطانية.

وتبنى التقرير العديد من الاجراءات لمكافحة مشكلة السمنة ومنها محاربتها في مقتبل العمر واضافة المزيد من المعلومات الصحية على مغلفات الاغذية مع منع الاعلانات التجارية للاغذية غير الصحية التي تستهدف الاطفال.

أثقل رجل في العالم يساعد آخر على تخفيف وزنه

يبدو أن مشاطرة الكارثة تساعد الإنسان على التخفيف من وقعها. فما بالك لو كانت الكارثة فرطاً في الوزن، وعدم القدرة على الحركة، كتلك التي يعاني منها المكسيكي خوسيه لوي غارثا.

فقد لجأ غارثا، الذي يعاني من البدانة المفرطة، إلى أثقل رجل في العالم لمساعدته في تخفيف وزنه. ويأمل غارثا، الذي يزن حوالي 450 كيلوغراماً، في أن يتلقى المساعدة الكفيلة لتجنب وصوله إلى لقب أثقل رجل في العالم. بحسب سي ان ان.

وقد وقع اختياره على اوريب بعد تلقيه اتصال منه مباشرة على الهواء عند ظهوره على إحدى القنوات لطلب المساعدة.

 حيث وجد غارثا، الذي ولم يفارق الفراش منذ أربعة شهور لأنه يجد صعوبة في الحركة، الإرادة و الشجاعة في أوريبي، وقال إنه "يمتلك الإلهام والرغبة في العيش، وأنا أعي أنها مسألة حياة أو موت، ولابد من اتباع التعليمات المطلوبة."

ويذكر أن مانويل أوريبي الذي كان يحمل لقب أثقل رجل في العالم عام 2006 بوزن 560 كيلوغراماً بحسب موسوعة غينيس القياسية، نجح في تخفيض وزنه إلى أكثر من النصف خلال سنتين بعد حصوله على الدعم من فريق طبي إيطالي.

ومن المتوقع أن يتزوج أوريبي من صديقته الحالية كلوديا سوليس التي وقفت إلى جانبه خلال محنته باعتبارها الداعم الأساسي لمشكلته.

أوريبي، الذي عبر عن استعداده لمساعدة غارثا، أرسل قطع من الفواكه وبعض البروتينات التي وصفها الأطباء لغارثا كهدية تعبيرية، كما وعد بمساعدته لشراء سرير خاص به كالذي يمتلكه.

ويذكر أن غارثا قد عانى من البدانة طيلة حياته حيث كان يعمل كطاه في أحد المطاعم، إلا أن مشكلته بدأت بالتفاقم عندما توفي أبويه في الفترة نفسها، حيث دخل في حالة من الإحباط وجد فيها الطعام مصدراً للتخفيف من آلامه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 26/تشرين الأول/2008 - 26/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م