الهاتف المحمول نعمة ام نقمة؟

احتمالات امراض جنسيّة وسلوكيّة وتأثيرات اقتصادية سيئة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بينما تتصاعد اهمية اقتناء الاشخاص للهاتف المحمول من ناحيةِ مواكبة الاعمال واستمرار الاتصال مع الاخرين حتى اصبح هذا الاكتشاف جزء من شخصية الانسان في اغلب البلدان، تتزايد كل يوم التحذيرات بشأن ارتباط الهاتف المحمول بالعديد من احتمالات الامراض العضوية والسلوكية بالاضافة الى تاثيرات اقتصادية سلبية ناتجة عن منافسة الشركات المنتجة فيما بينها..

(شبكة النبأ) خلال التقرير التالي تقدم لقراءها الكرام آخر الاكتشافات الطبية والاقتصادية المتعلقة بـ الهاتف المحمول:

الهاتف النقاّل يمكن أن يضعف جودة منيّ الرجال

خلصت دراسة حديثة أجراها مستشفى "كليفلاند" الأمريكي إلى أنّ التحدث بواسطة الهاتف النقال فيما هو موضوع في الجيب، يقلّص من جودة المنيّ لدى الرجال.

وقال كبير الباحثين، مدير مركز الطبّ الإنجابي في المستشفى أشوك أغاروال "نحن نعتقد أنّ هذه الأجهزة يتمّ استخدامها لأننا نعتبرها آمنة جدا، ولكن مع ذلك يمكن أن تكون لها تأثيرات ضارة بسبب قرب الأجهزة وتعريضها المكونات المسؤولة عن جودة المني للتهديد."

وفي الدراسة المصغّرة التي أشرف عليها، أخذ فريق أغاروال عينات من منيّ 32 رجلا وأخضعوها للاختبارات. وتمّ وضع كل عيّنة داخل أنابيب صغيرة وتقسيمها لجزأين: واحد للتجربة والثاني للمقارنة.

ولم يتمّ تعريض أجزاء المقارنة لذبذبات أجهزة النقال، ولكنّها وضعت في نفس درجات الحرارة والظروف التي وضعت فيها أجزاء التجربة. بحسب سي ان ان.

كما تمّ وضع أجزاء التجربة على بعد 2.5 صم من جهاز هاتف نقال بصدد الاشتغال بذبذبة مقدارها 850 ميغاهرتز لمدة ساعة من الزمن.

ويقول الباحثون إنّ هذه الذبذبة هي الأكثر ملاءمة واستخداما، أما مسافة الـ2.5 صم، فهي معدل المسافة الوسطية بين الجهاز وجيوب البنطلونات التي تعدّ، وفق أغاروال، المكان الأكثر استخداما لوضع تلك الأجهزة فيه فيما المستخدمون يضعون سماعات. وفي نهاية التجربة، عثر الباحثون على زيادة في عناصر مؤكسدة وانخفاضا في العناصر المضادة لها.

ويذكر أنّ هذه النتائج يمكن الحصول أيضا في ظروف أخرى مثل العيش في بيئة ملوثة أو التهابات الجهاز البولي.

وأوضح أغاروال أنّ "نسبة زيادة هذه العناصر المؤكسدة بلغت 85 بالمائة ولاسيما في عناصر أساسية من المنيّ تسبب في أمراض أخرى مثل السرطان."

غير أنّ الدراسة لا ترقى لدرجة علمية كبيرة بالنظر لحدودها سواء من حيث عدد العينات أو مكان إجرائها وهو المختبر، وفق أغاروال.

ومن جهته، شدّد أغاروال على أنّه من المبكّر جدا التفكير في تغيير طريقة استخدام الهاتف النقال، مشيرا إلى أنّه يتحدّث إلى CNN والهاتف موضوع في جيبه.

علاقة محتملة للهاتف المحمول بسرطان الدماغ

مزَوَّدين بتزايد المخاوف الصحية إزاء استخدامه، أدلى علماء بشهاداتهم أمام الكونغرس الامريكي حول احتمال أن يكون للهاتف المحمول دور في الإصابة بسرطان الدماغ.

وأظهرت دراسات حديثة أنّ الاستخدام المفرط وطويل الأجل للهاتف المحمول يمكن أن يكون على علاقة بسرطان الدماغ، وفق مدير جامعة بيتسبورغ لأبحاث السرطان، رونالد هربرمان، ومدير معد الصحة والبيئة في جامعة ألبانيا ديفيد كاربنتر. وأدلى كلا الباحثين بشهادتيهما أمام أعضاء لجنة السياسة الداخلية في مجلس النواب. بحسب رويترز.

وحرص هربرمان على التأكيد أنّه "لا أستطيع أن أبلغ اللجنة أنّ الهواتف المحمولة هي قطعا خطرة، ولكن، بالتأكيد لا أستطيع إبلاغكم أنّها آمنة."وعرض هربرمان وكاربنتر نتائج دراسة قدّمها مؤخرا لينارت هاردل من جامعة أوربيرو السويدية.

كما خلصت النتائج إلى أنّ احتمال إصابة الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بسرطان الدماغ هي ضعف نسبة الآخرين.

وتقول الدراسة إنّ نسبة الإصابة بأورام في عصب السمع لدى هذه الفئة تعدّ مرتفعة مقارنة بمن لا يستخدمون الهواتف المحمولة.

كما أوضحت أنّ الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 20 عاما معرّضون أكثر من غيرهم بهذه الأخطار بمقدار خمس مرات.

غير أنّ مدير برنامج الوقاية من الأوبئة في معهد السرطان الأمريكي، روبرت هوفر، نوّه إلى أنّ الدراسة مازالت تحتاج إلى المزيد حتى تتخذ طابع الفاعلية والدقة العلمي الكاملة.

كما أنّ جملة من الدراسات الدولية المتعلقة بتهديد الإصابة بسرطان عبر استخدام الهواتف المحمولة، يطلق عليها "إنترفون" لم تخلص بعد إلى زيادة في الإصابات من شأنها أن تكون على علاقة بالهواتف وذلك طيلة السنوات العشر الأولى من ظهورها.

غير أنّ بعض الدراسات خلصت إلى تزايد في احتمال ظهور أورام في جهة الرأس التي يتمّ وضع جهاز الهاتف المحمول عليها.

ورفضت الجمعية الدولية للاتصالات اللاسلكية الدعوة للإدلاء بشهادتها في الكونغرس غير أنها أصدرت بيانا وقّعه مديرها العام ستيف لارجان قال فيه إنّ المعطيات العلمية المتوفرة تظهر أنه لا داعي للمخاوف.

تعرض الاطفال للهاتف المحمول قد يتسبب في مشكلات سلوكية

كشفت دراسة جديدة ان الأطفال الذين استخدمت أمهاتهم الهاتف المحمول كثيرا أثناء حملهن بهم والذين يستخدمون هم أنفسهم هواتف محمولة عرضة أكثر للمعاناة من مشكلات سلوكية.

وقالت الدكتورة ليكا خيفيتس من مدرسة (يو.سي.ال.ايه) UCLA للصحة العامة والتي ساهمت في إجراء الدراسة لخدمة رويترز الصحية ان النتائج " يجب قطعا عدم المبالغة في تفسيرها لكنها مع ذلك تشير الى اتجاه يحتاج الى دراسة أخرى."بحسب رويترز.

وأضافت قولها "انها تكنولوجيا رائعة ويقينا سيزيد إقبال الناس على استخدامها أكثر وأكثر. نحتاج الى بحث الآثار الصحية المحتملة وسبل تقليل المخاطر ان وجدت."

وبحثت خيفيتس وفريقها مجموعة من 13159 طفلا جندت أمهاتهن للمشاركة في دراسة جماعة المواليد الوطنية الدنمركية منذ المراحل الاولى لحملهن. وحين بلغ الاطفال سن السابعة طولبت الأمهات باستكمال استبيان بشأن سلوك أطفالهن وصحتهم إضافة الى استخدام الام للهاتف المحمول أثناء الحمل واستخدام الطفل للهواتف المحمولة.

وبعد ضبط الباحثين للاسباب التي يمكن ان تؤثر على النتائج مثل المشكلات المتعلقة بالطب النفسي للام والعوامل الاجتماعية الاقتصادية اتضح ان الاطفال الذين تعرضوا للهواتف المحمولة قبل الولادة وبعدها تزايدت بنسبة 80 في المئة احتمالات حصولهم على درجات غريبة أو متوسطة في الاختبارات التي تقيم المشكلات العاطفية ومشكلات السلوك والنشاط المفرط أو المشكلات مع أقرانهم.

أطباء يحذرون من طفح جلدي بسبب استخدام الهواتف الخلوية

قالت الرابطة البريطانية للمتخصصين في الامراض الجلدية ان الاطباء الذين حيرهم ظهور طفح غير مفسر على اذن او وجنات اشخاص يتعين عليهم ان يتنبهوا الى حساسية جلدية تنجم عن الاستخدام المفرط للهواتف الخلوية. بحسب رويترز.

واستشهدت الرابطة بدراسات سابقة وقالت ان طفحا احمر او طفحا تهيجيا يعرف باسم"التهاب جلدي بسبب الهواتف الخلوية" يؤثر على اشخاص اصيبوا بتفاعل شديد الحساسية مع السطح النيكل للهواتف الخلوية بعد قضاء فترات زمنية طويلة في التحدث بهذه الاجهزة.

وقالت "ان هذه الحالة تستحق الاخذ في الحسبان اذا رأوا مريضا يعاني من طفح جلدي على الوجنة أو الاذن لا يمكن تفسيره بغير ذلك."

وقالت الرابطة البريطانية ان الكثير من الاطباء ليسوا على علم بأن الهواتف الخلوية يمكن ان تتسبب هذه الحالة.

وتزايدت المخاوف التي تتعلق بالسلامة بسبب الهواتف الخلوية مع تزايد اعداد الناس الذين يعتمدون عليها للاتصال اليومي بالرغم من ان الادلة اعطت استخدام هذه التكنولوجيا حتى الان حكما بالسلامة عندما يتعلق الامر بحالات خطيرة مثل سرطان المخ.

وقالت الرابطة في بيان "في التهابات الجلد من الهواتف الخلوية يحدث طفح جلدي في المعتاد على الوجنة او الاذن وفقا لمكان اتصال الجزء المعدني بالجلد. "نظريا يمكن ان تحدث حتى على الاصابع اذا قضيت وقتا كبيرا في الكتابة على ازرار القائمة المعدنية."

والنيكل معدن يوجد في منتجات تتراوح من الهواتف الخلوية الى المجوهرات الى ابزيمات الاحزمة وهو احد اشهر اسباب الالتهابات الجلدية المتصلة بالحساسية المفرطة كما يقول مستشفى "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة.

سوق الهواتف الخلوية: الأمريكيون يشترون أقل ويدفعون أكثر

يتواصل تراجع الأمريكيين عن شراء أجهزة الهواتف الخلوية يوماً بعد يوم، لكنهم لا يمانعون أن يدفعوا مبالغ أكبر لقاء الأجهزة التي يشترونها، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة أمريكية متخصصة.

فقد كشفت الدارسة التي نشرت نتائجها أن الأمريكيين اشتروا 28 مليون هاتف خلوي خلال الربع الثاني من السنة المالية الحالية، غير أن هذا العدد يشكل انخفاضاً بنسبة 13 في المائة عن الهواتف التي تم بيعها خلال الفترة نفسها من العام الماضي. بحسب سي ان ان.

كذلك تشير الدراسة، التي أجرتها مجموعة NPD الأمريكية، إلى أن هذا الانخفاض يشكل استمراراًَ لانخفاض بدء منذ الربع الأخير من السنة المالية الماضية، ما يعني أنه متواصل منذ أكثر من تسعة شهور

وأوضحت الدراسة أن مبيعات الهواتف الخلوية خلال الربع المذكور هي الأدنى منذ بدأت NPD بمتابعة هذه الفئة من الأجهزة في العام 2005، وفقاً لما ذكره مدير التحليل الصناعي في المؤسسة، روس روبن.

غير أنه تجدر الإشارة إلى أن الهواتف المبيعة تحتوي على ميزات إضافية، كما أنها أغلى سعراً، الأمر الذي انعكس على القيمة الإجمالية للمبيعات.

إذ رغم انخفاض المبيعات بنسبة 13 في المائة إلا أن القيمة الإجمالية لها لم تنخفض سوى بنسبة 2 في المائة عما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام 2007.

وبحسب الدراسة، فقد بلغ  إجمالي ما دفعه الأمريكيون لقاء الأجهزة الخلوية حوالي 2.4 مليار دولار. وتشير الدراسة إلى أن متوسط سعر الجهاز الخلوي الذي تم بيعه بلغ نحو 84 دولاراً، وهو متوسط يزيد بنسبة 14 في المائة عن متوسط السعر في العام الماضي.

وكانت أجهزة "موتورولا" هي الأكثر شعبية في السوق الأمريكية، غير أن حصتها في السوق انخفضت بنسبة 21 في المائة، بعد أن بلغت العام الماضي 32 في المائة من حصة السوق.

بعد الحواسيب.. الفيروسات ستستهدف الهواتف المحمولة

من أخطر قراصنة الحواسيب أولئك الذين يمطرونها بفيروسات الكترونية خاصة تكون قادرة على ربط عدد كبير منها في سلسلة تضخ الرسائل غير المرغوبة، أو تهاجم حواسيب أخرى.

بعض الباحثين يقول ان الهواتف المحمولة ستنضم الى ضحايا القراصنة في هذا السياق، كما ورد في تقرير سيصدر عن مؤسسة "جورجيا تيك". بحسب بي بي سي.

ويرى التقرير في أجهزة الهاتف االمحمول فرصة جديدة للقراصنة ربما كانت أفضل من الحواسيب، فهي من جهة مرتبطة بشبكة الاتصالات طوال الوقت، ومن جهة أخرى هناك صعوبة في تحميل برمجيات واقية من الفيروسات عليها بسبب استهلاكها المفرط للكهرباء، وهوعامل مهم في حال الهواتف المحمولة.

ويقول خبراء جورجيا تك إنه لو نجح القراصنة في غزو الهواتف المحمولة فسيفتح أمامهم باب واسع للربح المادي من خلال دفع الهواتف الى الاتصال بأرقام معينة مرتفعة التعرفة ، أو إجبارها على شراء رنات خاصة بأثمان مرتفعة، لتعود في النهاية بإيرادات على شركات يقوم القراصنة بتأسيسها.

ولكن سيكون أمام القراصنة تحد واحد هو معرفة كيفية عمل شبكات الهاتف المحمول وتكييف هجماتهم الفيروسية مع طريقة عملها، فالنظام الأمني لشبكات الهاتف أقوى من ذلك الذي تتبعه شركات الانترنت، لذلك سيكون اختراقه أصعب، لأن لاشبكات تستطيع إغلاق الخطوط الموبوءة بشكل أسهل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/تشرين الأول/2008 - 25/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م