العتبة الحسينية المقدسة ودورها في نشر ثقافة التسامح والوحدة الوطنية

تحقيق: علي فضيلة الشمري

شبكة النبأ: ان العتبة الحسينية المطهرة في غِنىً عن الوصف والتعريف على المستوى الروحاني والمعنوي في قدسيتها ومعالمها وتأريخها الذي يحفِلُ بالمواقف البطولية لسيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام الذي من نسلِه أئمتنا المعصومين (عليهم السلام).

وتعتبر العتبة الحسينية المقدسة ملاذاً امناً لكل المؤمنين في جميع اصقاع العالم ومنهلا للعطاء الذي لاينضب ابدا، إلا ان هذا المرقد المقدس رغم مكانته العظيمة في نفوس المؤمنين عامة لم يسلم هو الاخر من بطش النظام البعثي الكافر البائد والتمييز الطائفي الذي اتبعه ذلك النظام حيث حاول بشتى الوسائل طمس هوية هذا المعلم الروحاني إلا ان ارادة الله تعالى شاءت ان يبقى هذا الصرح العظيم منارا ومرتعا للوالهين والعاشقين حيث منّ الله تعالى بأن تعود أيادي المؤمنين لتحيط بهذا المَعلَم وتحاول جاهدة ان تحفظ له مكانته وهيبته.

وللتعرف عن كثب على اهم ماقدمته الادارة الشرعية لهذا المرقد الشريف كانت لنا وقفة مع نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي الذي حدثنا مشكورا عن اهم ماقدمته الادارة الشرعية لمرقد ابي عبد الله الحسين عليه السلام فأشار قائلاً: بعد سقوط النظام البعثي البائد في التاسع من نيسان (2003) تشرفنا بخدمة الامام الحسين عليه السلام وادارة امور الزائرين وتقديم ابسط الخدمات لهم والسعي لتوفير وسائل الراحة. مبيناً انه بعد مرور الزمن اصبح من الواجب على الادارة الجديدة ان ترتقي بواقع العتبة المقدسة، واصبح همّها الوحيد تقديم افضل الخدمات للزائرين رغم الضروف الامنية الصعبة التي كان يمر بها بلدنا الحبيب ومدينتنا كربلاء المقدسة، إلا ان ذلك لم يكسر من عزيمتنا فاشتدت سواعد الخيرين ابتداء من سماحة الأمينَين العامَّين والمسؤولين والمنتسبين للنهوض بالواقع الخدماتي والعمراني والهندسي.

واضاف السيد الشامي انه بعد التوكل على الله تعالى كانت مراحل العمل تتقدم بطفرات نوعية على المستوى الخدمي، لكن الطموح اكبر من ذلك، الامر الذي جعلنا نجلس على طاولة النقاش لنخرج بمقترحات عمل بخصوص التحول الى الجانب الثقافي، فانطلقت اللبنة الاولى لتاسيس مدرسة الامام الحسين عليه السلام، حيث تم اقامت حلقات التدريس في بادئ الامر في الصحن الشريف حتى الانتهاء من فتح  المدرسة بشكل يليق بصاحب المرقد الشريف، مبينا ان مدرسة الامام الحسين عليه السلام اليوم اصبح لها فروع في عدد من المحافظات العراقية وتستقطب الالاف من الطلبة سنويا، اعقبها بعد ذلك، المباشرة بمشروع اعادة تأهيل مكتبة العتبة الحسينية المقدسة عام (2006)  بما يتناسب مع احتياجات القارئ بأحدث الطرق والتصاميم العلمية ورفدها بالاف المصادر والمراجع في مختلف العلوم الدينية والإنسانية والتطبيقية مع تخصيص شعب تحتوي على وحدات متعددة لتؤدي دورها في المجال الفكري والثقافي والخدمي للقراء والباحثين بما ينعكس إيجاباً على الوعي المعرفي والثقافي العام للمجتمع، بالاضافة الى ذلك تمت اضافتها الى منظومة LC (فهرست مكتب الكونغرس الامريكي العالمية).

وعلى المستوى الثقافي اشار السيد الشامي ان العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين كانتا السبّاقتان بافتتاح اول مهرجان عالمي على مستوى كربلاء المقدسة وهو مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي وللاعوام الاربعة الماضية الذي احتضن في طياته جميع المسلمين من محبّي الامام الحسين عليه السلام من جميع اقطاب العالم على اختلاف قومياتهم واجناسهم وثقافتهم وطوائفهم، والسعي الى نشر ثقافة التسامح والوئام التي اسسها ودعا لها الامام الحسين عليه السلام.

وبخصوص مشروع الوحدة الوطنية اردف نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة حديثه ان الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة لم تكتفي بهذا الشان بل انها سارعت لتكون السباقة في وأد الفتنة الطائفية ونزع فتيلها في العراق وشرعت باحتضان ابناء البلد وفتح باب الحوار والنقاش معهم فتم توجيه عدة دعوات لأخواننا السنّة وبرعاية ابوية من قبل أمينها العام سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليتشرفوا بزيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام والتباحث حول ما تشهده الساحة العراقية والسعي لنبذ الطائفية المقيتة الدخيلة على المجتمع العراقي التي سوقتها وروجت لها الايادي الخبيثة التي لاتحب للعراق الخير، مبينا ان هذه المبادرة اينعت ثمارها حيث تم ولاول مرة على مستوى المحافظات العراقية ابرام (ميثاق الالتزام الوطني بين عشائر كربلاء وصلاح الدين) الذي حمّل الطرفان حفظ دماء الملسمين وحرّم التقاتل وسفك الدماء، اعقبها استضافة اهالي ديالى والرمادي والدجيل واللطيفية والمحمودية والمالح وسبع البور الى جانب استضافة المسلمين من الدول الاخرى سواء من دول الخليج وبعض الدول المجاورة او من الدول الاوربية كفرنسا وباريس وغيرها.

من جهة اخرى بيّنَ الاعلامي في العتبة الحسينية المقدسة الاستاذ ولاء الصفار ان الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة كانت ولاتزال تستشعر بأهمية الاعلام الحسيني المقدس ونشر معالم اهل البيت عليهم السلام اذ اعطت له حيزا كبيرا من الاهتمام والعناية الخاصة حيث سعت الى استقطاب الكفاءات الاعلامية وزجّهم بدورات اعلامية للنهووض بالواقع الاعلامي للعتبة، مبيناً ان قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة يضاهي اليوم المؤسسات الاعلامية المتطورة حيث ان الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة يتمتع بكونه الاول على مستوى المواقع الالكترونية للعتبات المقدسة في عموم العالم وانه من المواقع الاولى التي انفردت بخدمة البث المباشر على مدار (24) ساعة مستمرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/تشرين الأول/2008 - 18/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م