بعد السرطان والكوليرا.. بوادر الجمرة الخبيثة في العراق

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: ما بين تردّي الخدمات ووعود الإعمار يظل العراقيون بانتظار امل إعادة الحياة والعيش بشكل طبيعي مماثل لباقي الشعوب والدول، وفي ظل ذلك يبقى الفقراء بمواجهة شبح الامراض المتسلسلة بدءا من حالات السرطان الآخذة في التزايد ومروراً بهجمة الكوليرا الاخيرة وانتهاءاً بموجة الأنثراكس التي ظهرت مؤخرا في شمال البلد بإقليم كردستان، فقد كشف مصدر مسؤول في محافظة دهوك، عن تسجيل 20 إصابة بالجمرة الخبيثة "أنثراكس" في قضاء عقرة. وأكد المصدر أن السلطات الصحية في المنطقة اتخذت الإجراءات اللازمة للسيطرة على الحالات المرضية، التي وقعت في بلدة "نهلة" التابعة للقضاء.

وقال مدير صحة المحافظة عبد الله سعيد إن سبب ظهور هذا المرض هو انتقاله إلى الإنسان من الماشية، مثل الأبقار والأغنام التي جلبت من مناطق جنوب العراق، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.

وأشار المسؤول إلى أن الحالات المكتشفة ليست خطرة، وإنما ثانوية تصيب الجلد فقط، ويمكن السيطرة عليها بعد أخذ العلاج بشكل مبكر. بحسب سي ان ان.

يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وبعد عام على غزو العراق، أعلنت أنه سيتم تلقيح عشرات الآلاف من قواتها المتواجدة في الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ من جرثومة الجمرة الخبيثة، المعروف بالـ"أنثراكس"، وداء "الجدري."

ومؤخراً شهد العراق تسجيل إصابات واسعة بمرض الكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية الأحد الماضي، عن ارتفاع الإصابات بالمرض لتصل إلى 316 إصابة، توزعت على محافظات بابل وكربلاء وبغداد وميسان والأنبار والبصرة وديالي والنجف والديوانية.

ومنذ بداية انتشار الكوليرا في أواخر أغسطس/ آب الماضي، انهمكت السلطات العراقية في تبادل الاتهامات بين وحداتها وفروعها، حول عدم قيام كل منها بما يكفي لوقف انتشار المرض، فيما صرح مدير إدارة البيئة بمديرية الصحة في بابل، زهير الخفاجي، أن اللوم في انتشار المرض يقع على إهمال السلطات المعنية.

محافظة بغداد: اغلب إصابات الكوليرا وافدة من محافظات أخرى 

ظهور 37 إصابة بالجمرة الخبيثة

وقالت وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان العراق إن 37 شخصا اصيبوا بالجمرة الخبيثة في شمال العراق في أول ظهور للمرض منذ الثمانينات.

وقال وزير الصحة زريان عثمان إن المرض انتقل فيما يبدو من الماشية. واكتشفت أول إصابة بشرية في محافظة دهوك النائية الشهر الماضي.

وقال لرويترز إن أيا من الحالات التي جرى الابلاغ عنها لم يثبت بعد أنها تفضي للوفاة إذ أثر المرض على جلد المرضى لا على الرئة أو الاعضاء الداخلية كما يحدث في حالات اكثر خطورة من المرض. وأضاف عثمان إن السلطات أمرت بذبح الحيوانات المصابة ودفنها وتطعيم تلك التي لم تصب.

وتابع بقوله إن وزارتي الصحة والزراعة تحاولان إحتواء هذا المرض لانه إذا انتشر بين الحيوانات ثم انتقل إلى البشر فسيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد.

والجمرة الخبيثة التي قد تودي بحياة الانسان في بعض أشكالها مرض متوطن في الماشية. ويمكن أن تستخدم جراثيم الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي لكن ليس هناك ما يشير الى أن هذا هو سبب تفشي المرض في العراق.

مصادر طبية: السيطرة على الجمرة الخبيثة في عقرة 

ولاحقا افادت مصادر طبية في قضاء عقرة، بانه تمت السيطرة على مرض الجمرة الخبيثة الذي استشرى في القضاء مؤخرا، مشددين على ان اجراءات السيطرة على المرض تضمنت القيام بحملة واسعة لتلقيح المواشي المصابة، والتي كانت السبب الرئيسي لانتشار المرض.

وقال مدير صحة عقرة الدكتور فاضل بالنديي لوكالة اصوات العراق، ان مديرية صحة القضاء "اتخذت الاجراءات الطبية اللازمة للمصابين بمرض الجمرة الخبيثة" وتقديم العلاج اللازم لهم، بالاضافة الى تقديم الوقاية والرعاية الصحية للذين لامسوا المصابين".

وتابع بالنديي ان المرض الذي انتشر في القضاء، هو "من المستوى الواطيء الذي يصيب الجلد فقط، ولا يشكل خطورة حقيقية بالاضافة الى ان "السرعة في تقديم العلاج والاحاطة به، ساعدنا في السيطرة عليه".

وكان مدير صحة محافظة دهوك قال إن "حالات الإصابة بالجمرة الخبيثة التي كشف عنه في قضاء عقرة تبلغ 20 حالة، لافتا إلى أن السلطات الصحية اتخذت الإجراءات اللازمة للسيطرة على المرض".

وحول اماكن انتشار المرض اوضح بالنديي أن الاصابات "انتشرت في قرى ( جه م سنى، مينبه رى، و كوهانه بناحية ( نهله) شمال شرق مركز القضاء" وان عدد المصابين الكلي "بلغ 29 شخصا، جميعهم الان بخير".

،والجمرة الخبيثة (انثراكس) مرض جرثومي يصيب المواشي وله القدرة على الانتقال الى الانسان من خلال تناول لحوم الحيوانات المصابة او مخالطتها، وهو غير معدي ويكون على ثلاث مستويات اخطرها الاولى التي تصيب الرئة واخفها الثالثة التي تصيب الجلد وتؤدي الى تقرحه.

وعن اسباب انتشار المرض في القضاء، قال مدير بيطرة عرقة محمد طاهر، ان السبب الرئيسي يتمثل بـ "وجود اعداد هائلة من الاغنام التي قدمت من منطقة الجزيرة (جنوب غربي الموصل) والمعروفة بانها البيئة التي يوجد فيها هذا المرض منذ اكثر من خمسين سنة" اما الاسباب الاخرى فتتمثل في "الجفاف وقلة مصادر المياه ".

ولفت طاهر الى ان الميكروب "غريب على المنطقة، ويستطيع العيش في التربة الرخوة والانتقال من الحيوان الى الانسان عن طريق تناول لحوم الحيوانات المصابة او ملامستها".

وحول اعداد المواشي المصابة بالمرض والاجراءات المتخذة للسيطرة عليه بين الحيوانات اوضح طاهر بانه "تم تسجيل هلاكات بين الماشية حيث نفقت 48 بقرة و24 راس غنم".

 واشار طاهر الى انه "تم اعداد خطة من ثلاث مراحل للسيطرة على المرض نفذت الاولى منها بتلقيح ما يزيد عن 2300 راس من المواشي الامر الذي ادى الى السيطرة على انتشار المرض بينها "بالاضافة الى "تلقيح المواشي في المنطقة الاقرب ثم في المرحلة الثالثة جميع المواشي". ويبعد قضاء عقرة مسافة 65 كم شمال مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى التي تبعد مسافة 405 شمال العاصمة بغداد.

غرفة عمليات الكوليرا: 417 اصابة في العراق

من جهة ثانية قالت وزارة الصحة العراقية انها سجلت اول اصابة بالكوليرا في محافظة واسط وسط العراق وحالة وفاة في الديوانية ما يرفع عدد الاصابات بالمرض الى 417 اصابة والوفيات الى ستة في عموم العراق.

وذكر الدكتور احسان جعفر الناطق الرسمي بأسم غرفة عمليات الكوليرا في الوزارة لوكالة اصوات العراق ان السلطات الصحية سجلت اول اصابة في محافظة واسط". وأشار الى ان عدد الاصابات ارتفع بعد تسجيل هذا الاكتشاف الى "417 اصابة مؤكدة ومثبتة مختبريا.

واضاف ان الاصابات توزعت بواقع 222 حالة في بابل و34 حالة في كربلاء و66 حالة في جانب الكرخ ببغداد وثلاث حالات في جانب الرصافة وخمس حالات في النجف و44 حالة في البصرة وثلاث حالات في ميسان و30 حالة في الديوانية وثماني حالات في الانبار وحالة واحدة في ديالى. ولفت الناطق باسم غرفة عمليات الكوليرا في وزارة الصحة الى ان اقليم كردستان مازال خاليا من الاصابات.

منظمة الصحة العالمية: سيطرة واضحة على مرض الكوليرا في العراق

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في العراق نعيمة القصير ان هناك سيطرة واضحة، وحَدٌ من ظاهرة انتشار مرض الكوليرا في بغداد وديالى وميسان والنجف وكربلاء.

وأضافت القصير في حديث لـ"نيوزماتيك"، أنه "على الرغم من انتشار مرض الكوليرا بشكل سريع في محافظة بابل ألا انه بنفس الوقت هناك سيطرة سريعة جدا على هذا المرض في المحافظة".

وأوضحت القصير أن "سرعة السيطرة على المرض تعود إلى سرعة الإبلاغ عن الحالات المرضية لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى وجود تكاتف بين جميع الوزارات ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على هذا المرض".

وبينت القصير أن "دور منظمة الصحة العالمية في مثل هذه الحالات هو دور فني ورقابي وإشرافي وساند لوزارة الصحة، إضافة إلى دور المنظمة في الرصد الرقابي ضمن اللوائح الصحية الدولية".

ونفت ممثلة الصحة العالمية "ظهور جيل جديد من الكوليرا يتحمل درجات حرارة عالية"، وأكدت أن "حالات الإصابة التي سجلت بالكوليرا هي من "نفس الصنف المعروف"، مشيرة إلى أن "انتشار المرض هو الذي حدث بصورة مختلفة عن العام الماضي ليس فقط عن طريق الماء وإنما عن طريق الملامسة والطعام الملوث".

وعن مدى صحة الأخبار التي تحدثت عن استخدام كلور فاسد في الماء المنتج في محافظة بابل، قالت القصير إن "الوضع في العراق معقد جدا وليس بالضرورة أن يكون الكلور منتهي الصلاحية، فقد يكون انقطاع الكهرباء سببا في عدم صلاحية الكلور المستخدم وإذا كان الماء راكدا فقد لايوثر الكلور فيه"، مبينة انه "هناك دراسة وتحقيقا بهذا الشأن بين الجهات المختلفة من مجلس المحافظة ووزارة الصحة وغرفة العمليات في منظمة الصحة العالمية.

يذكر أن مدير الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية، الدكتور إحسان جعفر احمد، قال في حديث لـ"نيوزماتيك" في وقت سابق، إن "عدد الإصابات بالكوليرا في عموم العراق وصل حتى هذه اللحظة إلى 171 حالة ثبتت مخبريا، موضحا  أن "عدد الإصابات التي ثبتت مخبريا على أنها كوليرا في محافظة بابل وحدها بلغ 104 إصابات".

نائب يحذر من استفحال الكوليرا في البصرة 

ودعا النائب المستقل وائل عبد اللطيف الحكومة العراقية الى العمل على الحد من انتشار مرض الكوليرا في البصرة، محذرا من استفحال المرض في المحافظة نتيجة انهيار البنى التحتية فيها وتقص الخدمات.

وقال القاضي عبد اللطيف لوكالة أصوات العراق ان " انهيار البنى التحتية في مدينة البصرة وغيرها في المدن العراقية يهدد بانتشار كبير لمرض الكوليرا لذا يستوجب على الحكومة العراقية معالجة سريعة لمياه الصرف الصحي ومشاريع الماء الصالح للشرب وبناء المؤسسات الصحية التي تحد من انتشار الكوليرا "

وبين "تشهد البصرة حاليا تلوثا ملحوظا بات يؤثر سلبا على الواقع الصحي نتيجة الحروب التي خاضها النظام السابق وطبيعة والأسلحة المستخدمة فيها إلى جانب النقص الكبير في الخدمات"

وكان مدير عام صحة البصرة قد قال، إن امرأة توفيت نتيجة لإصابتها بمرض الكوليرا جنوب البصرة مبينا أنها أول إصابة بهذا المرض تسجل في المحافظة.

وأوضح الدكتور رياض عبد الأمير أن "امرأة من سكنة قضاء أبي الخصيب (20 كم جنوب البصرة) توفيت بعد أيام من رقادها في أحد مستشفيات المدينة نتيجة لإصابتها بمرض الكوليرا". مشيرا إلى أن هذه الإصابة هي الأولى التي تسجل في المحافظة. وأضاف أن "هناك استعدادات وإجراءات متزايدة تتخذها الدوائر والجهات ذات العلاقة في البصرة كدوائر الصحة والماء والمجاري والكهرباء والبيئة للحيلولة دون تفشي المرض في المحافظة".

وتابع النائب البرلماني" هناك نسبة كبيرة من الاملاح متواجد في مياة الشرب التي يستخدمها اهالي البصرة ونخشى ان تساهم في ازدياد عدد الاصابات بالكوليرا فلابد من معالجة سريعة واستحداث مشاريع تنموية تعمل على تقليل نسبة تلك الاملاح ". واضاف "البصرة ثغر العراق وتحتوي على خيرات وفيرة وتعد بوابة اقتصادية كبيرة للبلاد فلا يمكن لها ان تبقى على هذا الحال."

وتقع مدينة البصرة على مسافة 590كم جنوب العاصمة بغداد، وتعد ثاني اكبر مدينة في البلاد والمنفذ الوحيد على الخليج العربي.

مؤسسات الدولة الإعلامية مقصرة بتغطية تداعيات الكوليرا 

وانتقد برلمانيون عراقيون، تغطية المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة لموضوع انتشار وباء الكولير في البلاد، متهمين هذه المؤسسات بالتقصير في نقل الحقائق إلى الجمهور والإمتثال لأمر الحكومة بالتغطية على تداعيات انتشار الوباء.

وقد تباينت أعداد الإصابات بوباء الكوليرا، منذ الإعلان عن أول إصابة في ميسان قبل أكثر من اسبوعين، ما أربك الرأي العام، ففي وقت تقلل الحكومة العراقية ومؤسساتها الإعلامية من حالات الإصابة وتدعي السيطرة على انتشار الوباء، تشير مؤسسات إعلامية مستقلة إلى تفاقم الوضع وتفشي حالات الإصابة بالوباء.

وانتقد عضو لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب محمد الخزعلي ، أداء مؤسسات الدولة الإعلامية المتعلق بوباء الكوليرا واصفا تغطيتها للموضوع بـ"الضعيفة"، منوها إلى أن تلك المؤسسات الاعلامية "تحولت إلى مؤسسات تابعة للحكومة وليس للدولة".

وأعرب الخزعلي، لوكالة أصوات العراق، عن اعتقاده بأن "هناك خلل واضح في الأداء الإعلامي الحكومي بشأن انتشار وباء الكوليرا والذي يحتاج أصلا إلى تغطية واسعة تتناسب مع حجم مشكلته كوباء خطير يمكن أن يفتك بأعداد ليست بالقليلية". مشير إلى أن "عدم تحقيق تغطية شاملة حقيقية وموضوعية من شأنها ان تؤدي إلى تفشي هذا المرض الخطير".

وعاب الخزعلي على وسائل الإعلام الممولة من الدولة "أنها ليست إعلام دولة قط، بل هي إعلام حكومة وليس لدينا اليوم إعلام دولة".

ولفت الخزعلي إلى أنه "ربما لم يصل الأمر بنا اليوم إلى استدعاء المعنيين بالشأن الإعلامي لمسائلتهم عن موضوع ضعف التغطية الإعلامية لكننا نعيب تصرفهم إزاء انتشار وباء الكوليرا وتعاطيهم معه بهذا الشكل وهذه التغطية الضعيفة التي لا تناسب خطورته".

واستطرد عضو لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان قائلا "نحن نحتاج إلى الشفافية الإعلامية والوضوح لتوحيد الجهود وتركيز العمل الصحي والحكومي بشكل جيد لتطويق هذا الوباء ووالحد من انتشاره".

موضحا أن هذه التغطية الضعيفة من مؤسسات الدولة الإعلامية "تؤدي إلى انتشار المرض وتوسع دائرته دون أن يكون هنالك صوت لأولئك الذين يصابون بالمرض"، وتابع أنه "حتى التبريرات الصحية التي يقدمونها على أن الإصابات مجرد (اسهال شديد) هي في الواقع غير صحيحة وهي حالات فعلية للإصابة بالكوليرا".

بيئة ميسان: تلوث المياه في مجمعات ومشاريع للماء الصالح للشرب 

وفي سياق متصل ذكر مدير بيئة ميسان، ان عمليات  الفحص التي تقوم بها دائرة بيئة ميسان  لمجمعات الماء ومشاريع الماء أثبتت حصول تلوث في  تلك المجمعات في مركز المحافظة  وجنوبها، بعد نحو أسبوعين من تفشي الإصابة بالكوليرا وحالات الإسهال المائي الشديد في المحافظة. 

وأوضح المهندس سمير عبود عبد الغفور لوكالة أصوات العراق ان" عمليات الفحص كشفت تلوث سبعة نماذج توزعت بواقع أربعة نماذج في منطقة 15 شعبان  (وسط العمارة)وثلاثة نماذج في قضاء الميمونة(25 كم جنوب العمارة)" مشيرا إلى ان الدائرة  أرسلت في وقت سابق نماذج أخرى من المياه في مناطق متفرقة من المحافظة وهي بانتظار نتائج الفحوصات بعد الانتهاء من عمليات تدقيق الفحوصات الكيمياوية في بغداد..

ونوه إلى ان "عدد نماذج المياه المفحوصة مختبريا وبكتريولوجيا في بيئة ميسان بلغت 400 نموذجا خلال الشهر الجاري لمجمعات ومشاريع الماء والمناطق السكنية ضمن مركز واقضيه ونواحي المحافظة للتأكد من خلوها من التلوث ومدى صلاحيتها للاستهلاك البشري." 

أما رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ميسان عدنان حمودي فقال ان "من الإجراءات التي قامت بها السلطة المحلية للحد من حالات تلوث المياه هو تشكيلها فرق عمل مع دائرة  ماء ميسان لتصليح أكثر من 70 مجمعا  للماء تم إنشائها من قبل المنظمات الإنسانية في القرى النائية." وأضاف ان" لجنة الاعمار في المحافظة وافقت مؤخرا على تزويد تلك المجمعات ب(17) مولدة جديدة فضلا عن تعيين ثلاثة أشخاص  في كل مجمع لإدارتها".

أما بشان الإجراءات التي قامت بها دائرة صحة ميسان بعد حدوث التلوث أوضح الدكتور حمود ماضي حسن معاون مدير قسم الرعاية الصحية الأولية ان" الإجراءات تركزت بتشكيل فرق وقائية وعلاجية وإعلامية وذلك بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني ومدراء الدوائر الخدمية  في المركز وفي الاقضية والنواحي".

وأضاف بأنه جرى التأكيد على مشاريع ومجمعات الماء بشكل يومي ومراقبة وفحص محطات (ro)  فضلا عن القيام بعقد الندوات والمحاضرات اليومية في المناطق النائية حول خطورة استخدام مياه الأنهار مباشرة للشرب والغسل والسباحة و  كيفية تصفية المياه باستخدام حبوب الكلور.

  واشار الى ان " من الإجراءات الأخرى التي قامت بها شعبة الرقابة الصحية هو غلق أربعة معامل للثلج وثلاثة مطاعم ومعمل غذائي و35 محلا تجاريا لعدم توفر الشروط الصحية.

ويرى حسن بان السبب المباشر بحصول بعض الإصابات بالكوليرا والإسهال المائي الشديد هو تلوث المياه سواء في بعض مجمعات الماء أو في نهر دجلة بالإضافة الى عطل بعض مجمعات الماء في المناطق النائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 15/تشرين الأول/2008 - 15/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م