هل يُنهي التقدم العلمي كابوس السرطان؟

إعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: الأمراض السرطانية بطبيعة الحال، هي الأمراض التي تصل الحال فيها إلى الذروة التي لا يمكن علاجها او التطبب منها او الصعوبة الناجمة من بعد ذلك في إيجاد الدواء المناسب، بيد ان العلماء والأطباء اليوم كسروا هذا الحاجز من خلال تفكيرهم بطرق أكثر تقدما في مجال الاكتشاف الطبي، حيث وصلوا ببحوثهم ودراستهم، ما يمكن للإنسان من خلاله ان يتجاوز مرحلة ما بعد المرض السرطاني عبر العلاج او الاستئصال، ليختفي الكابوس الذي رافق الإنسان لسنين طوال تدريجيا بواسطة الإصرار والعمل الدؤوب الذي تقوم به المجاميع المتخصصة في المجال الطبي، وهذا كله بمعية ومساعدة التقنية والتطور العلمي الحديث.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أنواع الأمراض السرطانية المختلفة وطرق العلاج وآخر المكتشفات والدراسات الحديثة، مع دعاء (شبكة النبأ) لجميع القراء بدوام بالصحة والعافية:

الرياضة وتمريناتها تقلل من مخاوف الإصابة بالسرطان

تشير نتائج دراسة جديدة الى ان البالغين النشطين بشكل معتاد سواء من خلال التمرينات او العمل اقل عرضة للاصابة بعدد من الاورام.

ووجدت الدراسة التي تتبعت نحو 80 الف بالغ ياباني لمدة تصل الى عشر سنوات ان الرجال والنساء النشطين بشكل معتاد يواجهون مخاطر اقل في الاصابة بأي نوع من السرطان. وعندما درس الباحثون انواعا معينة من السرطانات وجدوا ان التمرينات لها صلة بتراجع مخاطر الاصابة بسرطان القولون والكبد والبنكرياس والمعدة. بحسب رويترز

كما وجدوا ان هذا الاثر الوقائي اقوى بين الرجال والنساء ذوي الوزن الطبيعي، بما يدعم نظرية ان النشاط الجسماني يساعد في الحد من مخاطر الاصابة بالسرطان في جانب منه على الاقل بسبب التحكم بشكل افضل في الوزن.

ونشرت الدكتورة مانامي انوي وزملاء لها بالمركز الوطني الياباني للسرطان في طوكيو هذه النتائج في الدورية الامريكية لعلم الاوبئة "American Journal of Epidemiology".

وتتبع الباحثون معدلات الاصابة بالسرطان بين 79771 رجلا وامرأة كانت اعمارهم تتراوح بين 45 و 74 عاما في بداية الدراسة. وفي الفترة بين 1995 و1999 جرى فحص المشاركين في الدراسة بشأن مستويات نشاطهم الجسماني والنظام الغذائي وعادات نمط الحياة الاخرى ثم تتبعهم الباحثون عبر 2004 ووثقوا اكثر من 4300 تشخيص جديد بالسرطان.

ويقول الباحثون ان مخاطر الاصابة بأي سرطان بشكل عام انخفض بشكل طفيف مع زيادة مستويات نشاط المشاركين. وفي المتوسط كان الرجال الاكثر نشاطا اقل احتمالا بنسبة 13 في المئة من نظرائهم الاقل نشاطا لمخاطر الاصابة بالسرطان والنساء الاكثر نشاطا كن اقل احتمالا بنسبة 16 في المئة في مخاطر الاصابة بالسرطان مقارنة بنظرائهن كثيرات الجلوس.

وظلت هذه الصلة قائمة بعدما اخذ الباحثون في الحسبان سلسلة من العوامل الاخرى بما يتضمن اعمار المشاركين والوزن وعادات التدخين والمقادير اليومية التي يتناولونها من السعرات الحرارية.

وحدد النشاط الجسماني ليس فقط بالتمرينات في اوقات الفراغ بل ايضا بقدر الوقت الذي يقضيه المشاركون في المعتاد في المشي والقيام بعمل بدني والعمل بالمنزل.

ويعتقد ان التمرينات ربما تساعد في الوقاية من السرطان في جانب منه بسبب التحكم في الدهون بالجسم. لكن النشاط الجسماني له ايضا اثار اخرى قد تقي من الناحية النظرية من السرطان كما تشير انوي وزملاؤها.

فالتمرينات على سبيل المثل يمكن ان تحفز نشاط الجهاز المناعي وهو احد الدفاعات الطبيعية للجسم ضد السرطان. وربما يغير ايضا من مستويات هرمونات معينة وبينها الهرمونات الجنسية وعوامل النمو على غرار الانسولين التي يمكن ان تغذي النمو وتتسبب في نشر الاورام.

سرطان الثدي والتقنية الإستباقية لمعرفته

منحت تقنية جديدة، تستخدم راسما بالأشعة "يسلّط الضوء" على السرطان المختفي في الثدي، أملا جديدا في مكافحة هذا المرض الخبيث مقارنة بالتصوير بالأشعة السينية المعمول بها حتى الآن.

وقال أطباء أشرفوا على أولى التجارب على التقنية الجديدة، إنّها نجحت في تزويدهم بمعلومات مهمة حيث أنها كشفت عن خلايا سرطانية لم يكن من الممكن العثور عليها بالتقنية السابقة، كما أن إنذاراتها الخاطئة بوجود الخلايا السرطانية كانت أقلّ. بحسب (CNN).

ويطلق على التقنية الجديدة اسم "تصوير الثدي الجزيئي" كما أنه يجدر التأكيد بأنّها لن تعوّض التصوير بالأشعة السينية بالنسبة إلى النساء ذوات الاحتمال المتوسط بإصابتهن بالسرطان.

غير أنّه وفي مجمل الأحوال، ستشكّل التقنية الجديدة وسيلة إضافية بالنسبة إلى النساء ذوات الاحتمالات العالية بإصابتهن بالمرض الخبيث بسبب كثافة خلايا الثدي لديهن بما يجعل من اكتشاف الخلايا السرطانية لديهن صعبا بواسطة تقنية التصوير بالأشعة السينية.

زيادة على ذلك، فإنّ تكاليف التقنية الجديدة تعدّ أقلّ من التقنية السابقة المعروفة باسم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، كما أنّ الأهمية تزداد لأنّ ربع النساء اللاتي تجاوزن سنّ الأربعين لديهن كثافة في خلايا الثدي.

وقالت الأخصائية في مستشفى مايو كلينيك في روشستر، كاري هروسكا، التي توصلت إلى التقنية الجديدة بعد عمل استغرق ستّ سنوات، إنّ هذه التكنولوجيا واعدة.

وأوضحت أنّ التقنية تعمل مثل التقنية السابقة بواسطة استخدام الإشعاع ولكن بطريقة مختلفة. وقالت إنّ التجارب شملت 940 امرأة تمّ إعطاؤهن "الراسم" عن طريق الفم بحيث يتمّ امتصاصه ولاحقا يتمّ التقاط الصور من داخل الجسم بواسطة التصوير الجزيئي.

وقالت إنّ جميع النسوة من صاحبات الكثافة في الخلايا زيادة على سوابق لدى عائلاتهن مع سرطان الثدي.

وأضافت أنه تمّ العثور على 13 خلية سرطانية لدى 12 سيدة: ثمانية بواسطة التقنية الجديدة وحالة واحدة بالأشعة السينية واثنتان بالتقنيتين مجتمعتين.

ولاحقا وبإجراء التجربة بكيفية مختلفة، عثر الأطباء على 10 من 13 حالة سرطان في الوقت الذي عثر فيه التصوير بالأشعة السينية على ثلاث حالات فقط.

وقالت هروسكا إنّ الصور التي يتمّ الحصول عليها بالتقنية الجديدة واضحة جدا وتصل إلى حد الإشارة إلى الخلايا المختفية.

وزيادة على ذلك فقد كانت الإنذارات الخاطئة بوجود سرطان مرتفعة لدى تقنية التصوير بالأشعة السينية وقدرت بتسعة في المائة مقابل سبعة فقط لدى التقنية الجديدة.

سرطان عنق الرحم ومكافحته من خلال القهوة

اظهرت دراسة يابانية ان النساء اللواتي يتناولن الكثير من القهوة يواجهن مخاطر اقل للاصابة بسرطان عنق الرحم.

وقال الباحثون في المركز الوطني للسرطان في اليابان ان هذه الدراسة التي طلبتها وزارة الصحة اليابانية شملت 54 الف امرأة تتراوح اعمارهن بين 40 و 69 عاما على مدى 15 سنة وهي فترة اصيب خلالها 117 من تلك النساء بسرطان عنق الرحم. بحسب فرانس برس.

وبحسب نتائج الدراسة فان النساء اللواتي يتناولن اكثر من ثلاثة فناجين من القهوة يوميا يواجهن مخاطر اقل بنسبة 60% للاصابة بسرطان عنق الرحم مقارنة مع اللواتي يتناولن اقل من فنجانين اسبوعيا.

واظهرت الدراسة ان القهوة يمكن ان تؤدي الى خفض معدل الانسولين ما قد ينجم عنه خفض مخاطر الاصابة بسرطان عنق الرحم.

ودرس الباحثون ايضا اثار الشاي الاخضر لكن لم يتبين اي رابط بين تناول هذا الشاي ومخاطر الاصابة بسرطان عنق الرحم.

سرطان البروستاتا الفتّاك جراء زيادة الكالسيوم بالدم 

حذر باحثون امريكيون من ان الرجال الذين تحتوي دماؤهم على نسب عالية من الكالسيوم قد يكونون عرضة للاصابة بنوع فتاك من سرطان البروستاتا.

وقال الباحثون: ان اكتشافهم يشير الى ان اختبارا بسيطا للدم قد يحدد الرجال المعرضين بدرجة عالية للاصابة بأخطر أورام البروستاتا وان هناك بالفعل عقاقير متاحة تخفض مستويات الكالسيوم في الدم. بحسب رويترز.

وفحص الباحثون 2814 رجلا ضمن مسح صحي اجرته الحكومة الامريكية قدم فيه الرجال عينات دم عن مستويات الكالسيوم.

وكشفت الدراسة ان ثلث الرجال المشاركين الذين سجلوا اعلى مستويات للكالسيوم في الدم زادت لديهم احتمالات الاصابة بسرطان البروستاتا 2.68 مرة مقارنة بأقل ثلث في المجموعة الذي سجل ادنى مستويات للكالسيوم.

وقال جاري شوارتز الباحث بكلية الطب في جامعة ويك فورست والذي شارك في اعداد الدراسة: اذا كان مصل الكالسيوم يزيد مخاطر الاصابة بسرطان البروستاتا الفتاك فان هذا مدهش حقا لان مستويات امصال الكالسيوم يمكن تغييرها.

وسعى العلماء لايجاد سبيل للتنبؤ هل الرجل الذي يصاب بسرطان البروستاتا سيصاب بورم قليل الخطورة ام ورم فتاك. وقال الباحثون ان عينات الدم قدمت في المتوسط قبل عشر سنوات من ظهور المرض.

سرطان القولون يسببه علاج سرطان البروستاتا بالإشعاع!

كشفت دراسة أعدت في جنيف عن زيادة الاحتمالات على الاجل الطويل للاصابة بسرطان القولون عند الرجال الذين يخضعون لعلاج سرطان البروستاتا بالاشعاع.

ونصح الفريق الذي أعد الدراسة قائلا: ان احتمالات الاصابة بسرطان ثان بعد العلاج بالاشعاع مع انها ضئيلة لكن يتعين متابعتها بعناية. بحسب رويترز.

وقالت الدكتورة كريستين بوشاردي من جامعة جنيف بسويسرا وزملاؤها بتحليل بيانات 1134 رجلا مصابين بسرطان البروستاتا بين عامي 1980 و1998 عاشوا لمدة خمسة أعوام على الاقل عقب التشخيص وخضع 246 مريضا منهم لعلاج خارجي بالاشعاع.

وخلال فترة المتابعة حتى نهاية 2003 اصيب 19 مريضا من المجموعة بسرطان المستقيم. ولكن لم تزد مخاطر الاصابة بسرطان المستقيم بين الرجال الذين لم يخضعوا للعلاج بالاشعاع مقارنة بالعدد الاجمالي ولكنها كانت اعلى 3.4 مرة عن المتوسط المعتاد بين الرجال الذين خضعوا للعلاج الاشعاعي.

الحياة القاسية الضغوط النفسية واحتمالية الإصابة بسرطان الثدي

تؤيد نتائج دراسة جديدة وجود تفاعل بين احداث الحياة القاسية والضغوط النفسية وبين الاصابة بسرطان الثدي. وتظهر هذه النتائج في موقع دورية "بيوميد سنترال بي. ام. سي. جورنال كانسر" "BioMed Central journal BMC Cancer" على الانترنت.

وقال المشرف على الدراسة الدكتور رونيت بيليد في مقابلة بالهاتف مع نشرة رويترز هيلث النساء الشابات اللائي تعرضن لاحداث قاسية في الحياة اكثر من مرة يتعين ان يعتبروا مجموعة مخاطر عرضة للاصابة بسرطان الثدي ويعاملن بناء على هذا الاساس.

ودرس بيليد وهو من جامعة بن جوريون في النقب في بئر السبع وزملاء له حالة 255 امرأة يقل اعمارهن عن 45 عاما وشخصت اصابتهن بسرطان الثدي واجروا مقارنة لهن مع 367 امرأة سليمة من فئة عمرية مماثلة. بحسب رويترز.

وقيم الفريق التفاعلات بين سرطان الثدي واحداث الحياة القاسية - مثل فقدان اب اوقريب وثيق الصلة او زوج او طلاق الابوين قبل عمر 20 عاما وكذلك مع احداث حياة من بسيطة الى متوسطة مثل الانفصال عن زوج او فقدان وظيفة او ازمة اقتصادية او مرض حاد لدى قريب وثيق الصلة.

وبعد الاخذ في الاعتبار متغيرات يحتمل ان تكون مؤثرة كشف تحليلهم عن وجود صلة ايجابية بين التعرض الى اكثر من حادث معاكس واحد في الحياة وسرطان الثدي. وبالنسبة لهؤلاء النساء فان مخاطر الاصابة بسرطان الثدي زاد بواقع 62 في المئة. وقال بيليد: لم يكن كافيا التعرض لحدث واحد في الحياه فأي امرأة تعين ان تتعرض لاكثر من حدث واحد.

وبالمقارنة مع النساء السليمات صحيا فالنساء المصابات بسرطان الثدي اظهرن ايضا نتائج اعلى في الاكتئاب ونتائج اقل بكثير من السعادة والتفاؤل.

وعلاوة على ذلك اظهرت النتائج صلة سلبية بين السعادة والتفاؤل وسرطان الثدي. والشعور العام بالسعادة والتفاؤل يبدو انه يوفر وقاية من سرطان الثدي كما اشار بيليد. كلما كنت سعيدا وتشعر بتفاؤل في حياتك كلما قل احتمال اصابتك بسرطان الثدي.

سرطان عنق الرحم يحدث جراء الإصابة بمرض سرطاني آخر

أكد مسؤولو صحة اتحاديون في الولايات المتحدة الأمريكية، أن لقاح "Gardasil" المقاوم لسرطان عنق الرحم، يصلح أيضاً لمنع سرطان المهبل والفرج، معلنين موافقتهم على توسيع استخداماته ضد هذه الأنواع من السرطان.

وكانت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية FDA قد وافقت على استخدام لقاح "غارداسيل" عام 2006 لمكافحة سرطان عنق الرحم لدى الفتيات والنساء من سن التاسعة حتى الـ26.

ويحول غارداسيل من انتشار فيروس "Human Papillomavirus " HPV - الذي ينتقل عبر الممارسات الجنسية كما أنه السبب في حدوث 70 في المائة من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم. بحسب (CNN).

وقال الطبيب جيسي غودمان، مدير دائرة الدواء والغذاء الأمريكية الاتحادية: هناك حالياً أدلة قوية تظهر أن اللقاح يمكن أن يساعد في منع سرطان المهبل والفرج بسبب الفيروس نفسه HPV كما الحال مع سرطان عنق الرحم.

ابط ذات علاقة

ووفق دراسة إكلينيكية تمت مراقبة أوضاع قرابة 15 ألف امرأة لقرابة عامين، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين، خضعت إحداها لعلاج لقاح غارداسيل.

ففي المجموعة التي لم تعالج باللقاح أصيبت عشر نساء بالتهابات ممهدة لسرطان الفرج فيما أصيبت تسع نساء بأعراض ممهدة للإصابة بسرطان المهبل بسبب إصبتهن بالفيروس HPV، بينما لم تصب أي من النساء اللواتي تلقين اللقاح بأي من الالتهابات المرتبطة بسرطاني المهبل والفرج.

وتقدر الوكالة الصحية الأمريكية حدوث 3460 إصابة جديدة بسرطان الفرج، و2210 حالة إصابة بسرطان المهبل كل عام.

أما سرطان عنق الرحم فهو أكثر شيوعاً حيث يسجل كل عام 11070 إصابة به بالإضافة إلى حدوث قرابة 3900 وفاة سنوياً جراءه في الولايات المتحدة.

يُذكر أن لقاح "غارداسيل" هو تصنيع عملاق شركات الأدوية "ميرك آند كو"، كما أن اللقاح يؤخذ على ثلاث جرعات خلال مرحلة تمتد على ستة أشهر وتبلغ كلفته 375 دولار.

لُقاح تجريبي يساعد الجسم في مكافحة سرطان الثدي

يقول باحثون كانوا قد تمكنوا من تحضير لقاح تجريبي لسرطان الثدي انهم استطاعوا تحسين عملية الاعداد وتوصلوا الى لقاح اخر يأملون في ان يكون أكثر فعالية.

ويعمل هذا اللقاح الجديد على توصيل جين يكافح السرطان الى الخلايا حيث يؤدي حينئذ الى انتاج بروتينات للنظام المناعي وكذلك خلايا مدمرة للاورام.

وقالت وي زين وي من جامعة ولاية واين في ديترويت التي اشرفت على الدراسة في مقابلة بالهاتف: في اعتقادنا ان هذا تقدم كبير للغاية نظرا لاننا وضعنا الجين في الخلايا بالجسم. واللقاح يفرزه جسمك.. وهذا يصنع بشكل سليم في جسمك. بحسب رويترز.

وكتبوا في دورية "بحوث السرطان" "Cancer Research" ان هذا اللقاح قضى لدى الفئران على نوع من السرطان يسمى السرطان ايجابي البروتين "اتش ئي ار2" "HER2-positive cancers". والسرطانات الايجابية البروتين "اتش ئي ار2" مسؤولة عن بين 20 و30 في المئة من سرطانات الثدي.

وقال ان اللقاح عمل كذلك على التخلص من أورام "اتش ئي ار2" التي طورت مقاومة للعقاقير المصممة لمكافحتها.

والبروتين "اتش ئي ار2/ان ئي يو" "HER2/neu" هو من النوع الذي يظهر بافراط على سطح الخلايا بما يعني انه نشط بشكل كبير في أروام عديدة بينها سرطان الثدي والقولون والمستقيم والمبيض.

وتقول الجمعية الامريكية للسرطان ان سرطان الثدي هو السبب الاول لحالات الوفاة من السرطان بين النساء في العالم مع تشخيص 1.3 مليون حالة اصابة جديدة سنويا و465 الف حالة وفاة.

علاج لأقوى أنواع سرطانات الثدي تختبره الفئران

افادت دراسة نشرتها مجلة الابحاث السرطانية الاميركية (كانسر ريسيرتش) ان لقاحا ما زال في طور التجربة نجح في القضاء على اقوى سرطانات الثدي لدى فئران مما قد يمهد الطريق امام علاجات مماثلة لدى النساء.

واشارت الدراسة الى ان الامر يتعلق بسرطانات ثدي تنتشر فيها الجينة التي تنتج البروتينة اتش اي ار-2 مما يجعلها اكثر تمددا. وهذا النوع من الورم يمثل عشرين الى ثلاثين في المئة من السرطانات لدى النساء. بحسب فرانس برس.

واوضحت الدكتورة ووي زين واي برفسورة علم المناعة في معهد كرمانوس لامراض السرطان في جامعة واين ستيت في ولاية مشيغن (شمال) والمشرفة على الدراسة ان هذا اللقاح اثبت فعاليته لدى فئران اظهر الورم لديها مقاومة للعلاجات الحالية لدى البشر. كما منع ايضا معاودة ظهور هذه الاورام.

واكدت ان هذا اللقاح لم يتسبب باي مضاعفات او آثار جانبية وقد يستخدم على النساء اللواتي يتمتعن بصحة سليمة لمنع اصابتهن بسرطان الثدي. ويستند اللقاح كما قالت الى تنشيط جهاز المناعة.

واكدت العالمة: لاحظنا استجابة مناعية قوية جدا ضد لواقط البروتينة اتش اي ار-2 في هذه الدراسة التي اظهرت فعاليتها ايضا ضد اورام مقاومة للعلاجات الحالية.

ولفتت البرفسورة ايضا الى ان: بامكان اللقاح ايضا ان يزيل الحاجة الى استخدام هذه العلاجات.

ويتألف اللقاح من جينات تنتج البروتينة اتش اي ار-2 ومحفز مناعي في بلاسميد (جزيئية صغيرة في الحمض الريبي النووي دي ان اي) جرثومي غير ناشط. وهذا البلاسميد قادر على التفاعل بشكل مستقل.

واستخدم الباحثون محفزات كهربائية لنقل اللقاح بواسطة الحقن الى عضلات قدم الفئران حيث انتجت الجينات كمية كبيرة من البروتينة اتش اي ار 2 والكريات اللمفاوية تي التي تعتبر عناصر اساسية في الجهاز المناعي.

وقالت الدكتورة ووي: فيما لا تتسبب البروتينات اتش اي ار 2 باي رد فعل في النظام المناعي عندما تتواجد بمستوى منخفض على سطح الخلايا السليمة فانه يمكن ازالة اي تدفق مفاجىء للبروتينة اتش اي ار 2 ينذر الجسم باجتياح.

وتابعت، في هذه العملية يتعلم النظام المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية التي يوجد عليها لواقط عديدة للبروتينة اتش اي ار 2.

وفي غياب الكريات اللمفاوية تي فان رد فعل النظام المناعي يكون اقوى على اللقاح الذي دمر تماما الورم السرطاني في ثدي الفئران التي خضعت للدراسة بحسب العالمة.

وهو ثاني لقاح يعد في مختبر الدكتورة ويي يستهدف جينة البروتينة اتش اي ار 2 لسرطانات الثدي لكن الاخيرة خضعت لتجربة اوسع.

والنوع الاول من هذا اللقاح الذي وصف في دراسة نشرت في 1999 هو نموذج للقاح بشري يخضع حاليا لتجربة سريرية في مختبر للا دوية في الولايات المتحدة واوروبا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/تشرين الأول/2008 - 14/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م