اتحاد القاعدة والمتطرِّفين الجدد.. مسيحيو العراق بمواجهة التطهير العرقي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: حاول المسيحيون في العراق الذين يقدر عددهم بمئات الالاف الابتعاد عن الاضواء اثناء سنوات العنف والارهاب والقتال الطائفي في البلد، لكن تم استهدافهم من وقت لآخر حيث تعرضت كنائس لهجمات وقساوسة للخطف وعوائل للإبتزاز والقتل والتهجير.

وفي الاسابيع الاخيرة نزل مئات المسيحيين الى شوارع بغداد والموصل للاحتجاج على قانون الانتخابات المحلية الذي يحرمهم من تخصيص نسبة صغيرة من المقاعد لهم في نينوى وبغداد ومحافظات اخرى.

وبعد الإحتجاجات تلكْ ظهرت بعنف، موجة قتل وتهجير قسري لهم من انحاء عديدة من الموصل حَرَمَت مئات العوائل من منازلها فيما قتل العديد منهم. لكن الآراء ظّلت متباينة حول الهدف من موجة التطهير العرقي ضدّهم والجهة التي تقف وراءها، فقد رأت جهات بأن هناك تحالف لا إرادي بين اجندات سياسية عنصرية داخلية وبين مسلحي القاعدة الذين يحاولون التمسّك ولو بقشّة قد تنقذهم من حالة الغرق التي هم فيها، من اجل خلق فوضى في منطقة شمال الوسط لخدمة مصالحهم كل على حِدة.. فيما رأى آخرون بأن هذه الهجمات سببها تهديدات من اشخاص لهم صلة بقوات الامن داخل المحافظة بينما ذهب غيرهم الى انها موجة ارهاب اقليمي بمساعدة القاعدة.

وقال عضو مسيحي في البرلمان العراقي إن متشددين فجروا ثلاثة منازل خالية تخص مسيحيين في مدينة الموصل بشمال العراق حيث هربت 800 أسرة مسيحية خلال يومين فقط!.

وقال عضو البرلمان العراقي يونادم كنا لقناة تلفزيون العراقية إنه تم ابلاغه بأنه تم تفجير ثلاثة منازل وان افراد الاسرتين اللتين تقيمان في منزلين من الثلاثة كانوا قد نزحوا بالفعل. واضاف انه بالنسبة للمنزل الثالث قام المتشددون بإخراج الاسرة اولاً ثم فجّروا المنزل.

وقال إن أكثر من 800 اسرة نزحت خلال يومين. واضاف ان الرعب مستمر في المدينة وخاصة في الطرف الشرقي.

وقال انه يناشد رئيس الوزراء والرئيس تحمل المسؤولية والحفاظ على الامن والسماح بعودة الاسر النازحة الى منازلها.

وأبلغ كنّا قناة تلفزيون الحرة التي تبث باللغة العربية وتمولها الولايات المتحدة بأن عمليات الهرب في اليومين الماضيين سببها تهديدات من اشخاص لهم صلة بقوات الامن.

وقال انه لا يمكنه ان يتهم أحدا بعينه لكنهم بالطبع قوات تحمل شارات ويسير افرادها في الشوارع ولا احد يوقفهم ويطرقون ابواب المسيحيين. وأكدت الشرطة في الموصل ان ثلاثة منازل خالية تخص مسيحيين تم تفجيرها يوم السبت.

وحاول المسيحيون في العراق الذين يقدر عددهم بمئات الالاف الابتعاد عن الاضواء اثناء سنوات القتال الطائفي في العراق لكن تم استهدافهم من وقت لاخر حيث تعرضت كنائس لهجمات وقساوسة للخطف.

وتقول القوات الامريكية ان الموصل هي المكان الذي اعاد متشددون اسلاميون سنّة ينتمون لتنظيم القاعدة تجميع انفسهم فيها بعد طردهم من اجزاء اخرى في العراق.

دعوات لاتخاذ تدابير استثنائية لحماية المسيحيين

وناشد مجلس الأقليات العراقية في بيان صحفي الحكومة العراقية والرئاسات الثلاث وقوات الجيش والشرطة الوطنية و قوات التحالف باتخاذ اجراءات عاجلة واستثنائية من أجل حماية المسيحيين أصحاب الأرض الأصليين في مدينة الموصل ( 450كم) شمالي العراق.

وحث المجلس أبناء مدينة الموصل الى «حقن دماء اخوتهم المسيحيين جيرانهم وأبناء بلدتهم الذين تقاسموا فيها معاً الحلو والمرّ وتسامروا وتحابوا في أجواء من المحبة وصفاء النيات والقلوب».

وكانت تقارير اخبارية قد اشارت الى ان 295 اسرة مسيحية قد فرت خلال الايام الماضية من مدينة الموصل بعد تعرضها للتهديد بالقتل من قبل مسلحين في مدينة الموصل. بحسب د ب أ.

وذكر البيان«ان ما يجري في هذه المدينة العريقة لا ولن يخدم أحداً سوى الأيادي القذرة الخارجية التي تريد العبث بمقدّرات أبنائها من كافة القوميات والأديان والطوائف ولا سيما المكوّنات القومية والدينية قليلة العدد منها، وذلك في محاولة لتصفية ما تبقى منها على أرض الآباء والأجداد منذ قديم الأزمان».

واوضح البيان: ان هذا المخطط المشبوه الذي ظهر واضحاً للعيان في اقرار الكتل التي كانت تدّعي حماية الأقليات والمسيحيين على وجه الخصوص الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات التي يِفترض فيها مشاركةً حقيقية وفاعلة في العملية السياسية وفي المصالحة الوطنية لا يحتاج الى براهين وأدلة بقدر ما يكون دقّ ناقوس الخطر.

ودعا البيان «أبناء الأقليات لاتخاذ الحيطة والحذر من مغبة استدراجهم للدخول في مشاريع فئوية ضيقة لا نريدها ولا نباركها لأنها لا تخدم سوى اللاهثين وراء اقتناص المنافع الوقتية التي لا ولن تنفع حين تأذن الساعة ويقتلع كل مَن يشير من قريب أو بعيد أو يطالب بحقوق مكوّنه ولنا في ذلك صولات وجولات ومواعيد عرقوبية وخيبات أمل لا حدّ لها ولا حصر».

وطالب البيان الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية التي تعهدت لقداسة البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان في لقاءات قدسية أن تفي بوعودها بحماية العراقيين جميعاً ومنهم على وجه الخصوص المسيحيّون الذين هم يعطرون حديقة العراق الوارفة بأزهارها الجميلة فلا تدعو أحداً يدنّس هذه الحديقة الجميلة ويقطف ورودها الزاهرة.

نزوح حوالى الف عائلة مسيحية من الموصل خلال 24 ساعة!!

وفي نفس السياق اعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى ان حوالى الف عائلة مسيحية غادرت مدينة الموصل خلال فترة 24 ساعة اثر تفجير عدد من المنازل ومقتل 11 من ابناء الطائفة خلال عشرة ايام.

وقال دريد كشمولة محافظ نينوى وكبرى مدنها الموصل (370 كم شمال بغداد) لوكالة فرانس برس "هناك عملية نزوح جماعي لان ما لا يقل عن 932 عائلة غادرت اثر تفجير ثلاثة منازل خالية تعود لمسيحيين في حي السكر شمال المدينة". واضاف "لقد غادرت 500 عائلة الجمعة ولحقت بها 432 عائلة السبت".

واكد مقتل "11 مسيحيا على الاقل في الايام العشرة الاخيرة بينهم طبيب ومهندس وصيدلي وعمال بناء واحد المعوقين". وتابع المحافظ ان "الهجمة التي يتعرض لها المسيحيون هي الاعنف منذ العام 2003".

وقال ان هذه المعلومات مصدرها "مسؤولو الوحدات الادارية" مشيرا الى ان النازحين توجهوا الى منطقة سهل نينوى حيث الغالبية مسيحية وخصوصا في نواحي برطلة والقوش وتل اسقف وبعشيقة وتل كيف والحمدانية.

واكد ان المسيحيين الذين "اضطروا الى مغادرة منازلهم واعمالهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية" في هذه المناطق. بحسب فرانس برس.

وحمل المحافظ "المجرمين من اذناب القاعدة مسؤولية تهجير المسيحيين (...) ونحن بانتظار تنفيذ حملة امنية لتطهير الموصل مجددا".

وكانت القوات العراقية شنت منتصف ايار/مايو الماضي حملة "ام الربيعين" لمطاردة القاعدة والجماعات المتطرفة في المدينة واعتقلت اكثر من الف مشتبه به.

كما وجه كشمولة انتقادات لاذعة الى كبار المسؤولين قائلا "لم يتصل بنا رئيس الوزراء (نوري المالكي) او اي مسؤول ووصل وزير الدفاع عبد القادر جاسم العبيدي الى الموصل فعرفت ذلك من التلفزيون لم يتصل بنا او باعضاء مجلس المحافظة".

وكان رئيس اساقفة الكلدان في كركوك المطران لويس ساكو حذر الخميس من حملات "التصفية" التي يتعرض لها المسيحيون في العراق.

وقال لفرانس برس "ما نتعرض له من اضطهاد وملاحقة وبطش اهدافه سياسية (...) من يستهدفنا يبحث عن مكاسب والهدف هو اما دفع المسيحيين الى الهجرة او اجبارنا على التحالف مع جهات لا نريد مشاريعها".  الا انه لم يحدد ماهية هذه المشاريع او من يقف وراءها.

واكد ساكو "تم استهدافنا في الموصل وكركوك وبغداد والبصرة ما ادى الى هجرة حوالى 250 الفا وتعرضنا لحوالى مئتي تفجير وعملية خطف وقتل قتل فيها اكثر من مئتي شخص".

وقد تعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في 29 شباط/فبراير الماضي والعثور عليه ميتا بعد اسبوعين في شمال الموصل.

كما شهدت كنائس في الموصل وبغداد في كانون الثاني/يناير الماضي موجة اعتداءات اسفرت عن سقوط قتيل واربعة جرحى والحقت اضرارا طفيفة بالمباني المستهدفة.

وقتل مسلحون كاهنا وثلاثة شمامسة في حزيران/يونيو 2007 امام احدى كنائس الموصل فضلا عن عمليات خطف تعرض لها اساقفة وكهنة في المدينة الشمالية.

وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار الى اعتداءات ما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق.

ووفقا لمصادر كنسية يعيش في محافظة نينوى حوالى 750 الف مسيحي يمثل الكلدان سبعين بالمئة منهم فيما يشكل السريان الارثودكس والكاثوليك والاشوريون الباقي.

وجهاء احياء في الموصل يتعهدون بحماية المسيحيين

من جهة اخرى ذكر مصدر اعلامي في الحركة الديمقراطية الاشورية، أن مختاري ووجهاء بعض احياء مدينة الموصل ابدوا استعدادهم لحماية المسيحيين في مناطق سكناهم والدفاع عنهم في حالة تعرضهم الى اي اعتداء، مبينا ان خسمة عوائل مسيحية رجعت الى المدينة.

وقال المصدر لـ اصوات العراق إن “مختاري ووجهاء عدد من احياء الموصل ابدوا استعدادهم لحماية المسيحيين في مناطق سكناهم والدفاع عنهم في حالة تعرضهم الى اعتداء، وقد أبدت عوائل مسيحية فرت من المدينة خلال الايام الماضية استعدادها للعودة بدءا من غد الاحد”، موضحا ان “خمس عوائل مسيحية عادت عصر اليوم بالفعل الى الموصل”. والحركة الديمقراطية الاشورية فصيل سياسي مسيحي يترأسه النائب في البرلمان العراقي يونادم كنا.

من جهة اخرى أعلن تنظيم “جبهة الجهاد والتغيير” أنه يرفض “الاعمال المسلحة التي تستهدف المسيحيين في الموصل”. بحسب اصوات العراق.

وأضاف البيان أن هذه الاعمال تأتي في حلقة جديدة من مسلسل تشويه المقاومة ولصق بها كل ما هو بعيد عن ثوابت الإسلام ومعاني الوطنية والسلوك الإنساني الصحيح.

وتنظيم جبهة الجهاد والتغيير يتكون من ثمان فصائل مسلحة ابرزها “كتائب ثورة العشرين” و”جيش الراشدين” و”كتائب محمد الفاتح”. واعلن عن تأسيسها في ايلول سيتمبر من عام 2007.

تحركات حكومية

واعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتخاذ الاجراءات "الفورية اللازمة" لاعادة المسيحيين الى الموصل بعد حركة نزوح جماعية شملت حوالى الف عائلة اثر مقتل اكثر من عشرة منهم والتهديد بالمزيد اذا لم يرحلوا.

واكد بيان ان المالكي امر باجراء "تحقيق فوري حول اسباب هجرة عدد من العائلات المسيحية في الموصل (...) واوعز باتخاذ الاجراءات الفورية واللازمة لاعادة العائلات المسيحية التي تم تهجيرها خلال الايام الماضية".

وقال المالكي خلال استقباله النائبين المسيحيين الوحيدين في البرلمان يونادم كنا وعبد الاحد افرام ساوا ان "للمسيحيين الحق في العيش بامان وكرامة فهم مكون اساسي (...) والاجهزة الامنية ستقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة لعودة المهجرين الى منازلهم والوصول الى الجماعات الارهابية التي تقف وراء هذا المخطط". بحسب رويترز.

واضاف ان "الحكومة ستتخذ اجراءات فورية لحل المشاكل والمصاعب التي يواجهها المسيحيون في الموصل (...) وسيتم الايعاز لقيادة عمليات نينوى لاتخاذ ما يلزم لتوفير الحماية لابناء هذه الطائفة".

من جهته قال كنّا لفرانس برس "التقينا المالكي ووعدنا خيرا". واضاف ردا على سؤال حول الجهات التي تقف وراء الحملة "هناك اكثر من جهة هناك متطرفون ومتعصبون كما ان هناك قوى سياسية لها دور في ذلك" دون مزيد من التوضحيات. وتابع كنّا "لا امل باستتباب الاوضاع الا بفرض سلطة القانون".

وكان قائد العمليات في وزارة الداخلية اللواء الركن عبد الكريم خلف اكد لفرانس برس "ارسلنا فوجين الى المناطق المسيحية لوضع الكنائس ودور العبادة تحت حماية مشددة في الموصل ونشرنا قوات مكثفة منذ منتصف ليل امس السبت".

واشار الى ان الوزارة "ارسلت فريقين احدهما امني والثاني جنائي للتحقيق في القضايا التي وقعت" في اشارة الى مقتل 11 مسيحيا خلال عشرة ايام تقريبا وتفجير ثلاثة منازل.

وقد شنت القوات العراقية منتصف ايار/مايو الماضي حملة "ام الربيعين" لمطاردة القاعدة والجماعات المتطرفة في المدينة واعتقلت اكثر من الف مشتبه به.

بدوره قال العميد خالد عبد الستار المتحدث باسم الخطة الامنية في الموصل "بعد تفاقم الازمة وزيادة عدد النازحين شكلنا خلية عمل وقمنا باستنفار كافة القوات الامنية من خلال تسيير دوريات آلية وراجلة في مناطق المسيحيين". واضاف "ابلغنا الجميع عن طريق القساوسة والكنيسة باننا على استعداد لتوفير الحماية لاي منزل او اي شخص (...) لدينا قوات كافية لتغطية اعداد المسيحيين امنيا". واكد ان "كل الاجهزة الامنية والاحزاب السياسية تساندهم".

وكان دريد كشمولة محافظ نينوى وكبرى مدنها الموصل (370 كم شمال بغداد) اكد لوكالة فرانس برس ان "هناك عملية نزوح جماعي لان ما لا يقل عن 932 عائلة غادرت اثر تفجير ثلاثة منازل خالية تعود لمسيحيين في حي السكر شمال المدينة". وتابع المحافظ ان "الهجمة التي يتعرض لها المسيحيون هي الاعنف منذ العام 2003".

نائب كردي يحمِّل القاعدة مسؤولية ترهيب المسيحيين

ورفض نائب عن كتلة التحالف الكردستاني اتهامات جريدة الشرق الأوسط لكتلة الائتلاف العراقي الموحد بأنها المسؤولة عن حملات استهداف المسيحيين لعدم تصويتها على المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، محملا تنظيم القاعدة مسؤولية ترهيب المسيحيين.

وقال النائب خالد شواني لـ أصوات العراق إن كتلة الائتلاف العراقي الموحد “لا تتحمل مسؤولية عدم اقرار المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي”، مشيرا إلى أن الكتل السياسية والبرلمانية كافة تبذل جهودا حثيثة بمساعدة الأمم المتحدة للتوصل إلى صيغة قانونية مرضية لتمثيل الأقليات”.

وكان رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط طارق الحميد قال في مقال للرأي بعنوان (لا بد من حماية المسيحيين) نشرته الصحيفة في عددها الصادر الأحد الماضي، إن نواب الائتلاف يتحملون المسؤولية بعدم تصويتهم على المادة 50، معتبرا أن هناك حملة منظمة تستهدف المسيحيين، مستبعدا في الوقت نفسه تنظيم القاعدة من مسؤولية الهجمات التي طالتهم مؤخرا.

واتهم شواني (الذي تعد كتلته ثاني أكبر الكتل البرلمانية وتشغل 53 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغ عددها 275 مقعدا) من وصفهم “بالمتعصبين من أصحاب المشروع التكفيري والإرهابيين باستهداف المسيحيين والسعي إلى إثارة الفتن”، مبينا أن ذلك يأتي بهدف “عدم مشاركتهم في الانتخابات المقبلة والتنازل عن حقوقهم الدينية والاجتماعية والسياسية”. وبين شواني أن “القاعدة هي المسؤولة عن ترهيب المسيحين في الموصل”.

نائب مسيحي: لاربط بين استهداف المسيحيين وقانون مجالس المحافظات

وفي نفس السياق رفض نائب مسيحي في البرلمان العراقي الربط بين تصاعد العنف الموجه  الى المسيحيين في الموصل وبين رفض البرلمان اقرار مادة في  قانون انتخابات مجالس المحافظات تضمن للاقليات بعض المقاعد.

وقال يونادم يوسف كنا لـ اصوات العراق معلقاً على ربط استهداف المسيحيين بالموصل بالغاء مادة من قانون مجلس النواب الذي اقر مؤخرا “هذا غير صحيح وليس له أساس من الصحة”.

واوضح النائب عن الحركة الديمقراطية الاشورية ان “لا علاقة بالمادة 50 فيما يجري بالموصل” الواقعة على مسافة 400 كم الى الشمال من بغداد.

وقال “هذا التحليل غير دقيق وغير صحيح في اشارة الى الربط بين الموضوعين. واضاف “ما يجري في الموصل يأتي في إطار اجندات خارجية تستهدف وحدة المجتمع والامن والاستقرار في العراق.

وبين إن الهدف من المادة 50 هو لضمان حقوق وإرادة الأقليات القومية والدينية في انتخاب مدوبيها وممثليها في مجالس المحافظات لكي لا تفرض عليها إرادات المكونات الكبرى الا ان ما يجري في الموصل اختراقات أمنية على الأرض لتنفيذ اجندات خارجية. واردف نحن أصبحنا ضحايا أجندات خارجية وإرهاب دولي ..لا علاقة لها بالمادة 50 .

ولفت كنا الى احتمال ان تكون هناك جهات متشددة وجهات إرهابية بشكل عام تقف وراء استهداف المسيحيين في الموصل.

ولم يستبعد كنا أن يكون للقاعدة ضلع في تنفيذ الهجمات ضد المسيحيين، سواء كان دورها مباشرا أو غير مباشر، وقد تكون قد اخترقت الأجهزة الأمنية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/تشرين الأول/2008 - 14/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م