
شبكة النبأ: بعد سقوط الطاغية في
بغداد، مباشرة اعلن طاغية أخرى استسلامه، حفاظا على ماء وجهه وخوفا
واضحا من المواجهة التي بدت شبه حتمية له، فرفع لواء الصلح، مع
القوى التي كانت يسميها ولوقت ليس ببعيد بالقوى الإمبريالية
المعادية، فتكون الصداقة من موقع أدنى والخنوع، هي الوجه الجديد
الذي يبتغيه الرئيس العربي المتلوّن بشكل عجيب، فشتان بين مواقف
وشعارات الأمس، ورؤيا اليوم التي تدعو الى السلم والاستثمار
والمصالحة.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض للقارئ الكريم مدى
الازدواجية التي يتعامل بها الرئيس الليبي، ومدى التناقض والتحول
في المواقف التي تعد بشكل ما مواقف أساسية ذات عقيدة راسخة لا
تتبدل:
خطوات ليبيا الحديثة في إلغاء الوزارات
والإدارات!!
اعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي انه سيتم الغاء
الادارات في ليبيا انطلاقا من بداية العام 2009 وان عائدات النفط
ستوزع مباشرة على الليبيين.
وقال القذافي في خطاب القاه في بنغازي (شرق) امام مؤتمر الشعب
العام (البرلمان) ان على الليبيين ان يستعدوا ليتسلم كل واحد منهم
نصيبه من عائدات النفط وذلك انطلاقا من بداية العام المقبل. بحسب
فرانس برس.
واضاف في هذا السياق انه بتسلم الليبيين دخل النفط في أيديهم
مباشرة وإنتهاء الإدارة ستقوم الإدارة الشعبية الحقيقية وسيتشكل
المجتمع الجماهيري بطريقة شعبية ديمقراطية مباشرة حقيقية بحسب ما
اوردت وكالة الانباء الليبية.
واوضح في خطابه لمناسبة الذكرى ال 39 للثورة الليبية في الاول
من ايلول/سبتمبر 1969 التي اوصلته الى السلطة انه باستثناء وزارات
السيادة (الخارجية والدفاع والداخلية والعدل) فانه سيتم الغاء باقي
الوزارات.
وقال انه في كل مرة يتم فيه اتهام الوزارات بالفساد وسوء
الادارة ولذلك فانه سيتم منح كل مواطن نصيبه من الثروة النفطية
مباشرة وليتدبر امره بنفسه.
واكد القذافي ان الفساد مقرون بالإدارة في اي مكان بالعالم
والحل هو إنهاء الإدارة التي تتولى إنفاق الأموال وتسلم الناس
الأموال في أيديهم مباشرة وتدبير شؤونهم بأنفسهم، بحسب المصدر ذاته.
وحذر الزعيم الليبي من انه ستكون هناك حالات فوضى في العامين
الأولين لكن المجتمع سيتنظم رويدا رويدا ليتمكن في النهاية من
ادارة اموره بنفسه على حد قوله.
وكان القذافي دعا في آذار/مارس الماضي الى الغاء وزارات منددا
بالفساد السائد فيها واكد ان الدولة خصصت 37 مليار دولار سنويا
لهذه الوزارات التي فشلت في القيام بمهامها.
القذافي: لانطمح في صداقة امريكا
ولاعداوتها
اكدت ليبيا لدى استقبالها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا
رايس فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع واشنطن بيد انها حرصت على
ابراز رفضها الخضوع لاية ضغوط.
ورغم الطابع البالغ الرمزية للزيارة التاريخية لرايس اول وزير
خارجية اميركي يزور هذه الدولة الغنية بالنفط منذ 55 عاما فان
الخلافات بين طرابلس وواشنطن كانت ظاهرة.
فقد جدد الزعيم الليبي معمر القذافي معارضته للقيادة العسكرية
الاميركية في إفريقيا (أفريكوم) التي تسعى واشنطن لاقامتها في
القارة الافريقية بهدف تكثيف مكافحة الارهاب كما يقول الاميركيون.
بحسب فرانس برس.
وقالت وكالة الانباء الليبية ان القذافي حذر من اي وجود عسكري
امريكي مباشر في القارة. واكد ان الأفارقة سينظرون إلى هذا الوجود
العسكري الأمريكي بأنه استعمار وسيرفضونه، بحسب المصدر ذاته.
وبعد عقود من العلاقات المتوترة اعلن القذافي الذي كان اعلانه
في 2003 تخليه عن السعي لحيازة اسلحة الدمار الشامل اتاح كسر عزلته
الدولية قبل ايام ان ملف الخلاف بين الولايات المتحدة الامريكية
وليبيا اقفل نهائيا.
بيد انه حرص على الاضافة: ونحن لا نطمع في صداقة أمريكا ولا في
عداوتها فقط يتركوننا في حالنا والمهم ان العلاقات لن تكون فيها
حروب ولا غارات ولا ارهاب.
وحين تم التطرق الى ملف حقوق الانسان الحساس خلال مؤتمر صحافي
مع رايس قال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم: نرفض أن يمارس
علينا اي احد ضغوطا أو يعطينا درسا في ما يتعلق بحقوق مواطنينا.
واضاف لدى سؤاله عن المعارض الليبي فتحي الجهمي (66 عاما) الذي
يعيش اخوه منفيا في الولايات المتحدة: اننا في ليبيا أحرص على
مواطنينا ولدينا الشجاعة والشفافية في أن نقيم أنفسنا ونمارس النقد
الذاتي أمام شعبنا ولكننا نرفض أن يمارس علينا أي أحد ضغوطا أو
يعطينا درسا في ما يتعلق بحقوق مواطنينا.
وسعت رايس من خلال زيارتها لليبيا الى تكريس نجاح دبلوماسي نادر
لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في حين رأت فيها ليبيا تكريسا
نهائيا لعودتها الى الساحة الدولية.
وعلق مراقب غربي: غير ان ليبيا لا تريد ان تعطي الانطباع بانها
ترتمي في احضان واشنطن مضيفا انها من خلال التلويح بعقود النفط
تدفع الولايات المتحدة الى القدوم اليها.
واكد شكري غانم رئيس الشركة الوطنية للنفط في ليبيا ان النفط
سيكون في صلب الاتصالات الليبية الاميركية واعدا بزيادة الصادرات
الى الولايات المتحدة بالتوازي مع زيادة الانتاج.
وقال: ان دور النفط كان هاما منذ سبعينات وثمانينات القرن
الماضي حيث كان السوق الاهم والاول للنفط الليبي هو السوق الاميركي
لان النفط الليبي من النوع الخفيف والان بعد رفع الحظر بدأت كميات
متزايدة تأخذ طريقها الى اميركا وسوف تزداد هذه الكميات.
مأدبة افطار رمضانية والعلاقات الثنائية
الجديدة بين البلدين
أقام الزعيم الليبي معمر القذافي مأدبة افطار رمضانية لوزيرة
الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في بادرة رمزية تهدف لانهاء
عقود من الخصومة بين الولايات المتحدة وليبيا.
وكانت الجلسة غير الرسمية في قاعة بالمجمع الذي يضم منزل
القذافي والذي سبق أن قصفته طائرات حربية أمريكية عام 1986
استثنائية بالنسبة لاول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي الى
ليبيا منذ 55 عاما وتهدف الى اطلاق فصل جديد من العلاقات بين
البلدين. بحسب رويترز.
لكنها أشارت أيضا الى محاولة اضفاء القذافي طابع شخصي على الامر
اذ اشتملت على تقديم هدايا من مجوهرات والة المندولين الموسيقية
لبدء علاقات أفضل مع الولايات المتحدة.
الا أن زيارة رايس الى ليبيا والتي استمرت ثماني ساعات كان من
المتوقع أن تسفر عن مفاجات من قبل الزعيم الليبي. وانطلقت الاحداث
الدرامية للزيارة في خيمة بمجمع القذافي الواسع في مدينة طرابلس
وتعمد القذافي اتباع أسلوب متحفظ مع الوزيرة الامريكية التي يشير
اليها في المقابلات الإعلامية باسم "ليزا" أوحبيبتي السمرة
الافريقية.
وكان أول ظهور علني لرايس بالزعيم الليبي في قاعة استقبال لم
ترفع فيها أي أعلام كما خلت من كل المظاهر الدبلوماسية الأخرى
وتسبب المصورون والصحفيون الذين كانوا يسعون لتصوير هذه اللحظات في
فوضى عندما زاحموا طاقم رايس أثناء محاولته دخول القاعة.
وكان مظهر القذافي أنيقا وليس عسكريا اذ ارتدى جلبابا أبيض
ودبوسا أخضر اللون على شكل افريقيا ووضع نظارته المعتمة. ولم تكن
بصحبته النساء اللاتي يتخذ منهن حرسا شخصيا له.
وتحدث القذافي في العلن مع رايس عن الطقس وسألها عن صحتها لكن
وبعد رحيل المصورين والكاميرات قالت رايس انها ناقشت معه على الفور
مجموعة من القضايا من السودان الى الشرق الاوسط.
ووصفت رايس التي زارت فيما بعد تونس والجزائر والمغرب لقاءها
بالقذافي بأنه: تبادل دبلوماسي طبيعي الى حد ما. أطلق بداية طيبة
لكن العلاقات بين البلدين لا تزال في مهدها.
وقالت: لا يزال أمامنا طريق طويل. أعتقد أن عدم اتفاق الولايات
المتحدة وليبيا في كل القضايا لن يثير دهشة أحد.
وينتاب بعض المسؤولين الامريكيين القلق من التوجه لاقامة علاقات
كاملة مع القذافي اذ يتشككون في دوافع الزعيم الليبي.
ولا يخلو الامر أيضا من بعض الحساسية السياسية في الولايات
المتحدة اذ أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ عن ترددهم في التحرك بسرعة
كبيرة في هذا الاتجاه بسبب الغضب وسوء النوايا التي أثارها تفجير
طائرة أمريكية فوق مدينة لوكربي في اسكتلندا وهجمات أخرى في
الثمانينات راح ضحيتها أمريكيون.
وقال بروس ريديل وهو محلل سابق لدى وكالة المخابرات المركزية
الامريكية: اننا نعيد تأهيل الرجل المسؤول بشكل شخصي عن مقتل
أمريكيين أكثر من أي شخص اخر قبل (زعيم تنظيم القاعدة) أسامة بن
لادن.
ووصف ريديل التقارب بين القذافي وواشنطن بأنه سياسة الواقعية في
أبهى صورها... كثيرون غير سعداء بما يحدث.
وطرحت تساؤلات حول كيفية التعقل في التقارب مع ليبيا بسبب مخاوف
من سجل حقوق الإنسان هناك. وتتخذ ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش
من نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط وأماكن أخرى ركيزة مهمة
لها.
ويحمل القذافي للامريكيين المشاعر نفسها اذ قال وقبل أن تصل
رايس انه لا يرغب في أن يكون صديقا للولايات المتحدة ولا خصما لها
وانما يريد أن تترك ليبيا وشأنها.
وظهرت هذه الحالة من انعدام الثقة خلال زيارة رايس عندما كان من
المقرر أن يوقع الجانبان الليبي والامريكي اتفاقا للتبادل الثقافي
والتعليمي يهدف الى التقريب بين شعبيهما.
ووجهت الدعوة الى الصحفيين لحضور مراسم توقيع الاتفاق بين ديفيد
ولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ومسؤول ليبي كبير لكنهم أبلغوا
على نحو مفاجيء بأن تغييرا طرأ على الخطة.
كشف غمامة الحصار
أثار خروج ليبيا من عزلتها الدبلوماسية توقعات بحدوث تغير بين
المواطنين الليبيين العاديين المحبطين بسبب نقص الخدمات والفساد
فضلا عن تحسن موقف الزعيم معمر القذافي في الخارج.
وكان النظام يستطيع ذات يوم أن يقول لمواطنيه ان السياسة
الأمنية الصارمة والحملات ضد المعارضين ضرورية لحماية انجازات
الثورة الاسلامية الاشتراكية التي قادها القذافي عام 1969 في
مواجهة المؤامرات الخارجية. بحسب رويترز.
واذا رأي الناس متاجر خالية من البضائع واذا سرت مياه الصرف
الصحي في الشوارع او أغرق انقطاع الكهرباء المنازل في الظلام يمكن
أن يلقى اللوم على الغرب والعقوبات القاسية التي فرضها علي ليبيا
لعقدين من الزمن.
ويقول سعد جبار نائب مدير مركز دراسات شمال افريقيا بجامعة
كامبريدج: انتهى وقت العيش على الأزمات... الآن لا يوجد مكان
للاختباء. على القذافي أن يقف وجها لوجه مع واقع ليبيا.
وحسنت ليبيا العلاقات مع الغرب بعد أن تخلت عن برنامج للأسلحة
المحظورة وتحملت المسؤولية عن حادث تفجير طائرة لوكربي عام 1988.
وكانت الاتفاقات التي وقعت مع الولايات المتحدة وايطاليا ايذانا
بنهاية عقود من خصومة ليبيا مع عدوها اللدود في وقت ما وأيضا مع
القوة التي كانت تستعمرها فيما سبق.
والآن لا يطيق الليبيون انتظارا لحصد مزايا السلام الذي حققه
القذافي ولتحسين مستوى المعيشة وهو الامر الذي فشلت سلسلة من خطط
الاصلاح التي وضعتها الحكومة في تحقيقه.
ويضمن وجود أمني كثيف الا يتحول أي استياء جماهيري الى احتجاجات
تنتشر على نطاق واسع.
لكن بعد سنوات من عزلتها عن العالم تنمو الطموحات سريعا مع
تزايد عائدات النفط كما أن القنوات التلفزيونية الفضائية توفر
نافذة على أنماط حياة مترفة في دول عربية أخرى منتجة للنفط.
وتصنف ليبيا الى جانب موريشيوس وبوتسوانا وجنوب افريقيا بين
اكثر دول افريقيا ثراء ويقاس ذلك طبقا لنصيب الفرد من الناتج
المحلي الاجمالي. لكن في الواقع يشكو الليبيون من حالة المدارس
السيئة والمرافق المتهالكة ويضطرون الى التعامل مع مصارف عتيقة
الطراز الى جانب الروتين.
ويعني نقص المعدات بالمستشفيات الى جانب هجرة الأطباء بأعداد
كبير أن من يستطيعون تحمل النفقات يسافرون الى الخارج للحصول على
العلاج الاساسي.
ويقول اوليفر مايلز نائب رئيس مجلس الأعمال الليبي البريطاني
وسفير بريطانيا السابق لدى طرابلس: الليبيون أصبحوا اكثر ثقة
بالنفس وادراكا لما يحدث في العالم بالخارج... التوقعات تتزايد
لكنها لا تتحقق.
ويتقبل القذافي فكرة أن ليبيا هي التي جلبت على نفسها الكثير من
مشاكلها. وفي خطب ألقاها هذا العام أنحى باللائمة على الوزارات
المغرقة في الفساد لاخفاقها في ادارة الثروة النفطية وقال انه يجب
الغاؤها بحيث تكون أموال النفط واتخاذ القرار بيد الشعب نفسه.
ويقول مراقبون لشؤون ليبيا ان القذافي اقترح بالفعل الغاء طبقات
من الحكومة المركزية ونقل السلطة. وكان من بين هذه الخطط خطة تقضي
بمنح السلطة للشعبيات او الحكومات الاقليمية الليبية لكنها لم تصل
الى شيء حيث لم تصرف لها ميزانيات.
ويشيرون الى أن دفع اتخاذ القرار ليكون أقرب للناس يمكن أن
يفاقم من البطء البيروقراطي حيث قد يستمر المسؤولون في تجنب اتخاذ
قرارات مهمة دون موافقة من المراتب العليا للسلطة. وقال جيف بورتر
المحلل بمجموعة يوراسيا الموظفون يعلمون أنهم لن يفصلوا من وظائفهم
لعدم قيامهم بأي شيء لكنهم قد يفصلون اذا ارتكبوا خطأ لهذا فان
الوضع المعتاد هو عدم فعل شيء.
واستبعد القذافي اصلاح المسرح السياسي لليبيا وما زالت الأحزاب
محظورة والمعارضون مجرمين. لكن السلطات الآن تتسامح مع جدل شعبي
حذر بشأن كيف يجب حكم ليبيا.
وتبذل بعض الجهود لمواجهة الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة ودعا
سيف الاسلام ابن القذافي الليبييين الى التحدث علنا عن سوء
المعاملة التي لاقوها فيما مضى.
وفي كلمة ألقاها في يوليو تموز قال ان المبادرة التي أطلق عليها
اسم نداء القذافي تلقت مئات الشكاوى على مدار عامين. لكنه أكد أن
الانتهاكات لا يمكن أن تحدث الان.
وقال انه لن يكون هناك مزيد من الضرب في أجهزة الداخلية الليبية
او تعذيب او اعتقالات عشوائية وتابع أن جميع الشائعات التي قد
يسمعها الشعب كذب. وأضاف أن ليبيا الان تمضي قدما وهناك تنمية وكل
شيء في تحسن.
قلق ومخاوف وكالة الطاقة الذرية من فقدان
بعض المعلومات في ليبيا
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة انها
تحققت من ان ليبيا تخلصت من مشروع سري للحصول على قنبلة نووية لكن
السهولة التي قدمت بها مجموعة تتزعمها باكستان تصميمات أسلحة لها
عواقب أوسع نطاقا مثيرة للازعاج.
وقالت وكالة الطاقة الذرية في تقرير سري حصلت عليه رويترز ان
شبكة عبد القدير خان التي هربت تصميمات أسلحة نووية الى ايران
وليبيا وكوريا الشمالية كانت نشطة في 12 دولة. بحسب رويترز.
وقال التقرير ان ليبيا التي خرجت من العزلة التي فرضها الغرب
منذ ان تخلت علانية عن برنامج سري لأسلحة الدمار الشامل في عام
2003 أصبحت شفافة بدرجة كافية تتيح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة
الذرية منحها شهادة البراءة.
وقالت الوكالة التي يقع مقرها في فيينا ان عمليات التفتيش في
ليبيا ستكون "أمرا روتينيا" من الآن فصاعدا.
لكن اتصالات ليبيا مع وسطاء سريين لخان تمتد الى عام 1984 أي
قبل عشر سنوات من التاريخ الذي اعترفت به ليبيا في السابق حسبما
ورد في التقرير الذي أشار بالتفصيل الى معلومات عن تصميمات أسلحة
أكثر تقدما حصلت عليها طرابلس في موعد سابق عما كان يعرف من قبل.
وقال التقرير وهو الأول عن ليبيا الذي تعده الوكالة الدولية
للطاقة الذرية منذ عام 2004 انه بينما عرف المفتشون كل المعلومات
الخاصة بالمواد النووية المعلن عنها فانهم لا يمكنهم ان يضمنوا
غياب مواد أو أنشطة لم يعلن عنها.
وأضاف التقرير ان هناك عددا من صناديق المعلومات التي تتعلق
بالمشروعات الأساسية والحساسة، مثل وحدة كان يمكن ان تنتج عشرة
كيلوجرامات من وقود البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة
قنابل سنويا، مفقودة فيما يبدو وان ليبيا لا يمكنها تقديم تفسير
لذلك.
وقال التقرير ان شبكة عبد القدير خان عملت في المانيا وايطاليا
ولختنشتاين واسبانيا وسويسرا وتركيا وجنوب افريقيا والامارات
العربية المتحدة وباكستان وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية
واليابان.
وتصميمات وحدات صناعة وإعادة معالجة الوقود القادرة على انتاج
بلوتونيوم من تكنولوجيا المانية.
وقال التقرير ان معظم المعلومات الحساسة الواردة من الشبكة
موجودة في شكل الكتروني مما يساعد على سهولة الاستخدام. ويشمل هذا
معلومات تتعلق ... بتصميم أسلحة نووية وهو الامر الذي يثير
الانزعاج.
وأضاف التقرير ان تحقيقات وكالة الطاقة الذرية اشارت الى ان
كمية كبيرة من المواد الحساسة التي تتعلق بصنع سلاح نووي كانت
متاحة لاعضاء الشبكة ومن بينها وثيقة تتعلق بكيفية تحويل معدن
اليورانيوم الى رؤوس حربية أكثر تقدما مما ورد في وثيقة ذات علاقة
عثر عليها في ايران.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ليبيا بدأت السماح
بعمليات تفتيش مفاجئة بعد ان تخلت عن طموحاتها للحصول على اسلحة
نووية وسمحت للمفتشين بالوصول الى المواقع والاطلاع على الوثائق
والاجتماع مع مسؤولين معنيين لاجراء مقابلات معهم "بسرعة ودون قيود.
تبادل السلام والاقتصاد مع القوى العظمى خير من تبادل القنابل
قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، إن
بلاده قررت تبادل الاستثمارات مع الغرب والولايات المتحدة عوض
تبادل القنابل، مؤكداً أن مبادرة فتح الاقتصاد عادت على طرابلس
بالكثير من الفوائد، حيث بدأت تستقبل الأموال الخليجية والأمريكية
والأوروبية في قطاعات العقار والسياحة والطاقة. بحسب (CNN).
ولفت القذافي، في حديث لبرنامج أسواق الشرق الأوسط CNN إلى أن
رؤيته للمستقبل تفترض دفع عجلة الإصلاحات السياسية بالتوازي مع
الإصلاحات الاقتصادية، مشيراً إلى أن ليبيا بحاجة لأصدقائها، مثل
الأمريكيين، للمساعدة في جهود الإعمار والنمو، وفي مشاريع بناء
الديمقراطية ووضع الدستور، رافضاً تصنيف ليبيا على أنها دولة
ديكتاتورية.
ويعتبر سيف الإسلام القذافي الرجل المسؤول عن الانتعاش
الاقتصادي الحالي في ليبيا، ويرى كثيرون أنه أقنع والده بالعمل على
إزالة البلاد من على قائمة الإرهاب.
ويمارس القذافي الابن عدة أدوار، فهو يعمل على خط إنجاز صفقات
بمليارات الدولارات وإعادة الشركات الأمريكية العاملة في قطاعي
النفط والغاز على ليبيا، وقد نال تعليمه في الخارج وهو مقرب من
والده الذي يستمع إلى أرائه.
ورداً على سؤال حول أسباب اعتباره إعادة العلاقات بين بلاده
وواشنطن أمراً مهماً قال القذافي: لا يمكن تحقيق النمو والانتعاش،
ودفع الاستثمارات والسياحة والأعمال والسلام والاستقرار قدماً إذ
كنا في حالة حرب مع قوة عظمى، والآن، وعوض إرسال القنابل لبعضنا
البعض، فإننا نتبادل الاستثمارات والشركات والمعرفة وهذا مفيد
ورابح للطرفين.
وعن نظرته لموقع ليبيا في الاقتصاد العالمي قال القذافي: نتلقى
الكثير من الاستثمارات حالياً في قطاعي النفط والغاز، وذلك من كل
أنحاء العالم.
وأضاف: هناك الكثير من الأموال التي تأتي من الخليج للاستثمار
بالقطاع العقاري وكذلك أموال أوروبية وأمريكية تهدف إلى دخول
النشاط السياحي والفندقي، ونحن باشرنا خصخصة قطاعنا العام بخطوات
بطيئة، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتوجب عمله أيضاً.
ورداً على سؤال حول توقعاته حيال إمكانية أن يدفع التحرر
الاقتصادي إلى المزيد من التحرر السياسي قال القذافي: لقد تحدثت عن
الدستور والحقوق المدنية والمجتمع المدني بالتوازي مع السياحة
والنمو وفتح البلاد لدخول الزوار دون تأشيرات، ومن وجهة نظري، لا
يتوجب على الإصلاحات الاقتصادية أن تجر معها إصلاحات سياسية، بل
ينبغي دفع الإصلاحات على المسارين بشكل متزامن.
وعن مواقفه السابقة التي قال فيها إن ليبيا ستخرج من غابة
الديكتاتوريات في أفريقيا، قال القذافي إن بلاده ليست دولة
ديكتاتورية، وإن كانت ليست ديمقراطية حقيقية بعد مقراً بأن والده
الذي وصفه بـ"القائد" هو صاحب القرار الأول والأخير حيال كل
الأمور.
غير أنه دعا إلى إطلاق عجلة الديمقراطية، بصرف النظر عن الفترة
اللازمة لإنضاجها قائلا: علينا أن نبدأ الآن، أما الفترة الزمنية
التي يحتاجها الأمر فهذه مسألة أخرى. |