ملف الانتخابات الامريكية: الإقتصاد وحرب العراق الوجه الأبرز في ذروة الصراع الإنتخابي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: اقتربنا بالشكل الذي بات من غير التعقيد فيه رؤية ملامح الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، لكن رغم هذا تبقى بعض الخفايا والغموض تحيط بصندوق الاقتراع، وبالناخب الذي من الممكن جدا ان يغير رأيه لسبب ما في اخر لحظة، او بسبب مقابلة او تصريح معين.

ومما زاد مؤشرات التغير في نهج السياسة الانتخابية الامريكية هو إشراك نائبي الرئيس الجديد، من كلا الفريقين الجمهوري والديمقراطي، في جولة من اللقاءات والاستعراضات والمقابلات.

وهذا بحد ذاته يعطي انطباعا جديدا لمراقبي سير الانتخابات الأمريكية، فتنقلب أزاءه بعض المفاهيم التي ربما تكون للوهلة الاولى مسلمة سياسية وفق رؤية منهجية تنحدر من عدد الاصوات، وتنتهي بمؤشر الاستفتاء في الولايات.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلّط الضوء على مجرى الانتخابات الامريكية، مع عرض لعدد الناخبين الذين جاوز عددهم في هذه الدورة للمقرر، فتكون بذلك قفزة نحو حدث تاريخي في مجريات الانتخابات الرئاسية الامريكية: 

الإقبال التاريخي على الانتخابات وتوفير موارد التوعية الانتخابية

من المتوقع أن يكون إقبال الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2008 قياسيا، وهذه التنبؤات سوف تخضع قانون إصلاح الانتخابات الجديد للاختبار للتأكد من فعاليته.

يذكر أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات العام 2004 الرئاسية، بلغ 125 مليون ناخب أي حوالى 88 في المئة من عدد الناخبين المسجلين. ويرى الخبراء أن الإقبال على الانتخابات في العام 2008 سوف يكون ما بين 125 مليونا و200 مليون ناخب، وهذا يمثل أعلى نسبة في تاريخ الانتخابات الحديث. بحسب تقرير واشنطن.

وينص الدستور الأميركي على أن تتحمل حكومات الولايات وليس الحكومة الفدرالية مسؤولية إجراء الانتخابات. ويوجد في الولايات المتحدة كلها حوالى 7500 سلطة انتخابية ونحو 200 ألف مركز اقتراع. وقد واجه بعض المشرفين على الانتخابات في عموم هذه السلطات الانتخابية المختلفة عجزا في عدد الموظفين ومشاكل في الأجهزة التكنولوجية التي عفى عليها الزمن وحالات طوارئ ناجمة عن سوء الأحوال الجوية وزيادات في عدد الدعوات القضائية المرفوعة ضدها.

ولكن التقارب غير المعقول في نتيجة انتخابات السباق على الرئاسة الأميركية في العام 2000 في ولاية فلوريدا وما تلاه من مقاضاة وتجاذب، شد الانتباه القومي إلى ضرورة إصلاح العملية الانتخابية في الولايات المتحدة. وقد ظلت نتيجة الانتخابات معلقة في الميزان فيما كان المسؤولون يسعون جاهدين للتوصل إلى قرار بشأن معرفة نية الناخبين على الآلاف من بطاقات الاقتراع الورقية. ونتيجة لذلك، أصدر الكونغرس قانونا أطلق عليه اسم: ساعدوا أميركا على التصويت، في العام 2002. وينص هذا القانون على توفير الأموال اللازمة للولايات من أجل تحسين إدارة الانتخابات الفدرالية.

ويقول نيثن سيمينسكا من كلية موريتز للحقوق في جامعة ولاية أوهايو الذي شارك في تأليف كتاب أسئلة هامة للولايات الحاسمة الأهمية: إن هذا القانون يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام؛ إذ حمل الولايات على تحديث التكنولوجيا الخاصة بعملية التصويت لديها ووفر لها الأموال اللازمة للقيام بذلك. وبفضل ذلك فإن التكنولوجيا الخاصة بالتصويت المتوفرة لدينا الآن أفضل من التكنولوجيا التي كانت لدينا حينذاك.

كما يمول قانون ساعدوا أميركا على التصويت، برامج تثقيف الناخبين والتواصل معهم، وعقد دورات تدريبية للعاملين في مراكز الاقتراع ومسؤولي الانتخابات.

وتعمل حكومات الولايات والحكومات المحلية ساعات طويلة من أجل التحضير للانتخابات. ويقول أمين سر ولاية بنسلفانيا بدرو كورتيز في شهادة أدلى بها أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي: إن الزيادات الهائلة في أعداد الناخبين الذين يسجلون للإدلاء بأصواتهم والتوقعات التي تشير إلى زيادة الإقبال على الانتخابات هي التي تدفع الولايات للتحضير للانتخابات هذا العام.

ومن الجدير بالذكر أن نحو 58 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التمهيدية للعام 2008. واستنادا إلى النتائج الناجحة التي تحققت، فإن هناك مؤشرات تدل على أن جميع الولايات سوف تكون على أتم الاستعداد لاحتمال إقبال على الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر بأعداد قياسية.

وقد أعدت حكومات الولايات أشرطة فيديو وكتيبات ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت حول كيفية التسجيل في الانتخابات ومراكز الاقتراع وإجراءات يوم الانتخابات، وقد أصبحت لديها قدرات إبداعية في العملية. بعض الولايات، بما في ذلك نيو مكسيكو ومين، أقامت مسابقات لإنتاج أفضل إعلانات خدمات عامة حول التصويت والمشاركة المدنية. وفي ميزوري، نشر المسؤولون دليلا مسجلا على شريط فيديو حول كيفية الإدلاء بالأصوات على مايسبيس ويوتيوب ومواقع تبادل الفيديو الأخرى.

ويستهدف العديد من الولايات الناخبين الشباب على وجه التحديد؛ حيث بلغ عدد الناخبين الشباب ممن هم دون الثلاثين من العمر الذين شاركوا في الانتخابات التمهيدية لعام 2008 رقما غير مسبوق وصل إلى 6.5 مليون شخص. ومن المتوقع أن تكون نسبة الإقبال ضمن هذه الشريحة الديموغرافية في الانتخابات العامة مرتفعة جدا.

وتركزت مجهودات الدعاية الإعلانية على الوصول إلى غير الناطقين باللغة الإنجليزية أيضا، حيث قامت بعض الولايات مثل كونيتيكت ورود آيلاند بترجمة المعلومات المتعلقة بالتصويت إلى لغات عديدة ووفرت المواد الخاصة بتسجيل الناخبين في مراسم التجنس واستهدفت المجموعات الأقل تمثيلا. بالإضافة إلى الحملات الدعائية، تقوم ولايات مثل أريزونا وأركانسو بتكثيف جهودها لتجنيد وتدريب العاملين في مراكز الاقتراع.

وقد أصبحت بعض الولايات تعقد دورات تدريبية مكثفة. ففي أيوا، يتعين على العاملين في مراكز الاقتراع إتمام دورة تدريبية مدتها ثلاثة أيام يحصلون بعدها على شهادة تؤهلهم للعمل في مراكز الاقتراع، وفي ولاية ديلاوير يحضر العاملون في مراكز الاقتراع دورات تدريبية شبيهة بالدراسة الجامعية تتضمن دروسا عملية على استخدام المعدات. ويسمح لموظفي مراكز الاقتراع في خمس ولايات وفي مقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن) بالعمل بالتناوب، مما يتيح للموظفين فرصة للعمل جزءا من الوقت وتخفيف العجز في عدد الموظفين.

ويأمل العديد من الولايات بأن يتجنب الناخبون شدة الازدحام في يوم الانتخابات وذلك عن طريق التصويت في وقت مبكر أو بالاقتراع الغيابي. وتستخدم ثلاثون ولاية نظام التصويت المبكر الذي يتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات. ولن يضطر العديد من الناخبين الذين يدلون بأصواتهم في وقت مبكر إلى زيارة مراكز الاقتراع ولكنهم بدلا من ذلك سوف يدلون بأصواتهم عن طريق الاقتراع الغيابي وإرسال بطاقة الاقتراع بالبريد.

إحتدام صراع المُناظَرات بين نائبَي المرشحَين للرئاسة

تصادم المرشحان الجمهوري والديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الامريكية وهما سارة بالين وجو بايدن بشأن الاقتصاد والعراق اثناء المناظرة التي جرت بينهما واتسمت بالحيوية لكن سادها الاحترام المتبادل ووجها معظم الانتقادات الى خصميهما المرشحين لمنصب الرئيس.

وفي المناظرة الوحيدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس قبل انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وجه بايدن الاتهام الى مرشح الحزب الجمهوري جون مكين بأنه فقد الاتصال بالأوضاع على الارض في الازمة الاقتصادية ونفى مزاعمه بأنه مستقل في القضايا الرئيسية التي تواجه الامريكيين. بحسب رويترز.

وقالت بالين ان المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي يسعى للوصول الى البيت الابيض ينتهج خطأ حزبيا بدرجة تحول دون عمله مع الحزب الاخر لتحقيق تغيير وانه يلوح بعلم الاستسلام الابيض في العراق.

ويزعم كل من المعسكرين انه الطرف الذي حقق الفوز في المناظرة التي من غير المرجح ان تحدث تغييرا جذريا في السباق الى البيت الابيض الذي يتقدمه اوباما. وأظهر استطلاعان للرأي اجرتهما شبكة تلفزيون سي.ان.ان. الاخبارية الامريكية وشبكة سي.بي.اس. الاخبارية ان بايدن هو الفائز لكن استطلاع سي.ان.ان. وجد ان غالبية كبيرة تعتقد ان أداء بالين كان أفضل من المتوقع.

وبينما اتجهت كل الانظار الى بالين في المناظرة فقد اتسم اداء حاكمة ولاية الاسكا البالغة من العمر 44 عاما بالنشاط والاستقرار وهاجمت مرارا اوباما وتعهدت بأن تعمل هي ومكين من أجل الطبقة المتوسطة.

وكشف بايدن (65 عاما) الخبير المحنك في مجال السياسة الخارجية عن الجانب الانساني في شخصيته عندما تحدث عن قيامه بتربية ولديه بمفرده بعد وفاة والدتهما في حادث سيارة.

جاءت هذه المناظرة بينما أظهر استطلاع جديد للرأي ان اوباما عزز تقدمه في الولايات المهمة في الوقت الذي تجتذب الازمة المالية اهتمام الناخبين للاقتصاد.

ويسترد مكين واباما الاضواء في الحملة الانتخابية عندما يجتمعان في المناظرة الثانية في انتخابات الرئاسة في ناشفيل بولاية تينيسي. وتابع المرشحان المناظرة كل من موقع حملته الانتخابية، اوباما في ميشيجان ومكين في كولورادو.

وقال كل من بايدن وبالين انهما سيعملان على تغيير السياسة الاقتصادية الحالية للولايات المتحدة لكي تصبح أكثر انصافا للعاملين من الطبقة المتوسطة لكن بايدن اشار الى ان مكين وصف اساسيات الاقتصاد بأنها قوية في الوقت الذي تفجرت أزمة وول ستريت.

وقال بايدن عضو مجلس الشيوخ عن ديلاوير في المناظرة التي جرت في جامعة واشنطن في سان لويس بولاية ميزوري: هذا لا يجعل جون مكين رجلا سيئا وانما يشير بالفعل الى انه فقد الاتصال (بالاوضاع على الارض).

وقالت بالين ان مكين كان يتحدث عن القوة العاملة الامريكية واشارت الى ان اوباما سيرفع الضرائب على العمال الامريكيين واصحاب الشركات الصغيرة. وفي حقيقة الامر فان اوباما دعا الى خفض الضرائب على الطبقة المتوسطة وسيرفع الضرائب فقط على الذين يزيد دخلهم على 250 الف دولار.

وقال بايدن ان خطة الانقاذ الاقتصادي التي تتكلف 700 مليار دولار والتي صوت لصالحها مع اوباما ومكين قد تجبر الديمقراطيين على اعادة النظر في مضاعفة المساعدات الخارجية.

وقال عندما سئل عن البرامج التي قد تتأثر بسبب الازمة المالية ان: الشيء الوحيد الذي قد يتباطأ هو الالتزام الذي قطعناه بمضاعفة المساعدات الخارجية.

الحملة الانتخابية وتوجّه الأنظار عن ميشيجان

وقال مسؤول في الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة الأمريكية جون مكين ان المرشح الجمهوري سيسحب موظفيه وموارده من ولاية ميشيجان ليركز على الولايات الأخرى التي يتوقع تحقيق نجاح أكبر فيها.

وكان مكين يعلق آمالا على الفوز بالولاية لكن ثلاثة استطلاعات للرأي منحت المنافس الديمقراطي على الرئاسة باراك أوباما تقدما تجاوز عشر نقاط في الولاية الواقعة في الغرب الاوسط والتي فاز بها الديمقراطيون في دورتي الانتخابات الماضيتين. بحسب رويترز.

وقال المسؤول في حملة مكين: بالتأكيد ميشيجان ستغدو تحديا لاي جمهوري في ظل هذا المناخ. وأضاف المسؤول الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته ان حملة مكين سعيدة بما انفقته من مال ووقت هناك مما اجبر اوباما على الدفاع عن الولاية.

وحقق مكين سناتور ولاية اريزونا تقدما في استطلاعات الرأي على المستوى القومي بعد مؤتمر ترشيح الحزب له في بداية سبتمبر ايلول لكن هذا التقدم تبدد في الاسبوعين الماضيين.

وورط مكين نفسه في مشكلة بقوله ان اساسيات الاقتصاد الامريكي قوية وهو تصريح أثبتت الأزمة المالية في وول ستريت خطأه. كما أن كثيرين من الامريكيين يعتبرون انه خسر أول مناظرة مع أوباما.

وقال المسؤول من حملة مكين الانتخابية ان الموظفين والموارد الموجودة في ميشيجان ستنقل الى ولايات أُخرى تحتدم فيها المنافسة مثل اوهايو وبنسلفانيا.

تهمة صديق الإرهابيين تطلقها بايلن ضد باراك اوباما

واتهمت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الاميركي ساره بايلن خلال اجتماع لجمع اموال للحملة الانتخابية المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما بأنه صديق ارهابيين.

وقالت حاكمة الاسكا والمرشحة مع جون ماكين في هذا الاجتماع الذي عقد في مرآب للطيران بمدينة انغيلوود (كولورادو جنوب غرب) انها قرأت في صحيفة نيويورك تايمز مقالا بعنوان بالنسبة لأصدقاء باراك اوباما في شيكاغو.

وقالت نقلا عن المقال ان: احد اهم الداعمين السابقين لباراك هو شخص كما قالت نيويورك تايمز التي نادرا ما تخطىء ارهابي اميركي كان من ضمن مجموعة شنت حملة اعتداءات ضد البنتاغون (مقر وزارة الدفاع) والكابيتول (مقر الكونغرس).

وكانت بايلن تشير الى مقال صدر في نيويورك تايمز حول بيل ايرس وهو ناشط سابق ضد حرب فيتنام وقد قام بحملة اعتداءات في الولايات المتحدة. واكد المقال ان ايرس وباراك اوباما التقيا في التسعينيات.

واضافت حاكمة الاسكا: هذا الرجل لا يرى اميركا كما نراها، مؤكدة ان اميركا هي قوة كبيرة للخير في هذا العالم. بحسب فرانس برس.

وقال هاري سيفوغان المتحدث باسم اوباما ومرشحة لمنصب نائب الرئيس جوزف بايدن ان تعليقات الحاكمة بايلن مهينة لكنها ليست مفاجئة نظرا لتصريح معسكر ماكين انهم سيشنون الهجمات لشغل البلاد عن الصعوبات الاقتصادية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 12/تشرين الأول/2008 - 12/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م