
شبكة النبأ: يقول رسام
الكاريكاتير حمود عذاب ان معاناة رسامي الكاريكاتير العراقيين لم
تزل مستمرة حتى بعد سقوط النظام السابق، مشيرا إلى عدم تفهم
السياسي لعملهم، فضلا عن هجرة رسامين بسبب تلقيهم تهديدات بالقتل
بسبب أعمالهم الناقدة، فيما لم يخف زميل له خشية تناول الأحداث
الراهنة للسبب نفسه برغم ماشهده هذا الفن من انطلاقة جديدة بعد عام
2003.
وأوضح عذاب الذي يشغل منصب رئيس لجنة الكاريكاتير العراقي،
للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) بمناسبة يوم الفن
الكاريكاتيري بالعراق أن "رسامي الكاريكاتير في العراق عانوا
الاضطهاد والتغييب في زمن النظام السابق ومعاناتهم مستمرة حتى في
الوقت الحاضر لذا فأن اغلب رسامي الكاريكاتير مثل علي المندلاوي
وكفاح محمود وعامر رشاد وعادل شنكاف هاجروا العراق".
ويصادف يوم 29 من ايلول سبتمبر عيدا لفن الكاريكاتير العراقي،
ففي مثل هذا اليوم من عام 1931 ظهر في الصحافة العراقية أول
كاريكاتير عراقي بريشة الفنان عبد الجبار محمود ونشر غلافاً للعدد
الأول من جريدة حبزبوز لصاحبها نوري ثابت.
وأضاف عذاب أن "السياسي بدأ الآن يهاب رسام الكاريكاتير والدليل
على ذلك هو أننا نواجه حاليا قضية ضد مجلة الأسبوعية التي نشرت
كاريكاتيرا يمثل امرأة ترتدي الحجاب تقف قرب تمثال الحرية، الأمر
الذي أدى إلى إدانة رسام الكاريكاتير وإغلاق المجلة من قبل مجلس
النواب".
وكان رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني قد وافق في وقت
سابق من شهر أيلول سبتمبر الجاري على طلب تقدم به النائب علي
العلاق بمنع توزيع المجلة وتغطيتها لانشطة المجلس بعد ان نشرت
كاريكاتيرا يمثل انتحارية ترتدي الحجاب وتقف قرب تمثال الحرية فسره
البعض على انه إساءة للمرأة المسلمة، فيما نفى القائمون على المجلة
هذا الاتهام مؤكدين ان الكاريكاتير كان يمثل الانتحاريات اللاتي
يجندهن ما يسمى بتنظيم القاعدة.
وتابع عذاب أن "المشكلة التي يعانيها رسامو الكاريكاتير هي أن
السياسي يريد أن يناسبه الرسم الكاريكاتيري، وإذا ما كان ضده فانه
سيقوم بإدانة وشجب الرسام." مؤكدا "الذي نتمناه من السياسيين ان لا
يغيبوا الكاريكاتير الذي يمكنه معالجة مختلف القضايا بخطوط بسيطة".
أما الرسام مهند الليلي فقال لـ(اصوات العراق) أن "الكاريكاتير
هو سلاح ذو حدين، يُضحك ويبكي في آن واحد". مشيرا إلى ان "الكاريكاتير
من أرقى الفنون الصحفية، فهو يحتاج إلى صحفي متمرس ذو حس عال وفنان
تشكيلي في آن واحد، فالكاريكاتير هو فن إحداث الدهشة لدى الآخرين
عبر إبراز المعاني المكبوتة في النفس والتلويح بها بإحساس راق نابع
من معاناة حقيقية".
ولفت الليلي الى ان "فترة ما بعد تغيير النظام السابق شهدت نقطة
تحول بمسيرة الكاريكاتير في العراق، حيث شهد الكاريكاتير العراقي
انطلاقة حقيقية في انتقاد وتحديد نقاط خلل ارفع المستويات في
الحكومة والسياسة، كما ظهر العديد من الرسامين الجدد على الساحة
الفنية، فأنا شخصيا تناولت في رسومي السيد رئيس الوزراء نوري
المالكي واعضاء مجلس النواب بالنقد البعيد عن التجريح، وقد نشرت
رسومي في صحف ومجلات مواقع الكترونية عدة."
وحول مايعانيه رسامو الكاريكاتير في الوقت الراهن أشار الليلي
إلى أنهم "حالهم حال باقي الصحفيين لاقوا أنواع التهديد والوعيد
خاصة عندما كانوا يتناولون في رسومهم الأحداث السياسية التي ألمت
بالبلد."
وبين "ومن خير الادلة على ذلك هم الراحلين مؤيد نعمة وعبد
الخالق الهبر حيث كانت حياتهم مهددة بسبب أفكارهم السياسية".
الرسام الكاريكاتيري خضير الحميري أوضح لـ(اصوات العراق) أن
"رسام الكاريكاتير العراقي محاط بالكثير من الموضوعات التي يجب ان
يتناولها ولكنه يتحاشاها تجنبا لما يمكن ان تنطوي عليه من فخاخ
وعبوات لاصقة." مشيرا الى ان "الشارع العراقي يضج بالتعليقات
والصور الكاريكاتيرية المعبرة عما نرى ونعيش ولا تتطلب من رسام
الكاريكاتير سوى الجرأة.. والانتقال للعيش في بلاد بعيدة".
وتابع الحميري أن "الكثير من الصحف مازالت تتعامل مع
الكاريكاتير بوصفه حيز للترفيه والمداعبة وخفة الظل، الامر الذي
يهمش وظيفته الأساسية في الانتقاد والجدل والتغيير وإزالة القشور
السميكة التي تخفي وهج الحقيقة".
وأردف "لا استطيع القول إن فن الكاريكاتير العراقي في تراجع أو
تطور، لكنه بالتأكيد لا يعيش أفضل مراحله فقد شهدت فترة قصيرة من
سبعينيات القرن الماضي موجة صعود كاريكاتيري ملحوظ على صعيد
الأسماء والأفكار والمشاركات الدولية".
واشار الحميري الى "عدم وجود تجمع مهني فاعل لرسامي الكاريكاتير
في العراق، ربما بسبب الظروف الراهنة، ولكن يوجد مسعى جاد لإعادة
التواصل بين الأسماء المتناثرة على رقعة الصحافة لتكوين واجهة
مناسبة لتمثيل الكاريكاتير العراقي". |