سألني صديقي؛ هل مازلت تظن بوجود مسؤولين عراقيين نزهيين؟! قلت
نعم. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يلطخوا أيديهم بدم
العراقيين الأبرياء. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين ضحوا
بحياتهم وحياة أسرهم من أجل كرامة العراقيين وعزتهم...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين أبوا الظلم والحيف. قال: ومن
هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين تركوا البلاد عنوة، أو ظلوا فيها وعاشوا
عيشة ضنكا. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين حُرم أولادهم
وأقربائهم وأصدقائهم من الدراسة. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين
حُرقت بيوتهم وهُدمت قراهم...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين عادوا إلى العراق مع عوائلهم؛
وعاشوا مع أبناء الوطن لحظات الانفجارات والتفخيخات والأحزمة
الناسفة. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يضعوا أيديهم بيد
أعداء البلد...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين جاءوا للحكم ليعدلوا، قال:
ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يكذبوا على شعبهم قط. قال: ومن
هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين حملوا هموم الناس وجاهروا بها بكرة
وأصيلا. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين تقلدوا المناصب وهم
كارهون لها! قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يختلسوا أموال
الشعب...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يسرقوا قوت أبنائنا، قال:
ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يرتشوا، قال: ومن هؤلاء؟ قلت:
أولئك الذين لم يستغلوا مناصبهم لمصالحهم، قال: ومن هؤلاء؟ قلت
أولئك الذين لم يعينوا أبنائهم وبناتهم في دوارئهم، قال: ومن
هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يعينوا أحدا من أصحابهم أو أحزابهم...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت أولئك الذين لم يستبدلوا كراسيهم القديمة
ب"سيت رئاسي" قال ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين يحافظون على أوقات
دوامهم الرسمي، قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم يسكنوا في
اكثر من بيت من بيوت الدولة. قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين لم
ينفقوا أموال الخزينة على كاشي ومرمر بيوتهم، قال: ومن هؤلاء؟
قلت: أولئك الذين لم يختلسوا أموال حمايتهم...
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين سنوا القوانين، وكانوا أول من
التزموا بها، قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين شرعوا قوانين مثل
قوانين الشهداء والسجناء، قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين أسرعوا
في تنفيذ مواد قانون إعادة المفصولين للعشرات من المنتظرين لشهور.
قال: ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين فكروا باخرتهم قبل دنياهم. قال:
ومن هؤلاء؟ قلت: أولئك الذين سيذكرهم التاريخ.
قال: أو مازلت تظن بوجودهم؟ قلت: بلى. قال: دلني على أحدهم،
قلت: لو خلت لقلبت. |