ملف الانتخابات الأمريكية: قرب النهاية من نفق السباق نحو البيت الأبيض 

إعداد: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: بدأ العد التنازلي لنهاية السباق الطويل نحو البيت الأبيض، في أعقد مرحلة انتخابية تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية على صعيديها السياسي والاقتصادي.

قدمت أمريكا من خلالها وجهين لمرشحين مختلفين، فيهما ما يلفت النظر الدولي، وتسلط الاضواء عليه، فبين الجمهوري ماكين المقاتل الأسبق والمتشدد في القضايا الخارجية، وبين الديمقراطي اوباما الشاب الحديث العهد بالسياسة كما يصفه اغلب المراقبين، والمنحدر من أصول أفريقية مسلمة.

ساعة الحسم مازالت تلوح في الأفق، ونهاية الطريق لم تصل الى نقطة الارتكاز، لتبقى المصادر الإعلامية والصحفية والتقارير السياسية والخبرية تعطي الأولوية لسير الانتخابات حتى بلوغ نهاية المطاف.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على مجريات الانتخابات الأمريكية مع عرض لجوانب مهمة في مسيرة الانتخابات وتجاوز المرشحين للأخلاق المتعارف عليها في عمليات شن هجوم المرشحين على خنادق الخصوم:   

في أيامه الأخيرة.. سباق البيت الأبيض يصبح شرساً

ياخذ السباق الى البيت الابيض منحى اكثر شراسة يوما بعد يوما مع تكثيف المرشح الجمهوري جون ماكين ومنافسه الديموقراطي باراك اوباما الهجمات والاتهامات الشخصية المتبادلة.

وفي هذه الاجواء ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في معلومات جديدة ان المرشحة لمنصب نائب الرئيس من الجانب الجمهوري ساره بايلن استغلت نفوذها كحاكمة لولاية الاسكا لمحاباة اصدقائها وابعاد خصومها خالطة حسب الصحيفة بين منصبها الرسمي واعمالها الخاصة.

وافادت "نيويورك تايمز" انه مع كل مرة كان يشغر فيها منصب رفيع المستوى في الولاية كانت بايلن تسارع الى تعيين احد اصدقائها فيه. فقد عينت بايلن في منصب مدير الخدمات الزراعية في الاسكا زميلة دراسة سابقة لا تملك مؤهلات لهذه الوظيفة الا حبها للابقار منذ الطفولة. ويتقاضى صاحب هذا المنصب 95 الف دولار سنويا. وكانت هذه الصديقة تعمل سابقا في مجال العقارات. بحسب فرانس برس.

وكتبت الصحيفة مستعينة بوثائق رسمية ومقابلات مع 60 نائبا جمهوريا وديموقراطيا في برلمان الاسكا تقول: طوال حياتها السياسية سعت بايلن الى الانتقام من معارضيها فسرحت موظفين رسميين لم يكونوا على وفاق معها وخلطت احيانا بين مشاكلها الخاصة ومنصبها الرسمي.

من جهته اتهم الناطق باسم فريق حملة السناتور جون ماكين المرشح الديموقراطي باراك اوباما باعتماد تكتيك انتخابي "في غير مكانه" عندما وجه نداء السبت الى انصاره لمساعدة ضحايا الاعصار آيك الذي اجتاح تكساس (جنوب) من خلال مساهمات مالية. وقال ماكين في بيان انه وزوجته يقدمان صلواتهما ومساعدتهما.

ورد السناتور اوباما في اليوم ذاته مؤكدا ان منافسه الجمهوري يشن الحملة الانتخابية الاقل اثارة للاحترام في تاريخ الولايات المتحدة.

ونشر فريق اوباما شريطا دعائيا جديدا وافتتح موقعا الكترونيا يشدد فيهما على وجود اعضاء مجموعات ضغط (لوبي) سابقين في الاوساط المقربة من ماكين في حين يؤكد هذا الاخير انه لطالما قاتل سلطة المال في واشنطن وانه مرشح التغيير الفعلي.

واوضح ديفيد اكسيلرود مسؤول الاستراتيجيا الانتخابية في فريق اوباما ان هذه الرسائل تهدف الى "اسقاط مسرحية" ماكين الذي صوت على الدوام دعما لسياسة الرئيس جورج بوش في مجلس الشيوخ ويريد الان ان يقدم نفسه على انه عامل التغيير الحقيقي.

ورد ماكين مؤكدا انه وبايلن يعدان ليس فقط بتغيير كبير في واشنطن بل انهما اظهرا من خلال مسيرتهما انهما قادران على ذلك.

من جهة اخرى حطم المرشح الديموقراطي باراك اوباما رقمه القياسي في جمع الاموال خلال حملته الانتخابية في شهر آب/اغسطس بجمعه 66 مليون دولار.

وقالت جين بساكي الناطقة باسم معسكر اوباما لقد كان شهر آب/اغسطس قياسيا. جمعنا اكثر من 66 مليون دولار وسجلنا 500 الف متبرع جديد مما يرفع المجموع الى 5,2 مليون متبرع. ويعود المبلغ القياسي الاخير للمرشح الديموقراطي الى شباط/فبراير الماضي وقدره 55 مليونا.

ويفيد فريقه انه يتمتع بسيولة قدرها 77 مليون دولار متوافرة فورا وهذه نقطة ايجابية مقارنة بمنافسه الجمهوري ويمكنه الاستفادة منها باكثاره من الحملات الدعائية.

واظهر اخر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة "نيوزويك" تعادلا بين المرشحين مع حصول كل منهما على 46% من الاصوات.

أمل الديمقراطيون وخشيتهم من الايام القادمة

مع اقتراب الرابع من نوفمبر تشرين الثاني موعد الانتخابات بالولايات المتحدة يشعر الديمقراطيون بالامل والخوف في نفس الوقت.

من الممكن أن يفوز الديمقراطيون في انتخابات الرئاسة الامريكية وبانتخابات الكونجرس في نفس الوقت لاول مرة منذ 16 عاما ومن ثم سيواجهون بعد ذلك ضغوطا لتحقيق تعهداتهم التي تقدموا بها خلال الحملة الانتخابية.

ويسلم الديمقراطيون بأنهم اذا فشلوا في خفض أسعار الطاقة سريعا واحياء الاقتصاد وفي سحب القوات من العراق وتوسيع برامج الرعاية الصحية وضمان تنظيم أسواق المال بشكل مناسب فمن المرجح أن يعيد الناخبون الجمهوريين ثانية الى مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات التي ستجرى عام 2010. بحسب رويترز.

وقال السناتور تشارلز شومر من نيويورك رئيس لجنة الحملة الانتخابية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ: اذا وصلنا عام 2009 ولم نحل مشاكل الناس سيبعدونا بنفس السرعة التي أوصلونا بها.

وقد حدث ذلك من قبل.. كانت اخر مرة فاز فيها الديمقراطيون بانتخابات الرئاسة والكونجرس عام 1992 . وبعد عامين أعاد الناخبون الجمهوريين ثانية للهيمنة على مجلسي النواب والشيوخ ولكن شومر يقول انه "متفائل".

وفي حين يخوض المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية باراك أوباما والمرشح الجمهوري في الانتخابات جون مكين سباقا متقاربا الا أن نتائج استطلاعات الرأي توضح أن الديمقراطيين ربما يتجهون صوب توسيع هيمنتهم على الكونجرس. ويشغل الديمقراطيون حاليا 235 مقعدا من مقاعد مجلس النواب مقابل 199 مقعدا للجمهوريين وهناك مقعد شاغر كما يشغلون 51 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل 49 مقعدا للجمهوريين.

ويتوقع محللون أن يحصل الديمقراطيون على ما يصل الى ستة مقاعد اضافية في مجلس الشيوخ ولكنهم لن يشغلوا اجمالي 60 مقعدا وهو العدد اللازم للتغلب على العقبات الاجرائية للجمهوريين وهو ما يعني أن سيتحتم عليهم التفاوض أو مواجهة طريق مسدود.

وقال ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ: لا يمكن سن قانون دون تمريره عبر مجلس الشيوخ.

وهذا حقيقي الا أن مع زيادة عدد الديمقراطيين في الكونجرس والمطالب العامة بالتغيير يأمل أوباما كسب تأييد عدد كاف من الجمهوريين بشكل يمكنه من دفع أجندته التشريعية للامام.

ومن بين تعهداته في حملته الانتخابية اصلاح القواعد المالية والغاء الخفض الضريبي على الاغنياء وخفض الضرائب للطبقة المتوسطة وسد الثغرات الضريبية التي يقول انها تشجع الشركات الامريكية على الانتقال للخارج وكبح ظاهرة الاحتباس الحراري. ويريد الديمقراطيون التحرك سريعا.

ولكن العجز الاتحادي غير المسبوق الناجم بشكل كبير عن الخفض الضريبي الذي طبقه الرئيس الامريكي جورج بوش والزيادة في الانفاق الاتحادي خاصة للحربين في العراق وأفغانستان قد يؤديان الى الحد مما يريد أي أحد أن يحققه.

وتوقع مكتب الميزانية التابعة للكونجرس أن يزيد العجز في الميزانية الامريكية بشكل قياسي ويبلغ 438 مليار دولار العام المقبل. ومن المؤكد أن يزيد ذلك مع تحرك الحكومة لشراء مئات المليارات من الدولارات من الديون المعدومة للتغلب على أسوأ أزمة مالية أمريكية منذ الكساد العظيم قبل نحو 70 عاما.

ودعا أوباما الى سحب القوات الامريكية من العراق واعادة نشرها في أفغانستان ضمن جهود متزايدة للقضاء على المتشددين مثل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

ويسعى الديمقراطيون أيضا الى ترك علامة على المحكمة العليا التي يرشح الرئيس أعضاءها التسعة ويؤكد مجلس الشيوخ هذا الترشيح.

ويقدر جو بايدن الذي اختاره أوباما لخوض انتخابات الرئاسة معه كنائب له أن ما يصل الى ثلاثة قضاة من التسعة قد يتقاعدون خلال السنوات الاربع المقبلة وهذا سيمنح فرصة لاوباما اذا فاز في انتخابات الرئاسة القيام بتعيينات ستوقف ميل المحكمة صوب المحافظين.

وقال بايدن: اضافة الى انهاء حرب العراق فان أهم شيء اخر يمكن لباراك أوباما أن يقوم به... هو تحديد الاعضاء المقبلين للمحكمة العليا.

رقم قياسي في المشاهدة التلفزيونية لخطاب أوباما

سجل جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية رقما قياسيا جديدا في عدد المشاهدين عبر التليفزيون حيث شاهده 38.9 مليون مشاهد أثناء القاء خطاب قبول ترشيح الحزب وذلك وفقا لأرقام كشفت عنها شركة نيلسون ميديا ريسيرش. بحسب د ب أ.

وتجاوز عدد مشاهدي ماكين بقليل عدد مشاهدي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية الأسبوع الماضي والذين بلغوا 38.4 مليون مشاهد.

وجذبت سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري 37.2 مليون مشاهد مساء الأربعاء الماضي بعد ثلاثة أيام من التغطية الاعلامية المكثفة بينما جذب السيناتور جو بايدن الذي اختاره أوباما نائبا له 24 مليون مشاهد أثناء خطابه الذي ألقاه في 27 أغسطس الماضي.

وتمكن ماكين وبالين من جذب ما اجمالية 76.2 مليون مشاهد مقارنة بأوباما وبايدن بعدد بلغ 62.4 مليون مشاهد.

دعم الجمعيات النسائية وتأييدها لأوباما

اعلنت كبرى الجمعيات النسائية الامريكية عزمها على دعم المرشح الديمقراطي للبيت الابيض باراك اوباما.

جاء ذلك اثر اختيار ساره بالين من قبل المرشح الجمهوري جون ماكين لتكون نائبة للرئيس في حال فوزه في انتخابات الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالت كيم غندي رئيسة المنظمة الوطنية للنساء "ناو" متحدثة لاذاعة ان بي ار: إن ناو ستدعم اوباما وجو بايدن، مرشحه لنيابة الرئاسة. بحسب رويترز.

واشارت غندي الى انه من النادر جدا ان تقدم منظمتها التي تعد نصف مليون منتسبة دعمها لمرشح ما لكنها اوضحت ان طرح بالين من الجانب الجمهوري دفع الناشطات الى الوقوف مع اوباما.

وقالت غندي ان بالين: وصفت بانها مناصرة لحقوق المرأة وناشطة نسائية، في حين ان مواقفها بشأن مواضيع كثيرة تتعارض تماما في الواقع مع مواقفنا.

وذكرت على سبيل المثال بان بالين تعارض الحق في الاجهاض حتى في حال الاغتصاب او سفاح القربى. وقالت: ان هذه المواقف تتعارض كليا مع آراء الامريكيات، وكلما اطلعت النساء على مواقف ساره بايلن تراجع تأييدهن لها.

المرشحان يتجاوزان حدودهما في مسألة الدعاية الانتخابية

قال المستشار السابق للرئيس جورج بوش، كارل روف الأحد، إن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، السيناتور جون ماكين تجاوز كثيراً في بعض إعلاناته الأخيرة التي يهاجم بها منافسه الديمقراطي باراك أوباما، مشيراً إلى أن الأخير ذهب بعيداً أيضاً في ذلك. وقال روف في تصريح لشبكة فوكس نيوز: لقد تجاوز ماكين في بعض إعلاناته كثيراً.

من جانبه قال المتحدث باسم حملة أوباما، تومي فيتور: في حالة إذا كان هناك من يشك بأن جون ماكين يقود أكثر الحملات الانتخابية الأمريكية قذارة في التاريخ، فإن كارل روف، الرجل الذي حمل الرقم القياسي السابق. بحسب (CNN).

جاء ذلك في تصريح أرسل إلى وسائل الإعلام بعد دقائق قليلة على تصريحات روف، التي ذكرها على الهواء مباشرة.

يذكر أن روف كان العقل المدبر وراء حملتي جورج بوش الانتخابيتين اللتين قادتا الأخير إلى البيت الأبيض.

وقال روف إن كلا المرشحين يحتاجان إلى أن يكونا "أكثر حذراً" بشأن مهاجمة بعضهما بعضاً. وأضاف قائلاً: ينبغي عليهما.. ينبغي أن يكون هناك شخص بالغ يسألهما 'هل نحتاج فعلاً إلى تجاوز الحدود في هذا الإعلان؟ ألم نوضح وجهة نظرنا؟ ألم نحظ بقبول واسع وحرمنا الخصم من فرصة للهجوم علينا لو لم نضمن إعلاننا الأخير تلك الحادثة الصغيرة؟

وقال أوباما: "إن ماكين وبالين سيتحدثان عن الخنازير، وعن أحمر الشفايف، وعن باريس هيلتون وعن بريتني سبيرز، ويريدان تشويه سجلي، وسيحاولان تقويض مصداقيتي وثقتي بما يريد الديمقراطيون تحقيقه.

وقال المتحدث باسم أوباما، بيل بيرتون: إن إعلاناته المخزية التي تحتوي على أكاذيب مثيرة للقرف منتشرة في كل مكان من البلاد حالياً. إنه يدير حملة انتخابية لا تنسجم مع المنصب الذي يسعى وراءه.

ومؤخراً، كشفت حملة ماكين عن إعلان باللغة الإسبانية أدرجته في مواجهة أوباما، معتبرة أنه والديمقراطيين من ورائه أخفقوا في محاولات إصلاح قوانين الهجرة إلى الولايات المتحدة.

الخلافات الأساسية لدى الجمهوريين بشأن السياسة الخارجية

يقول جون مكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية انه يريد استعادة وضع الولايات المتحدة في الخارج بمنهج للسياسة الخارجية يختلف عن دبلوماسية رعاة البقر، التي كان يتبعها الرئيس جورج بوش ويتناقض مع ضعف منافسه من الحزب الديمقراطي باراك اوباما.

واختلف مكين سناتور اريزونا وأسير الحرب السابق الذي ساعدت خبرته في مجال السياسة الخارجية في اعطاء دفعة لترشحه مع اتخاذ بوش قرارات أحادية في قضايا مثل الاحتباس الحراري او المعاملة القاسية لاسرى الحرب. بحسب رويترز.

لكن مكين الذي يشتهر منذ زمن بعيد بتقلبه كان اكثر صرامة من بوش في قضايا أخرى. فقد نادى بأن ترسل الولايات المتحدة مزيدا من القوات في المراحل الاولى من حرب العراق وحين اشتبكت جورجيا وروسيا في اغسطس اب طالب مجددا بالاطاحة بموسكو من مجموعة الدول الثماني الغنية وهو موقف اكثر حدة من موقف ادارة بوش او الحلفاء الاوروبيين.

ويقول راندي شيونيمان كبير مستشاري مكين للسياسة الخارجية: خلافاته مع بوش في مجموعة من القضايا معروفة جيدا سواء معاملة المعتقلين او التغير المناخي او روسيا.

وسلط الصراع بين جورجيا وروسيا الضوء على التناقضات بين مكين واوباما منافسه في الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. وتفجر الصراع في اوائل اغسطس اب حين حاولت جورجيا استعادة السيطرة على اقليم اوسيتيا الجنوبية المنشق والموالي لموسكو مما أدى الى شن روسيا هجوما مضادا كبيرا.

وكان رد فعل مكين سريعا حيث طالب بأن توقف روسيا جميع العمليات العسكرية وتسحب قواتها. لكن اوباما كان اكثر حذرا حيث ندد بتفجر أعمال العنف لكنه لم يلق باللوم على أي من الجانبين في البداية او يطالب بانسحاب روسي. وقد صعد من انتقاده بمرور الوقت.

وقال شيونيمان ان تصرفات روسيا تظهر ما كان يحذر منه مكين منذ فترة طويلة وهو أن موسكو تشكل تهديدا لجيرانها وأن على الولايات المتحدة العمل مع اوروبا لوضع سياسة تعترف بروسيا القائمة وليس روسيا تتسم بمثالية يأمل بعض الناس أن تكون عليها.

وعلى الرغم من اختلافه مع الرئيس في بعض الاحيان بشأن المنهج فان مكين يحصل على المشورة من بعض الاشخاص الذين كانت الادارة تتشاور معهم بشأن حرب العراق. وكان شيونيمان مديرا لمنظمة بروجيكت فور ذا نيو امريكان سينشري التابعة للمحافظين الجدد ومن أوائل المؤيدين لحرب العراق. كما أن روبرت كاجين وهو مدير سابق لنفس المنظمة من مستشاريه ايضا.

ويتفق مكين مع بوش بشأن حرب العراق الى حد كبير بعد أن اختلف معه في البداية على المنهج.

ويؤيد سناتور اريزونا الابقاء على قوات أمريكية في المنطقة ما دامت هناك حاجة لها ويعارض وضع جدول زمني للانسحاب وهو يرى أن الارهاب تهديد خطير ومستمر. ويفضل اوباما انسحابا للقوات الامريكية من العراق على مدار 16 شهرا وزيادة التركيز على افغانستان.

ويبرز مستشارو مكين علاقاته بزعماء العالم التي كونها على مدار اكثر من عقدين قضاهما في الكونجرس مقارنة بأوباما صاحب العلاقات الاحدث بعد أقل من أربع سنوات بمجلس الشيوخ.

ويقول مساعدون ان الاختلافات مع اوباما تمتد الى الفلسفة العامة. ووصف ريتشارد فونتين وهو أحد المستشارين مكين بأنه مثالي واقعي في مجمل منهجه لديه رغبة في أن تكون الولايات المتحدة نموذجا للمواطن العالمي.

وعلى صعيد التجارة يختلف دعم مكين القوي لاتفاق التجارة الحرة لامريكا الشمالية فضلا عن الاتفاق المقترح مع كولومبيا عن اوباما الذي يعارض الاتفاق مع كولومبيا وقال انه سيسعى الى اعادة التفاوض على اتفاق التجارة الحرة لتحسين اجراءات حماية العمال والمعايير البيئية.

الفارق الجوهري بين نظرتي المرشحَين للعالم

حين قامت روسيا بغزو جورجيا في اغسطس اب نادى مرشح الحزب الجمهوري جون مكين بالاطاحة بموسكو من مجموعة الدول الثماني الغنية. لكن منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية باراك اوباما لم يفعل.

ويفتح هذا الاختلاف نافذة على أسلوب تفكير اوباما في السياسة الخارجية الذي يصفه بأنه عملي ويجمع بين عناصر من الليبرالية العالمية والواقعية.

وانتقد اوباما تصرفات واشنطن ودعا الى تقديم مساعدات لاعادة اعمار جورجيا لكنه يعتقد أن طرد موسكو من مجموعة الثماني لن يفيد بل سيضر بجهود الولايات المتحدة للعمل مع روسيا في قضايا أخرى. بحسب رويترز.

والازمة بين روسيا وجورجيا من بين الكثير من القضايا التي يرجح أن تطرح في المناظرة الاولى التي تجري يوم الجمعة بين مكين واوباما.

والمناظرة التي تجري في اوكسفورد ميسيسيبي وتدور حول السياسة الخارجية هي أولى ثلاث مناظرات تجري قبل انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وترى حملته فيها فرصة لاوباما ليستعرض معرفته بالشؤون العالمية ويصد محاولات مكين لرسم صورة له بأنه يفتقر الى الخبرة اللازمة ليكون القائد الاعلى للجيش.

ومكين (72 عاما) محارب قديم في حرب فيتنام وأسير حرب سابق اتسم بالصراحة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية خلال اكثر من عقدين في مجلس الشيوخ.

على النقيض لم يخدم اوباما (47 عاما) سوى لاربع سنوات بمجلس الشيوخ وعضو بلجنة العلاقات الخارجية بالمجلس وقد التقى بالكثير من زعماء العالم في واشنطن وخلال رحلات الى الخارج بما في ذلك جولة قام بها في يوليو تموز شملت العراق وافغانستان واسرائيل والاردن وغرب اوروبا.

ويقول مستشارون لاوباما ان فهمه لشؤون العالم يضرب بجذوره في طفولة قضاها في اندونيسيا وبحث لجمع معلومات بشأن تراث والده الكيني الذي كان فكرة لكتابه: أحلام من أبي.

ويتابع سناتور ايلينوي شؤون العالم عبر قراءة ملخصات فضلا عن الصحف والكتب. وكان يقرأ مؤخرا كتاب العالم بعد امريكا، للمؤلف فريد زكريا، وكتاب حروب الاشباح، من تأليف ستيف كول، الذي يبحث في تاريخ وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وفي حين يتسم حديث مكين كثيرا بالصرامة خاصة بشأن روسيا وايران يتحدث اوباما بنبرة اكثر ترو. غير أنه بدأ مؤخرا في التحذير من تسلح ايران نوويا.

ويصفه مستشارون بأنه "اوباما بلا دراما" لمزاجه المتوازن ويقولون انه سيفيده عند مواجهة اي أزمة.

ويقول اوباما انه سيسعى الى مزيد من الدبلوماسية محاولا دمج الخصوم مثل ايران وسوريا مع التركيز على تحقيق النتائج وليس على الايديولوجية.

وأضاف ليبيرت: يعتقد أن هناك أوقاتا حين يكون الحديث مع الاعداء والذي كان يجري فيما مضى خلال بعض أحلك ايام الحرب الباردة على سبيل المثال يمكن أن يلعب دورا مهما وأن يكون أداة أساسية في صندوق الادوات اللازمة لتقدم مصالحنا.

ويعد اوباما باختلاف حاد عن سياسة جورج بوش لكنه أشاد ببعض سياسات الرئيس الاسبق جورج بوش الاب الجمهوري المعتدل ووالد الرئيس الحالي.

وينظر اوباما لغزو بوش للعراق الذي عارضه وأيده مكين عام 2003 على أنه مبالغ فيه ويستشهد بهذا القرار للمجادلة بأن حكمه أصوب.

وهاجم مكين اوباما لمعارضته زيادة القوات في العراق. لكن اوباما متمسك بموقفه بسحب القوات الامريكية في غضون 16 شهرا من توليه الرئاسة. وسيركز على تحقيق الاستقرار لافغانستان وملاحقة مقاتلي القاعدة وطالبان في المنطقة الحدودية لباكستان.

ويشير بين رودز كاتب خطب اوباما وأحد مساعديه للسياسة الخارجية الى أن الازمة المالية الامريكية جسدت الحاجة الى تركيز الموارد المحدودة على المصالح الاساسية.

عرب أمريكا يؤيدون الحزب الديمقراطي بعد حرب العراق

كشف استطلاع للرأي أن تأييد العرب في الولايات المتحدة تحول على مدى السنوات الثماني الماضية الى الحزب الديمقراطي الامريكي وأنهم يؤيدون بشدة باراك أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة.

وأشار الاستطلاع الذي أجراه المعهد العربي الامريكي الى أن تأييد الحزب الجمهوري تراجع بعد ثماني سنوات من الحروب الامريكية في دول اسلامية مثل العراق وأفغانستان.

وقد يعزز هذا من فرص أوباما في ولايات تشهد تنافسا قويا بالانتخابات الامريكية مثل ميشيجان حيث يعيش عدد كبير من عرب أمريكا. بحسب رويترز.

وبينما حظى الحزبان الجمهوري والديمقراطي في أمريكا بنسبتين متساويتين تقريبا من التأييد بين عرب أمريكا البالغ عددهم 3.5 مليون شخص عام 2000 تؤيد نسبة 46 في المئة منهم الان الحزب الديمقراطي بينما لا يتجاوز تأييد الحزب الجمهوري في صفوفهم نسبة 20 في المئة.

وقالت نسبة اقتربت من 46 في المئة من عرب أمريكا انهم سيدعمون أوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية المقررة يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بينما قالت نسبة 32 في المئة انها ستؤيد المرشح الجمهوري جون مكين.

وحصل المرشح المستقل رالف نادر الذي هاجر أبواه من لبنان الى الولايات المتحدة على نسبة ستة في المئة.

وارتفع تأييد أوباما بين عرب أمريكا الى نسبة 54 في المئة عند استبعاد نادر من قائمة المرشحين.

وقال جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الامريكي ان الاستطلاع أشار الى تراجع تأييد أوباما بين المستقلين والرجال والناخبين الاكبر سنا في صفوف عرب أمريكا أي بين نفس شرائح المجتمع الامريكي بشكل عام التي يواجه تأييد أوباما مشاكل بينها.

ويمثل عرب أمريكا نسبة أكثر من واحد في المئة بقليل من اجمالي السكان في الولايات المتحدة لكن أكثر من ثلثهم يعيشون في ولايات ميشيجان وفلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا وهي ولايات ستشهد منافسة ساخنة في الانتخابات المقبلة.

وقال المشاركون في الاستطلاع ان الاقتصاد هو القضية الاهم بالنسبة لهم تليه الحرب في العراق والرعاية الصحية.

وحصل الرئيس الامريكي جورج بوش على نسبة تأييد ضئيلة في أوساط عرب أمريكا مثلما هو الحال بين سكان أمريكا بشكل عام. وقالت نسبة 23 في المئة فقط انه أبلى بلاء حسنا في البيت الابيض.

واستند الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (زغبي انترناشيونال) الى 501 مقابلة أجريت بين يومي 8 و13 سبتمبر أيلول. وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع 4.5 نقطة مئوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/تشرين الأول/2008 - 7/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م